اعترافات إسرائيلية بتنفيذ سياسة التجويع بغزة وتحذيرات من تبعاتها على الاحتلال
تاريخ النشر: 28th, December 2024 GMT
لم يعد هناك إمكانية لفرض تعتيم على المجاعة التي يفرضها الاحتلال على الفلسطينيين في غزة، ما دفع منظمات إسرائيلية غير حكومية مؤخرا لتنظيم عرض احتجاجي ضد هذه المجاعة، والمطالبة بإنهاء الحرب، والتنديد باستخدام الاحتلال غير الأخلاقي وغير القانوني للمجاعة كوسيلة لقمع الفلسطينيين، في ضوء انتهاجه لهذا الأسلوب الدنيء أداة للحرب وصولا إلى الموت، وسط صمت عالمي.
شوهام سميت، مترجم وناقد للأدب الإسرائيلي، وناشط في المظاهرات المطالبة بعودة الأسرى وإنهاء الحرب والاحتلال، ذكر أن "مشاهد الذعر الغذائي" في غزة لم تعد مقبولة، فهناك الآلاف من الفلسطينيين يتضورن جوعًا، وصيحاتهم وصرخاتهم تقطّع القلب، وصراع يائس من أجل الحياة، من خلال مشاهد وجوه ملتوية من كثرة البكاء؛ وهي تكافح من أجل حمل وعاء ماء لن يمتلئ".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أنه "رغم كل هذه المشاهد الصارخة، لكن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتجنب بشكل شبه كامل تغطية الكارثة الإنسانية في غزة، رغم توفر كامل للأدلة الفوتوغرافية، لكن الإسرائيليين المصابين بجرح أخلاقي لن يندمل قريباً يعتقدون أنه من المريح لتهدئة ضميرهم إلقاء اللوم على أهل غزة، بزعم وجود مسلحين بينهم، وعصابات مسلحة تسرق شاحنات الغذاء، مع أنه عندما أراد الاحتلال تجاوزها، عرف كيف يختار الطرق البديلة لمرورها".
وذكر أن "الأرقام التي قدمتها الأطراف ذات العلاقة، بما فيها الدولية، وصولا للتقارير الإسرائيلية، فإنه اعتبارًا من حزيران/ يونيو 2024، يعاني 16٪ من سكان قطاع غزة، بما تعداده 345 ألف إنسان من حالة جوع كارثية، بل إن 80% من الأشخاص الذين يعانون حاليًا من جوع كارثي في العالم يعيشون في المناطق الضيقة لقطاع غزة، وأكثر من 96% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وسنتين لا يحصلون على التغذية التي يحتاجون إليها، و160 ألف امرأة حامل أو مرضعة لا يحصلن كذلك عليها، ويعاني أكثر من 50 ألف فتى وفتاة من حالة سوء التغذية الحاد التي تتطلب علاجاً طبياً عاجلاً".
في سياق متصل، ذكر الجنرال احتياط عومار تساناني، رئيس وحدة الأمن السياسي وبرنامج تعزيز السلام الإسرائيلي الفلسطيني بمعهد "ميتفيم"، أن بيتسلئيل سموتريش وزير المالية والوزير الإضافي بوزارة الحرب، زعم أن الحكومة ستتعامل مع توزيع المساعدات الإنسانية في غزة، وأعلن أنها شكلت لجنة فرعية لحلّ ما أسماها سيطرة حماس على المساعدات الإنسانية، تمهيدا لتعزيز سيطرة الاحتلال، وتطبيق حكم عسكري في غزة، شاعرا بارتياح أكبر بالترويج لأجندة الاحتلال والمستوطنات".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "اليمين المتطرف يعتقد أن من يسيطر على المساعدات الإنسانية، يسيطر فعلياً على قطاع غزة، ولهذا السبب استثمر كل طاقته خلف الكواليس في تصميم "خطة الجنرالات" التي كانت بمثابة مرتكز مفاهيمي لعملية الترحيل والتجويع في شمال القطاع، مما جعل من المساعدات الإنسانية تمثل تحديًا كبيرًا قائمًا بذاته أمام الاحتلال في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه القطاع، وبالتالي فقد غدت أولا وقبل كل شيء مسألة سياسية استراتيجية ترتبط مباشرة بمسألة اليوم التالي".
وحذر أن "سيطرة الاحتلال على المساعدات الإنسانية في غزة، فضلا عن كونها ستعرّض جنوده للخطر، وتكلّف وحدها عشرات المليارات، فإنها ستحدد أيضًا مسؤولية الاحتلال عن جميع سكان القطاع، ولن يعفيه من مسؤوليتها المباشرة عن 2.2 مليون فلسطيني، وهو ما عبرت عنه وزيرة الاستيطان أوريت شتروك، بالقول صراحة أنه لا ينبغي أن تكون هناك استراتيجية لمغادرة غزة، زاعمة أن اليوم التالي هناك أكبر تهديد للرؤية المسيحانية، وهو ذات موقف وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بمعارضته لوقف الحرب، مع أن مثل هذه الاستراتيجية ستقود الاحتلال لكارثة عسكرية وسياسية واقتصادية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية المجاعة الاحتلال غزة غزة الاحتلال مجاعة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
شهداء ومصابون إثر غارات إسرائيلية مكثفة على مناطق بغزة
استشهد اليوم 8 فلسطينيين على الأقل بينهم طفلان وأصيب آخرون في غارات على مناطق مختلفة من القطاع، هذا فضلا عن المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق منتظري المساعدات في رفح.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر طبية بمستشفى الشفاء، سقوط شهيدين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت فلسطينيين بجباليا البلد شمالي قطاع غزة.
وأعلنت مصادر طبية أن مستشفى شهداء الأقصى استقبل جثامين 3 شهداء ومصابين في قصف إسرائيلي استهدف خيمتين تؤويان نازحين في مدينة دير البلح وسط القطاع فجر اليوم.
وأفادت مصادر في مجمع ناصر الطبي في خان يونس، باستشهاد طفلين في قصف إسرائيلي استهدف ديوانا يؤوي عائلات نازحة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وقبل ذلك أكدت مصادر طبية في مستشفى ناصر، استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين بجروح متفاوتة في استهداف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي الأمل غرب مدينة خان يونس.
كما أصيب فلسطينيون آخر إثر قصف قوات الاحتلال لمبنى يؤوي عائلات نازحة في خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وتزامنت هذه التطورات مع مجزرة أخرى، ارتكبتها قوات الاحتلال بحق فلسطينيين كانوا ينتظرون المساعدات غربي رفح، وأدت إلى استشهاد 24 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 200 آخرين وفق تقديرات أولية.
إعلانوفي وقت سابق، أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 5 فلسطينيين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة النديم بمحيط منطقة الصناعة في حي الصبرة جنوب غربي مدينة غزة.
وأظهرت صور خاصة للجزيرة لحظات مؤثرة لعمل طواقم الخدمات الطبية والدفاع المدني لإنقاذ طفلين ووالدتهما من تحت أنقاض المنزل.
قصف متواصلوكان الجيش الإسرائيلي قد كثف خلال ساعات الليل من القصف الجوي والمدفعي على مناطق مختلفة من قطاع غزة خاصة بمحافظة الشمال وشرق مدينة غزة.
وأفادت وكالة الأناضول أن جيش الاحتلال واصل نسف مبان سكنية شرق مدينة غزة وبمحافظة الشمال وشرق مدينة خان يونس جنوب القطاع.
ونقلت عن شهود عيان أن قوات الاحتلال دمرت مسجد الأنصار في مدينة دير البلح بعد قصفه بـ3 صواريخ.
وبدعم أميركي مطلق ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 178 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، فضلا عن مئات آلاف النازحين.