انتقد كاتب فلسطيني -مقيم في الولايات المتحدة- السلطة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس، لشنها حملة أمنية لنزع سلاح المقاتلين الفلسطينيين في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، والذي يقع تحت سيطرتها ضمن المنطقة (أ) بموجب اتفاق أوسلو عام 1993.

وقارن جمال كانج، في مقاله المنشور بموقع "كاونتر بانش" الأميركي، بين تلك الحملة التي أطلقت عليها السلطة الفلسطينية "حماية الوطن"، وبما يقوم به جيش الاحتلال من اعتداءات ومذابح بحق الفلسطينيين ومداهمات لمنازلهم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إيكونوميست تكشف تفاصيل عن برنامج أوكرانيا السري لإنتاج الصواريخlist 2 of 2إزفيستيا: كيف ستتطور الأحداث في الشرق الأوسط خلال العام المقبل؟end of list

وقال إن "من العسير ألا ننظر إلى الحملة الأمنية هذه في جنين على أنها امتداد لعمليات إسرائيل التي فشلت في سحق المقاومة منذ العام 2002″.

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يتحرك بحرية تامة، ويداهم البيوت ويعتقل الفلسطينيين في أي مدينة أو بلدة أو مخيم للاجئين في جميع أنحاء الضفة الغربية، رغم أنها تقع ضمن اختصاص السلطة الفلسطينية.

وأسهب كانج في إيراد حوادث اعتداءات قوات الأمن والمستوطنين الإسرائيليين، منبها إلى أن ما يجعل تلك الأعمال "إرهابية وفظيعة" هو التواطؤ الصارخ لجيش الاحتلال.

تطهير عرقي

وقال يجب أن يكون مفهوما أن العنف المنهجي والعنصري الذي يمارسه المتعصبون اليهود الإسرائيليون هو جزء من إستراتيجية صهيونية مدروسة لغرس الخوف في نفوس الفلسطينيين وتحقيق التطهير العرقي "المتعمد".

إعلان

وانتقد ازدواجية النظام القانوني التي تتيح للمستوطنين الحصانة من العقاب، فيما يعاني الفلسطينيون من الحكم العسكري الجائر، في تجسيد لممارسات الفصل العنصري، التي وثقتها جماعات حقوق الإنسان الرائدة، بما في ذلك منظمتا العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش.

مستقبل السلطة الفلسطينية

ومضى إلى اعتبار أن تعاون السلطة الفلسطينية "الطوعي" مع إسرائيل يطرح تساؤلا جوهريا بشأن مستقبل السلطة الفلسطينية، في ظل تنامي حالة الإحباط من الوضع الراهن والمطالب الشعبية بإستراتيجية جديدة تعطي الأولوية للمقاومة وتقرير المصير على التسوية وتكسبها زخما.

وعلى حد تعبير كانج، فإن تلك المطالب تعكس رغبة شعبية في أن تتولى زمام الأمور قيادة "أكثر خضوعا للمساءلة" أمام الشعب الفلسطيني، و"أقل خنوعا لإسرائيل والمانحين الدوليين".

وختم الكاتب مقاله بلفت الانتباه إلى أن المسار الذي تسلكه السلطة الفلسطينية حاليا لا يقوِّض تطلعات مواطنيها في إقامة دولتهم فحسب، بل يخاطر أيضا بتحويل "الوطن" الذي تدعي حمايته إلى "بانتوستانات" تديرها الصهيونية، مستخدما المصطلح الذي أُطلق على مناطق في جنوب أفريقيا التي كان السود يشكلون فيها الغالبية العظمى من السكان في كل من جنوب أفريقيا وجنوب غرب أفريقيا (ناميبيا الآن).

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات السلطة الفلسطینیة

إقرأ أيضاً:

كاتب أميركي: 4 أفكار حول جنوح ترامب إلى التشدد تجاه إيران

قال روس دوثات -كاتب عمود الرأي بصحيفة نيويورك تايمز- إن الطريقة الوحيدة لمعرفة إلى أين تمضي سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه إيران على وجه اليقين هي الانتظار حتى يلقي بثقله الكامل لدعم الإسرائيليين، وينخرط في مسعى دبلوماسي جديد مع نظام طهران "المنهك"، أو يستمر في موقفه الحالي متفرجا ومشجعا ومشاركا ثانويا.

وفي مقاله بالصحيفة، عرض الكاتب 4 أفكار تتعلق بالجدل الدائر حول الحرب الإسرائيلية الإيرانية:

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: سنوات من العمل العلمي ضاعت هباء بتدمير معهد وايزمانlist 2 of 2هآرتس: حاخامان وعدا سكان بني براك بالسلامة وصواريخ إيران دكتهاend of list أولا: ليس هناك ما يدعو للاستغراب -بطبيعة الحال- في أن يأذن ترامب بدعم إسرائيل دعما غير مباشر في حربها على إيران، فلطالما اتخذ موقفا متشددا إزاء طهران إبان ولايته الرئاسية الأولى، ولم يكن أبدا من أنصار مبدأ عدم التدخل، وانطوى أسلوبه في عقد الصفقات دائما على التلويح باستخدام القوة كورقة مساومة حاسمة.

كما أنه يؤمن بقدرته على إنجاز كثير عن طريق توجيه بضع ضربات مؤلمة لإيران مع تجنب تغيير النظام، وبناء الدولة بما يتوافق بشكل مريح مع نظرته للعالم.

صورة فضائية قدمتها شركة ماكسار تكنولوجيز تظهر منشأة نطنز النووية في إيران عام 2019 (أسوشيتد برس)

ولعل الأمر الأكثر إثارة للدهشة -برأي دوثات- أن ترامب سمح باندلاع الحرب بعد أن نأى بنفسه، على ما يبدو، عن "الصقور" الذين كانوا يشغلون المناصب في ولايته الأولى، وأحيانا فعل ذلك بتحامل، مثلما فعل عندما سحب الحماية الأمنية من وزير خارجيته السابق مايك بومبيو في يناير/كانون الثاني الماضي.

ويرى الكاتب أن الدرس المستفاد هنا أن ترامب هو من يقرر ولا أحد غيره، إذا ما جنح إلى قبول تنازلات من طهران يعتبرها الصقور زائفة وغير كافية.

ثانيا: يقول دوثات إن شكوكا كثيرة تساوره من أن ترامب قد يدع الإسرائيليين لقبول ذلك، مضيفا أن على دعاة عدم التدخل أن يدركوا أن تحذير إسرائيل من أن إيران قد تغرق الشرق الأوسط في أتون الاضطرابات وتضرب الأميركيين في المنطقة والعالم، بدت حجة أضعف بكثير بعدما تمكن الإسرائيليون من تدمير وكلاء إيران في المنطقة -يقصد حزب الله وحركة حماس– عام 2024. ثالثا: أعرب كاتب المقال عن عدم قناعته بحجج بعض الكتاب من اليمين القومي -من أمثال أورين كاس ودانيال مكارثي- الذين حاولوا التوفيق بين قبول ترامب للحرب الإسرائيلية على إيران ورغبتهم في أن تتحلل الولايات المتحدة من التزاماتها الدولية.

بالطبع -يستدرك دوثات- أنه يمكن التوفيق بين الأمرين نظريا، "فالقبول ليس مشاركة، وحرب إسرائيل ليست بالضرورة حربنا"، لكنه -مع ذلك- يرى أنه من الناحية العملية الحروب تكون في أغلب الأحيان محركات للتشابك بالنسبة للقوى العظمى، بغض النظر عن نياتها المبدئية.

إعلان

ويعتقد أن شعار "أميركا أولا" ليس عصا سحرية تُخلِّص الأميركيين من التبعية أو تجعل الانسحاب من ريادة العالم سلسا. فإذا انهارت إيران، ستكون هناك أزمات على الولايات المتحدة أن تساعد في إدارتها، مع ما يصاحب ذلك من أثمان يتحتم عليها دفعها.

رابعا وأخيرا: إن المسألة الأكثر إلحاحا على الإطلاق ليست سقوط القنابل والصواريخ، بل انحراف الحرب على إيران عن مسارها وما سيترتب على ذلك من ثمن يتعين على المحافظين الأميركيين دفعه بأنفسهم.

ومن شأن حرب متهورة في الشرق الأوسط -يعتبرها كاتب المقال صدى لكارثة العراق– يتورط فيها اليمين الأميركي بسبب ولائهم لإسرائيل، أن تصبح من أكثر الوسائل التي قد تؤدي إلى فشل سياسات وأفكار الرئيس الأميركي، التي اصطُلح على وصفها بـ"الترامبية".

مقالات مشابهة

  • كاتب أميركي: 4 أفكار حول جنوح ترامب إلى التشدد تجاه إيران
  • عربي21 تكشف بالصور الموقع السري الذي ضربته الصواريخ الإيرانية قرب تل أبيب
  • مصرع ضابط صهيوني بنيران المقاومة جنوب قطاع غزة
  • د. هاني تمام: الانتماء للوطن فريضة وهذه علامات تقوى القلوب
  • غروسي يكشف عن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية
  • رغم الرقابة الأمنية.. أبرز المواقع التي أصابتها إيران في عمق إسرائيل
  • وطني، أم معادٍ للوطن؟!!هل تحتاج لإثبات وطنيتك؟
  • 11 شهيداً و35 جريحاً إثر قصف صهيوني على منزل وسط غزة
  • حروب المستقبل: الدرونز والمعضلة الأمنية في أفريقيا
  • 10 شهداء بقصف صهيوني استهدف منزلًا وسط قطاع غزة