كتب الان سركيس في" نداء الوطن": التقى سفراء غربيون، مسؤولين لبنانيين وحذروهم من تجدّد الحرب. يعتقد بعض السفراء أن إسرائيل تخرق الاتفاقية، والجانب اللبناني لا يقوم بأي عمل يوحي بجديّة في تطبيق القرارات الدولية. والأخطر حسب تحذيرات السفراء أن إسرائيل هذه المرّة لن ترحم مؤسسات الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن محاولة التذاكي والالتفاف على الاتفاق ستؤدّي إلى تدمير الدولة أيضاً.



شهدت الأيام الأخيرة محاولة "حزب الله" استعادة بعض من قوته. هرّب السلاح إلى لبنان من سوريا عقب انهيار نظام الأسد. ما دفع بإسرائيل إلى استهداف مستودعات السلاح في البقاع للمرة الأولى بعد توقيع وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى المعابر الحدودية في قوسايا والتي كان يستعملها "الحزب" لتهريب الأسلحة.
إمكانية انزلاق الوضع إلى حرب جديدة، سيكون على جدول أعمال الموفد الأميركي آموس هوكستين الذي سينقل رسالة هامة إلى الدولة اللبنانية.

أكثر من 300 خرق إسرائيلي موثّق، والجانب اللبناني يحاول تمرير المرحلة على طريقة ما بعد "حرب تموز"، وستؤدّي محاولة التنصّل من الاتفاق إلى تدمير ما تبقى من الدولة اللبنانية.

إذاً، المؤشرات التي تدلّ على عودة الحرب حسب مصادر دبلوماسية كثيرة وأبرزها:

أولاً: استمرار الخروقات الإسرائيلية والتصرّف وكأن الحرب مستمرّة.

ثانياً: تصاريح قادة "حزب الله" الرافضة لتسليم السلاح إلى الدولة واعتبارهم أن الاتفاق يشمل منطقة جنوب الليطاني فقط.

ثالثاً: عدم حزم الدولة اللبنانية وتصرّفها بجديّة، إذ لم تصادر أي مخزن سلاح أو "خرطوشة" لـ "حزب الله" شمال الليطاني حتى هذه الساعة، في حين تطرح علامات استفهام عما يجري جنوب الليطاني.

رابعاً: عدم إصدار رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قراراً بالسماح بعودة سكّان شمال إسرائيل، ما يعني وجود قرار باستمرار الحرب، وهذا مؤشر كبير على ما قد يحصل في الأيام والأسابيع المقبلة.

خامساً: تزويد إسرائيل بالذخائر والأسلحة اللازمة من واشنطن، وهذا الأمر يدل على أنها لا تزال في حالة حرب.

سادساً: تأجيل عدد من شركات الطيران العالمية الرحلات إلى مطار رفيق الحريري الدولي.

سابعاً: تأجيل استثمارات أو مشاريع لرجال أعمال عالميين في لبنان وإسرائيل.

ثامناً: محاولة طهران الدائمة إرسال سلاح لـ "حزب الله" وعدم اعترافها بالهزيمة.

تاسعاً: سقوط نظام بشار الأسد في دمشق، بدّل التوازنات العسكرية في المنطقة، وبات الجيش الإسرائيلي قادراً على استكمال الحرب بطريقة أسهل. خط إمداد "حزب الله" قُطع، والجيش الإسرائيلي يتمركز على مقربة من دمشق وفي السلسلة الشرقية، وقد سيطر بالنار من جبل الشيخ على الجنوب والبقاع، وبالتالي أصبحت العملية العسكرية أسهل، والالتفاف نحو الجنوب والبقاع بات مؤمناً، في حين انتهى من تدمير بنية "حزب الله" في جنوب الليطاني، وضرب بنيته في سوريا وتحديداً على الحدود في القلمون.

أمام كل هذه العوامل، تشير المعلومات إلى أن الهدنة الهشة قد تنهار في أي وقت، وما حصل في "وادي الحجير" دليل على عدم وجود قرار إسرائيلي بترك ساحة الجنوب لإيران و"حزب الله" لإعادة التسلّح وتشكيل خطر عليها.

وفيما يعاني "حزب الله" من أزمة تسلّح وأزمة مالية وعددية، تؤكّد المعلومات خسارة "الحزب" أكثر من 7000 مقاتل في معارك جنوب الليطاني، في حين لا يزال عدد كبير من شبابه مفقوداً بين أنفاق الجنوب وسوريا والعراق.

بات الوضع في جنوب الليطاني على الشكل الآتي: الجيش الإسرائيلي دمّر القرى الحدودية، أو ما كان يعتبرها "حزب الله" الحافة الأمامية وباتت غير صالحة للقتال كما للسكن. المنطقة الخلفية لجنوب الليطاني، تتعرّض باستمرار لنيران إسرائيلية، بينما يحاول الجيش اللبناني الانتشار وسط العراقيل التي تزرعها إسرائيل و"حزب الله".

تستعدّ كل من إسرائيل و"حزب الله" لاستئناف القتال حتى قبل نهاية هدنة الستين يوماً، وستكون الفاتورة مرتفعة، إلا في حال اقتنعت إيران بالهزيمة وخرج "حزب الله" بموقف تاريخي يسلّم فيه سلاحه إلى الجيش وتمّ الضغط على إسرائيل للانسحاب من لبنان ووقف الحرب.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الدولة اللبنانیة جنوب اللیطانی حزب الله

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلق "ضربة" على جنوب لبنان.. وتوضح الأسباب

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه علق في شكل موقت ضربة كان يعتزم شنها، السبت، على ما اعتبره بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.

ورغم وقف إطلاق النار المُبرم بين لبنان وإسرائيل منذ نوفمبر 2024، تواصل الدولة العبرية تنفيذ هجمات منتظمة تقول إنها تستهدف البنية التحتية لحزب الله، متهمة إياه بإعادة التسلّح.

وفي وقت سابق السبت، وجه الجيش الإسرائيلي تحذيرا من ضربة وشيكة سينفذها، داعيا سكان مبنى في بلدة يانوح بجنوب لبنان إلى إخلائه فورا.

غير أن المتحدث باسم الجيش باللغة العربية أفيخاي أدرعي قال لاحقا إن "الغارة جُمِّدت موقتا"، لافتا إلى أن الجيش "يواصل مراقبة الهدف".

وأوضح أدرعي في منشور على منصة "إكس" أن التجميد جاء بعدما طلب الجيش اللبناني "الوصول مجددا إلى الموقع المحدد لمعالجة خرق الاتفاق"، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح لحزب الله "بإعادة التموضع أو التسلّح".

وتضم لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا.

وقال مصدر أمني لبناني إن الجيش حاول سابقا تفتيش المبنى الذي كان في دائرة الاستهداف، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب اعتراضات السكان.

ونقلت "فرانس برس" عن المصدر الأمني أن الجيش اللبناني تمكن من دخول المبنى وتفتيشه لدى عودته إليه مرة أخرى لأن سكانه "شعروا بتهديد"، وقد أخلوه خشية التعرّض لغارة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تحذر لبنان من أي تنسيق بين الجيش وحزب الله
  • الجيش الإسرائيلي “يعلق مؤقتاً” غاراته على جنوب لبنان
  • إسرائيل تعلق "ضربة" على جنوب لبنان.. وتوضح الأسباب
  • جولة للسفراء جنوب الليطاني غدا وقاسم يدعو الدولة لوقف تنازلاتها ومراجعة حساباتها
  • إسرائيل تعلن تجميد ضربة مزمعة في جنوب لبنان
  • الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لإخلاء قرية في جنوب لبنان قبل القصف
  • خريس: اليونيفيل صمّام أمان في جنوب الليطاني وحاجة وطنية ملحّة
  • “إما تفاوض أو لا تفاوض”.. بري يضع شروطا صارمة أمام إسرائيل
  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي