3 يناير، 2025

بغداد/المسلة: في وقت يتصاعد فيه الحديث عن انتهاكات مالية وتجاوزات تستنزف أموال الدولة، يبرز تساؤل مُلح عن سبب ظهور ثراء فاحش مفاجئ لدى العديد من العراقيين. هذه الظاهرة التي لا تقتصر على السياسيين فقط، بل تشمل أيضًا المواطنين العاديين الذين يظهرون بين ليلة وضحاها بمستويات فاخرة من العيش، من قصور فخمة إلى استثمارات ضخمة.

الحديث عن الفساد المالي في العراق ليس جديدًا، ولكن مع تصاعد الظواهر التي تتعلق بالاتجار بالمخدرات ونهب المال العام من خلال الرشاوى والعقود المشبوهة، يبدو أن هذا الملف قد أخذ منحىً أكثر تعقيدًا. أظهرت تقارير غير رسمية أن هذه الأنشطة التي تتم من خلال عمليات معقدة تستهدف استغلال المال العام أصبحت تُعتبر أحد المصادر الأساسية لهذه الثروات غير المشروعة.

وقالت مصادر اقتصادية أن العقود الحكومية، التي يفترض أن تكون تحت إشراف دقيق، تشهد العديد من الثغرات التي تُسهم في إهدار أموال الدولة.

وأفاد باحث في بغداد بأن “من غير المعقول أن تظهر فجأة ثروات ضخمة على أشخاص كانوا قبل سنوات قليلة يعيشون حياة متواضعة أو حتى تحت خط الفقر”. وأشار إلى أن هذه التحولات الكبيرة تطرح تساؤلات حول مدى تواطؤ بعض الجهات الحكومية في تمويل هذه الأنشطة المدمرة.

وأفادت تحليلات اقتصادية بأن توجيه أصابع الاتهام إلى عدد من الشركات والمستثمرين الذين حصلوا على عقود من الدولة في السنوات الأخيرة يعكس حجم الفساد المستشري في مفاصل الدولة.

في هذا السياق، يبرز تساؤل مهم: هل يعكس هذا الثراء المفاجئ قدرة هؤلاء الأشخاص على الابتكار في مجالات اقتصادية جديدة، أم أنه نتيجة لاستغلال المنظومة السياسية والاقتصادية لصالحهم الشخصي؟

وفي تدوينة عبر منصة “إكس”، تحدث أحد المواطنين عن هذه الظاهرة قائلاً: “ماذا عن أولئك الذين بنوا قصورًا من المال العام؟ ألا يستحقون المحاسبة؟ الثروة التي تراكمت بين أيدي بعض الأفراد لا تأتي من فراغ”. هذه الرسالة لاقت تفاعلًا واسعًا، حيث علق البعض مؤكدين على ضرورة تسليط الضوء على الشخصيات المتورطة في استغلال الأموال العامة ومحاسبتهم.

من جانب آخر، تحدث مصدر في بغداد قائلاً: “نحن بحاجة إلى تطبيق القوانين بشكل صارم لضبط هذه الظاهرة قبل أن تخرج عن السيطرة”.

وأضاف أن الحكومة قد تبدأ في فرض إجراءات صارمة تتعلق بالكشف عن مصادر الثروة والمراجعة الدقيقة للثروات التي يملكها المسؤولون والمواطنون العاديون الذين لا يمتلكون أي مصدر مشروع لهذا الثراء الفاحش.

ووفقًا لمصادر اقتصادية، قد يؤدي هذا الضغط المجتمعي إلى تسريع الإجراءات الحكومية نحو تعزيز الشفافية والمراقبة. لكن هناك من يرى أن الأمور قد تأخذ وقتًا أطول مما يتوقع البعض، نظراً للاعتبارات السياسية والاقتصادية التي قد تعرقل تطبيق هذه الإصلاحات بشكل سريع وفعّال.

تتحدث مصادر حقوقية عن أن الحكومة يجب أن تعمل على تعزيز دور المؤسسات الرقابية المستقلة، وتفعيل دور القضاة في محاكمة المتورطين في قضايا الفساد. وبالنظر إلى التزايد الملحوظ في حالة الإنكار الشعبي تجاه هذه الظاهرة، يُتوقع أن تتعالى الأصوات المطالبة بتقديم أولئك الذين يعبثون بالمال العام إلى المحاكم.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: هذه الظاهرة

إقرأ أيضاً:

طقس العراق.. الأمطار تدخل البلاد بدءا من الاحد

11 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: توقعت هيئة الانواء الجوية، السبت، تساقطاً للامطار بدءا من يوم غد الاحد.

وقالت الهيئة في بيان ورد لـ المسلة، ان طقس الاحد المقبل سيكون صحوا وغائم جزئي في المنطقة الشمالية مع تساقط الامطار خفيفة الى متوسطة الشدة في بعض الأقسام الجبلية ودرجات الحرارة ترتفع قليلا في المنطقتين الوسطى والجنوبية ومقاربة لليوم السابق في المنطقة الشمالية، موضحة ان طقس الاثنين سيكون صحوا مع ظهور غيوم متفرقة وتساقط الامطار الخفيفة في الأقسام الجبلية من المنطقة الشمالية ودرجات الحرارة تنخفض قليلا في المنطقتين الشمالية والوسطى ومقاربة للمنطقة الجنوبية.

وتابعت ان طقس الثلاثاء المقبل سيكون صحوا ودرجات الحرارة مقاربة في المنطقتين الوسطى والشمالية وتنخفض بضع درجات في المنطقة الجنوبية، موضحة ان طقس الأربعاء المقبل سيكون صحوا على العموم ودرجات الحرارة ترتفع قليلا على العموم.

وبينت ان درجات الحرارة العظمى ليوم غد الاحد ستكون في البصرة والمثنى وذي قار وميسان 37 وفي بغداد وكربلاء وبابل وواسط 35 وفي أربيل 29 والسليمانية 27 ودهوك 26.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بارزاني: عدم تطبيق الدستور وراء الأزمات مع بغداد
  •  انتخابات العراق: مرشحو الأحلام يغرقون الواقع بالوعود البرّاقة
  • تفاصيل المباحثات المائية بين العراق وتركيا
  • طقس العراق.. موجة غبار وانخفاض في درجات الحرارة
  • المالكي:لن نسمح للسوداني ومكونات تحالفه باستغلال موارد الدولة انتخابياً
  • حملاوي: ظاهرة المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع الجزائري
  • شتاء مختلف يلوح في الأفق... هل تعود ظاهرة النينيا هذا العام؟
  • أسعار الذهب تنخفض في العراق
  • طقس العراق.. الأمطار تدخل البلاد بدءا من الاحد
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم