بوابة الوفد:
2025-07-13@05:01:20 GMT

مجرد رقم.. «١»

تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT

عام جديد جاء، يا رب بالخير لكل الطيبين المسالمين الذين لا يبغونها عوجًا، وبهذه المناسبة تحضرنى تلك القصة الحقيقية، أسوقها لكم مختصرة.

كم عشت يا ولدى من العمر؟ عشت ألف عام، أشعر كأنى عشت ألف عام مما يعدون من الألم والوجع وعمرى لم يتجاوز الخامسة والثلاثين، هكذا كانت إجابة أحدهم فى مناسبة مبهجة لعائلته، فيما قفز شاب آخر يبدو أنه أصغر ببضعة أعوام ليهتف قائلًا: أنا عمرى عشرة أعوام فقط، رغم أن المكتوب بالبطاقة سبعة وثلاثون عامًا، لكنى أشعر أنى ما زلت طفلًا بعد، ضحكت سيدة مليحة الوجه رسم الزمن خطوطه على وجهها برفق وقالت للشاب المرح: طول عمرك بتحب الضحك ومش بتشيل للدنيا هم طالع لأمك.

عجبت والجمع القريب منها أن الشاب الثانى أكبر فى سنوات العمر من الأول لكنه يبدو أصغر، بشوش الوجه، ممشوق القوام ومهندم، فوق هذا علمت أنه ناجح فى عمله كمهندس معمارى، ومتزوج ولديه طفلان، فيما الشاب الأول العبوس الوجه ذو الشعر المموج الذى يكاد ينتصر بياض شيبه على سواده متعثر فى عمله وهو يعمل فى نفس الشركة، كما أنه مضرب عن الزواج خشية الفشل. إجمالًا كان هناك فارق الأرض والسماء بين مظهر، سلوك، أسلوب كلام الشاب الأول عن الثانى، وكان الأول لا يفتأ يخرج قرص دواء من جيبه ويزدرده، فيما الثانى يلتهم بعض الحلوى بلا إفراط فى سعادة وكأنه طفل يتناول حلوى العيد، ويطلق بين وقت وآخر فكاهة لطيفة مهذبة تضفى أجواء من المرح على المكان، وستتعجبون حين تعلمون أنهما شقيقان، والأول الأشيب هو الأصغر بعامين. يا إلهى، الشابان يقتربان فى العمر تقريبًا، نفس العمل، نفس البيت والبيئة التى تربيا بها ونفس معطيات الحياة، لكن الأول استقبل كل هذا بالنكد والغم وعولان هم المستقبل الذى أحاطه باشتراطات معقدة ليشعر بالسعادة، فيما الثانى رغم أنه الأكبر سنا اجتهد قدر إمكانياته وتوكل على الله وفوض أمره لله، ووضع ثقته فى ربه أنه لن يضيعه طالما أخذ بالأسباب، وصنع أجواء من السعادة حوله فانعكست على حياته وعلى كل من يتعاملون، وفتحت ابتسامته وبشاشته وثقته فى الله مغاليق الأبواب وقلوب الناس، على النقيض من شقيقه الأصغر الذى ملأ حياته تشاؤم وقلق، فأصيب بالأمراض مبكرًا، ولم يحقق نجاحات مثل شقيقة، رفض الزواج خوفًا من الفشل، فيما تزوج شقيقة وانجب، ويعيش فى سعادة رغم أن الحياة لا تخلو من المنغصات، لكنه يتعامل مع كل المشاكل على أنها أمر عادى من مفردات الدنيا، فالأرض ليست جنة، ولسنا آلهة فى زمن الخرافات والأساطير لنمتلك كل احتياجات الحياة ومتاعها، ونجلس على قمة الحياة وتحت أيدينا تلال من المال وكل المتاع.

تحكى أمهما فى همس وهى تتصعب على حال ولدها الأصغر بأنها لم تفرق أبدًا بينهما فى التعامل والتربية ولا والدهما رحمة الله عليه، ولأن فارق العمر بينهما ليس كبيرًا كانت تشعر وكأنهما توأم، وحاولت كثيرًا أن تقنع ولدها الكئيب المتشائم أن الدنيا حلوة ولا تخلو من جمال رغم مشاقها ومتاعبها، وأن على الإنسان ألا يتوقف أمام الآلالم والأوجاع كثيرًا، بل يقفز فوقها ويساعد نفسه لتجاوزها، لأن الوقوف أمام الألم لتأمل تفاصيله يزيد من عمقه حتى يعشش فينا ويتغلغل لأعماقنا ويصبح جزءًا منا. تتنهد الأم فى حسرة وتقول: لقد أمرض ابنى نفسه، عاش فى دور المكتئب المريض النفسى دون أى سبب، وبالطبع ذهب لطبيب نفسى، وأصبح يتعاطى تلك الأقراص التى كتبها له الطبيب -سامحه الله- حتى صرت أخشى عليه من الإدمان لأنها أقراص مهدئة، وتضيف الأم والدموع تتردد بين مقلتيها: والله هو زى الفل وعنده حاجات كتير أفضل من أخيه الكبير ونفسى يتجوز وأشوف ولاده قبل ما أموت، بس رافض ومتمسك بدور المريض الحزين.

نعم سيدتى للأسف توجد تلك النوعية من البشر فى الحياة، لا يشعرون بقيمة النعم الإلهية التى بين أيديهم، حتى يحرمهم الله بالفعل من تلك النعم لأنهم غير شاكرين، لا يرون من أمور الدنيا إلا الجانب المظلم فيها، حتى تعتاد أعينهم البحث عن الظلام وتعمى فى النور، يشترطون على الله شروطًا مقابل حمده وشكره والشعور بالرضا والسعادة، والله سبحانه وتعالى أكبر وأجل من أن يشترط عليه العبد، فيسلط عليه نفسه لتهلكه، فلا يشعر هذا الإنسان براحة ولا سعادة ولا رضا، ويصبح جاذبًا لكل طاقة سلبية ومشاعر هدامة، الطاقة السلبية تهدم المناعة الطبيعية وتسبب الأمراض الفسيولوجية والنفسية، الطاقة السلبية تطرد البشر الطيبين المسالمين المحبين للحياة وتجذب النقيض من هؤلاء تمامًا، لتتسع دائرة الطاقة السلبية حوله وليشعر كل من يتعامل معه بالاختناق ورغبة الموت والكراهية لتفاصيل الحياة... وللحديث بقية.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مجرد رقم ١ فكرية أحمد القصة الحقيقية مختصرة

إقرأ أيضاً:

خبراء: سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى.. بل نقطة ضعف كشفت هشاشة الشبكة.. ولايجوز لدولة بحجم مصر الاعتماد على نقطة تشغيل واحدة

في مشهد أثار ذعرًا واسعًا في أنحاء متفرقة من الجمهورية، اندلع عصر الإثنين 7 يوليو حريق ضخم داخل مبنى سنترال رمسيس بوسط القاهرة، أحد أهم مراكز تشغيل خدمات الاتصالات والإنترنت في مصر.

امتدت ألسنة اللهب إلى عدة طوابق بالمبنى، ما أدى إلى توقف جزئي وكلي لخدمات المحمول والإنترنت الأرضي بعدد من المحافظات، وسط محاولات مكثفة من قوات الحماية المدنية للسيطرة على الحريق.

الحادث الذي أصاب البنية التحتية الرقمية، فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات حول أسباب الحريق، وكفاءة أنظمة السلامة.

خبير تكنولوجيا: شلل رقمي بسبب حريق سنترال رمسيس.. ولازم إعادة هيكلة عاجلة للبنية التحتية

قال المهندس تامر محمد، خبير تكنولوجيا المعلومات في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن ما حدث من تعطل شبه كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت بعد حريق سنترال رمسيس، يكشف عن خلل كبير في البنية التحتية الرقمية لمصر، مشددًا على أن “من غير المنطقي أن تعتمد دولة بحجم مصر على نقطة واحدة في التشغيل”.

وأوضح أن سنترال رمسيس يعتبر نقطة تحكم رئيسية لخدمات الاتصالات والبيانات، قائلاً: “النهاردة وصلنا لـ24 ساعة من التوقف، لحد دلوقتي ناس كتير مش قادرة تكلم شبكة أورنج مثلًا، ومحدش عارف يوصل لحد.. ده بيأكد إن في حاجة غلط في التصميم”.

وأضاف: “مش منطقي أبدًا إن شبكة البنوك كلها تبقى مربوطة بنقطة اتصال واحدة، ولا إن المؤسسات الخدمية تعتمد على سنترال واحد، ده تصميم قديم جدًا وكان المفروض يتراجع من سنين”.

وأشار إلى أن هناك محاولات تمت بالفعل لتحجيم الأزمة، قائلًا ماحدث إنهم نقلوا التراسل من سنترال رمسيس لسنترال الروضة، لكن الواضح إن الروضة غير مؤهلة تقنيًا لاحتواء الشبكة بالكامل، فعملت الخدمة جزئيًا وظلت الأزمة مستمرة.

وتابع الموضوع محتاج تحقيق شامل، وليس فقط أن نحل المشكلة ونعود كما كنا، يجب أن  يكون هناك خطة جديدة تمنع تكرار ماحدث، خاصة إننا مررنا بنفس الأزمة في أوائل الألفينات، في وقت  الإنترنت المجاني 0777، ووقتها كان ايضا سنترال رمسيس سبب التعطل.

وقال إنه ليس من المنطقي أن نكون قد صرفنا مليارات على تطوير البنية التحتية الرقمية، ومازالت لدينا نقطة تشغيل واحدة تتحكم في كل شئ.. يجب مراجعة شاملة وتوزيع الأحمال وتعدد مراكز التحكم.


طالب المهندس تامر محمد، خبير تكنولوجيا المعلومات، بتشكيل لجنة فنية من خارج الشركة المصرية للاتصالات، تكون من خبراء محايدين وتعمل تحت إشراف الدولة، لوضع حلول جذرية ومنهجية للأزمة، قائلًا “الموضوع أكبر من كونه قرار شركة، دي مصلحة دولة واقتصاد كامل، ومينفعش نسيب إدارة البنية التحتية الرقمية بالكامل في إيد جهة واحدة بس”.

وأكد أن الأمر يستدعي تدخلًا مباشرًا من أجهزة الدولة، قائلًا: “زي ما البنك المركزي بيعمل رقابة وخطط طوارئ للبنوك، لازم الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات يبقى عنده نفس الدور، لازم تكون في سيناريوهات بديلة ومجربة، إزاي نوقع سنترال كامل حتى من غير حريق ونشوف هل البلد هتشتغل ولا لأ؟”.

واختتم تصريحاته قائلًا الموضوع يحتاج إشراف دولة، وليس مجرد تأمين حريق ولا تقنياً فقط ، يجب أن نعمل  على خطة استجابة وطنية مدروسة ومجربة لكي نضمن إن اقتصادنا لا يشل مرة اخرى بسبب نقطة واحدة ضعف في الشبكة.


 استشاري حرائق: السنترالات القديمة قنابل موقوتة وكود الحماية لا يطبق عليها

وأكد المهندس أحمد عبد الغني، رئيس الجمعية المصرية لمكافحة الحريق عضو لجنة كود الحريق بمركز بحوث البناء والإسكان، أن الحرائق التي تندلع داخل مراكز السنترالات غالبًا ما تكون نتيجة لمجموعة من الأسباب المتداخلة، أبرزها فشل العادم الكهربائي بسبب الأحمال الزائدة أو الاستخدام غير السليم للأجهزة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة واحتراق الأسلاك.

وقال عبد الغني إن وجود أجهزة قديمة أو معطلة قد يتسبب في إطلاق شرارات كهربائية أو سخونة مفرطة، مضيفًا أن فشل أنظمة التبريد أو ارتفاع نسبة الرطوبة داخل المكان قد يرفع من احتمالات نشوب حريق.

ولفت إلى أن الأخطاء البشرية والتعامل غير السليم مع المعدات من العوامل التي لا يمكن تجاهلها، موضحًا أن استخدام مواد تنظيف قابلة للاشتعال أو إهمال الصيانة الدورية يزيد من حجم المخاطر.

وحذر من أن الاعتماد على كابلات وتوصيلات غير مطابقة للمواصفات أو غير مؤمنة جيدًا قد يؤدي إلى حدوث شرر كهربائي يسبب اشتعالًا واسعًا.

وطالب عبد الغني بـ تشكيل لجنة فنية متخصصة تضم أعضاء من مركز بحوث البناء والدفاع المدني للتحقيق في ملابسات الحريق، على غرار ما جرى عقب حريق مكتبة الإسكندرية، مشددًا على أن السبب قد يكون نتيجة عامل واحد أو تداخل عدة عوامل أو حتى بفعل فاعل.

وانتقد استشاري الحريق ما وصفه بـ”التهريج” في تطبيق الكود المصري للحماية من الحرائق، قائلاً: “الكود غير مطبق على المباني القديمة، رغم أنها تضم تجهيزات تشغيل حيوية يجب أن تدار بأنظمة حماية متعددة، لضمان استمرار الخدمة حتى لو تعطل أحدها”.

وأشار إلى أن تصميم المباني المعمارية أحيانًا يتضمن أخطاء لا تكتشف إلا عند الكوارث، لافتًا إلى أن ضعف خبرات بعض المصممين، وعدم التزام مهندسي الصيانة بإجراءات الصيانة الدورية يزيد من احتمالات الكارثة.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على ضرورة إجراء مراجعة شاملة للأحمال التي قد تكون زادت مع الوقت، والتأكد من التزام الفرق الهندسية بعمليات الصيانة الدورية والفحوص الفنية المستمرة.

طباعة شارك حريق سنترال رمسيس سنترال رمسيس أزمة حويق سنترال رمسيس شلل الشبكة الرقمية تعطل الشبكات منطقة وسط البلد

مقالات مشابهة

  • اليوم.. نظر محاكمة 73 متهما بقضية خلية اللجان النوعية بالتجمع
  • العصابة الأحطّ والأقذر في التاريخ
  • (تسعة طويلة .. مجرد رقم على السجلات الجنائية)
  • رجل يقع في حب روبوت دردشة.. قصة عشق من عالم الذكاء الاصطناعي!
  • رئيس شركة إنتاج:  فيلم الزرفة سجل انطلاقة قوية بـ 300 ألف تذكرة بأسبوعه الأول
  • «الرطب».. شاهد على التأسيس وعنوان للكرم والضيافة
  • ماذا قالت ندى القلعة عن إعادة تعيين جبريل إبراهيم وزيراً للمالية؟
  • تحولات تاريخية فارقة.. محطات مشرقة في مسيرة التميز بجامعة كفر الشيخ
  • بعدما انزلقت دراجته النارية قبل يومين في عكار.. أنس يُفارق الحياة
  • خبراء: سنترال رمسيس ليس مجرد مبنى.. بل نقطة ضعف كشفت هشاشة الشبكة.. ولايجوز لدولة بحجم مصر الاعتماد على نقطة تشغيل واحدة