فتح وزير خارجية العراق الأسبق ناجي صبري -في اللقاء الذي خص به برنامج "الجانب الآخر"- ملف غزو العراق، وتحدث عن تحركات الأميركيين والبريطانيين لشن الحرب تحت غطاء الأمم المتحدة، ودور الدبلوماسية العراقية في محاولة إجهاض خططهم، وصولا إلى "اليوم الأسود"، يوم احتلال العراق.

وأكد أن المشروع "الإسرائيلي" الذي استهدف العراق بدأ عام 1990، إذ كانوا يستثمرون في كل خطأ ترتكبه القيادة العراقية لفرض مزيد من العقوبات والإجراءات على بغداد، وأصدروا قرارات عبر مجلس الأمن الدولي ليست لها سابقة في تاريخ المنظمة الأممية، خاصة القرار 778، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة -التي جاءت لنصرة الشعوب- تشرّعن استيلاء دولة على أخرى وفقدان سيادة دولة.

وكشف عن أنه، عند توليه منصب وزارة الخارجية، سعى إلى التعامل مع الأمم المتحدة على أساس النهج الواقعي، في محاولة لإبعاد التأثير الأميركي البريطاني عن مجلس الأمن؛ ونجحت الدبلوماسية العراقية في تأمين موقف ثابت لـ3 دول كبرى في المجلس، وكان موقفها معارضا لشن الحرب على العراق.

وتابع أنه علم بالاجتماع الذي كان يعقده وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول قبل الغزو مع خبراء قانونيين أميركيين وبريطانيين في مقر البعثة الأميركية، من أجل صياغة قرار شن الحرب على العراق بغطاء الأمم المتحدة.

وعلى إثر ذلك، بعث صبري -حسبما يقول- برقية إلى الرئيس صدام حسين يطالبه فيها بـ"الموافقة على إعادة المفتشين بدون قيد وشرط وبسرعة"، وبعد ساعتين وصله الرد: "حصلت الموافقة"، ويقول إنه بعد عودة المفتشين إلى العراق، تعرض لهجوم من البيت الأبيض وصحف أميركية وحاولوا تشويه صورته، رغم أنه لم يقل سوى الحقيقة، وهي أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل.

ويذكر أنه بعد أسابيع من قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق، بدأت لجان التفتيش أعمالها في بغداد صبيحة 21 سبتمبر/أيلول 1991، واستمرت نحو 13 عاما. وبعد سنوات من البحث والتحري، اتهم كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس أميركا وبريطانيا بتهويل المعلومات الاستخبارية عن العراق لتبرير استخدام القوة ضده.

وفي السياق نفسه، نفى وزير خارجية العراق الأسبق ما ورد في مذكرات المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، التي قال فيها لناجي صبري: "ساعدنا أساعدك"، وتابع صبري "لم ألتق به إطلاقا خارج وزارة الخارجية"، وأضاف: "قال البرادعي في مذكراته إنه دعاني إلى حفل عشاء.. كيف ذلك وهو جزء من المشروع الأميركي، وسادته هم الذين خططوا لشن الحرب؟".

تهديد رامسفيلد

وتطرق أيضا إلى الدور الذي قام به على مستوى جامعة الدول العربية من أجل منع شن الحرب على العراق، وروى ما جرى خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، حين كانت تلوح في الأفق محاولة لطرح مطلب على الجامعة العربية يتعلق بتنحي صدام عن الرئاسة، وقال إنه خاطب الحضور قائلا: "هل طلبت دولة منكم من العراق السلاح أو المال أو الرجال فلم يقدم لها!.. كل ما نتمناه هو ألا يأتي شر أو أذى منكم.. ونشكركم".

كذلك كشف عن حادثة تهديد وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد له خلال الأيام التي سبقت الغزو، حين رد الوزير الأميركي على أحد الصحفيين -عندما أخبره أن وزير خارجية العراق في القاهرة- قائلا: "لنرَ، كيف سيعود؟"، وأكد ضيف حلقة (2023/8/18) من برنامج "الجانب الآخر" أنه أوهم الجميع بأنه سيزور لبنان، ورتب الأمر مع نظيره اللبناني ومع سفير العراق في بيروت، لكنه في موعد الزيارة المعلن عنها كان قد وصل إلى الحدود العراقية.

وعرج الدبلوماسي العراقي -في حديثه لبرنامج "الجانب الآخر"- على محطات مهمة من حياته الخاصة والمهنية، وعلاقته بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكشف أنه تكلم معه لأول مرة عام 1974 خلال اجتماع لمكتب الإعلام.

وتحدث أيضا عن المصاعب التي واجهته رفقة أفراد أسرته عند مغادرتهم العراق بعد الغزو عام 2003، وكشف عن أنه توجه إلى سوريا، وبعد أقل من 7 أشهر غادر إلى الدوحة التي وصلها في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، وذلك بدعوة من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مؤكدا أنه التقى به لأول مرة في مؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية وأعرب له عن إعجابه بالنهج الذي كان يسير عليه في تسيير الدبلوماسية العراقية.

وتناول ناجي صبري -الذي ولد في مدينة الحديثة- محطات أخرى مفصلية في تاريخه الشخصي والعائلي، مثل إعدام شقيقه محمد وسجن شقيقه الآخر شكري في أحداث عام 1979، التي يسميها "أحداث الفتنة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء، عن نظام "القبة الذهبية" والقادر على التعامل مع أي هجوم صاروخي، حتى لو كان من الفضاء.

وقال ترامب خلال تصريحات صحفية: "وعدت خلال حملتي الانتخابية ببناء درع يحمي سماءنا من الصواريخ الباليستية وسوف أفعل"، مشيرا إلى أن "تكلفة القبة الذهبية تبلغ 175 مليار دولار".

وذكر أن "القبة ستحمينا بنسبة قريبة من 100% من جميع الصواريخ بما فيها الفرط صوتية".

وفي وقت سابق، كشفت شبكة "سي إن إن" نقلًا عن مصادر مطلعة، أن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدمت للبيت الأبيض مقترحات متعددة لتطوير نظام دفاعي صاروخي متقدم يحمل اسم "القبة الذهبية"، استجابةً لرغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إنشاء درع يحمي الولايات المتحدة من التهديدات الصاروخية البعيدة المدى. 

وتشير التقديرات الأولية إلى أن تكلفة المشروع قد تتجاوز 500 مليار دولار خلال العقدين المقبلين، وفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس، رغم تخصيص 25 مليار دولار فقط في الميزانية الدفاعية للعام القادم.

ومن المتوقع أن يعلن ترامب عن خياره المفضل بشأن التصميم والتكلفة خلال الأيام المقبلة، وسط دراسة ترشيح الجنرال مايكل جيتلين، نائب رئيس عمليات الفضاء في قوة الفضاء الأمريكية، لتولي إدارة البرنامج. ويُنظر إلى هذا المنصب على أنه مفتاح لنجاح المشروع نظراً لتعقيده وتعدد مراحله.

سباق شركات التكنولوجيا والدفاع
ويُعد المشروع فرصة استثمارية هائلة لشركات القطاع الخاص، إذ يُنتظر أن تلعب دوراً محورياً في تصميم النظام وتنفيذه. 

وتتنافس شركات كبرى، على رأسها "سبيس إكس" التابعة لإيلون ماسك، إلى جانب "أندوريل" و"بالانتير"، على الفوز بعقود التطوير. 


وأكدت مصادر أن الشركات الثلاث قدّمت عروضًا مباشرة لوزير الدفاع بيت هيغسيث، وسط جدل سياسي بشأن علاقة ماسك بالإدارة الأمريكية.

تباين جوهري عن "القبة الحديدية" 
ورغم إصرار ترامب على وصف النظام المرتقب بـ"القبة الذهبية"، فإن الخبراء يشيرون إلى اختلاف جوهري بينه وبين "القبة الحديدية" الإسرائيلية. فالأخيرة صُممت لاعتراض صواريخ قصيرة المدى في نطاق جغرافي صغير، بينما يسعى ترامب إلى تطوير درع فضائي يغطي كامل الأراضي الأمريكية ضد صواريخ باليستية وصواريخ كروز فائقة السرعة.

وتاريخيًا، واجهت الولايات المتحدة تحديات كبيرة في إنشاء نظام دفاع صاروخي شامل، بسبب تعقيد التكنولوجيا المطلوبة والتكلفة الهائلة. 

وتُشير التقارير الاستخباراتية إلى تصاعد التهديدات من الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، ما يزيد من إلحاح المشروع رغم التحديات الفنية والمالية.

ويتضمن المشروع أكثر من 100 برنامج فرعي، معظمها قائم أو قيد التطوير داخل وزارة الدفاع، في حين يُعد مكوّن القيادة والسيطرة والتكامل هو العنصر الجديد كليًا. 

كما يشمل المخطط بنية تحتية واسعة تتضمن أقمارًا صناعية، وأجهزة استشعار، وصواريخ اعتراضية، ومنصات إطلاق فضائية.


ضغط زمني وتمويل محدود
أمرت إدارة ترامب وزارة الدفاع بعكس خطط "القبة الذهبية" في ميزانية عام 2026، بينما التزم الكونغرس مبدئيًا بتوفير تمويل أولي بقيمة 25 مليار دولار. ومع ذلك، يرى خبراء أن هذا الرقم لا يمثل سوى بداية رمزية لتكلفة ضخمة متوقعة.

ورغم الحماسة السياسية، شهد المشروع تأخيرًا مبكرًا في تسليم خطط التنفيذ للبيت الأبيض، بعد أن تجاوز وزير الدفاع الموعد النهائي الذي حدده ترامب بأكثر من شهر. 

كما أدى ضعف التواصل داخل الدائرة المقربة من الوزير هيغسيث إلى إثارة تساؤلات حول قدرته على إدارة مشروع بهذا الحجم.

أثار التقارب بين ماسك وترامب غضب الديمقراطيين، الذين دعوا إلى تحقيق في مدى تأثير علاقات ماسك على عمليات منح العقود. في المقابل، دافع مسؤولون في البنتاغون وخبراء دفاع عن مشاركة "سبيس إكس"، مؤكدين أنها تمتلك قدرات متقدمة في مجال الاستشعار الفضائي.

وعلى الرغم من الزخم السياسي والإعلامي، فإن السيناتور الديمقراطي جاك ريد شدد على أن مشروع "القبة الذهبية" لا يزال في مراحله الأولية، واصفًا إياه بأنه "أشبه بفكرة طموحة أكثر من كونه مشروعًا قيد التنفيذ".

وفي ظل التحديات التكنولوجية، والتعقيدات البيروقراطية، والتكلفة الباهظة، تبقى قدرة إدارة ترامب على تحويل "القبة الذهبية" من حلم سياسي إلى واقع عسكري فعال، محل تساؤل واسع النطاق داخل أروقة الكونغرس وخارجها.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأميركي يحذر من حرب أهلية شاملة في سوريا
  • (9) مليارات دولار قيمة الصادرات النفطية العراقية لكوريا الجنوبية في 2024
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • ترامب يعلن عن القبة الذهبية.. وهذه أبرز التحديات التي تواجهها
  • ياسمين صبري تتألق في العرض الخاص لفيلم “المشروع X” بإطلالة لافتة | صور
  • ياسمين صبري تتألق بإطلالة ساحرة في فعالية “Caroline’s Universe” لعلامة شوبارد
  • حسين:على سوريا ان تستفيد من “التجربة العراقية” !!!
  • في ذكراه الثالثة.. سمير صبري فتى الشاشة الأنيق الذي عاش للفن ورحل في صمت
  • قائد بعثة “الناتو” الجديد في بغداد.. والحكومة العراقية تؤكد التزامها بالتعاون الإستراتيجي
  • غوتيريش يوجه الوكالات الأممية لدعم الحكومة العراقية