ناجي صبري: لم أتناول العشاء مع البرادعي وهو جزء من المشروع الأميركي
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
فتح وزير خارجية العراق الأسبق ناجي صبري -في اللقاء الذي خص به برنامج "الجانب الآخر"- ملف غزو العراق، وتحدث عن تحركات الأميركيين والبريطانيين لشن الحرب تحت غطاء الأمم المتحدة، ودور الدبلوماسية العراقية في محاولة إجهاض خططهم، وصولا إلى "اليوم الأسود"، يوم احتلال العراق.
وأكد أن المشروع "الإسرائيلي" الذي استهدف العراق بدأ عام 1990، إذ كانوا يستثمرون في كل خطأ ترتكبه القيادة العراقية لفرض مزيد من العقوبات والإجراءات على بغداد، وأصدروا قرارات عبر مجلس الأمن الدولي ليست لها سابقة في تاريخ المنظمة الأممية، خاصة القرار 778، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة -التي جاءت لنصرة الشعوب- تشرّعن استيلاء دولة على أخرى وفقدان سيادة دولة.
وكشف عن أنه، عند توليه منصب وزارة الخارجية، سعى إلى التعامل مع الأمم المتحدة على أساس النهج الواقعي، في محاولة لإبعاد التأثير الأميركي البريطاني عن مجلس الأمن؛ ونجحت الدبلوماسية العراقية في تأمين موقف ثابت لـ3 دول كبرى في المجلس، وكان موقفها معارضا لشن الحرب على العراق.
وتابع أنه علم بالاجتماع الذي كان يعقده وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول قبل الغزو مع خبراء قانونيين أميركيين وبريطانيين في مقر البعثة الأميركية، من أجل صياغة قرار شن الحرب على العراق بغطاء الأمم المتحدة.
وعلى إثر ذلك، بعث صبري -حسبما يقول- برقية إلى الرئيس صدام حسين يطالبه فيها بـ"الموافقة على إعادة المفتشين بدون قيد وشرط وبسرعة"، وبعد ساعتين وصله الرد: "حصلت الموافقة"، ويقول إنه بعد عودة المفتشين إلى العراق، تعرض لهجوم من البيت الأبيض وصحف أميركية وحاولوا تشويه صورته، رغم أنه لم يقل سوى الحقيقة، وهي أن العراق لا يملك أسلحة دمار شامل.
ويذكر أنه بعد أسابيع من قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بنزع أسلحة الدمار الشامل من العراق، بدأت لجان التفتيش أعمالها في بغداد صبيحة 21 سبتمبر/أيلول 1991، واستمرت نحو 13 عاما. وبعد سنوات من البحث والتحري، اتهم كبير مفتشي الأسلحة هانز بليكس أميركا وبريطانيا بتهويل المعلومات الاستخبارية عن العراق لتبرير استخدام القوة ضده.
وفي السياق نفسه، نفى وزير خارجية العراق الأسبق ما ورد في مذكرات المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، التي قال فيها لناجي صبري: "ساعدنا أساعدك"، وتابع صبري "لم ألتق به إطلاقا خارج وزارة الخارجية"، وأضاف: "قال البرادعي في مذكراته إنه دعاني إلى حفل عشاء.. كيف ذلك وهو جزء من المشروع الأميركي، وسادته هم الذين خططوا لشن الحرب؟".
تهديد رامسفيلدوتطرق أيضا إلى الدور الذي قام به على مستوى جامعة الدول العربية من أجل منع شن الحرب على العراق، وروى ما جرى خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في نوفمبر/تشرين الثاني 2002، حين كانت تلوح في الأفق محاولة لطرح مطلب على الجامعة العربية يتعلق بتنحي صدام عن الرئاسة، وقال إنه خاطب الحضور قائلا: "هل طلبت دولة منكم من العراق السلاح أو المال أو الرجال فلم يقدم لها!.. كل ما نتمناه هو ألا يأتي شر أو أذى منكم.. ونشكركم".
كذلك كشف عن حادثة تهديد وزير الدفاع الأميركي الأسبق دونالد رامسفيلد له خلال الأيام التي سبقت الغزو، حين رد الوزير الأميركي على أحد الصحفيين -عندما أخبره أن وزير خارجية العراق في القاهرة- قائلا: "لنرَ، كيف سيعود؟"، وأكد ضيف حلقة (2023/8/18) من برنامج "الجانب الآخر" أنه أوهم الجميع بأنه سيزور لبنان، ورتب الأمر مع نظيره اللبناني ومع سفير العراق في بيروت، لكنه في موعد الزيارة المعلن عنها كان قد وصل إلى الحدود العراقية.
وعرج الدبلوماسي العراقي -في حديثه لبرنامج "الجانب الآخر"- على محطات مهمة من حياته الخاصة والمهنية، وعلاقته بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وكشف أنه تكلم معه لأول مرة عام 1974 خلال اجتماع لمكتب الإعلام.
وتحدث أيضا عن المصاعب التي واجهته رفقة أفراد أسرته عند مغادرتهم العراق بعد الغزو عام 2003، وكشف عن أنه توجه إلى سوريا، وبعد أقل من 7 أشهر غادر إلى الدوحة التي وصلها في نوفمبر/تشرين الثاني 2003، وذلك بدعوة من الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، مؤكدا أنه التقى به لأول مرة في مؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية وأعرب له عن إعجابه بالنهج الذي كان يسير عليه في تسيير الدبلوماسية العراقية.
وتناول ناجي صبري -الذي ولد في مدينة الحديثة- محطات أخرى مفصلية في تاريخه الشخصي والعائلي، مثل إعدام شقيقه محمد وسجن شقيقه الآخر شكري في أحداث عام 1979، التي يسميها "أحداث الفتنة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير الشباب ومحافظ القاهرة يشهدان وضع حجر الأساس لأول مسجد يُنسب لقضاة مصر
شهد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، والدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة مراسم وضع حجر الأساس لأول مسجد يُنسب لقضاة مصر، وهو مسجد قضاة مصر، والذي يُقام على مساحة إجمالية تبلغ 5600 متر مربع، ويضم إلى جانب المسجد مركزا ثقافيًا يوثق دور القضاء المصري وقيمه ورسالة العدالة عبر التاريخ بالإضافة الي دار مناسبات.
وجاءت الفعالية تحت رعاية القاضي عاصم الغايش، رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى،والمستشار طارق ابو زيد نائب عن النائب العام وبحضور المستشار محمد الشناوي رئيس هيئة النيابة الإدارية، والاستاذ الدكتور محمد بيومي أمين عام الشئون الإسلامية نائب عن وزير الأوقاف، الاستاذ الدكتور محمد الجندي امين عام مجمع البحوث الإسلامية نائب عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والقاضي محمد عبد العال النائب الأول لمحكمة النقض عضو مجلس القضاء الأعلى، والدكتور أحمد كريمة الفقية والداعية الازهري بجامعة الأزهر ،بالاضافة الي القارئ محمود الشحات أنور إلى جانب عدد من القيادات القضائية والتنفيذية.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن وضع حجر الأساس لمسجد قضاة مصر يُجسد قيمة القضاء المصري ومكانته الراسخة في بناء الدولة الحديثة، ويعكس التكامل بين مؤسسات الدولة في دعم المشروعات التي تجمع بين البعد الديني والثقافي والتوعوي، مشيرًا إلى أن المسجد بما يضمه من متحف ثقافي ديني يمثل رسالة حضارية تؤكد أن العدالة والقيم الإنسانية السامية كانت وستظل ركيزة أساسية في مسيرة الوطن. وأضاف أن المشروع يُعد إضافة مهمة للمجتمع المصري، ويعكس الاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم العدالة وسيادة القانون، مثمنًا الدور الوطني لنادي قضاة جنوب سيناء في إطلاق هذا المشروع المتميز.
ومن جانبه، أعرب الدكتور إبراهيم صابر، محافظ القاهرة، عن تقديره لأهمية هذا المشروع، مؤكدًا أنه يُعد إضافة حضارية ودينية وثقافية للعاصمة، ويسهم في تعزيز الوعي بالقيم الدينية وترسيخ مبادئ العدالة والانتماء، مشيرًا إلى حرص المحافظة على دعم المشروعات التي تخدم المجتمع وتحافظ على الهوية المصرية الأصيلة.
وأكد المستشار عاصم الغايش، رئيس محكمة النقض ورئيس مجلس القضاء الأعلى، أن مسجد قضاة مصر يُعد خطوة نوعية لتوثيق الإرث القضائي المصري وإبراز الدور الوطني للقضاة عبر التاريخ، وأن المتحف الثقافي الديني المرافق للمسجد يبرز رسالة العدالة والمبادئ التي يقوم عليها القضاء المصري، مشددًا على أن مثل هذه المبادرات تعزز الوعي المجتمعي بالقيم الوطنية وترسخ دور القضاء في حماية حقوق المواطنين وصون الدولة وتحقيق العدالة.
والجدير بالذكر أن نادي قضاة جنوب سيناء هو صاحب الحق الأصيل في هذا الحدث، ويمثله المستشار عرفة دريع، نائب رئيس محكمة النقض و رئيس النادي، والمستشار سامح عبد الوهاب، سكرتير عام النادي، والسادة أعضاء مجلس إدارة النادي القاضي عادل الشاذلي رئيس محكمة جنايات القاهرة والقاضي باسم الدسوقي رئيس محكمة الاستئناف ،القاضي أحمد سلامة عفيفي رئيس المحكمة ،القاضي فادي شاكر رئيس المحكمة ، حيث يأتي المشروع في إطار دعم المبادرات التي تعزز الوعي الثقافي والديني وتبرز الدور التاريخي للقضاء المصري.