قانون الأسرة في المغرب.. نموذج يوازن بين الشريعة والحداثة لحماية المرأة والطفل
تاريخ النشر: 30th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في مجتمعاتنا العربية نادراً ما يحدث الطلاق بطريقة ودية تحفظ كرامة وحقوق جميع الأطراف بما في ذلك الأطفال، إذ تتحول الأمور غالباً إلى معارك قضائية مرهقة، يلجأ الطرفان إلى استخدام كل الأسلحة الممكنة ويتحول الزوج أحياناً - الطرف الأقوى - إلى خصم شرس يسعى لرد الاعتبار لكرامته التي أهينت حسب اعتقاده بقرار الزوجة بالطلاق، يستعمل مرة التشهير أو الابتزاز أو حتى الأطفال كوسيلة ضغط على الزوجة ويدخل الأطراف في صراع لا منتهي ينهك الجميع.
الإصلاحات في قوانين الأسرة في المغرب، تجربة مغربية شكلت ثورة قانونية واجتماعية، نجحت في تعزيز حقوق المرأة والطفل ومفهوم الأسرة كوحدة قائمة على المساواة والمسئولية المشتركة، مبادرة رائدة لم تقتصر على تعديل القوانين، بل أرست نموذجاً متوازناً يجمع بين مبادئ الشريعة الإسلامية وقيم حقوق الإنسان المعاصرة.
لم تكن المرأة المغربية أن تأخذ حقها مناصفة مع الرجل لولا الاهتمام الكبير الذي منحه الملك محمد السادس لملف المرأة واعتبره من أولوياته، حيث حظيت بعناية خاصة من خلال مراجعات عميقة لقانون الأسرة الذي كان يستدعي تبني صياغة جديدة تواكب مكانة المرأة اليوم، مبادرة تعكس إدراكاً عميقاً للتحولات الاجتماعية والثقافية في المغرب، مع التمسك بالإطار الشرعي الإسلامي الذي يعتبر أساس التشريع، وتهدف إلى تحقيق التوازن بين الأعراف الشرعية والتطورات الاجتماعية والقانونية.
أثارت المبادرة المغربية جدلاً واسعاً، فقد أتت بمستجدات مهمة عملت على تنظيم العلاقات الأسرية وأعطت للنساء المغربيات حقوقاً أكثر، جعلت منهن الطرف "الآمن" وليس "الأقوى" كما يشاع، ولعل أكثر النقاط جدلاً إيقاف بيت الزوجية عن دخوله التركة، هذه النقطة تهدف إلى حماية الزوجة والأبناء من التشريد عند وفاة الزوج.
من النقط المثيرة أيضاً، بقاء حضانة المطلقة على أولادها بالرغم من زواجها، تعديل يضمن استمرار حق الأم في حضانة أبنائها حتى بعد زواجها، مما يعكس توجهاً نحو حماية حقوق الطفل وتجنب التأثير السلبي للزواج الثاني على العلاقة بين الأم وأطفالها.
نقطة مهمة أيضاً أثارت الجدل، تخويل الأم الحاضنة النيابة القانونية عن أطفالها، هذه الخطوة كانت ضرورية لمنح الأم حق اتخاذ القرارات القانونية والإدارية المتعلقة بأبنائها عند حضانتهم، أيضاً تم اعتبار عمل الزوجة المنزلي مساهمة في تنمية الأموال المكتسبة خلال قيام العلاقة الزوجية، مما يمنح المرأة إنصافاً اقتصادياً عند إنهاء العلاقة الزوجية.
عكست رؤية الملك محمد السادس الحكيمة واهتمامه بحقوق المرأة تحولاً تاريخياً في مسار العدالة الاجتماعية بالمغرب، إذ شكلت إصلاحات قانون الأسرة المغربي نموذجاً رائداً يجمع بين الحفاظ على القيم الدينية والاستجابة لمتطلبات العصر، مما جعل المغرب مثالاً يحتذى به بين الدول الساعية لتحقيق المساواة وتمكين المرأة في المجتمع.
*كاتبة وإعلامية مغربية
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قانون الأسرة في المغرب حقوق المرأة والطفل الملك محمد السادس
إقرأ أيضاً:
رمز للعطاء والتضحية.. محافظ الغربية يكرم الأمهات المثاليات ويؤكد: المرأة المصرية ستظل ركيزة بناء الوطن
كرّم اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، مساء اليوم، عددًا من الأمهات المثاليات من مختلف مراكز المحافظة، خلال احتفالية رسمية نُظمت بمقر ديوان عام المحافظة، بالتعاون مع مديرية التضامن الاجتماعي بالغربية، بحضور حسناء احمد ابراهيم وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالغربية.
جهود محافظ الغربيةوخلال كلمته، أكد محافظ الغربية أن المرأة المصرية ستظل رمزًا للعطاء والتضحية، وركيزة أساسية في بناء الوطن، مشيرًا إلى أن تكريم الأمهات المثاليات هو تأكيد على ما تقوم به الدولة المصرية من تقدير عملي لدور المرأة في صناعة الأجيال وبناء المجتمع، وتعبير صادق عن الامتنان لمن تحملن أعوامًا من الكفاح الصامت داخل البيوت وفي ميادين العمل العام.
وقال المحافظ:هذا اليوم رسالة وفاء واعتراف بدور كل أم كرّست حياتها من أجل أسرة متماسكة ووطن قوي. إن الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضع المرأة والأم في قلب جهودها التنموية والاجتماعية.”
تكريم الأم المثاليةوخلال الاحتفالية، قام محافظ الغربية بتكريم عدد من النماذج النسائية الملهمة، اللاتي قدمن قصصًا واقعية من الصبر والنجاح والاحتواء، حيث تم تكريم كل من:
•هناء مكرم رمضان: كأم مثالية أولى على مستوى محافظة الغربية.
•بهية محمد عبد الرحمن: كأم مثالية ثانية.
•جيهان عزمي حبيب: كأم مثالية ثالثة.
•سمية مصطفى محمد: كأم مثالية لفئة “أم لابنة من ذوي الهمم”.
•مجدة عبد السلام: كأم مثالية من فئة “الأم البديلة” التي احتضنت وربّت بكل حب ووعي.
وقد قام المحافظ بإهداء المكرمات شهادات تقدير ومبالغ وهدايا تذكارية، تعبيرًا عن فخر المحافظة بما قدمنه، مؤكدًا أن هذه النماذج تمثل ضمير الوطن وصموده.
نماذج المرأة المصريةوأضاف الجندي هذه النماذج المشرفة تبرهن أن الأم المصرية مدرسة حقيقية، تربي، تحمي، وتغرس القيم. وسنواصل دعمنا للمرأة في كل موقع، لأنها صانعة الحياة ومصدر القوة.”
كما أعربت الأمهات المكرمات عن فخرهن بهذا التكريم، الذي وصفنه بأنه لحظة تاريخية في حياتهن، تعكس اهتمام الدولة بقصص الكفاح الإنساني التي غالبًا ما تحدث بعيدًا عن الأضواء.
تحية تقدير لكل أم في الغربيةواختتم المحافظ كلمته بتوجيه تحية تقدير لكل أم في الغربية وفي مصر، مؤكدًا أن المحافظة لن تدخر جهدًا في دعم وتمكين المرأة، وتعزيز مكانتها في جميع مواقع المسؤولية، وقال:كل أم عظيمة هي خط الدفاع الأول عن الأسرة، ومفتاح الأمل في مستقبل أقوى.”
وفي ختام الاحتفالية، حرص محافظ الغربية على أن يوجّه كلمة وفاء إلى أرواح الأمهات الراحلات، مؤكدًا أن الوطن لا ينسى مَن بذلن أعمارهن من أجل تنشئة أجيال تحمل القيم والمبادئ.
وقال المحافظ:في هذا اليوم الذي نحتفي فيه بالأم الحاضرة بيننا، نرفع أيضًا أكفّ الدعاء لكل أم رحلت عن عالمنا بعدما أدّت رسالتها بكل إخلاص. ستظل ذكراهن الطيبة حاضرة في قلوب أبنائهن، وفي ضمير هذا الوطن الذي لا ينسى جميلًا ولا يُغفل فضلًا.”