الولايات المتحدة – تمكّن فريق من المهندسين البيولوجيين في جامعة بيتسبرغ من تطوير تقنية مبتكرة تهدف إلى إصلاح الأعصاب المصابة، باستخدام الخلايا الجذعية.

تقدم هذه التقنية الجديدة بديلا واعدا للعلاج التقليدي للاضطرابات العصبية، لا سيما تلك التي تصيب العصب الوجهي، المسؤول عن التحكم في عضلات الوجه والتفاعل غير اللفظي، مثل الابتسامة.

ويعتبر التفاعل غير اللفظي جزءا أساسيا من تفاعل الإنسان مع الآخرين، والابتسامة هي إحدى أهم طرق هذا التواصل. لكن إصابة العصب الوجهي يمكن أن تؤثر بشكل بالغ على قدرة الشخص على الابتسام والتفاعل، ما قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في نوعية حياته. وفي حالات كهذه، يتطلب العلاج عادة الطعوم الذاتية، وهي أنسجة مأخوذة من مناطق أخرى في جسم المريض بهدف إصلاح العصب المصاب. ومع ذلك، يعاني المرضى من تحديات كبيرة، مثل تلف موقع المتبرع وصعوبة استعادة الوظائف بشكل كامل.

وبهذا الصدد، اعتمد الباحثون في جامعة بيتسبرغ على استخدام الخلايا الجذعية لب الأسنان (DPSCs) في تطوير تقنية جديدة لإصلاح الأعصاب. وتتميز هذه الخلايا بقدرتها الفائقة على تجديد الأنسجة العصبية وخلق بيئة ترميمية ملائمة. وعند زراعتها في قنوات قابلة للزرع، يمكن لهذه الخلايا أن تساهم في توجيه نمو المحاور العصبية عبر الفجوات الكبيرة، ما يسمح بتجديد الأعصاب في المواقع المصابة.

وأوضح الفريق أن إحدى أهم التحديات التي تواجه إصلاح الأعصاب هي ضرورة توجيه المحاور العصبية النامية نحو الأنسجة الصحيحة. وفي الطعوم الذاتية، يكون هذا التوجيه بطيئا وأحيانا غير دقيق، ما قد يؤدي إلى نمو غير مرغوب فيه للأعصاب في الأماكن الخطأ. لذلك، صمم الباحثون هياكل نسيجية اصطناعية تحتوي على أخاديد دقيقة، تعمل كخطوط إرشادية للمحاور العصبية المتجددة.

وتقول الدكتورة فاطمة سيد بيكارد، أستاذة علوم الفم والوجه والفكين والهندسة الحيوية، والمشرفة على الدراسة: “اعتمدنا على فكرة أن الخلايا تعرف كيف تُعيد بناء الأنسجة بشكل طبيعي، وقد أظهرت الأنسجة التي تم تصميمها هندسيا قدرة على محاكاة البيئة الطبيعية بشكل أفضل من العديد من الحلول الأخرى المستخدمة في هندسة الأنسجة”.

واختبر الباحثون هذه التقنية على الأعصاب الوجهيّة للفئران، حيث تم زراعة القنوات العصبية في فجوات كبيرة تم إحداثها في العصب الوجهي للفئران. وأظهرت النتائج بعد 12 أسبوعا من الزرع أن المحاور العصبية المتجددة عبر هذه القنوات كانت مشابهة في أدائها لتلك التي تم علاجها باستخدام الطعوم الذاتية التقليدية. علاوة على ذلك، أظهرت الفئران المزروعة بالقنوات تحسنا ملحوظا في الحركة، مماثلا للفئران التي تم علاجها بالطعوم الذاتية.

ويهدف فريق البحث إلى دراسة دور المصفوفة خارج الخلوية (ECM)، التي هي شبكة جزيئية حيوية تُحاط بالخلايا في عملية تجديد الأعصاب بشكل أعمق. ومن خلال فهم دور هذه المصفوفة والخلايا بشكل أفضل يأمل الباحثون في تحسين فعالية هذه التقنية وتوسيع نطاق استخدامها في علاج أنواع أخرى من الإصابات العصبية.

وأكد الباحثون أيضا أن هذه القنوات العصبية القابلة للزرع قد تساعد في تقليل الالتهاب وتحفيز الشفاء بطريقة أسرع وأكثر فعالية، وهو ما يمثل تقدما مهما في علاج إصابات الأعصاب المعقدة.

نشرت النتائج في مجلة الهندسة العصبية.

المصدر: ميديكال إكسبريس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة: الزبادي يعزز شفاء الأنسجة ويسرع التعافي من الالتهابات

نشرت مجلة Matter، دراسة جديدة لباحثين من جامعة كولومبيا وجامعة بادوفا في إيطاليا، بصياغة هلام قابل للحقن لتجديد الأنسجة يحتوي على جزيئات مشتقة من الزبادي.

مرضى الكلى في خطر.. أضرار تناول الموز بشكل منتظمزي المطاعم.. طريقة تحضير تشيكن رول بالصوص الأبيض

هذه الجسيمات الدقيقة، التي تُسمى الحويصلات خارج الخلية (EVs)، تنشأ طبيعيًا من الخلايا، وهي مليئة بالبروتينات والمواد الوراثية، وهي ضرورية للتواصل المعقد بين الخلايا، وهو أمر غالبًا ما تعجز المواد الاصطناعية عن استنساخه

الشفاء باستخدام جزيئات الألبان

بدأ هذا المشروع كسؤال أساسي حول كيفية بناء الهلاميات المائية القائمة على الحويصلات الكهربائية، وقد أتاحت لنا الحويصلات الكهربائية المصنوعة من الزبادي أداة عملية لتحقيق ذلك، لكنها تبيّن أنها أكثر من مجرد نموذج، وفقًا لبيان صحفي صادر عن سانتياغو كوريا، الأستاذ المساعد في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة كولومبيا . 

وأضاف: "لقد وجدنا أن لديها إمكانات تجديدية كامنة، مما يفتح الباب أمام مواد علاجية جديدة وسهلة المنال".

يركز مختبر هندسة المناعة النانوية بجامعة كولومبيا على توصيل الأدوية، وبالطبع، هندسة المناعة.

وقد لاحظ الفريق أن حويصلات الزبادي الخارجية قادرة على القيام بدورين: فهي تعمل كعوامل شفاء، وتساعد في بناء بنية الهلام نفسها.

لإنتاج جل إصلاح الأنسجة، صمم العلماء نظام هيدروجيل، حيث تؤدي حويصلات الزبادي الخارجية دورين، أولًا، تعمل كحمولة نشطة بيولوجيًا، تحمل جميع إشارات الشفاء الطبيعية التي تتعرف عليها الخلايا.

ثانيًا، تعمل كوحدات بناء هيكلية، مع بوليمرات متوافقة حيويًا لتكوين مادة قابلة للحقن مستقرة ومرنة في الوقت نفسه.

طباعة شارك الزبادي فوائد الزبادي علاج الالتهابات

مقالات مشابهة

  • اليوم العلمي للجراحة العصبية يضيء مسيرة حملة “شفاء 2” بحلب
  • «ابتسم» تعيد الابتسامة لشابة مصابة باضطراب التوحد
  • مستشفى الملكة رانيا يعتمد تقنية جديدة لعلاج أطفال الاضطرابات العصبية
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • ثورة طبية جديدة في علاج باركنسون: التحفيز الضوئي يُعيد إحياء الخلايا العصبية المدمرة
  • مدير الشؤون القانونية في الهيئة العامة للطيران المدني السوري هادي قسام لـ سانا: توقيع اتفاقية استثمار الإعلانات في مطار دمشق الدولي مع شركة “فليك” الإماراتية، جاء بعد فوزها في المزايدة التي أُجريت وفق الأصول واستيفائها لكامل الشروط الفنية والق
  • دراسة جديدة: الزبادي يعزز شفاء الأنسجة ويسرع التعافي من الالتهابات
  • تسجيل إصابات جديدة بـ”الكوليرا” في دارفور
  • “الحوثيون” ينشرون مشاهد لطاقم السفينة “إيترنيتي سي” التي تم إغراقها (شاهد)
  • الخلايا الجذعية تعالج “السكري من النوع الأول”