تدشين قافلة مبدعو عمان لبناء القدرات ورعاية المبدعين
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
تم صباح اليوم، تدشين قافلة "مبدعو عمان لبناء القدرات ورعاية المبدعين" في الكلية العسكرية التقنية، وذلك بالشراكة بين حملة "مبدعو عمان"، والمنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب بوزارة العمل، وجائزة "نحن عمان" التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، برعاية سعادة الدكتورة جوخة بنت عبدالله الشكيلية، الرئيسة التنفيذية للهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم.
وأكد ناصر بن سعيد الشكيلي، رئيس لجنة التنظيم والفعاليات بحملة "مبدعو عمان"، على أن بناء القدرات ورعاية المبدعين يشكلان أساسًا متينًا لبناء مجتمع متطور وواعد، وأضاف أن قافلة "مبدعو عمان" تهدف إلى تعزيز مهارات وكفاءات الأفراد داخل المؤسسات التعليمية، وتطوير مهاراتهم بما يتماشى مع "رؤية عمان 2040" وأوضح أن القافلة تضم مجموعة من الأنشطة والاستراتيجيات التي تستهدف مشرفي الأنشطة الطلابية، ورؤساء الجماعات الطلابية، وكذلك الطلبة المبدعين في الجامعات والكليات والمدارس، عبر خارطة سير تشمل جميع محافظات سلطنة عمان.
وأعلنت سعادة الدكتورة جوخة الشكيلية عن انطلاق القافلة، تلتها فقرة فنية بعنوان "الفن الغامض" قدمها ناصر الهاشمي من الكلية العسكرية التقنية. ثم استعرضت الدكتورة مريم اللمكية، رئيسة المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب، فكرة المنظومة وأهدافها، موضحة هيكل المنظومة التي ترتبط بنظام الأحوال المدنية، ونظام البوابة التعليمية بوزارة التربية والتعليم، وأنظمة وزارة العمل، ونظام التدريب المهني بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالإضافة إلى أنظمة القطاع الصحي والأكاديمية السلطانية.
تضمن اليوم الأول من القافلة تقديم حلقتي عمل، حلقة عمل بعنوان "ثورة الذكاء الاصطناعي مع الإبداع والابتكار"، قدمتها الدكتورة عفاف الشيخ، عالمة الجينات ورئيسة المعهد الدولي للذكاء الاصطناعي وجدارة التكنولوجيا الحيوية للتدريب. تناولت الحلقة تاريخ الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى التحول الآمن نحو الذكاء الاصطناعي.
وحلقة عمل بعنوان "دور الأنشطة الطلابية في رعاية الموهوبين بمؤسسات التعليم العالي"، قدمها المدرب أحمد البوسعيدي، رئيس فريق بناء المقياس الوطني للكشف والتعرف على المواهب في سلطنة عمان. استعرض البوسعيدي في حلقته تعريف الموهوبين والخصائص التي تميزهم، وكيفية اكتشافهم، بالإضافة إلى دور الأنشطة الطلابية في رعاية الموهوبين.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: لبناء القدرات
إقرأ أيضاً:
رسالة تعزية إلى الدكتورة آلاء النجار
يا آلاء: لا أستطيع وضعَ نفسي مكانك، ولا الدخولَ في الغلاف الذي أفترض أنك قد أحطتِ نفسَكِ به، حمايةً لها وضمن محاولات الاستعانة بالإيمان والصبر من أجل التماسك، حتى لو أدت إلى الانفصال عن الواقع ومتطلبات استكمال رحلة الحزن حتى الاكتفاء منه، فيا لقلبك المكسور، ويا لقلب كل أُمٍ فاقدة في قطاع غزة أو أُمٍ تستشعر أن الموت يقترب من عائلتها، ولا تملك شيئاً إزاءه سوى الدعاءِ إلى الله على إبقاء أبنائها في حضنها وعدم تمكين الاحتلال من انتزاعهم منه.
وأنتِ يا آلاء الطبيبة، تعرفين أكثر من الجميع أن كل طفل في غزة قد حُكم عليه بالقتل، ففي المستشفى حيث تعملين، تشاهدين بأُم عينِكِ وتعُدّين الأرقام الداخلة إلى الثلاجات وحكاياتها.. متأكدةً من صحة ما ذهبتِ له من استخلاصِ تجربةِ الأمهات المُرّةِ ومشاهداتك المتكررة بأن على الأمهات الفلسطينيات المزيدَ من الإنجاب ما استطعنَ إليه سبيلا، وبادرتِ إلى تطبيقه على نفسك، عاملةً على تعويض الفاقد بشكل مُسبق، وقد كان لمبادرتك منطقُها الخاصُ وموضوعُها العام في غزة، لأنها البقعةُ الجغرافيةُ المُشَرَّعةُ على جميع الاحتمالات المجنونة، الممكنةِ والمستحيلة، فكان قرارُكِ بالإنجاب المفتوح على عشرة، وجيهاً من جميع الوجوه.
كنتِ حكيمةً يا آلاء وعملية، فالأبناءُ العشرة قد يصبحون في أسوأ الكوابيس نصفَهم، أقل قليلاً أو أكثر قليلاً، لكنها تعليمات الإبادة الجماعية وشهوة الاحتلال للقتل والدماء تفوقَتْ على قراءتِكِ العمليةِ وعلى خططك المُسْبقة، فطبيعتُكِ ومهنتُكِ وفطرتُكِ الانسانية، تتعارض مع طبيعة الاحتلال وغرائزه التي لا تشبع من الدماء الفلسطينية، لقد وُجدوا ليَقتلوا!
يا آلاء: لا مناصَ أو مخرجَ لحزنك الذي لا يمكن لكل مصطلحات اللغات توصيفُه أو تعريفُه، سيبقى الحزنُ ملازماً لك للأبد، ما زالت الصواريخ تنهمر كالمطر ساحقةً أجساد الأطفال تحت المنازل، وما دام الجيش الفاقد لبشريته يطرق الأبواب بالرصاص، وما زال الدخان يتصاعد من البيت الذي التصقَت بجدرانه الأشلاء.
يا آلاء الأُم: ستبقى فصول المأساة تتوالى أمام عينيكِ الزائغتين، ستتردّدين على القبرَين الصغيرَين اللذينِ احتضنا أشلاء البنات والأولاد، وتنظرين إلى صورهم التي تحتفظين بها في جيوب قلبك، مرددةً أناشيدهم العالقة على لسانكِ وفوق ما بقي من الجدران المتهالكة، ستبقى المأساة تمر أمامك كشريطٍ مُصوَّرٍ، بينما يستمر الاحتلال في تقطيع الأجساد الصغيرة وإرسالها إلى السماء، وتستمر أرواح الغزيين تهيمُ على وجهها تبحث عن مكانٍ لا يُقصف، عن مأوى لم يُدَمّر، عن كلمةِ حقٍ يتردد صداها من آخر الدنيا، تُردّدها الانسانيةُ التي ما انفكت تتظاهر في الشوارع وعلى مقربة من سفارات الاحتلال منذ الإبادة.
يا أُختي في الحزن المقيم: أنت تعلمين أكثر من أي فلسطينية أخرى، من موقعك كطبيبة في مستشفى تغص ثلاجاتُها بالجثث والأشلاء، وتواظبين على استقبال الجرحى منذ أكثر من ستمائة يوم، وتحت ناظرَيكِ تتم مراسمُ الرثاء والوداع، تعرفين تماماً أيَّ مجرمين نواجه في معركة غير متكافئة على الإطلاق، تصبح فيها خطتكِ في التعويض عن الفاقد أُمَّ الخطط الاستراتيجية.. تقابل خطط الاحتلال في اغتيال مئات ألوف الحيوات لأناس بسطاء وأطفال أبرياء وشباب واعدين كانوا يملكون آمالاً وخططاً ومواهب، كالخطط التي رسمتِها من أجل أبناء يستكملون بناء العائلة الطبيّة.. قام جيش الاحتلال المجرد من المبادئ ببترها، فاتحاً مقبرةً عملاقة غير مسبوقة تعادل مساحة غزة.
يا آلاء الأُم الجميلة: ثمةَ كلامٌ كثير حزين عن خذلان بحجم التاريخ، وثمةَ جراحٌ وأرواح لا تشفى أو تتعافى حتى تغلَق المأساة تماماً بالوصول إلى العدالة، فردياً وجماعياً.
وحتى تحين اللحظة المنتظرة لا أطلب منك النسيان، وكيف أفعلُ بينما نتبنى وعد النكبة الأولى وشهدائها: «لا ننسى ولن نغفر»، فلن يكون بمقدورك النسيان ولا نريده لك كما لا نريده لشعبنا، لكن ما أتمناه منك المسارعةُ الى تجفيف دموعك والانخراطُ في حملة عالمية تروين فيها القصة بحذافيرها، لكل ولد وبنت فيها حصة، يحيى وجبران وسيدرا ولقمان وريفال وراكان وإيف ورسلان وسيدين وآدم، ومعهم أطفال فلسطين..
تحملين رسائلهم عن مدارس مدمرة أصبحت ملاذاً للقلوب المنهكة عن الخيام التي يتم حرقها بمن يسكنها، عن دفاتر صغارِكِ وثيابهم التي ما زالت مطويةً في الأدراج مع لعبهم المهجورة، وذكرياتهم التي يتردد صداها في الغرف الصغيرة، مختلطةً مع ذكرى لم تكن عابرةً على الإطلاق.. لحظةَ تعرفتِ على أشلائهم.
الأيام الفلسطينية