فى الوقت الذى تحاول فيه الحكومة الروسية وقف الانخفاض المتزايد لقيمة الروبل والحد من المخاطر على استقرار الأسعار من خلال رفع الفائدة، يرى خبراء اقتصاد أن عودة الروبل للارتفاع قليلا أمام الدولار بعد رفع الفائدة قد يكون قصير الأجل، وذلك بسبب الحرب المستمرة فى أوكرانيا والإنفاق الباهظ عليها يوميًا، والعقوبات الغربية، وتقييد التجارة الدولية مع موسكو.

 
وقالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن انحدار قيمة العملة الروسية، الروبل، إلى أدنى مستوياتها منذ غزو أوكرانيا سيؤثر سلبا على الحملة العسكرية لموسكو. 
وبلغ الروبل أدنى مستوى منذ مارس ٢٠٢٢ حين انهار فى أعقاب بدء العملية العسكرية فى أوكرانيا، والعقوبات الغربية التى فرضت على موسكو. 
تراجع سعر الروبل 
وتراجع سعر صرف العملة، الإثنين، إلى نحو مائة روبل للدولار، وهو أقل سعر صرف له منذ ١٦ شهرا. وعلى إثر ذلك، أعلن البنك المركزى الروسي، الثلاثاء، رفع معدل الفائدة الرئيسية من ٨.٥ فى المئة إلى ١٢ فى المئة. 
وقال المركزى الروسي، فى بيان، إن رفع الفائدة يهدف إلى الحد من المخاطر على استقرار الأسعار، مشيرا إلى ارتفاع التضخم السنوى إلى ٤.٤ بالمئة اعتبارا من ٧ أغسطس الجاري، فى ظل نمو الطلب المحلى الذى يتجاوز قدرة الاقتصاد على توسيع الإنتاج. 
وأشار البيان إلى أن المركزى الروسى سيعقد اجتماعه المقبل فى ١٥ سبتمبر من أجل مراجعة معدلات الفائدة. 
ولا تتوقع مجلة إيكونوميست أن يؤدى رفع معدل الفائدة وحده إلى وقف تراجع العملة بسرعة، مشيرة إلى أن ذلك ستكون له عواقب على قدرات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، العسكرية فى أوكرانيا. 
وأضرت العقوبات الغربية بالفعل بالميزان التجارى لروسيا، وارتفع الإنفاق العسكرى بشكل كبير حيث تحول الهجوم الخاطف الذى تصوره الكرملين فى الأصل إلى معركة استنزاف شاقة بلا نهاية تلوح فى الأفق، وفقا لتقرير سابق لصحيفة "واشنطن بوست". 
وتشير المجلة إلى أن انخفاض قيمة الصادرات وارتفاع الواردات أدى إلى هذا الانخفاض الكبير فى قيمة الروبل. 
تأثير تراجع الروبل على العملية الروسية 
ومنذ أن فرضت "مجموعة السبع" سقفا لسعر النفط الروسى عند ٦٠ دولارا، تراجعت قيمة الصادرات بنسبة ١٥ فى المئة، فى الفترة من يناير إلى يوليو من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضى وذلك جزئيا جراء انخفاض أسعار النفط العالمية. 
وزادت الواردات مع استمرار الحكومة فى حربها وشراء السلع للقيام بذلك. 
وفى الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، انخفض فائض الحساب الجارى لروسيا بنسبة ٨٦ فى المئة إلى ٢٥ مليار دولار. 
وتقول المجلة إنه عندما كان الروبل أقوى بكثير فى العام الماضى بفضل عائدات النفط، كانت الحكومة الروسية تتباهى بأنه دليل على فشل العقوبات الغربية، لكن هذه الثقة تحولت إلى قلق الآن. 
وللتعامل مع الوضع الحالي، ربما تلجأ روسيا إلى خفض الإنفاق العام، ويشمل ذلك الإنفاق على قواتها المسلحة لتقليل الواردات. 
وفى جميع الحالات، سيتضرر الاقتصاد المدني، وسيؤدى ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة إلى إضعاف القوة الشرائية للروس العاديين، ما يجبرهم على شراء عدد أقل من السلع الأجنبية. 
وقال البنك المركزي، الثلاثاء، لدى الإعلان عن رفع أسعار الفائدة: "تتصاعد الضغوط التضخمية تأثير انخفاض الروبل على الأسعار يزداد قوة وتوقعات التضخم آخذة فى الارتفاع". 
تحذير من مواصلة التراجع 
وقال المستشار الاقتصادى مكسيم أوريشكين لوكالة تاس الروسية للأنباء "سعر الصرف الحالى انحرف بشكل كبير عن المستويات الأساسية، ومن المتوقع أن يعود إلى وضعه الطبيعى فى المستقبل القريب". 
وحذر المحلل فى شركة "ألور بروكر"، أليكسى أنطونوف، من أن الروبل قد يواصل التراجع ليصل إلى ما بين ١١٥ و١٢٠ للدولار الواحد. 
وأشار إلى أن وقف هذا التراجع يتطلب "انتظار خفض (كلفة) الواردات أو خطوات حاسمة من السلطات المالية". 
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب أوكرانيا موسكو فى أوکرانیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بكين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن

الجديد برس| أكدت الصين إبرام اتفاق تجاري أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مشددة على ضرورة التزام كلا الجانبين بالتوافق الذي تم التوصل إليه. وقد جاء الاتفاق بعد مكالمة هاتفية جرت الأسبوع الماضي بين ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، وأسفرت عن تهدئة مؤقتة لحرب تجارية محتدمة بين أكبر اقتصادين في العالم. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، خلال مؤتمر صحفي دوري: “لطالما التزمت الصين بوعودها وقدمت نتائج ملموسة. والآن، وبعد التوصل إلى توافق، ينبغي على الجانبين احترامه والوفاء به”. وكانت هذه المكالمة قد أنهت حالة من الجمود ظهرت بعد أسابيع من توقيع اتفاق أولي في جنيف. وقد تلتها محادثات في لندن، وصفتها واشنطن بأنها أضافت “مضمونا عمليا” إلى اتفاق جنيف، بهدف تخفيف الرسوم الجمركية الانتقامية المتبادلة. لكن الاتفاق الأولي تعثر بسبب استمرار الصين في فرض قيود على صادرات المعادن، وهو ما دفع إدارة ترامب إلى الرد بفرض قيود على تصدير بعض المنتجات التقنية إلى الصين، من بينها برامج تصميم أشباه الموصلات، ومحركات الطائرات النفاثة للطائرات الصينية، وسلع تكنولوجية أخرى. وقد أعرب ترامب عن رضاه الكامل تجاه الاتفاق التجاري، وقال عبر منصّة “تروث سوشيال”: “اتفاقنا مع الصين تم، وهو الآن في انتظار الموافقة النهائية بيني وبين الرئيس شي”. وأضاف ترامب: “ستقوم الصين بتوريد المغناطيسات الكاملة وأي عناصر نادرة ضرورية بشكل مسبق، وفي المقابل سنفي نحن بما اتُّفق عليه، بما في ذلك السماح للطلاب الصينيين بالدراسة في جامعاتنا وكلياتنا (وهو أمر لطالما شجعته). نحن نحصل على رسوم جمركية إجمالية بنسبة 55%، بينما تحصل الصين على 10%”. ورغم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق، ما تزال تفاصيله وآلية تنفيذه غير واضحة حتى الآن. ومن جانبه، أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن نسبة الـ55% التي أشار إليها ترامب تمثل مجموع ثلاث فئات من الرسوم: الأولى هي رسم أساسي بنسبة 10% على الواردات من معظم شركاء التجارة الأميركيين، والثانية بنسبة 20% على الواردات الصينية المرتبطة باتهام الصين بعدم بذل الجهد الكافي لوقف تدفق مادة الفنتانيل إلى الولايات المتحدة، والثالثة هي رسوم قائمة مسبقا بنسبة 25% فرضت على الواردات الصينية خلال الولاية الرئاسية الأولى للرئيس ترامب. وبذلك، يتضح أن الاتفاق الجديد لا ينهي التوترات بشكل كامل، بل يمثل خطوة جديدة في مسار طويل من المفاوضات والتجاذبات التجارية بين الجانبين، في ظل استمرار عدم وضوح العديد من بنود الاتفاق والتزامات الطرفين بشأن تنفيذه.

مقالات مشابهة

  • سمير فرج يقارن بين قدرات إيران وإسرائيل العسكرية
  • تراجع كبير.. انخفاض عدد السوريين في تركيا
  • «مدبولي»: زيادة التصعيد في المنطقة سيكون له تداعيات شديدة الخطورة
  • زيلينسكي: أوكرانيا أوقفت تقدم القوات الروسية في منطقة سومي
  • حقيقة عد تنازلي مجهول في القنوات الروسية.. هل يتدخل بوتين لحماية إيران؟
  • بعد هجوم إسرائيل على إيران.. اختبار حاسم لمكانة الدولار كأصل آمن
  • وزير المالية التركي: تراجع التضخم لا يعني انخفاض الأسعار
  • بكين تؤكد التوصل إلى اتفاق تجاري مع واشنطن
  • فيتش: سياسات التنويع في سلطنة عُمان تحسن آفاق الاقتصاد وتخلق فرص نمو للقطاع المصرفي
  • ثقة الشركات في اليابان تهبط بقوة خلال الربع الثاني