اليمن في مواجهة العدوّ الصهيوني
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
يستغرب الكثيرُ من الناس من انخراط اليمن في مواجهة مباشرة مع العدوّ الصهيوني؛ لما فيه من مخاطرَ كبيرة على البلاد -من وجهة نظرهم-، وخَاصَّة بعد التهديدات المباشرة التي أطلقها قادة الكيان الصهيوني ضد اليمن وقيادته الثورية والسياسية، وهذا الاستغراب قد يكون صادرًا عن جهل بثقافة اليمنيين وهُويتهم الإيمَـانية، وفي الواقع لم يواجه اليمن العدوّ الصهيوني استجابةً لأية قوة خارجية أَو رغبةً في الظهور أَو حرصًا على الحصول على مكاسبَ، مع أن وضع اليمن حَـاليًّا يؤهله للحصول على مكاسبَ عديدة إذَا قدَّمَ تنازلاتٍ للأمريكي والصهيوني، ولكن الدافع الأَسَاسي للاستمرار في مواجهة العدوّ الصهيوني دعمًا وإسنادًا لغزة وأهلها ومقاومتها الباسلة هو الشعور بالمسؤولية الدينية والأخلاقية الملقاة على عاتق اليمنيين، والتي تفرض عليهم نصرة المظلومين والمستضعَفين من المسلمين وغير المسلمين، وما نراه يوميًّا من جرائم ومجازر يرتكبها العدوّ الصهيوني في حق الفلسطينيين يحتم على اليمن نصرتهم والوقوف إلى جانبهم خَاصَّة بعد أن تركهم العرب والمسلمون والمجتمع الدولي يواجهون مصيرهم، ومن أول يوم دخلت اليمن المعركة إلى جانب الفلسطينيين أعلنت وكرّرت أنها لن توقف عملياتها المساندة إلَّا إذَا رُفع الحصار عن غزة وتوقفت الحرب الصهيونية عليها.
إن موقفَ اليمن من غزَّةَ لم يكن موقفاً عَرَضيًّا أَو آنيًّا فرضته الظروفُ الجَارِيةُ وإنما موقف متجذر في فكر حركة أنصار الله، وقد ظهر في شعارها الذي أطلقته وتبنَّته منذ أكثر من عشرين عامًا (الله أكبر –الموت لأمريكا -الموت لإسرائيل -اللعنة على اليهود –النصر للإسلام)، ولم تتراجع الحركة عن هذا الشعار برغم ما مرت به من ظروف صعبة، وأَيَّدَ اليمنيون أنصارَ الله في ذلك، وما دام أن لدى اليمن القدرة على إيلام العدوّ الصهيوني فسوف تستمر في إرسال صواريخها البالستية والمجنحة وطائراتها المسيَّرة إلى المدن والمعسكرات الصهيونية في الأراضي المحتلّة.
واليمنيون ليسوا معنيين بما سوف ينتج عن عملياتهم ضد أمريكا و”إسرائيل” من تبعات؛ لأَنَّ مهمتهم القيام بالفعل وما ينتج عنه سوف يتكفل به الله سبحانه وتعالى؛ لأَنَّ ذلك الفعل جاء تنفيذًا لأوامره، والجميع في اليمن موافقون على ذلك، ويعتبر خروجهم الأسبوعي في مئات الساحات تأييدًا لموقف القيادة الثورية والسياسية المساند لغزة وموافقةً على استمرار مواجهة أمريكا والعدوّ الصهيوني، والنصر من عند الله.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
“الشعبية” تدين إعدام العدو الصهيوني 110 أسيرا فلسطينيا
الثورة نت /..
أدان مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” بأشد العبارات الجرائم المتواصلة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا، وفي مقدمتها إقدامه على إعدام 110 أسرى، منذ يناير 2023 حتى يناير 2025، يشمل الأسرى الذين استشهدوا داخل السجون الإسرائيلية نتيجة التعذيب والإهمال الطبي والحرمان من الرعاية الصحية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني ولكل المواثيق والاتفاقيات التي تكفل حماية الأسرى وحقوقهم”.
وحمل المكتب في بيان، اليوم الخميس، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير القائد الكبير الأسير أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ورفاقه وكافة الأسرى والأسيرات لا سيما الأطفال والمرضى حيث يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب والتنكيل والاعتقال الإداري والتمديد للأسرى دون أي مبرر ، وحرمانهم من أبسط حقوقهم التي كفلتها لهم المواثيق الدولية والإنسانية وقد أن الأوان إطلاق سراح الأسرى من السجون والمعتقلات الصهيونية”.
وقال إن” هذه الممارسات تمثل تصعيداً خطيراً وسياسة ممنهجة تستهدف كسر إرادة شعبنا”، مجدداً تأكيده على طبيعة العدو القائمة على العدوان والتنكر للمعايير الإنسانية.
كما حمل العدو المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، وعن كل ما يلحق بالأسرى من أذى وانتهاك داخل السجون ومراكز الاحتجاز.
وأكد “وقوفه إلى جانب أسرانا البواسل، مطالبا بمحاسبة كافة المتورطين في هذه الانتهاكات، وفتح تحقيق دولي مستقل يكشف الحقائق ويضمن عدم إفلات الجناة من العقاب”.
وناشد المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان، بالتحرك العاجل لوقف هذه الجرائم، وتوفير الحماية الدولية للأسرى، والضغط من أجل إنهاء سياسة الاعتقال التعسفي والانتهاكات المستمرة.
وشدد على أن “الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله المشروع دفاعاً عن حقوقه وكرامته، وسيبقى أسرانا عنوان الصمود والإرادة التي لا تنكسر”.