تعديلات مدونة الأسرة.. ثورة قانونية أم مساس بالقيم الأسرية؟
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
أثارت التعديلات المرتقبة لمدونة الأسرة، جدلاً واسعاً بعد إعلان وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عن المقترحات الجديدة.
وتناولت هذه التعديلات قضايا حساسة تتعلق بالحقوق الأسرية، فهناك من يراها خطوة إيجابية نحو تعزيز العدالة والمساواة، وهناك من اعتبرها تهديداً للقيم الأسرية التقليدية.
التعديلات تتضمن إخراج بيت الزوجية من التركة، واستمرار النفقة على المطلقة رغم زواجها مجددًا، إضافة إلى تقييد تعدد الزوجات بشروط صارمة، وهي مواضيع أثارت نقاشات حادة على منصات التواصل الاجتماعي.
ومن أبرز النقاط التي تم التطرق إليها إخراج بيت الزوجية من التركة، وهو ما يهدف إلى ضمان حماية الأسرة، خصوصًا الزوجة والأبناء، بعد وفاة الزوج، هذا البند ينص على أن البيت الذي كان يعيش فيه الزوجان لا يدخل ضمن التركة، بل يبقى في حوزة الزوجة، وهو ما لاقى اعتراضًا من البعض الذين اعتبروا أن هذا البند يضر بحقوق الزوج والورثة.
أما بشأن استمرار النفقة على المطلقة رغم زواجها مجددًا، فقد اعتبرها البعض عبئًا ماليًا غير مبرر على الزوج السابق، وهو ما يتناقض مع بعض المبادئ الشرعية. هذه النقطة كانت موضوع جدل بين من يرى أن الرجل يظل مسؤولًا عن النفقة طالما أن المطلقة لم تحصل على دخل كافٍ من زواجها الجديد، وبين من يعتبر أن هذه المسؤولية يجب أن تنتهي بانتهاء العلاقة الزوجية.
في المقابل، هناك من يرى في هذه التعديلات خطوة هامة لتحسين وضع المرأة، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها النساء في قضايا النفقة والحضانة.
التعديلات المرتقبة لمدونة الأسرة في المغرب تفتح بابًا واسعًا للنقاش حول العلاقة بين الحقوق الأسرية والقيم المجتمعية، في وقت يشهد فيه المجتمع المغربي تحولات اجتماعية وثقافية كبيرة، يبدو أن هذا التعديل يسعى إلى تحقيق توازن بين حماية حقوق النساء والأطفال وحماية مؤسسات الأسرة من التفكك.
مع ذلك، تبقى هذه التعديلات موضوعًا مثيرًا للجدل، ويظل تطبيقها مرهونًا بالكيفية التي سيتم بها مراعاة التوازن بين التشريع الديني والواقع الاجتماعي.
المصدر: مملكة بريس
كلمات دلالية: الأسرة المغربية التركة الحضانة الزواج الطلاق العدالة
إقرأ أيضاً:
استشاري يحذر من تجاهل الفروق الطبقية والاجتماعية في العلاقات الزوجية
حذر الدكتور محمد رجب، استشاري التنمية البشرية، من خطورة تجاهل الفروق الطبقية والاجتماعية في العلاقات الزوجية، مؤكدًا أن الزواج بين شريكين ينتميان إلى مستويات مادية أو مجتمعية متفاوتة قد يحوّل الحب من نعمة إلى عبء نفسي دائم.
وأوضح "رجب" خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن الحب، رغم كونه عنصرًا أساسيًا في أي علاقة ناجحة، لا يستطيع وحده الصمود أمام التحديات اليومية الناتجة عن اختلاف نمط الحياة والتوقعات بين الطرفين. وقال: "المشكلة لا تكون في وجود الحب، بل في القدرة على المحافظة عليه وسط ضغوط مجتمعية لا ترحم".
وأشار استشاري التنمية البشرية، إلى أن الشخص الذي ينتمي إلى الطبقة الأدنى غالبًا ما يشعر بالعجز عن توفير نفس مستوى المعيشة الذي اعتاده الطرف الآخر، مما يؤدي إلى مشاعر إحباط وتوتر داخلي، سرعان ما تنعكس على العلاقة برمتها.
ولفت إلى أن المجتمع الشرقي، بطبيعته، لا يتسامح مع هذا النوع من الاختلافات، حيث تُفرض معايير إنفاق صارمة وتُلقى الاتهامات بسهولة على الطرف الذي يبدو أقل حظًا ماديًا، سواء كان الرجل أو المرأة. وتابع: "في البداية قد يبرر الطرفان الحب بأنه أقوى من أي فوارق، لكن مع أول اختبار حقيقي تبدأ الفجوة في الاتساع".
وشدد على أهمية الوعي الكامل قبل اتخاذ قرار الزواج، مشيرًا إلى أن التوافق المادي والاجتماعي لا يقل أهمية عن العاطفة، بل قد يكون الضمانة الأولى لاستمرارية العلاقة في وجه التحديات.