بشير الديك هو الاسم الصعب الذي لم يسكته الخوف والإجبار على القوالب الهشة في الفن المصري والعربي، كتاباته كانت بمثابة مرآة عاكسة لبين السطور في مختلف القضايا، وضع الفقير قبل الغني أحب المجتمع بشتى طوائفة ووضعه بطل كل قصصه.

القدوة والدين الوسطي في أحداث مسلسل “درب الطيب”

 

ومن الحسن الحظ أن بعض شاشات بشير الديك الدرامية والسينمائية كانت أمامنا باستمرار، بمتعة ضد الزمن وتفاصيل مختبئة في أركان حكاياته تتضح واحدة تلو الآخرى مع تكرار المشاهدة.

.

من بين تلك الشاشات نجد مسلسل “درب الطيب” الذي عرض في الألفية الجديدة للدراما، مسلسل قلّما تجده في شاشات التليفزيون، مشع بالتفاصيل القريبة من القلب قامات فنية لا تضاهى ، وتسلسل يحترم عقل المشاهد.

درب الطيب من ذهبيات الدراما الرمضانية في 2006

تم عرض مسلسل “درب الطيب” للمرة الأولى في رمضان  عام 2006 ، ومنبع الحكاية هو الدين والقدوة الحسنة والمكان والزمان من المفروض أن لايؤثران على الثبات النفسي للإنسان طوال حياته ، وسلسلة عرض اختياراته بين الحلا والحرام ووالطيب والشرير ، ووضع متناقضات الحياة أمامه ويحاول الوصول إلى طريق النجاة.

 درب الطيب وحكايات العودة إلى الوطن 

يبدأ “درب الطيب” من الشيخ نور الدين “ الذي قام بدوره الراحل هشام سليم هو ابن للشيخ  ”الطيب" الذي قام بدوره الراحل محمود الجندي، ففي الفترة التاريخية بين 1920 - 1940 حين يأتي موعد رجوع نور الدين إلى بلده الأقصر بعد سنوات تعليمه وعمله في ألمانيا كأستاذ للأدب الشعبي، ليجد كل ماتركه متغيرًا بشكل يعجز عن التعامل معه، فيتذكر تعليمات والده التي رسخها في شخصيته وبيته وبلده.

 

محاولات نور الدين في “درب الطيب” لاستكمال خير والده ومحاولات التأقلم

نجد المشاهد التي جمعت بين نور الدين والطيب من عالم آخر جمل هادئة واقعية مقنعة بعيدة عن التطرف والتشديد، كلمات رغم مرور أكثر من 17 سنة عليها إلا أن استخدامها مستمر ومناسب على مر العصور، ومحاولات نور الدين المستميتة في زرع ماحصده من “الطيب” في نفوس من حوله، وتسير الأحداث حول استمرار تعليمات الطيب واحاديثه الميئة حتى بعد وفاته وكان هو الهدف من مسمى “درب الطيب”، ليضعنا أمام عمل درامي مكتمل القصة والسينارية والإخراج 

 

وضع القدوة في مسلسل وتقديم لفئة كبيرة من المجتمع ليس بالأمر السهل، تسكين العادات والتقاليد والدين في أدوار الدراما يدخل دائمًا في دوامة من الخلافات والمشاجرات تنتهي بقص العمل واستبدال أجزاءه أو منعه تمامًا، لكن “درب الطيب” وضع كامل أركان القصة في مكانها المناسب، وطعمها بمجموعة من النجوم الشباب حينذاك ومنهم من كان للمرة الأولى ، وهم “لقاء الخميسي، روجينا، علي عبد الرحيم، محمد جمعة، سليمان عيد، فتوح أحمد، أحمد فؤاد سليم، يسري مصطفى”.

 

بجانب بعض الشباب" هادي خفاجة، نهى إسماعيل، فادي خفاجة، نرمين زعزع، ياسمين رحمي، وغيرهم".

المسلسل مأخوذ من سلسلة مؤلفات الكاتب أحمد شمس الدين الحجاجي، وسجل بشير الديك بسطور من ذهب السيناريو والحوار لأحداث المسلسل وأخرجه نادر جلال.

تتر “درب الطيب” جمع بين جمال بخيت والحلو والشريعي 

تتر البداية والنهاية لمسلسل درب الطيب مع المطرب الكبير محمد الحلو ومن أشعار جمال بخيت وألحان عمار الشريعي.

 

كم نتمنى عرض مسلسل درب الطيب في الآونة التي نعيش فيها، سيعيدنا إلى أجواء اجتماعية اشتقنا إلى وجوده، وجمل حوارية لم نجدها الآن في الفن، وأبطال ترتاح لها الأعين ويتعلق بها الفؤاد.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: بشير الديك جنازة بشير الديك أفلام بشير الديك بشیر الدیک نور الدین

إقرأ أيضاً:

عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)

كشف الشيخ أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن مفهوم الوسطية في الإسلام، موضحًا أن الوسطية تعني أن يكون المسلم متوازنًا لا يميل إلى الغلو أو التشدّد، وفي الوقت نفسه لا ينحرف نحو الانفلات أو عدم الالتزام، مشيرًا إلى أن الأمة الإسلامية ميزتها أنها أمة وسط بين طرفين، تمارس دينها دون عداء مع الحياة ومع الآخرين، وتستفيد من نعم الله ونتائج جهود البشر بما لا يخالف الشريعة.

«الرواق الأزهري بالسويس.. رسالة متجددة لخدمة الطفل والمرأة والشباب وتعزيز الهوية الوسطية» "خريجي الأزهر" بالهند تنظم لقاءً توعويًّا حول دور الأزهر في نشر الوسطية الوسطية تشمل فهم الدين بشكل صحيح 

وأضاف أحمد المشد خلال لقائه مع محمد جوهر وأحمد دياب ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن الوسطية تشمل فهم الدين بشكل صحيح بحيث يكون الإنسان متدينًا وملتزمًا، لكنه في الوقت نفسه متفاعل مع مجتمعه ومستفيد من الكون الذي خلقه الله، مشددًا على أن الالتزام الديني لا يعني التعالي أو منع الاستفادة من الأشياء الطيبة في الحياة، بل يجب التمييز بين ما أحله الله وما حرمه، مع توخي الحذر من الفهم الخاطئ الذي قد يستغل رغبة الإنسان في التقرب إلى الله لتقديم صورة مشوهة عن الدين.

التمييز بين الطيب والخبيث 

وأوضح المشد أن فهم الوسطية يعني أن يكون الإنسان واعيًا لهدفه في الحياة ووظيفته في هذا الكون، وأن يتعامل مع الدنيا بصدر مفتوح مستفيدًا من كل ما هو طيب، ومتجنبًا ما حرم الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"، مؤكدًا أن التمييز بين الطيب والخبيث هو أساس الفهم الصحيح للدين، وأن على المسلم أن يحذر من أي تفسير خاطئ يستغل رغبته في الاقتراب من الله لتحقيق مآرب شخصية أو لتقديم صورة مغلوطة عن التعاليم الدينية.

مقالات مشابهة

  • توغل إسرائيلي في القنيطرة جنوب سوريا
  • الاحتلال يتوغل في القنيطرة جنوب سوريا
  • قوات الاحتلال تنصب حواجز في ريف القنيطرة جنوب سوريا
  • محسن محيي الدين يكشف خلال ندوة صدى البلد عن دوره في مسلسل “بنج كلي”
  • حكم الدين في عدم الإنجاب.. أزهري: الشخص الذي يرفض النعمة عليه الذهاب لطبيب نفسي
  • عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • فوز الطيب أحمد بدائرة إمبابة.. وإعادة بين وليد المليجي ونشوى الديب
  • العدو الإسرائيلي يحاصر منزلا في البلدة القديمة بنابلس.. ومستوطنون يخربون غرفة زراعية في كفر الديك غرب سلفيت
  • لقاءات تثقيفية وتوعوية وقوافل لاكتشاف المواهب