أ.د بني سلامة : بلد العفو والتسامح… إلا على أحمد حسن الزعبي!
تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT
#سواليف
بلد #العفو و #التسامح… إلا على #أحمد_حسن_الزعبي!
كتب .. أ.د #محمد_تركي_بني_سلامة
في وطنٍ لطالما تغنينا بقيمه الراسخة في التسامح والعفو، وطنٍ يُعرف بإرثه الحضاري والإنساني في تجاوز الأزمات وتحقيق العدالة، نجد أنفسنا اليوم أمام مشهدٍ يحمل في طياته الكثير من الأسى والحزن. هذا المشهد يتمثل في قضية الكاتب والصحفي أحمد حسن الزعبي، الذي لم تُكتب له فرصة الاستفادة من العقوبات البديلة، تلك الفرصة التي استفاد منها 3478 محكومًا منذ بداية العام، في خطوة تهدف إلى تقليل الاكتظاظ في السجون والحد من الكلفة الاقتصادية والاجتماعية لهذه العقوبات.
لكن أحمد، الذي لم تُثقل جسده النحيل أعباء السجون ولم يُرهق ميزانية الدولة بـ”أكلته القليلة”، بقي مستثنى من هذه الفرصة. ووفقًا لما كتبه الصحفي نادر خطاطبة، فإن “جريمته” لم تكن سوى كلمات كتبها بحس وطني ومسؤولية أخلاقية، ولكنها وُصفت بأنها تهدد “العلاقة بين مكونات الأمة”. وهنا نطرح سؤالًا مؤلمًا: هل أصبحت الكلمة أخطر من الفساد الذي ينهش في جسد مؤسساتنا؟ وهل بات التعبير عن الرأي يُعتبر جريمة تستحق السجن وقطع الأرزاق؟
أحمد حسن الزعبي، الذي حمل بقلمه آمال الوطن وآلام المواطن، لم يكن سوى صوتٍ وطني يسعى لإصلاح ما يمكن إصلاحه في زمن يعاني فيه الوطن من أزمات متلاحقة. قرر أن يُعبّر عن هموم الناس بضمير حيّ وخلق مهني، فكان نصيبه أن يُجرّم، لا أن يُحترم. أحمد اليوم ليس مجرد فرد يعاني من سلب حريته، بل هو رمز لقضية أكبر تتعلق بحرية التعبير، وقيم المواطنة، ومكانة العدالة في مجتمعنا.
كيف لنا أن نفسر استثناء أحمد من العقوبات البديلة في وقتٍ تُقدم فيه هذه العقوبات كوسيلة للحد من الأضرار الاجتماعية والاقتصادية للسجن؟ كيف يمكن أن نبرر أن كلماته التي نُشرت بدافع وطني خالص تُعتبر تهديدًا للوحدة الوطنية، بينما تُغضّ الأطراف عن أفعالٍ تُهدد الوطن يوميًا من مكاتب الفساد ومراكز اتخاذ القرار؟
إن استثناء أحمد من هذا القرار هو رسالة واضحة لكل صاحب قلم: أن النقد البناء ليس مرحبًا به، وأن الكلمة الصادقة تُقابل بالحرمان من الحرية والرزق. ولكن، يا أصحاب القرار، هل هذا هو الوطن الذي نريده؟ هل هذا هو الإرث الذي نتركه للأجيال القادمة؟ إن هذا الوطن الذي نعرفه لا يُدار بمنطق الانتقام والثأر، بل بمنطق التسامح والعفو، وهما ليسا ضعفًا بل قوة تُظهر عدالة الدولة ورحمتها بإنسانها.
ندعوكم اليوم لمراجعة هذا القرار الجائر بحق أحمد حسن الزعبي. ليس فقط من باب العدالة، بل من باب الحفاظ على قيم الوطن ومبادئه. نحن لا نطلب المستحيل، بل نناشد تحكيم لغة العقل لا لغة الانتقام، ولغة التسامح لا لغة الثأر. هذا الوطن الذي نفتخر به كرمز للحرية والعدالة والإنسانية، يستحق أن يكون نموذجًا في إدارة الخلافات بحكمة ووعي.
إطلاق سراح أحمد ومنحه فرصة الاستفادة من العقوبات البديلة هو خطوة نحو تعزيز الثقة في عدالة الدولة وإنسانيتها. وهو تأكيد على أن هذا الوطن يظل دائمًا نموذجًا يُحتذى به في العفو والتسامح. وكما قال الصحفي نادر خطاطبة: “تخيلوا لو لم نضع للزعبي حدًا، فأي حال ستكون عليه الأمة!”، نحن نقول: تخيلوا لو وضعنا حدًا لهذا الظلم، فأي حال ستكون عليه الحرية والعدالة في هذا الوطن؟
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف العفو التسامح محمد تركي بني سلامة أحمد حسن الزعبی هذا الوطن
إقرأ أيضاً:
أحمد تركي عن تعيينه في مجلس الشيوخ: أعاهدكم على بذل أقصى درجات الجُهد فى خدمة الوطن
عبر الشيخ أحمد تركي، الإمام بوزارة الأوقاف وأمين الشئون الدينية بحزب حماة الوطن، عن سعادته بإصدار الرئيس عبدالفتاح السيسي، قرارًا بتعيينه بمجلس الشيوخ ضمن 100 شخصية يقوم رئيس الجمهورية بتعيينهم في مجلس الشيوخ.
وقال الشيخ أحمد تركي في تصريح له: «يسرني ويشرفني أن أرفع إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي أسمى آيات الشكر والتقدير على نيل ثقة سيادته وتعينى عضواً بمجلس الشيوخ».
وأضاف: «إن ما تقومون به سيدى الرئيس من عمل دؤوب على كل المستويات للوصول بمصر إلى مقامها الرفيع بين الأمم كوطن برتبة حضارة، وحماية أمنها القومى برؤية واضحة، ليمثل دافعًا لنا جميعًا على مواصلة العطاء والإخلاص في خدمة وطننا الغالي كجنود أوفياء تحت قيادتك».
عقب تعيينه بالشيوخ..عمرو رشاد: الاختيار شرف كبير أعتز به ومسؤولية وطنية
أشكر فخامة الرئيس.. أول تعليق من ياسر جلال على تعيينه بمجلس الشيوخ
قرار جمهوري بتعيين السفير محمد عرابي عضوا بمجلس الشيوخ
المستشار شعبان رأفت يشكر الرئيس السيسي بعد تعيينه عضوًا بمجلس الشيوخ: تكليف ووسام فخر لخدمة الوطن
وتابع: وإذ أتقدم إلى سيادتك بخالص العرفان والامتنان، فإننى أعاهدكم على بذل أقصى درجات الجَهد والجُهد فى خدمة الوطن ودعم القيم الدينية والوطنية ومجابهة التطرف ونشر الوعى اللازم لضمان التماسك المجتمعى.
وختم: «أتوجه بالشكر والتقدير إلى مؤسساتنا الوطنية على ما يبذلونه من جهود صادقة وما يحققونه من إنجازات ملموسة في خدمة الوطن، تحت القيادة الحكيمة لسيادة الرئيس… أسأل الله أن يجعل مصر فى أمنه وأمانه، وأن يوفقنا جميعاً فى حماية هذا الوطن وخدمته.. والله الهادى إلى سواء السبيل».
ونشرت الجريدة الرسمية، قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 575 لسنة 2025، بشأن تعيين 100 شخص أعضاء في مجلس الشيوخ، في العدد 41 تابع في 11 أكتوبر 2025.