سلط موقع "راديو أوروبا الحرة" الضوء على الصاروخ الروسي الجديد ضد أوكرانيا، والذي وصفه الرئيس فلاديمير بوتين بأنه "صاروخ جديد متوسط المدى".

وأوضح الموقع أن الصاروخ الروسي يمثل رسالة "سياسية وليست عسكرية" إلى واشنطن والغرب، منوها إلى أن بوتين قال بعد الضربة التي استهدفت مدينة نيبرو بتاريخ 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إن الصاروخ كان جزءا من رد موسكو على الهجمات الأوكرانية باستخدام أنظمة ATACMS التي قدمتها الولايات المتحدة وصواريخ Storm Shadow التي قدمتها بريطانيا، والتي أعقبت تقارير تفيد بأن تلك الدول أعطت كييف الإذن باستخدام مثل هذه الأنظمة لضرب الأراضي الروسية.



وأضاف بوتين أن روسيا لها الحق في استهداف المنشآت العسكرية في البلدان، التي تسمح لكييف باستخدام أسلحتها لهذا الغرض.

جزء من هجوم أوسع
ولفت الموقع إلى أن هذه الضربة الصاروخية الباليستية كانت جزءًا من هجوم أوسع على دنيبرو، حيث قالت السلطات الأوكرانية إن ثلاثة أشخاص أصيبوا وألحق الهجوم أضرارًا بمنشأة صناعية ومركز لإعادة تأهيل المعوقين، حيث أظهرت الصور نوافذ مكسورة وسقفًا منهارًا وحطامًا متناثرًا عبر الطوابق.

لكن بعيدا عن الأهداف العسكرية الظاهرية للهجوم، فأشار الموقع إلى أنه منذ غزو بوتين لأوكرانيا في فبراير 2022، استخدم هو ومسؤولون روس آخرون ووسائل إعلام تسيطر عليها الدولة مرارا وتكرارا التهديد المحتمل بهجوم نووي لمحاولة تخويف الغرب وردع الولايات المتحدة وأوروبا عن إرسال أسلحة إلى كييف.


كان بوتين يثير شبح الضربة النووية منذ فترة طويلة قبل الغزو الكامل لأوكرانيا، بحسب الموقع الذي أوضح أنه توجد الكثير من الأسباب التي قد تدفع روسيا إلى الامتناع عن استخدام ترسانتها النووية، بما في ذلك التساؤلات حول الفعالية في الحرب على أوكرانيا والرد العكسي الذي قد تواجهه موسكو من دول حول العالم، بما في ذلك الصين والهند ودول الجنوب العالمي.

الرسالة النووية
ومع ذلك ذكر الموقع أنه لم تكن الرسالة النووية غائبة بأي حال من الأحوال، وهو ما ظهر في خطاب بوتين عندما قال إن "في هذه الحالة كان الصاروخ يحمل حمولة غير نووية " ويقصد الصاروخ الذي أطلق عليه اسم أوريشنيك (هازل) والذي قال البنتاغون عنه إنه يعتمد على نموذج موجود، وهو RS-26 أو Rubezh.

وبالنسبة لتوقيت الهجوم، فيرى الموقع أنه مع اقتراب عودة الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، قد يأمل بوتين أن تؤدي "التجربة الصاروخية"، كما أسماها، إلى تحقيق غرضين، حيث تحذر بايدن من التحركات الكبرى لتعزيز كييف في الأسابيع المتبقية له في منصبه وتشجع ترامب، الذي أثارت ادعاءاته المتكررة بأنه سينهي الحرب بسرعة توقعات بالدفع نحو السلام، على التراجع عن الدعم الأميركي لأوكرانيا.

وذكر الموقع أنه في حين أن الولايات المتحدة قد تكون الهدف الرئيسي للإشارة الروسية، فإن الضربة ربما كانت تهدف أيضا إلى بث الخوف في أوكرانيا وإثارة القلق في أوروبا، في وقت تثير رئاسة ترامب القادمة تساؤلات ليس فقط حول مستويات الدعم الأمريكي لأوكرانيا وأيضا حول العلاقات مع حلف شمال الأطلسي والتضامن مع الاتحاد الأوروبي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصاروخ روسيا الحرب امريكا روسيا صاروخ اوكرانيا الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الموقع أن

إقرأ أيضاً:

روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟

طرح اتهام روسيا رسميا للحكومة الليبية في طرابلس برئاسة، عبدالحميد الدبيبة بدعم اوكرانيا وتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة الساحل الكثير من التساؤلات حول تداعيات هذه الاتهامات وما إذا كانت موسكو ستقوم بحشد موقف دولي ضد الحكومة الليبية لإسقاطها.

وأكدت وزارة الخارجية الروسية رسميا بأن هناك أدلة جديدة تثبت أن حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا برئاسة الدبيبة تتعاون مع أوكرانيا لتنفيذ هجمات "إرهابية" في دول منطقة الساحل، وأن قوات الأمن التابعة لحكومة الدبيبة تعاونت مع المسلحين في أوكرانيا، وأن هذا التعاون شمل قيام النظام في أوكرانيا بتوريد طائرات مسيرة هجومية، وإجراء تدريبات بإشراف مدربين من إدارة الاستخبارات الرئيسية التابعة لوزارة الدفاع في كييف، وفق الوزارة.

وسطاء ومسارات معقدة
وكشف تقرير سابق لمجلة "أجانب" المتخصصة في الشؤون السياسية والأمنية الدولية، أن "حكومة الدبيبة حصلت مؤخرًا على دفعات من طائرات مسيرة أوكرانية الصنع، يُعتقد أنها وصلت إلى طرابلس عبر مسارات معقدة، بينها طريق مر عبر الأراضي الجزائرية".

وذكرت أن "جزءا من هذه المسيرات دخل ليبيا عن طريق وسطاء في أذربيجان، بينما أشارت تقارير أخرى إلى أن دفعات منها نُقلت عبر الحدود الجزائرية، بمساعدة خبراء أوكرانيين في التشغيل والصيانة يُشتبه في دخولهم طرابلس في إطار تعاون تقني غير معلن.

ووفق المجلة، فإن المسيرات استُخدمت في تنفيذ عمليات استطلاع وهجمات دقيقة داخل العاصمة ومحيطها، لتعزيز قدرات حكومة الدبيبة.



صمت حكومي رسمي
ورغم أن هذه الاتهامات رسمية وجاءت لأول مرة على لسان الخارجية في روسيا إلا أن حكومة الدبيبة وأجهزتها الأمنية المقصودة في الاتهام التزمت الصمت حتى كتابة التقرير، ولم تصدر أي بيانات توضيحية رغم ردود الفعل المحلية على الاتهامات.

وجاءت هذه الاتهامات قبيل أيام من إحاطة المبعوثة الأممية لدى ليبيا، هانا تيتيه أمام مجلس الأمن الدولي والمتوقع أن تستعرض فيها العراقيل التي تقابل خارطة الطريق الأممية والتي تقضي بتغيير الحكومتين في ليبيا والذهاب نحو الانتخابات.

فهل تحشد روسيا موقفا دوليا داخل مجلس الأمن لإسقاط حكومة الدبيبة والتسريع بتغييرها بسبب دعمها لأوكرانيا؟

لن تحدث أي تداعيات
من جهته، قال وزير الدفاع الليبي الأسبق، محمد البرغثي إن "اتهامات الخارجية الروسية للحكومة في طرابلس بدعم أوكرانيا أعتقد أنها مجرد تصريحات إعلامية عبر المتحدثة باسم الوزارة الروسية وأنها ستذهب مع الريح فإن الدول الكبرى تهمها مصالحها وفقط".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "روسيا بالذات لها مصالح كبيرة في ليبيا وأن تحقيق مصالحها هذه يتطلب تواصلها مع الحكومتين في طرابلس وبنغازي، كما أن تاريخ العلاقة مع أوكرانيا ليس وليد اليوم وخاصة في مجال التعاون العسكري، حيث كانت ليبيا تستورد قطع غيار ومعدات الطائرات الروسية عندما تضامنت روسيا مع الغرب في حصار حادثة "لوكيربي"، وفق معلوماته العسكرية.

صدام وصراع روسي - أمريكي
في حين أكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الليبية، رمضان بن طاهر إن "ما يجري في جوهره ليس خلافا بين حكومة الدبيبة وروسيا، بل جزءا من صراع أوسع بين الولايات المتحدة وروسيا على الجغرافيا الليبية، ويعكس هذا الاتهام غضب روسيا من محاولات واشنطن احتكار الملف الليبي وتوسيع نفوذها عبر توظيف أطراف متعددة".

وأكد في تصريحه لـ"عربي21" أنه "حتى الآن، لا توجد أدلة مادية تؤكد صحة الاتهامات الروسية، ما يجعلها أقرب إلى أداة ضغط سياسي منها إلى كشف حقائق استخباراتية، فموسكو تستخدم هذا الخطاب لردع طرابلس عن أي تعاون محتمل مع أوكرانيا، ولتوجيه رسالة مباشرة إلى واشنطن بأنها لن تسمح بإقصائها من المشهد الليبي أو من عمقها الإفريقي"، حسب تقديراته.

وأضاف: "وبالتالي، المشهد الليبي اليوم يعكس اشتباكا استراتيجيا بين قوتين دوليتين، يفوق قدرة أي فاعل محلي على التحكم بمسار الأحداث"، كما صرح.

اظهار ألبوم ليست



تحركات ليست في صالح موسكو
الأكاديمي والكاتب الليبي، فرج دردور قال من جانبه إن "الأخبار عن تعاون حكومة الدبيبة مع أوكرانيا تفتقد إلى الدقة، فلا أعتقد أن العلاقة قد تجاوزت شراء بعض المعدات العسكرية من كييف، خاصة أن الأخيرة غارقة في حرب وجودية مع روسيا وليست في باب أنها تخوض حروبا أخرى خارج أراضيها بالاشتراك مع أيا كان".

وأوضح أن "تصريحات وزير خارجية روسيا الأخيرة لم تشر أن موسكو اتخذت موقفا معاديا ضد حكومة الدبيبة، بل أكد أن بلاده لازالت تحتفظ بحالة من التوازن بين البرلمان في الشرق وحكومة الدبيبة في الغرب، ولم يشر لوجود توتر في العلاقة بين بلاده وحكومة الدبيبة، حسب كلامه.

وتابع دردور لـ"عربي21": "لابد أن روسيا تتفهم أن حاجة حكومة الدبيبة لشراء السلاح لا يمنعها من التعامل حتى مع الطرف المعادي لروسيا، مادام في مصلحة ليبيا ولا يضر بشكل مباشر بموسكو ومصالحها، وليس في صالح روسيا أن تفقد التوزان في علاقاتها الدبلوماسية التي تدعيه، لأن هذا يفقدها عامل المنافسة في ليبيا مع أميركا وأوروبا"، وفق قوله.

مقالات مشابهة

  • روسيا توجه تحذيرات للدول الغربية بشأن أزمة أوكرانيا
  • فاينانشال تايمز: أمريكا تبادلت معلومات استخباراتية مع أوكرانيا لاستهداف روسيا
  • صاروخ باتريوت باك-3.. صفقة واحدة بـ10 مليارات دولار فما القصة؟
  • بحضور روسيا والصين.. كوريا الشمالية تستعرض «أقوى صاروخ نووي» في تاريخها
  • بشأن الصاروخ الذي لم ينفجر في غارة المصيلح... هذا ما أعلنه الجيش
  • روسيا تتهم حكومة الدبيبة بدعم أوكرانيا.. هل تحشد ضدها دوليا؟
  • ميلانيا ترامب تكشف عن قناة اتصال مفتوحة مع بوتين بشأن أطفال أوكرانيا
  • بوتين: ترامب صادق في التزامه بإنهاء أزمة أوكرانيا
  • أوكرانيا تعرض دعم ترامب لجائزة نوبل إذا توسط في السلام مع روسيا
  • بوتين: روسيا مستعدة لدعم أي جهود سلمية تهدف لوقف سفك الدماء في غزة