عربي21:
2025-10-15@21:02:50 GMT

بوتين يفتح دفاتر الصراعات من منتدى سان بطرسبوغ

تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT

شهدت مدينة سانت بطرسبرغ الروسية نهاية الأسبوع الفائت حدثا اقتصاديا دوليا بارزا، تمثّل بانعقاد النسخة 28 من المنتدى الاقتصادي الدولي، الذي تحوّل منذ أعوام إلى منصة مركزية ترسم من خلالها موسكو ملامح رؤيتها لعالم ما بعد الأحادية القطبية. المنتدى انعقد بين 18 و21 حزيران/ يونيو في مركز "إكسبو فوروم"، تحت شعار عميق الدلالة: "القيم المشتركة- أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب"، في إحالة مباشرة إلى النظام الدولي الجديد الذي تروّج له روسيا منذ بدء المواجهة المفتوحة مع الغرب.



استقطب المنتدى هذا العام أكثر من 20 ألف مشارك من نحو 140 دولة، بينهم رؤساء دول وحكومات، ومسؤولون اقتصاديون وماليون، بالإضافة إلى ممثلين عن شركات كبرى ومؤسسات دولية وبنوك وصناديق استثمار. وقد تنوعت الفعاليات التي نُظّمت على مدى 4 أيام، لتشمل أكثر من 150 جلسة نقاشية، وحوارية وتخصصية، حملت كلها هدفا واحدا: بلورة رؤى عملية لنمو اقتصادي عالمي متوازن ومتنوع، قادر على التكيّف مع التحديات المعقدة التي يواجهها العالم.

توزعت فعاليات المنتدى على 5 محاور رئيسية: الاقتصاد العالمي، والاقتصاد الروسي، والإنسان في العالم الجديد، والاستدامة البيئية، والتكنولوجيا. وقد برز ضمن هذه المحاور تركيز واضح على التوجّهات الروسية نحو بناء شراكات استراتيجية مع دول الجنوب العالمي، سواء في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا اللاتينية. وفي هذا السياق، نُظّمت 19 جلسة ثنائية بين روسيا وشركائها، من بينها لقاءات مع وفود رسمية من الصين، وإندونيسيا، وجنوب أفريقيا، والسعودية، الإمارات، وعدد من الدول الأفريقية، وكان لافتا حضور حكومة "طالبان" الأفغانية.

الجلسات ناقشت ملفات عدة من بينها الطاقة، التكنولوجيا، الأمن الغذائي، التمويل، النقل، وسلاسل الإمداد. من أبرز الجلسات التي لاقت اهتماما كبيرا كانت تلك التي حضرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي ألقى كلمة مطوّلة غلب عليها الطابع الاستراتيجي، مستعرضا فيها رؤيته لمجموعة من الملفات الدولية والاقتصادية،

في الملف الأوكراني، جدّد بوتين التأكيد على أنّ روسيا لا تسعى إلى استسلام كييف، بل إلى "الاعتراف بالواقع الجديد" الذي نشأ على الأرض، مؤكدا أنّ الحرب انطلقت بعد انقلاب كييف على اتفاقات مينسك. ورأى أنّ موسكو حاولت عبر تلك الاتفاقيات تفادي المواجهة، إلا أنّ الغرب وكييف تمسكا بخيارات الصدام.

ولفت بوتين في ردوده على أسئلة الصحافي اللبناني- الإماراتي نديم قطيش خلال جلسة الحوار الرئيسية في المنتدى والتي لاقت استحسانا كبيرا من الجمهور الروسي، إلى أنّ الجيش يتقدّم على طول خط التماس مع أوكرانيا، وأنّ كييف فقدت أكثر من 76 ألف عنصر في منطقة كورسك وحدها، محذرا من أنّ استخدام قنبلة قذرة من قبل كييف سيكون "الخطأ الأخير".

أمّا في ما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، فبدا بوتين حذرا لا يريد التورط في أيّ تصريح حيال النزاع بين إسرائيل وإيران، فيُفهم منه أنّه تخلى عن طهران، فشدّد على أنّ إسرائيل تضم عددا كبيرا من الناطقين بالروسية، وأنّ التزاماته ثابتة تجاه إيران في المقابل، لا سيما في ما يخصّ برنامجها النووي السلمي وأمن المنشآت مثل مفاعل بوشهر.

أمّا في الشق الدولي، فدعا بوتين إلى بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، لا يخدم تكتلات بعينها بل "مصالح البشرية جمعاء"، مؤكدا أن روسيا والصين لا تفرضان نموذجا بديلا بل تسهمان في ولادة منظومة طبيعية جديدة، وأشار إلى أنّ موسكو "تدافع عن أمن كل دولة دون المساس بأمن أخرى"، منتقدا توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتجاهل مصالح روسيا الاستراتيجية.

اقتصاديا، رسم بوتين ملامح لما وصفه بـ"نمو متوازن ومستدام" للاقتصاد الروسي، مؤكدا أن الناتج المحلي ارتفع بنسبة 4 في المئة رغم العقوبات، وأن مساهمة النفط والغاز لم تعد مهيمنة كما في السابق. وسلّط الضوء على النجاحات في قطاع الزراعة والتكنولوجيا والصناعة، مشيرا إلى انخفاض البطالة إلى 7.2 في المئة، وتسجيل ما يقرب من 77 ألف علامة تجارية جديدة خلال عام 2024.

ودعا إلى تسريع استخدام الحلول الرقمية، وتعميم الروبل الرقمي، ودمج الصناعات الدفاعية بالقطاع المدني، معتبرا أن الاقتصاد الروسي لم يعد معتمدا على الموارد الطبيعية وحدها بل على "القدرة الابتكارية والإنتاجية". وفي إطاره الأوسع، شدد على ضرورة بناء نظام عالمي اقتصادي جديد خالٍ من "التلاعبات السياسية" و"مبادئ الاستعمار الجديد"، في إشارة إلى سعي روسيا لتكريس دورها داخل مجموعة بريكس، التي أشار إلى أنها باتت تنتج 40 في المئة من الناتج الإجمالي العالمي، مقابل 20 في المئة فقط قبل أعوام قليلة.

مشاركة مملكة البحرين في المنتدى هذا العام كانت مميزة، فحلت "ضيف شرف" رسميّا على المنتدى، وقد مثّلها وفد رفيع المستوى برئاسة الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، حيث شارك في الجلسة العامة إلى جانب بوتين وقادة آخرين، ووقّع على هامش المنتدى عددا من مذكرات التفاهم مع الجانب الروسي في مجالات الصناعة والسياحة والتبادل التجاري والصحافة. كما أسفرت هذه المشاركة عن نتائج ملموسة، منها تسجيل زيادة تقارب 15 في المئة في حجم التبادل التجاري والسياحي بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، في تأكيد على أن المنتدى لم يكن مجرد منصة خطابات، بل مساحة فعلية لتعزيز التعاون الثنائي.

في المقابل، برز الغياب اللبناني الرسمي بشكل لافت، إذ لم تُسجّل أيّ مشاركة حكومية مباشرة من بيروت، برغم توجيه دعوات عبر القنوات الدبلوماسية. واقتصر الحضور اللبناني على صحافيين وممثلي أحزاب لبّوا دعوات وجهتها السفارة الروسية في بيروت وقناة "روسيا اليوم". أما الجهات الرسمية، فقد غابت كليا، مما يعكس فجوة واضحة في انخراط لبنان في الفضاءات الاقتصادية العالمية، ويفوّت فرصا مهمة لإعادة تثبيت موقعه في تحولات النظام الدولي الجديد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الاقتصادي روسيا بوتين اقتصاد روسيا بوتين صراع مدونات قضايا وآراء مدونات مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة تكنولوجيا سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المئة

إقرأ أيضاً:

كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا تحصد المركز الأول في منتدى الشباب الصيدلاني التخصصي الأول

صراحة نيوز -شاركت كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا في افتتاح وفعاليات منتدى الشباب الصيدلاني التخصصي الأول، الذي أُقيم بتنظيم من Dr. Mandala، وبرعاية المكتب الإقليمي لاتحاد الصيادلة الدولي (EMRpharm-FIP)، وبالشراكة مع الاتحاد الدولي للصيدلة (FIP) ونقابة الصيادلة الأردنيين.

ومثّل الكلية في المنتدى عميد كلية الصيدلة والعلوم الطبية الأستاذ الدكتور رياض عوض، ورئيس قسم الصيدلة السريرية والممارسة الصيدلانية الدكتور ضرار بلعاوي، حيث شاركا في جلسة حوارية بعنوان “من التعليم إلى الممارسة”.

وتناولت الجلسة الدور المحوري للجامعات في إعداد الكوادر الصيدلانية، وآليات الربط بين التعليم الأكاديمي والتطبيق العملي، إضافةً إلى تشجيع الابتكار وريادة الأعمال بين الطلبة، بما يتيح لهم التخصص في مجالات حديثة مثل التغذية العلاجية، وصيدلة الأورام، وجودة الرعاية الصحية. كما جرى التأكيد على أهمية تحديث المناهج بما يتوافق مع المعايير الدولية وأحدث المستجدات لضمان تخريج صيادلة مؤهلين لقيادة مستقبل المهنة.

وشهد المنتدى حضورًا واسعًا لأكثر من 300 مشارك من الطلبة والخبراء الأكاديميين والمهنيين وصنّاع القرار، في حدث مثّل منصة مميزة لتبادل الأفكار حول مستقبل مهنة الصيدلة والتطوير المهني في المنطقة.

كما حقق فريق “Oncology 5” من كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا المركز الأول في المسابقة التي أُقيمت على هامش المنتدى، وضمّ الفريق الطالبات:
سارة شوقي (سنة خامسة)، تالا رائد المغاربة (سنة رابعة)، تالة العبد حلوة (سنة رابعة)، وأسماء نائل عبد الرحمن (سنة رابعة).

وفاز الفريق بمنحة تدريبية لمدة عشرة أيام في مستشفى شفاء الأورمان للأورام، أحد أكبر المستشفيات المتخصصة في جمهورية مصر العربية.

وتأتي مشاركة كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا تأكيدًا على حرصها على تعزيز التواصل الفعّال مع الهيئات النقابية والإقليمية والقطاع الخاص، ودعم جهود تمكين الشباب الصيدلاني، وترسيخ مكانة مهنة الصيدلة ضمن منظومة الرعاية الصحية الوطنية.

وفي الختام، تتقدم إدارة الجامعة بأصدق التهاني والتبريكات إلى كلية الصيدلة والعلوم الطبية، وبخاصة إلى قسم الصيدلة السريرية والممارسة الصيدلانية، على المشاركة المتميزة والإنجاز المشرف الذي حققه طلبتها في المنتدى.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات أسبوع الطاقة الروسي بمشاركة عربية
  • «دبي للثقافة» تفتح باب التسجيل للمشاركة بـ«منتدى القوز للريادة الإبداعية»
  • ليبيا تحتضن منتدى «LAIGF25» بمشاركة وزراء الطاقة الأفارقة والدوليين
  • بوتين للمشاركين في “أسبوع الطاقة الروسي”: صناعة الطاقة الحديثة تتطلب حلولا رقمية وتعاونا علميا واسعا
  • وزير العدل يزور منتدى قطر العقاري ومعرض "سيتي سكيب قطر 2025"
  • مناقشة الفرص الاستثمارية الجديدة استعدادًا لطرحها في "منتدى صحار للاستثمار 2026"
  • "منتدى عُمان للقيمة المحلية المضافة" يستشرف سيناريوهات المستقبل لتعزيز أثر المحتوى المحلي.. الخميس
  • بدء الاستعدادات لتنظيم النسخة الثانية من منتدى صحار للاستثمار فبراير المقبل
  • كلية الصيدلة والعلوم الطبية في جامعة البترا تحصد المركز الأول في منتدى الشباب الصيدلاني التخصصي الأول
  • وزارة الاقتصاد تنظم منتدى الجاهزية الاقتصادية لمواجهة الصدمات العالمية