إسرائيل تكشف عن طريقة الرد االقاسي ضد الحوثيين في اليمن
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
في الوقت الذي لم يتم تحديد شكل الهجوم ومكانه بعد، كشفت هيئة البث الإسرائيلية "كان" أن القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل بصدد دراسة شن هجوم رابع على أهداف حوثية، قد يكون أكثر قوة مقارنة بالضربات السابقة. وبدأ الجيش الإسرائيلي في وضع الخطط لشن هذا الهجوم، مع توسيع بنك الأهداف.
من بين التحديات التي تواجه إسرائيل في هذه الجبهة، هناك نقص في المعلومات الاستخباراتية بسبب انشغال جهاز "الموساد" والجيش بمهام أخرى في لبنان وسوريا وإيران وغزة.
بالإضافة إلى ذلك، تطرح المسافة البعيدة بين اليمن وإسرائيل معضلة في تنفيذ الهجمات، مما يجعلها معقدة ومكلفة. ومع ذلك، يثار نقاش في إسرائيل حول ما إذا كان الهجوم سيستهدف الحوثيين مباشرة بغض النظر عن نوعية الأهداف (اغتيالات أو ضرب منشآت عسكرية)، أو ما إذا كان يجب أن يتوجه الضربات إلى إيران باعتبارها المحرك الأساسي للحوثيين.
وفي هذا السياق، يصر رئيس "الموساد"، ديفيد بارنيع، على ضرورة استهداف إيران لردع الحوثيين، بينما يرى مسؤولون في الجيش والسياسيون أن الحوثيين يعملون بشكل مستقل دون توجيه مباشر من طهران.
وبينما يدافع بارنيع عن استراتيجية استهداف إيران، فإن العديد من القادة العسكريين والسياسيين في إسرائيل يعتقدون أن هذا الخيار قد يؤدي إلى تصعيد غير مرغوب فيه وفتح جبهة جديدة.
وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أكد أن بلاده تفضل توجيه ضربات مباشرة للحوثيين بدلاً من إيران. في ظل هذه المشهد، من المتوقع أن يتخذ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القرار النهائي، حيث قد يختار اتباع نهج بارنيع، كما حدث في حالات سابقة.
وفيما تترقب مناطق سيطرة الحوثيين الهجمات الإسرائيلية المتوقعة، توعد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إيران وحلفاءها بأن إسرائيل مستعدة للضرب في أي وقت وأي مكان مؤكداً استعداد الجيش الإسرائيلي للرد الحازم على أي تهديد لأمن البلاد.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
خفايا الهجوم الإسرائيلي على سفينة “الحرية”!
بسبب طريقة تنفيذه، يمكن وصف هجوم القوات الجوية والبحرية الإسرائيلية على السفينة الأمريكية “يو إس إس ليبرتي” خلال حرب الأيام الستة بأنه الأكثر جدلا في تاريخ البحرية الأمريكية.
على الرغم من أن التأكيدات الرسمية من الجانبين تعزو هذا الهجوم الكبير على سفينة “الحرية” الذي حدث في 8 يونيو 1967، إلى خطأ بسيط من قبل العسكريين الإسرائيليين، إلا أنه ظل في منأي عن الأضواء وبقي التحقيق حوله في الولايات المتحدة بصنف على أنه “سري للغاية”.
لا أحد في دوائر القرار سواء في الولايات المتحدة أو إسرائيل يرغب أو ربما يتجرأ بالنسبة لواشنطن على التوقف عند هذه الصفحة “المزعجة” في العلاقات بين الجانبين.
ملابسات هذا الهجوم المأساوي بقي من دون “يقين” رسمي بالنسبة للأمريكيين، إلا أن الشيء الوحيد المؤكد أن سفينة الاستخبارات التابعة لوكالة الأمن القومي الأمريكي “يو إس إس ليبرتي” كانت أول سفينة أمريكية تتعرض لهجوم مسلح حقيقي بعد الحرب العالمية الثانية.
هذه السفينة الأمريكية المجهزة بهوائيات واسعة ومسلحة بمدافع رشاشة فقط، أرسلت إلى المياه الدولية قبالة شمال شبه جزيرة سيناء المصرية لمراقبة الاتصالات خلال حرب عام 1967. كانت الولايات المتحدة تعتبر نفسها محايدة في ذلك الوقت. السفينة لم تكن مموهة وكان العلم الأمريكي يرفرف فوقها واسمها وعلامتها المميزة “GTR-5” ظاهرين بوضوح عليها.
حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر وصباح ذلك اليوم مرتين، واطمأن الإسرائيليون إلى أن السفينة أمريكية ووضعت علامة “محايدة” على هذه السفينة في لوحات أجهزة الرصد الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم ينفع؟
فجأة شنت طائرات “ميراج – 3” إسرائيلية في الساعة الثانية بعد الظهر هجوما على السفينة الأمريكية بالمدافع الرشاشة عيار 30 مليميتر ودمرت هوائياتها وأسلحتها، ثم أسقطت طائرات أخرى قنابل “نابالم” على السفينة الأمريكية المنكوبة ما أدى إلى إشعال حريق بها. العلم الأمريكي الكبير سقط في وقت مبكر من الهجوم، وسارع البحارة الأمريكيون إلى رفع علم آخر، لكن الهجوم لم يتوقف.
في نفس الوقت قامت الطائرات الإسرائيلية بالتشويش على ترددات استغاثة السفينة “ليبرتي” ما أدى إلى تأخير إشارات طلب النجدة التي أرسلت إلى سفن الأسطول السادي الأمريكي المتمركزة في المتوسط.
أتبع الإسرائيليون الهجوم الجوي على السفينة الأمريكية بآخر بحري. أطلقت ثلاثة زوارق إسرائيلية طوربيدات علة سفينة “الحرية”، أصابها أحدها في جانبها الأيمن ما أسفر عن مقتل 25 من أفراد الطاقم المكون من 290 بحارا، كما أغرق مقصورات أجهزة الاتصالات.
استهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا أطواق ومراكب النجاة على ظهر السفينة. تواصل الهجوم المزدوج ساعة وخمسة وعشرين دقيقة وأسفر عن مقتل 34 بحارا وفنيا وجرح 171 آخرين.
في النهاية بقيت السفينة الأمريكية بصعوبة طافية على الماء، وتمكن الطاقم من تشغيل محركاتها وبدأت تدريجيا في الابتعاد عن مكان الحادث، واستعدت لاستقبال مروحيات الإسعاف المرسلة إليها من سفن الأسطول السادس.
الروايتان الأمريكية والإسرائيلية للهجوم على سفينة “الحرية” الأمريكية:
وضع الأمريكيون 3 روايات عن الهجوم، اتفقت على أمر واحد يتمثل في أنها ضربة إسرائيلية متعمدة، وأن الهدف منها منع الأمريكيين من معرفة خططها للاستيلاء على شبه جزيرة سيناء، وحجب تصرفات قواتها على الجبهة المصرية. يرتكز ذلك على ثقة في أن قيادة الجيش الإسرائيلي كانت تعرف جيدا هوية السفينة التي كانت تتمركز بالقرب من شواطئ شبه جزيرة سيناء.
علاوة على ذلك، خلص تحقيق أمريكي في الهجوم على “ليبرتي” ويعرف باسم مذكرة كليفورد إلى أن ذلك الهجوم كان ناجم عن “إهمال جسيم” من قبل إسرائيل، ولفت أيضا إلى إخفاقات في السيطرة على القيادة والاتصالات، لكنه أشار إلى عدم وجود أي دليل على نية مبيتة لدى مستوى رفيع.
إسرائيل تحملت المسؤولية عن الحادث، ودفعت تعويضات قدرها 12 مليون دولار، لكن لم تقدم اعتذارا رسميا، ولم يجر الكونغرس الأمريكي أي تحقيق مستقل في هذا الهجوم الكبير.
تل أبيب من جانبها تمسكت رسميا برواية تقول إن عسكرييها خلطوا بين السفينة الأمريكية “الحرية” وسفينة حربية مصرية، زُعم أن لها “صورة ظلية مماثلة”.
التعليق الإسرائيلي اللافت صدر في عام 2003 خلال مقابلة حول الهجوم مع العميد يفتاح سبيكتور الذي قاد الهجوم على السفينة “يو إس إس ليبرتي”.
بعد التأكيد مجددا على رواية “الخطأ” في تحديد هوية السفينة، أشار الضابط الإسرائيلي إلى أن السفينة “ليبرتي” كانت في الواقع محظوظة للغاية لأن طائراته كانت مزودة بأسلحة خفيفة فقط، مضيفا “لو كان لدي قنبلة، لكانت السفينة الآن تستريح في القاع، مثل تيتانيك. يمكنكم أن تكونوا واثقين من ذلك”.
المصدر: RT