حادثة الطائرة الكورية تختم عاما سيئا لبوينغ الأميركية
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
واشنطن- تعيد كارثة تحطم طائرة الركاب "بوينغ 800-737″، أمس الأحد، بمطار موان في كوريا الجنوبية إلى الأذهان المشاكل التقنية التي تواجه بعض أنواع طائرات شركة بوينغ الأميركية، وتقول السلطات إن الحادثة كانت ناتجة عن "اصطدام طيور بها منعت فتح عجلات الهبوط"، وهو أمر شكك به عدد من خبراء الطيران، وفق وكالة رويترز.
وفي الوقت الذي قد يستغرق فيه التحقيق الرسمي الفني للحادثة سنوات، أشار مسؤولو الإطفاء في المطار وخبراء الطيران إلى أنه من المحتمل حدوث نوع من العطل في معدات الهبوط تسبب في الحادثة، وأكدت تقارير أن الطيار أجرى مكالمة استغاثة بعد مدة وجيزة من تحذير برج المراقبة من كثرة الطيور في منطقة الطيران.
وتختتم شركة بيونغ هذا العام بسجل واتهامات واسعة تتعلق بمشاكل مراقبة الجودة، وتأخر الإنتاج، ومخاوف تتعلق بالسلامة، وانخفاض كبير في أسعار الأسهم، ناجمة بشكل أساسي عن حوادث خطيرة.
حوادث وفضائحتعد 2024 من أسوأ السنوات التي مرت على شركة بيونغ بسبب كثرة الحوادث والفضائح التي ألمّت بها، منها حادثة كوريا الجنوبية الأخيرة.
ففي يناير/كانون الثاني 2024، انفجر قابس باب خلفي لطائرة ركاب بوينغ "737 ماكس 9" في منتصف الرحلة من بورتلاند بولاية أوريغون إلى مدينة سياتل بولاية واشنطن، فتسبب في انخفاض ضغط المقصورة وانقطاع الإضاءة.
إعلانأوقفت إدارة الطيران الفدرالية الطائرة لأسابيع وفتحت وزارة العدل تحقيقا، ورفع الركاب دعوى جماعية على شركة بوينغ، ورفع المساهمون دعوى منفصلة تزعم أن بوينغ "أعطت الأولوية للربح على السلامة".
وردت الشركة ببدء عمليات تفتيش ومراجعة جديدة للعناصر الهيكلية في طائراتها مثل سدادة الباب، وأضافت لبروتوكول الضمان والسلامة إعادة تركيب سدادات الأبواب بشكل صحيح وفحصها قبل التسليم، كما أقرت بالذنب في الاحتيال على الحكومة الفدرالية ودفعت مئات الملايين من الدولارات غرامات للحكومة الأميركية.
ورغم عدم سقوط ضحايا، أضرّت الحادثة بسمعة الشركة في الوقت الذي تصور فيه مديروها أنها قد بدأت في التعافي من حادثين مميتين لهما طراز الطائرة نفسها قبل سنوات في إندونيسيا عام 2018 وإثيوبيا سنة 2019، ونتج عنهما مقتل 346 شخصا.
وكشف تقرير تحقيق إدارة الطيران الفدرالية حينئذ عن وجود 27 نقطة غير كافية بإجراءات السلامة في بوينغ، من ذلك عدم وجود نظام واضح للموظفين للإبلاغ عن مخاوف السلامة، وهياكل الإدارة المربكة، وضعف التواصل مع الموظفين حول إجراءات السلامة.
تشكيكتم نشر أحدث بيان صادر عن هذه الإدارة حول امتثال بوينغ لمعالجة مشكلات السلامة، وقالت إنها تواصل "مراقبة تقدم بوينغ بطرق مختلفة"، منها المراجعات المنتظمة من قبل خبراء الإدارة لإجراءات السلامة، وإصدار شهادات صلاحية الطيران لكل طائرة "بوينغ 737 ماكس" المنتجة حديثا.
وتضاعف التشكيك في بوينغ مرة أخرى في سبتمبر/أيلول الماضي عندما أدى خلل إلكتروني في البرمجة لمركبة ستارلينر (Starliner)، وهي كبسولة مصممة لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وأُجبرت على العودة إلى الأرض دون رواد الفضاء.
وفي الشهر نفسه عرفت الشركة أكبر إضراب عمالي في تاريخها عندما رفض أكثر من 33 ألف عامل العودة لخطوط إنتاج الطائرات لنحو شهرين بسبب خلافات مع الإدارة على الرواتب والمزايا والعطل، ثم بدأت الشركة تسريح آلاف منهم، وفي منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلنت بوينغ عن خطط لتسريح حوالي 10% من قوتها العاملة البالغ عددها 170 ألف شخص.
إعلانوقبل وقوع حادثة كوريا الأخيرة، تراجعت حصة بوينغ من طائرات الركاب في أنحاء العالم لتصل إلى 31% فقط بعدما كانت تقترب من 45% قبل سنوات قليلة. واستغلت شركة "إيرباص"، منافستها الوحيدة، تعثر بوينغ، لترفع حصتها من السوق العالمية إلى نحو 60%.
استعادة الثقةفي مارس/آذار 2024، قبل ديف كالهون، رئيس شركة بوينغ منذ عام 2020، المسؤولية عن تراجع الشركة ووافق على التنحي. وفي عام 2025 ستتجه كل الأنظار إلى كيلي أورتبرغ، وهي مديرة تنفيذية متمرسة في مجال الطيران ستتولى منصبها في أغسطس/آب من العام نفسه، وتنتظرها مسؤولية كبيرة خاصة في ما يتعلق بأسهم الشركة.
خسائربين عامي 2014 و2020، وزعت بوينغ 61 مليار دولار من الأرباح على حملة الأسهم وعلى إعادة شرائها، ومع تعثرها هوت وأسهما بصورة كبيرة.
ومنذ عام 2020، عندما أدى انتشار وباء كورونا إلى إضعاف الطلب بشدة على السفر بالطائرة، بلغ إجمالي خسائر بوينغ السنوية 23 مليار دولار، وتراجعت قيمة الأسهم إلى ما يقرب من 500 دولار للسهم في بداية 2020 لتصل إلى 270 دولارا في بداية عام 2024.
ثم تراجع سهم الشركة بنسبة كبيرة خلال هذا العام، وبلغت قيمته 270 دولارا للسهم الواحد، وناهز سعره حاليا مع نهاية 2024 نحو 180 دولارا فقط، أي بانخفاض بنسبة 34%.
ولا يبدو أن هناك مسارا سهلا للإصلاح في بوينغ مع استمرار مسلسل حوادث طائراتها القاتلة، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى تراجع في طلبات العملاء. ولا تعرف الشركة حاليا وسيلة واضحة للتعامل مع ثغرات السلامة التي أدت إلى وقوع حوادث خلال السنوات الخمس الماضية.
وفي الوقت الذي تُتهم فيه الشركة بتبنّيها أولوية تحقيق الربح على السلامة، فشلت بوينغ في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال عام 2024، في تحقيق أي من أهدافها المتعلقة بالأرباح أو بالسلامة.
ولم تتلق الجزيرة نت، حتى كتابة هذا التقرير، أي ردود من الشركة أو من هيئة الطيران الفدرالية على أسئلة تتعلق بما يجب على الشركة فعله لاستعادة ثقة عملائها وركابها.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يبحث مع نظيره السيراليوني التعاون بمختلف مجالات القطاع
استقبل الدكتور سامح الحفني، وزير الطيران المدني، الحاجي فانداي توراي، وزير النقل والطيران بجمهورية سيراليون، وذلك لبحث سبل التعاون المشترك في مجالات التدريب، والصيانة، والملاحة الجوية، والخدمات الجوية، وتبادل الخبرات؛ وذلك بحضور السفير السيراليوني بالقاهرة، صادق سيلا، و جاك ماساكواي، مدير عام سلطة المطارات بجمهورية سيراليون، والوفد المرافق لهم إلى جانب عدد من قيادات الوزارتين.
يأتي ذلك في إطار توجيهات القيادة السياسية بتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الأفريقية الشقيقة.
وقد شهد اللقاء مناقشة بحث آفاق التعاون المشترك في عدد من المجالات الحيوية؛ من أبرزها تطوير البنية التحتية للمطارات، وتعزيز برامج تدريب وتأهيل الكوادر الفنية والإدارية، كما بحث الجانبان سبل تحديث وتوسيع نطاق مذكرة التفاهم الموقعة في وقت سابق، بما يواكب المستجدات الإقليمية والدولية في صناعة الطيران المدني، ويُعزز من تحقيق الأهداف التنموية المشتركة.
وفي بداية اللقاء، رحّب الدكتور سامح الحفني بنظيره السيراليوني والوفد المرافق له ، مشيدًا بعمق العلاقات بين البلدين، والتي تعززت مؤخرًا بزيارة رئيس جمهورية سيراليون إلى مصر في مارس الماضي.
وأكد وزير الطيران المدني على أن الدولة المصرية تعزز أواصر التعاون مع دول القارة الأفريقية في مختلف المجالات، وعلى رأسها قطاع الطيران المدني، الذي يُعد من الركائز الأساسية لتحقيق التكامل القاري وتدعيم فرص النمو الاقتصادي،، مضيفًا بأن وزارة الطيران المدني حريصة على تقديم كافة أوجه الدعم الفني والتدريبي للأشقاء في جمهورية سيراليون، من خلال الإستفادة من الإمكانات المتطورة التي تمتلكها كل من الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران وأكاديمية مصر للطيران للتدريب.
وأشار الحفني إلى أن التعاون المصري الأفريقي في مجال النقل الجوي لا يقتصر على الجوانب الفنية فقط، بل يمتد ليشمل دعم جهود التنمية الشاملة من خلال الربط الجوي، ونقل الخبرات، وتعزيز بناء القدرات البشرية، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر تجاه التكامل القاري لتحقيق التنمية المستدامة في أفريقيا.
ومن جانبه، أعرب الحاجي فانداي توراي عن بالغ سعادته بزيارة مصر، مشيدًا بالتقدم الكبير الذي يشهده قطاع الطيران المدني المصري من حيث البنية التحتية، والخدمات الجوية، وتحديث أنظمة الملاحة والسلامة، وتطور منظومة التدريب والتأهيل.
وأكّد تواري أن بلاده تتطلع إلى إقامة شراكة استراتيجية مع مصر تشمل نقل الخبرات المصرية إلى سيراليون، خاصة في مجالات تأهيل الكوادر البشرية، وتطوير البنية التحتية للمطارات، وتعزيز إجراءات الأمن والسلامة، موضحًا أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو فتح آفاق تعاون أوسع مع مصر، التي تُعد نموذجًا ناجحًا في تطوير قطاع الطيران المدني على مستوى القارة.
وأضاف الوزير السيراليوني نُثمّن دور مصر الريادي في أفريقيا، ونتطلع إلى الاستفادة من خبراتها المتراكمة في بناء منظومة طيران حديثة وفعالة. كما نأمل في تسريع خطوات التعاون على أرض الواقع، من خلال تنفيذ برامج تدريبية مشتركة، وتبادل الزيارات الفنية، ودراسة فرص الربط الجوي بين القاهرة وفريتاون، لما له من أثر مباشر في تعزيز التبادل التجاري والسياحي والثقافي بين البلدين.
وفي ختام اللقاء أكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق وتكثيف التعاون في مجالات التدريب والتأهيل الفني، بما يسهم في إعداد كوادر متخصصة تُلبي احتياجات قطاع الطيران في سيراليون، ويُعزز من أوجه التعاون المصري الأفريقي في هذا القطاع الحيوي.