برلماني: ما تم إنجازه لصالح الوطن كثير وتجربة وطنية أصيلة يحترمها العالم
تاريخ النشر: 2nd, January 2025 GMT
أكد النائب نادر يوسف نسيم، وكيل اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، على ضرورة مواصلة جهود التنمية والعطاء التي أصبحت علامة مميزة لمسيرة الرئيس السيسي، والتي يكتب تاريخها بإنجازات عظيمة في كافة المحافظات وفي مختلف المجالات.
ولفت عضو مجلس الشيوخ، أن المصريون سيظلون صفاً واحداً لدعم القيادة السياسية في مواجهة كافة التحديات، وأن إرادة الشعب المصري هي القوة التي ستتغلب على أي محاولات للنيل من استقرار الوطن، متمنياً لمصر مزيداً من التقدم والازدهار في ظل القيادة الحكيمة.
وأضاف نادر نسيم، أن السنوات الماضية وحتى اللحظة شهدت عملية اعادة بناء لمصر وتعزيز بنيتها التحتية والدخول في الجمهورية الجديدة وهو ما يحسب للرئيس السيسي وسط أحوال فوضى في المنطقة.
واختتم النائب نادر يوسف نسيم، بالدعاء الى الله أن يحفظ مصر وقيادتها وشعبها وان يديم نعمة الأمن والرخاء والاستقرار، مشددا أن ما تحقق في مصر كثير وتجربة وطنية أصيلة تكشف مدى ما قدمته زعامتها من إنجازات، ويحترمه العالم.
من جانبه، قال الدكتور عياد رزق، القيادي بالشعب الجمهوري، إن مصر تخوض حربا من كافة الاتجاهات، حيث تمارس قوى الشر ضغوطا كبيرة عليها بهدف تقويض سلطتها وقوتها في المنطقة، فإلى جانب التحديات الراهنة والمحيطة بها من كل جانب، تطلق أبواقها وجماعتها لنشر الشائعات والفتن لمحاولة إثارة البلبلة والفوضى في المجتمع.
وأوضح رزق في بيان له اليوم، أن هذه الأكاذيب والإدعاءات المضللة هدفها التأثير على الأوضاع في البلاد وزعزعة الأمن والاستقرار وضرب السلم العام، وذلك من خلال زعزعة الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، ومحاولة أن يتخلى الشعب عن مساندته ودعمه للقيادة السياسية في جهودها التنموية والأمنية وعرقلة مسيرة البناء والتنمية التي تمضي فيها الدولة المصرية.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن وعي المصريين ووطنيتهم المتفردة، ستظل هي الصخرة التي تتحطم عليها أطماع أهل الشر ومحاولاتهم الخبيثة للنيل من أمن مصر واستقرارها وريادتها الإقليمية والدولية، دولة ذات سيادة وصاحبة كلمة عليا وتأثير كبير في كافة القضايا التي تمس الأمن القومي المصري والعربي والإفريقي.
وشدد الدكتور عياد رزق، على ضرورة التمسك بتضافر الجهود والتفاف الجميع خلف الدولة المصرية والقيادة السياسية لعبور هذه المرحلة الحرجة، وعدم الانسياق خلف مثل هذه الأخبار الكاذبة والشائعات، والاعتماد على القنوات الرسمية فى تلقى المعلومات، حفاظا على أمن الوطن واستقراره.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السيسي الرئيس السيسي الشيوخ مجلس الشيوخ النائب نادر يوسف نسيم المزيد
إقرأ أيضاً:
خلاص سوريا… ذاكرة وطن يستعيد ذاته
خلاص #سوريا… #ذاكرة_وطن يستعيد ذاته
بقلم: المهندس محمود “محمد خير” عبيد
تطلّ مناسبة انعتاق سوريا من النظام البائد و الذي اراد البعض تسميته بـ “ذكرى تحرير سوريا”، وسط نقاش حول دقة المصطلح ومعانيه. فالوطن الذي تمتد جذوره الحضارية لآلاف السنين لا يُختزل في عهد ولا في سلطة، ولا يمكن توصيفه يوماً بأنه كان “غير حرّ” بمعناه الحقيقي. فسوريا، بتاريخها وأرضها وناسها، بقيت دائماً فضاءً للحرية والانتماء، حتى وإن عاش شعبها في ظل منظومات سياسية ضيّقت حقوقه الطبيعية، وسعت إلى احتكار الدولة وتقييد المجال العام.
من هنا، فإن الاسم الأقرب لروح المناسبة هو نهضة سوريا أو انعتاق سوريا؛ انعتاق من مرحلة طويلة من الاستبداد والفساد، ومن زمن جرى فيه اختزال الدولة في أشخاص أو أجهزة أو أحزاب. هذه النهضة هي عودة الوطن إلى أبنائه، وفتح باب نحو مستقبل يكتبه السوريون بإرادتهم الحرّة، بعيداً عن القيود التي كبّلتهم لعقود.
ستة عقود مضت بين ألمٍ مُتراكم ورغبة لا تُقهر في الحيا, فمنذ ستينيات القرن الماضي، شهدت سوريا تحولات سياسية عميقة تراكم فيها الانغلاق، واشتدت المركزية، حتى أصبحت الحياة اليومية محكومة بالخوف والرقابة. تراجعت المشاركة العامة، وتآكلت المؤسسات، واستفحل الفساد، وضاق المجال العام إلى حدّ تحوّل الوطن إلى ساحة صراع بين مجتمعٍ حيّ يطلب الكرامة، وبين منظومة ترفض الإصلاح.
ومع ذلك، لم يخفت الأمل. فالسوريون، بمختلف انتماءاتهم، حافظوا على إيمان راسخ بأن وطنهم يستحق أفضل، وأن التغيير حقّ طبيعي. وحين ارتفعت الأصوات مطالِبة بالكرامة والعدالة، لم تكن تلك الصرخة وليدة اللحظة، بل حصيلة عقود من الإحباط ومن توقٍ عميق لحياة تحترم الإنسان وتمنحه أفق المشاركة.
الانعتاق ليس حدثاً سياسياً فحسب، بل تجدّد في الوعي وتحول اجتماعي ونفسي. الانعتاق هو أن يستعيد الشعب ثقته بذاته وبقدراته، وأن يشعر بأن الوطن ملك لجميع أبنائه لا حكراً على أحد او لفئة على حساب فئة أخرى, وأن تعود السياسة إلى المجتمع، وأن تخدم مؤسسات الدولة الناس لا أن تخدم نفسها.
الانعتاق هو انتقال من الألم إلى التعافي، ومن الانقسام إلى المصالحة، ومن الخوف إلى دولة قانون ومواطنة. إنه تحرّرٌ من التصلّب والكراهية بقدر ما هو تحرّرٌ من الاستبداد.
سوريا، كانت وما زالت وستبقى أيقونة المشرق وسوريا الكبرى وملاذ أبنائها، فها هي سوريا اليوم، تعود شيئاً فشيئاً إلى أبنائها. فسوريّو اليوم يتطلعون إلى وطن يُعيد جمع أهله، ويُعيد لنفسه مكانته في محيطه وعلى خريطة العالم، وطن يقوم على العدالة والتنوع والمواطنة. فـ انبعاث سوريا ليس حدثاً عابراً، بل مسار طويل يتشارك فيه كل فرد داخل البلاد وخارجها، عبر التمسّك بالهوية الوطنية والعمل على ترميم مجتمع أنهكته سنوات القلق والعنف.
إن عودة سوريا إلى أبنائها لا تعني انتصار طرف على آخر، بل انتصار فكرة الوطن على كل محاولة لاحتكاره أو اختزاله في شخص او نظام او جزب. وتعني أن مستقبل الدولة يجب أن يُبنى بإرادة السوريين جميعاً، وفق عقد اجتماعي جديد يضمن الحقوق والحريات، ويطوي صفحة الدورات المتكررة من الاستبداد او التفرد بالقرار.
مقالات ذات صلةسوريا الحرّة، لا تنطفئ، فسوريا رغم ما مرت به من تداعيات على مدى عقود من الاستبداد و التفرد بالسلطة لم تفقد سوريا روحها يوماً، مهما اشتدت الأزمات. كانت حريتها كامنة في ثقافة شعبها، وفي إصرار أجيالها، وفي قدرتها الدائمة على النهوض. واليوم، حين نطلق على مناسبة سقوط النظام البائد بـ “ذكرى انعتاق سوريا” أو “نهضتها”، فنجن نؤكد ان الوطن أبقى من أي سلطة، وأعمق من أي نظام، وأقوى من كل محاولة لكسر إرادة الناس.
إنها لحظة للتأمل والرجاء، لتعميق الإيمان بأن سوريا—بلد الحضارات والأديان والثقافات—قادرة على إعادة إنتاج ذاتها، وقادرة على الخروج من كل ظلام نحو نور السلام والحرية.
غالبية الشعوب لم تكن في يوم مع أي نظام سياسي، بل كانت وما زالت مع إرادة الوطن و مصلحته. واليوم لا يمكن النظر إلى أي سلطة بمعزل عن التوازنات الدولية التي تتحكم بمسارات السياسة في منطقتنا. فمعظم الأنظمة في الشرق واقعة تحت ضغوط وإملاءات خارجية تحدّ من سيادتها وتوجّه قراراتها.
لذا علينا اليوم عدم الدخول في سجالات مع الأنظمة، بل بناء سوريا التي تتسع للجميع؛ سوريا مدنية تستمد قوتها من تاريخها العريق وروحها الإنسانية، لا من الانقسامات الطائفية أو العرقية.
الشعوب المتحضرة و التي تسعى الى دولة القانون تتطلع الى دولة مدنية, فضاء يحمي الجميع, فنحن هنا ابضا” نتطلع إلى سوريا بدستور ونظام مدني؛ مدنيّة لا تعني الإقصاء ولا العداء للدين، بل احترام الإنسان بتنوّعه واختلافه. فالمدنية ليست إلحاداً ولا خروجاً عن الإيمان كما يحاول البعض تصويرها، بل منظومة قيم تُعيد الاعتبار للمواطنة وتضمن لكل فرد حقه في أن يؤمن، وأن يختار، وأن يعيش بسلام مع غيره.
فالمدنية تعني أن يُعامل الناس وفق القانون لا وفق الانتماء، وأن يتساوى المواطنون مهما اختلفت معتقداتهم، وأن يكون الفضاء العام ملكاً للجميع لا حكراً على جهة واحدة. إنها إطار يحمي حرية المتدين كما يحمي حرية غير المتدين، لأن جوهرها العيش المشترك وصون الكرامة الإنسانية.
بهذه الروح، تصبح المدنية الطريق الطبيعي نحو وطن يحتضن أبناءه جميعاً، ويعيد لسوريا مكانتها التاريخية كجسر حضاري لا يُقصي أحداً ولا يخاف من تنوّع أبنائه.
فنحن لسنا بحاجة للتحرر من نظام طائفي استبدادي لنقع في مستنقع جديد من الكراهية؛ فسوريا الكبرى وسوريا لم تكن يوماً طائفية أو عنصرية. سكنها المسيحيون أولاً، ثم المسلمون، وتشكلت عبر التاريخ فسيفساء من الأعراق والمعتقدات. وستظل قبلةً للتنوع لأن أبناءها يؤمنون بإنسانيتهم قبل أي انتماء آخر.
فليكن التحرر ليس فقط من الاستبداد السياسي، بل من التعصب والانغلاق والكراهية وليكن إحياء سوريا مشروعاً أخلاقياً بقدر ما هو مشروع سياسي.