صدر في المغرب عن دار منشورات ملتقى الطرق بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل كتاب مهم وشيق عنوانه: (الآخر بيننا) وهو عبارة عن حوارات مع مستشرقين ومترجمين أجراها الأستاذ الشاعر والباحث حسن الوزاني، و من المحاورين (بفتح الواو) ثمة مثقفون ساهموا في صناعة المشهد الثقافي والابداعي العالمي، وكانت لهم إسهامات في الترجمة إبداعية وعميقة أثّرت على أجيال كاملة في اللغة والرؤية.

من هؤلاء البريطاني جيمس إي مونتغمري، والإسباني غونزالو فرناندز باريا، والألمانية لاريسا بندر، والإسباني بابلو غارسيا سواريز، والأمريكي مايكل كوبرسون، والصيني تشانغ هونغ يي، وأليكس إلينسون من الولايات المتحدة الأمريكية، والصيني هو يوي شيانغ، وديبوراه كابشن من أمريكا، والفرنسي فرانس ماير، والصيني شوي تشينغ قوه، والأمريكي تشيب روسيتي، والإسباني إغناثيو فيراندو، والصيني تشن تشنغ، والإسبانية اللبنانية فكتوريا خريش، وجستن ستيرنز من أمريكا، ولين فنغمين من الصين، والفرنسية كاترين شاريو، والإسباني فرانسيسكو موسكوسو غارسيا.

أهم ما في كتاب (الآخر بيننا) هو تعرفنا على صورتنا أمام الغرب المثقف، وكان الباحث الوزاني قد أصدر كتابا قبل هذا الذي بين أيدينا، جمع فيه حوارات أجراها مع 30 شاعرا أجنبيا، تحت عنوان: (يتلهون بالغيم) اقترب فيه بشكل كبير كما يقول في مقدمة الكتاب من الجهل الذي يحيط بصورتنا نحن العرب، لدى وفي عدد منهم، ويضيف: وفي أكثر من مرة كان يتردد كتاب الف ليلة وليلة، ضمن أجوبة الشعراء عن أسئلتي الخاصة، باطلاعهم على ملامح الثقافة العربية وبذلك يبدون كما لو أنهم ما زالوا يتخيلون الشرق، فصلا من حكاية اسطورية لم تنته بعد.

علاقة المثقف العربي مع الحداثة الثقافية الأوروبية تراوح مكانها تماما، العربي ما زال متوترا يبحث عن صورته فيها والأوروبي الحديث يبحث عن تفسير لها وأبعاد أخرى تمهيدا لغرض ما ربما يكون استشراقيا استعماريا، وربما يكون خالصا لوجه التثاقف، مما لا شك فيه أن الابداع الأوروبي ما زال مسيطرا على المشهد الإبداعي العالمي، حتى الأدباء العرب الذين كتبوا رواياتهم وقصائدهم بلغات أوروبية بحثا عن مساحة خاصة ورسوخ مختلف لم يتمكنوا من إقناع المثقف الأوروبي أنهم ينطقون باسمهم، وباسم المكان الذي يعيشون فيه، وهذا حسب رأيي، خلق فجوات في الفهم وفي تقدير قدرات الآخر.

في هذا الكتاب ثمة رغبة في تصحيح المشهد، تتلاقى هنا جغرافيات ثقافية مختلفة في صفحات يؤمن صاحبها، بأن التثاقف ضروري جدا لنمو العالم نموا سليما بلا تشويهات طائفية ونعرات ثقافية إثنية هنا وهناك، ويؤمن صاحب هذا الكتاب بأن هذا التجاور بين الجغرافيات الثقافية سيساهم في سد فجوات الفهم والتقدير بين الطرفين.

على غلاف الكتاب كتب مترجم صيني اسمه: شوي تشينغ، (إذا عاش أنسان مع أنسان، أسبوعا، نشأت بينهم محبة أو صداقة فما بالك باللغة العربية التي عايشتها أربعين عاما، انها علاقة أطول من علاقتي بزوجتي واسمحوا لي أن أقول مازحا طبعا لأن محبتي للغة العربية أكثر من محبتي لزوجتي فهي حبيبتي الأولى)، وكتبت مترجمة فرنسية هي فرانس ماير ( أظن أن تعلم لغة أو لغات أخرى خارج اللغة الأم أمر ضروري لتفتح الانسان، وبالنسبة لي تم ذلك عبر اللغات الثلاث الإنجليزية والعربية والفرنسية، وكنت محظوظة باستماعي في نفس الوقت لكلمات اللغة الامازيغية واللغة العربية منذ ولادتي).

حسن الوزاني في سطور:

شاعر وباحث مواليد 1970 شغل منصب مدير الكتاب بوزارة الثقافة المغربية، وهو أيضا أستاذ في مدرسة علوم الاعلام، حاصل على الدكتوراة، في الآداب، صدر له العديد من الدراسات و الدواوين الشعرية مثل: (هدنة ما)،( دليل الكتاب المغاربة،) (قطاع الكتاب بالمغرب،) (الادب المغربي الحديث) وغيرها من الاعمال الأدبية والتوثيقية.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الثقافة تفتتح الدورة الرابعة لمعرض الكتاب والحرف التراثية بالعاصمة الإدارية

افتتحت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، فعاليات الدورة الرابعة من معرض الكتاب والحرف التراثية والبيئية، ضمن برامج وزارة الثقافة الداعمة لنشر المعرفة والحفاظ على التراث، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وذلك بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة.

ويقام المعرض للعاملين بالوزارات المختلفة، ويستمر حتى بعد غد الثلاثاء، يوميا من الساعة العاشرة صباحا حتى الثانية مساء، تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وبمشاركة عدد من قطاعات وزارة الثقافة.

ويضم المعرض باقة من أحدث إصدارات الهيئة بأسعار مخفضة، منها: "هو وأنا" لصفاء علم الدين، "ريح السموم ومسرحيات أخرى" ترجمة وتقديم عبد السلام إبراهيم، "أرض الأمهات" ترجمة شيماء نصر الدين، "أعلام الصحافة العربية" لأبو الحسن الجمال، "تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي" لجمال الدين الشيال، "حديث عيسى بن هشام" لمحمد المويلحي، إلى جانب مختارات من أعمال عباس محمود العقاد وعميد الأدب العربي طه حسين، بالإضافة إلى كتب تراثية نادرة.

كما يشمل المعرض قسما خاصا بالحرف التراثية والبيئية والمشغولات اليدوية، حيث تعرض منتجات متنوعة تعكس ثراء التراث المصري الأصيل، منها: معلقات بخيوط المكرمية، لوحات مصنوعة من النحاس، حقائب جلدية، حافظات كروت من الجلد الطبيعي، مشغولات من الخرز الملون والنحاس، ومنتجات من خامة الأركيت، بالإضافة إلى مجموعة من منتجات الخيامية.

وينفذ المعرض من خلال الإدارة العامة للتسويق والمبيعات، بالتعاون مع الإدارات العامة لثقافة الشباب والعمال، والتمكين الثقافي، وثقافة المرأة، والجمعيات الثقافية، تأكيدا على دور الهيئة في دعم الاقتصاد الإبداعي وفتح نوافذ جديدة لتسويق المنتج الثقافي والفني.

طباعة شارك برامج وزارة الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة اللواء خالد اللبان

مقالات مشابهة

  • “دقائق في العالم الآخر”.. شهادة مفصلة لـ”عائدة” من الموت!
  • حوارات تجارة تستكشف آفاق الابتكار والاستدامة في قطاع التعدين العُماني
  • الرئيس الشرع: هذا الذي نراه من دعم الأشقاء والأصدقاء ورفع العقوبات ليس من قبيل المجاملة السياسية، بل هو استحقاق استحقه السوريون من العالم لما بذلوه من تضحيات وسطروه من بطولات، وما يثقل عاتقنا عظم الأمانة فلا تخذلوا أنفسكم فتخذلوا عالماً تعلقت آماله عليكم
  • شيخ الأزهر يدعو إلى منح قضية غزة الأولوية في وسائل الإعلام العربية
  • ما سر الجسم المجنح الذي ظهر أعلى الشمس في صور ناسا؟
  • الرقابة الإدارية تتابع ملف طباعة «الكتاب المدرسي» وتحذّر من التلاعب بالمستقبل التعليمي
  • هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة
  • الثقافة تفتتح الدورة الرابعة لمعرض الكتاب والحرف التراثية بالعاصمة الإدارية
  • انطلاق حفل توقيع كتاب مذكرات صلاح دياب.. هذا أنا بحضور كبار الكتاب
  • جيل ألفا وما بعده في معرض الكتاب