الأطعمة المجهولة «على عينك يا تاجر»
تاريخ النشر: 1st, January 2025 GMT
السجق والكبدة.. سموم «مكشوفة» وأوبئة تستوطن أمعاء المصريين المأكولات الخطرة تُباع مع إضافات التلوث فى غياب الرقابة الصحيةأطعمة سريعة مجهولة المصدر غير صالحة للاستهلاك البشريالكبدة والسجق سبب مباشر فى الإصابة بجلطات القلب والمخ
فى شوارع مصر تزدحم العربات المتنقلة بمختلف الأطعمة التى تبدو مغرية للعين، حيث يختبئ خطر غير مرئى يهدد صحة ملايين المواطنين.
«الكبدة والسجق» اللذان أصبحا من المأكولات الشعبية المنتشرة فى كل زاوية، يحضران فى ظروف غامضة وغير صحية، ويبيعها البائعون دون أى رقابة طبية أو بيطرية.
«الوفد» تسلط الضوء على هذه الظاهرة التى تعكس أزمة حقيقية فى تنظيم الأسواق والشوارع، حيث يفتقد المواطنون لأبسط حقوقهم فى الحصول على غذاء آمن، فى ظل وجود منظومة محلية تتقاعس عن تأدية دورها الرقابى، من اللحوم المجهولة المصدر إلى أساليب الطهى التى تفتقر إلى الحد الأدنى من النظافة، تكمن خطورة هذه الأطعمة فى أنها تعتبر «سمومًا سريعة» يمكن أن تقتل أو تضر بالإنسان فى صمت.
من هنا، نبدأ فى كشف تفاصيل هذا الملف المثير، الذى يحمل فى طياته مخاطر صحية جسيمة لا تقتصر على التسمم الغذائى فقط، بل تتعداه إلى أمراض مزمنة تهدد حياة الكثيرين حتى الوفاء.
أعرب سيد سميح عامل، عن استيائه الشديد من الطريقة الغريبة والمقلقة التى يتم بها إعداد وطهى السجق والكبدة فى عربات الأطعمة المنتشرة فى الشوارع، مؤكدًا أن هذه الأطعمة تعد خطرًا على الصحة بسبب الشكل المشبوه والمواد التى يتم استخدامها، والتى لا يمكن أن تكون لحومًا طبيعية، خاصة السجق، تظهر بألوان غير طبيعية ومنظرها يثير القلق، ما يفتح المجال للتساؤل حول مصدرها وجودتها المجهولة.
وأوضح، أن ما يثير القلق بشكل أكبر هو غياب الرقابة الفعالة على المحلات والعربات بمنطقة الزاوية الحمراء التى تبيع هذه الأطعمة المجهولة المصدر، وأكد أنه لا يوجد أى إشراف «محلى» أو فحص يضمن سلامة هذه المنتجات التى يتم بيعها للمواطنين فى الشوارع، مما يعرض الصحة العامة للخطر.
وطالب، الجهات المعنية بضرورة التدخل الفورى لتطبيق قوانين صارمة على هذه المحلات والعربات، وفرض رقابة مشددة على طرق إعداد وطهى الأطعمة، خاصة السجق والكبدة، لضمان سلامة المواطنين وحمايتهم من الأطعمة الملوثة أو المجهولة المصدر التى تهدد حياتهم.
يشكو شريف إسماعيل، من سكان منطقة المؤسسة، من انتشار عربات بيع السجق والكبدة فى الشوارع الرئيسية بالمنطقة، خاصة فى الميدان، والتى تثير القلق بسبب طريقة إعدادها غير الآمنة، حيث أشار إلى أن هذه العربات لا تلتزم بأى معايير للنظافة، وتعد الأطعمة فى ظروف غير صحية، ما يهدد السلامة الغذائية.
وأوضح، أن أسلوب الطهى فى هذه العربات يثير تساؤلات حول جودة اللحوم المستخدمة، حيث ظهرت الأطعمة بألوان غير طبيعية، ما يزيد من شكوكه بشأن مكونات هذه المنتجات، ولفت إلى أن هذه الأطعمة لا تحمل أى معلومات توضح مصدرها أو مكوناتها، مما يجعلها غير موثوقة تمامًا، ما يضاعف المخاوف بشأن صحة المواطنين.
وأشار، إلى أنه بعد تناول الطعام من إحدى هذه العربات، أصيب بالإسهال الحاد والترجيع، ما دفعه للتوجه إلى مركز السموم لتلقى العلاج المناسب، وأضاف أنه لم يكن الوحيد الذى تعرض لهذه الأعراض، حيث لاحظ إصابة العديد من المواطنين فى المنطقة بنفس الأعراض، ما يعكس وجود مشكلة صحية قد تكون منتشرة.
يشير شريف إسماعيل، إلى أن غياب اللوائح الصحية والإشراف الفعال على عربات بيع السجق والكبدة يشكل خطرًا مباشرًا على الصحة العامة، حيث لا يتم الالتزام بالمعايير الصحية فى إعداد الطعام، كما أضاف أن تزايد الأعراض المرضية بين المواطنين فى المنطقة، مثل الإسهال والترجيع، يعكس مدى خطورة الوضع ويستدعى تحقيقًا فوريًا من السلطات المحلية.
تودى بحياة الملايين وتسبب جلطات القلب والمخ
حذر الدكتور شريف عبدالهادى، عميد معهد القلب القومى الأسبق وأستاذ جراحة القلب والصدر، من الأخطار الصحية القاتلة التى تهدد الحياة نتيجة تناول الأطعمة السريعة والمصنعة المنتشرة فى الشوارع، مؤكدًا أن هذه الأطعمة تحتوى على كميات هائلة من الدهون المشبعة التى ترفع مستويات الكوليسترول الضار فى الدم بشكل كبير، ما يؤدى إلى تراكمه داخل الشرايين واصطفافه على جدرانها، ما يعوق تدفق الدم ويزيد من خطر الإصابة بعدد من الأمراض الخطيرة.
وأوضح عبدالهادى، أن تأثير انسداد الشرايين يتفاوت بحسب مكان الإصابة، فعندما تتراكم الدهون فى شرايين القلب، يؤدى ذلك إلى جلطات قلبية قد تؤدى إلى فشل قلبى مفاجئ أو حتى الوفاة، وإذا تراكمت الدهون فى شرايين المخ، فإن هذا يشكل خطرًا كبيرًا على الحياة، حيث يمكن أن يتسبب فى سكتات دماغية تؤدى إلى شلل دائم أو موت مفاجئ، أما فى الشرايين الطرفية، فقد تؤدى هذه الدهون إلى غرغرينا تهدد الأطراف وتهدد بترها.
وأشار عبدالهادى، إلى أن بعض الأطعمة التى يتم تحضيرها فى الشوارع، مثل الكبدة والسجق المصنوع والمخ، تشكل خطرًا مضاعفًا بسبب احتوائها على نسب عالية جدًا من الدهون المشبعة، كما حذر من أن استخدام السمن الحيوانى المستخرج من الماشية فى طهى هذه الأطعمة يزيد من خطر الإصابة بتراكم الكوليسترول الضار فى الشرايين.
وأكد عبدالهادى، أن الدهون المشبعة التى تحتوى عليها هذه الأطعمة تؤدى ليس فقط إلى انسداد الشرايين، بل تؤثر أيضًا على وظائف الأعضاء الحيوية وتزيد من احتمالية الإصابة بأمراض مزمنة تهدد الحياة، وأوصى بتجنب تناول هذه الأطعمة السريعة قدر الإمكان، والالتزام بنظام غذائى صحى يتضمن الخضروات والفواكه الطازجة والدهون الصحية التى تدعم وظائف الجسم وتحميه من الأمراض الخطيرة.
وأكد عبدالهادى، أن أبحاثًا حديثة أثبتت أن استهلاك الأطعمة السريعة والمصنعة بشكل متكرر لا يؤثر فقط على صحة القلب والشرايين، بل يؤدى أيضًا إلى تدهور الذاكرة ووظائف الدماغ، وتشير الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعتمدون على الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالخرف وأمراض الدماغ المرتبطة بالتقدم فى العمر، وبالنظر إلى هذه المخاطر الصحية الشديدة، يصبح من الضرورى تغيير العادات الغذائية والابتعاد عن الأطعمة التى تضر بالجسم، واستبدالها بأطعمة تسهم فى تعزيز الصحة العقلية والجسدية على حد سواء, قائلًا «الأطعمة السريعة ليست مجرد وجبات لذيذة أو سريعة التحضير، بل قد تكون السبب فى أمراض قاتلة تتراكم بشكل تدريجى، صحتك تبدأ من اختياراتك الغذائية اليومية، ولا بد أن نكون جميعًا أكثر وعيًا فى اختياراتنا للحفاظ على حياتنا».
الكبدة والسجق مجهولة الهوية خطر قاتل
فى ظل انتشار حالات التسمم الغذائى الناتجة عن تناول اللحوم الفاسدة، أطلق الدكتور نبيل عبدالمقصود، أستاذ علاج السموم والإدمان، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن خطورة هذه الظاهرة، التى لا تهدد فقط صحة المواطنين، وقد تعرض حياتهم لخطر كبير، مؤكدًا أن اللحوم الفاسدة، سواء كانت كبدة أو سجق، تحتوى على ميكروبات خطيرة تتفاوت وفقًا لطريقة تصنيعها وتخزينها، مشددًا على أن تناولها يؤدى إلى التسمم الغذائى بأعراض حادة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.
وأوضح عبدالمقصود، أن اللحوم الفاسدة تعد بيئة خصبة لنمو أنواع مختلفة من الميكروبات التى تسبب تسمما غذائيًا يظهر فى صورة إسهال حاد، غثيان، قيء، وارتفاع فى درجة الحرارة، ودرجة التلوث ونوعية الميكروبات تلعب دورًا رئيسيًا فى تحديد حدة الأعراض وخطورتها، وأضاف، «الأعراض التى تصاحب التسمم الغذائى ليست بسيطة كما يعتقد البعض، فهى قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم التعامل معها بطريقة طبية صحيحة».
وتابع عبدالمقصود، قائلًا: «إن الأخطاء الشائعة التى يرتكبها البعض عند مواجهة التسمم الغذائى، اللجوء إلى أدوية لإيقاف الإسهال دون استشارة طبيب متخصص يعد تصرفًا فى غاية الخطورة، وإيقاف الإسهال يعتبر بمثابة احتباس للميكروبات داخل الأمعاء، ما يمنحها فرصة أكبر للتكاثر والانتشار داخل الجسم».
دور الصيدليات وتداعيات التصرف العشوائي
وأشار عبدالمقصود إلى أن بعض المرضى يلجأون إلى الصيدليات للحصول على أدوية دون الرجوع إلى طبيب متخصص، وهو ما يعد خطوة خاطئة وغير مسئولة، وأكد أن «الصيدلى ليس بديلًا عن الطبيب، واستخدام الأدوية دون وصفة طبية يعد تصرفًا خطيرًا يضر المريض بدلًا من علاجه، فالتعامل مع حالات التسمم الغذائى يتطلب فحصًا دقيقًا لتحديد نوع الميكروبات المسببة وكيفية التعامل معها».
وشدد عبدالمقصود، على أهمية التوجه الفورى إلى أقرب مركز لعلاج السموم أو مستشفى متخصص فى حال ظهور أعراض التسمم الغذائى، قائلًا: «إن التدخل الطبى السريع هو السبيل الوحيد لإنقاذ حياة المصاب، مراكز السموم مجهزة بالتقنيات اللازمة للتعامل مع هذه الحالات، سواء عن طريق غسل المعدة أو استخدام العلاجات المناسبة لتطهير الجسم من الميكروبات».
وأشار عبدالمقصود، إلى أن التأخر فى تلقى العلاج المناسب قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة مثل التهابات حادة فى الجهاز الهضمى، تضرر الكبد والكلى، وأحيانًا الوفاة، مؤكدًا أن الوقت عامل حاسم فى هذه الحالات، وأى تأخير قد يكلف المريض حياته.
وشدد أستاذ علاج السموم والإدمان، على المرضى ألا تستهينوا بأى أعراض مشابهة للتسمم الغذائى، تأكدوا دائمًا من مصدر اللحوم التى تستهلكونها وتجنبوا شراء المنتجات من أماكن غير موثوقة، وإذا شعرت بأى من الأعراض، لا تعتمد على العلاج المنزلى أو استشارة صيدلى فقط، بل توجه فورًا إلى طبيب متخصص.
احترس من الأطعمة المجهولة
أكد الدكتور مجدى نزيه عزمى، استشارى التسويق والإعلامى الغذائى، أن جسم الإنسان يحتاج إلى ثلاثة أنواع أساسية من الغذاء: أولًا، الطاقة التى تأتى من النشويات مثل العيش، الأرز، المكرونة، والمعجنات، ثانيًا، البروتينات التى تسهم فى بناء الخلايا والأنسجة مثل اللحوم، الدواجن، الأسماك، البيض، الألبان، والبقوليات، وأخيرًا، المغذيات الدقيقة التى تشمل الفيتامينات والمعادن والألياف النباتية، وهى المسئولة عن تعزيز المناعة وصحة الجسم بشكل عام.
وأشار نزيه، إلى أن تناول الأطعمة المجهولة المصدر أو التى يتم تحضيرها فى أماكن غير خاضعة للرقابة الغذائية يمكن أن يشكل تهديدًا مباشرًا لصحة الأفراد، حيث غالبًا ما تحتوى هذه الأطعمة على مكونات غير معروفة قد تؤدى إلى العديد من المشكلات الصحية مثل التسمم الغذائى أو أمراض الجهاز الهضمى، موضحًا أن الأساليب التجارية لإعداد الطعام تركز بشكل أساسى على الربح المالى، ما يفتح المجال للعديد من المخاطر الصحية التى يمكن تجنبها باتباع ممارسات إعداد الطعام السليمة فى المنزل الخاص.
وأضاف نزيه، أنه فى حالة الشك فى جودة الطعام الذى يتم شراؤه من الخارج، يفضل اللجوء إلى البدائل الآمنة التى يمكن تحضيرها داخل المنزل، مثل البيض المسلوق والجبنة الرومى، التى تعد من الأغذية الأقل تعرضًا للتدخل البشرى ومخاطر التلوث، قائلًا: «إن هذه الأنواع من الأطعمة لا تتطلب تجهيزات معقدة ويمكن تناولها بأمان دون خوف من الملوثات أو المواد الحافظة».
وتابع استشارى التسويق والإعلامى الغذائي: «فى ظل المخاطر التى قد تترتب على تناول الأطعمة المعدة خارج المنزل، من الضرورى أن يتحلى كل فرد بالوعى الصحى الكافى، وأن يتحمل المسئولية فى التأكد من نوعية الطعام الذى يتناوله، على الرغم من الانشغال اليومى فى العمل أو الدراسة، يجب على الجميع تحضير طعامهم الخاص وحمله معهم، مثلما يفعل التلاميذ الذين يأخذون معهم وجباتهم إلى المدرسة للحفاظ على صحتهم».
الأطعمة المجهولة تضر بالصحة
أعرب الدكتور حمدى عرفه، أستاذ الإدارة المحلية وخبير البلديات الدولى، عن قلقه الشديد تجاه انتشار بيع الأطعمة السريعة والمصنعة فى الشوارع، مثل الكبدة والسجق المصنعة، والتى يتم تداولها فى الأسواق العشوائية دون أى رقابة صحية، وأكد أن هذه الأطعمة مجهولة الهوية تشكل خطرًا كبيرًا على صحة المواطنين، حيث تحتوى على كميات ضخمة من الدهون المشبعة التى ترفع الكوليسترول وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية فى غياب تام من الرقابة الصحية على البائعين.
وأضاف عرفه، أن بيع هذه الأطعمة فى الشوارع لا يخضع لأى معايير صحية أو رقابية، ما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للأمراض المعدية والتسمم الغذائى، قائلًا: «إن الحكومة قد أهدرت مليارات الجنيهات بسبب إهمال تنظيم هذه الأسواق، مع ضرورة تفعيل قانون الباعة الجائلين رقم 105 لعام 2012م، الذى ينص على ضرورة حصول البائعين على تراخيص قبل بيع أى منتج».
ودعا أستاذ الإدارة المحلية وخبير البلديات الدولى، إلى ضرورة تطبيق هذا القانون بكل حزم، وإيجاد حلول بديلة للبائعين فى أماكن آمنة ومنظمة، لتقليل انتشار هذه الأطعمة المجهولة المصدر وحماية صحة المواطنين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأطعمة المجهولة معاء المصريين الرقابة الصحية الأطعمة السریعة المجهولة المصدر الدهون المشبعة أن هذه الأطعمة صحة المواطنین فى الشوارع مؤکد ا أن التى یتم یمکن أن قائل ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
قوة الأطعمة البنفسجية.. غذاء يعزز جسمك وينعش مزاجك
في عالم التغذية اليوم، لم يعد اختيار ما نأكله مجرد استجابة لحاجاتنا اليومية، بل تحول إلى فن يعتمد على الألوان ودلالاتها الصحية. وتبرز الأطعمة ذات اللون البنفسجي أو الأرجواني كأحد أهم الأمثلة، إذ تجمع بين جاذبية اللون وفوائد غذائية كبيرة، بفضل احتوائها على مركبات الأنثوسيانين، وهي صبغات طبيعية تعمل كمضادات أكسدة قوية تساعد في مكافحة الالتهابات والوقاية من عديد من الأمراض المزمنة، مما يجعل هذه الأطعمة رمزا للصحة والنشاط الجسدي والنفسي.
السر العلمي وراء اللون البنفسجيلا يظهر اللون البنفسجي في أطعمة مثل التوت أو الباذنجان مصادفة، فهو مؤشر واضح على وفرتها بمركبات الأنثوسيانين، التي تنتجها النباتات لحماية نفسها من العوامل البيئية الضارة والأشعة فوق البنفسجية. وعند تناول الإنسان لهذه الأطعمة، تنتقل فوائدها إلى خلاياه مباشرة، حيث تعمل على منع التلف الخلوي، وتعزيز التجدد، ودعم الوظائف الحيوية للجسم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2العثور على مواد سامة في منتجات الحبوب والخبز بأنحاء أوروباlist 2 of 2السلمون أم التونة؟ دليلك لاختيار الأسماك الأنسب لصحتكend of listوتختلف مستويات الأنثوسيانين من طعام لآخر، مما يفسر تنوع الدرجات اللونية من البنفسجي الفاتح إلى الأرجواني الداكن. وتنبع أهميتها من قدرتها على مواجهة الجذور الحرة المسببة للإجهاد التأكسدي، وهو عامل رئيسي وراء الشيخوخة وظهور عديد من الأمراض المزمنة.
الفوائد المثبتة حماية القلب والأوعية الدمويةتسهم مركبات الأنثوسيانين بشكل ملحوظ في تعزيز صحة القلب، إذ تساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الكوليسترول عبر تقليل الضار ورفع المفيد. كما تعمل على الحد من الالتهابات داخل جدران الأوعية الدموية، مما يقلل من احتمالات تصلب الشرايين ويخفض مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية. وبهذا تصبح الأطعمة البنفسجية بمنزلة درع طبيعي يدعم القلب ويحافظ على قوته ووظائفه الحيوية.
مكافحة الأمراض المزمنةبفضل قدرتها العالية كمضادات أكسدة، تلعب الأنثوسيانينات دورا أساسيا في مواجهة الجذور الحرة، وهي جزيئات تؤدي إلى تلف الخلايا وتزيد من الإجهاد التأكسدي المرتبط بظهور أمراض مزمنة عديدة، مثل السرطان وأمراض القلب. وباعتبارها غنية بهذه المركبات، توفر الأطعمة البنفسجية وسيلة طبيعية لحماية الخلايا والحد من التلف المرتبط بالتقدم في العمر.
إعلان دعم صحة الدماغتشير أبحاث حديثة إلى أن تناول نظام غذائي غني بالأطعمة البنفسجية يمكن أن يكون ذا تأثير إيجابي على الدماغ، خاصة مع التقدم في السن. فقد كشفت دراسة عام 2022 في جامعة ساوث أستراليا، ونُشرت في مجلة "نيوتريانتس"، أن استهلاك الأنثوسيانينات يرتبط بتحسن ملحوظ في الذاكرة لدى كبار السن. وتمتاز هذه المركبات بقدرتها على الوصول إلى منطقة الحصين في الدماغ، المسؤولة عن التعلم والذاكرة، مما يعزز دورها في الوقاية من التدهور الإدراكي. كما أكدت مراجعة علمية حديثة أن الأنثوسيانينات يمكن أن تسهم في تحسين الأداء المعرفي والمزاج لدى البالغين.
الأطعمة البنفسجية غالبا ما تكون غنية بالألياف والمواد النباتية التي تدعم البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يعزز وظيفة الجهاز الهضمي. كذلك، الألياف في كثير من هذه الأطعمة تساعد في الانتظام الهضمي والشعور بالشبع.
خفض الالتهابالأنثوسيانينات لها خصائص مضادة للالتهاب، مما يعني أنها قد تقلل من مؤشرات الالتهاب في الجسم، وهذا مهم لأن الالتهاب المزمن مرتبط بعديد من الأمراض، مثل السكري وأمراض القلب والدماغ.
الفوائد النفسية.. غذاء للعقل والمزاجلا تقتصر فوائد الأطعمة البنفسجية على دعم الصحة الجسدية فحسب، بل تمتد أيضا لتؤثر إيجابا في الصحة النفسية والعاطفية بشكل مباشر.
تحسين المزاج وتعزيز التركيزتعمل الأطعمة البنفسجية الغنية بمركبات الأنثوسيانينات على تعزيز التركيز والذاكرة بتحسينها تدفّق الدم إلى الدماغ وتنشيط مناطق مسؤولة عن الذاكرة، مما يدعم الأداء العقلي ويزيد من مستويات السيروتونين والدوبامين. ويسهم ذلك في خفض الالتهابات العصبية، ليؤدي دورا يشبه مضادات الاكتئاب والقلق الطبيعية، معززا الشعور بالراحة والاستقرار النفسي.
وأظهرت دراسة -أُجريت عام 2024 في جامعة ريدينغ البريطانية ونُشرت في مجلة علوم الأغذية والتغذية- أن تناول الأنثوسيانينات يرتبط بانخفاض أعراض الاكتئاب وتحسن المزاج وتقليل مستويات القلق، بفضل تأثيرها الإيجابي في تدفق الدم ووظائف الدماغ.
تحفيز النوم الطبيعيتحتوي بعض الفواكه البنفسجية، مثل الكرز الأسود، على هرمون الميلاتونين المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ. ويساعد هذا الهرمون الطبيعي على تعزيز النوم الصحي وتحسين جودته، مما ينعكس بشكل مباشر على الحالة النفسية.
كما تشير الدراسات إلى أن تناول كوب من عصير الكرز الأسود قبل النوم قد يساعد في تحسين مدة النوم ونوعيته، بفضل محتواه من الميلاتونين ومضادات الأكسدة التي تدعم توازن الجهاز العصبي وتسهّل الاسترخاء.
أبرز الأطعمة البنفسجية وخصائصهاالفواكه البنفسجية:التوت الأزرق: يساعد في تقوية الذاكرة وتعزيز مناعة الجسم.
العنب الأحمر الداكن: مفيد لصحة القلب ويعمل على تحسين الدورة الدموية.
الكرز الأسود: يقلل من الالتهابات في الجسم ويساعد على استرخاء العضلات.
البرقوق الأسود: يساعد في تحسين الهضم ويقوي العظام.
الباذنجان: يحافظ على صحة خلايا الدماغ ويقوي الذاكرة.
إعلانالكرنب الأحمر: مفيد للجهاز الهضمي ويعزز صحة القلب.
الجذور:الجزر البنفسجي: يحمي صحة العين ويساعد في التحكم بالوزن.
البطاطا البنفسجية: تحسن صحة الجهاز الهضمي وتساعد في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.
كيف تدمج الأطعمة البنفسجية في نظامك الغذائي؟لتحقيق أقصى استفادة من الأطعمة البنفسجية، احرص على تنويع مصادرها بين الفواكه والخضروات والجذور للحصول على مجموعة واسعة من المركبات المفيدة. أضفها إلى وجباتك اليومية كطبق جانبي أو ضمن السلطات والعصائر أو في الأطباق الرئيسية لتمنحها لونا جذابا وقيمة غذائية عالية. ينصح بتناول حصص معتدلة ومتنوعة يوميا دون إفراط، فالتوازن هو أساس الفائدة. كما يفضل اتباع "حمية الألوان" التي تشجع على تناول أطعمة متعددة الألوان كالأحمر والأصفر والأخضر والبنفسجي لتغطية احتياجات الجسم من المغذيات المختلفة. وتجنب الاعتماد على المكملات الغذائية عالية التركيز، فالحصول على الأنثوسيانينات من المصادر الطبيعية يظل الخيار الأمثل ما لم يوص الطبيب بغير ذلك.