#سواليف

#دعم_الديكتاتوريات .. أم العمل نحو #التعددية؟
د. #مروان_المعشر

حالة دعم الديكتاتوريات في #الوطن_العربي ظاهرة قديمة، خاصة من الشعوب التي تقطن خارج البلدان السلطوية البطشية. أسباب عديدة أدت إلى ذلك في منطقتنا العربية، فالعديد من الناس في البلدان التي لم تكتو بنار الديكتاتوريات انبهرت في الماضي، إما بمحاربة هذه الديكتاتوريات للإسلام السياسي، أو لادعائها بحماية الأقليات، أو لمعارضتها اللفظية لإسرائيل، حتى لو لم تترجم هذه المعارضة لأية أفعال حقيقية تقاوم #الاحتلال والغطرسة الإسرائيلية.

النظام السوري المخلوع ما هو إلا آخر مثال لأنظمةٍ ما إن سقطت حتى تبين للجميع مدى البطش الذي مارسته ضد شعوبها، وعشرات، بل مئات الألوف من مواطنيها الذين قتلتهم، ويتبين دائما أن الأقليات التي تدعي هذه الأنظمة حمايتها هي الأخرى عانت من التنكيل والبطش ما عانته كل مكونات المجتمع. وها هي #سجون #النظام_السوري_المخلوع شاهدة على حجم #معاناة الشعب السوري العظيم، عبر العقود الخمسة الماضية.
وها هي الاحتفالات العفوية التي عمت مختلف المدن والمحافظات السورية، تعبر عن حقيقة مشاعر الناس الذين عانوا من النظام، مقارنة بمشاعر البعض ممن يعيشون خارج سوريا وممن دعموا النظام السابق لأسباب يجدون اليوم من الصعب تبريرها.

إسقاط أنظمة بطشية خطوة ضرورية لمستقبل أفضل، ولكنها ليست خطوة كافية، حان الوقت لإعادة الاعتبار للتعددية وللتشاركية وللديمقراطية

مقالات ذات صلة ارتفاع حصيلة شهداء العدوان على قطاع غزة إلى 45.658 2025/01/03

كيف نفسر هذه الظاهرة التي تكررت مرات عديدة في العالم العربي منذ الاستقلال في العصر الحديث؟ هل تنبهر الشعوب العربية بالحاكم القوي، حتى حين يمارس هذه القوة ضد شعبه؟ ولماذا يتم تجاهل ذلك؟ هل تنخدع هذه الشعوب بالوقوف اللفظي لهذه الأنظمة ضد إسرائيل بينما لم تطلق رصاصة واحدة من النظام السوري ضد الاحتلال الإسرائيلي للجولان مثلا؟ هل تتجاهل هذه الشعوب استعمال الأسلحة الكيماوية في العراق ضد الأكراد والبراميل المتفجرة ضد المدنيين في سوريا والسجون البشعة في كلا البلدين؟
يبدو لي إننا أقدر على التبرير السلبي لدعم الأنظمة البطشية من الدعم الإيجابي. أعني بهذا أن العديد منا يدعم أنظمة لوقوفها ضد فكرة أو تيار معين، كالإسلام السياسي أو إسرائيل مثلا، أكثر من دعمنا لما تقدم هذه الأنظمة من مشاريع إيجابية لدفع بلدانها نحو التقدم والازدهار. لم يكن الدعم السلبي يوما كافيا لبلورة مشاريع تحاكي احتياجات الناس وتؤدي لدعمها لأنظمتها السياسية. لقد وحدت المعارضة للوجود السوري في لبنان، على سبيل المثال، الكثير من مكونات المجتمع اللبناني، ولكن حين فشلت هذه المكونات في تقديم مشروع لبناني إيجابي لمستقبل البلاد، فقدت هذه المعارضة الكثير من زخمها. حان الوقت في نظري للانتقال من حالة الدعم السلبي لأنظمة سلطوية بطشية، إلى العمل نحو، بل الإصرار على، أنظمة تحترم تعددية مجتمعاتنا الجندرية والدينية والثقافية والإثنية. لقد سفه العديد منا مثل هذه الأفكار التي رأوا فيها تهديدا لمجتمعاتهم، حتى أصبحت الديمقراطية والتعددية لديهم قيمة سلبية. وبشر العديد منهم بانتهاء الربيع العربي الذي رأوا فيه عامل هدم وخراب، ولكنهم في المقابل، لم يتقدموا بمشروع إيجابي لمعالجة المشاكل التي أدت للاحتجاجات العربية، بل اكتفوا بالتخويف من الإسلام السياسي، أي مرة أخرى بالدعم السلبي، من دون تقديم حلول إيجابية. والنتيجة أتت واضحة. لن تبقى الشعوب ساكنة إلى الأبد بينما لا تعالج مشاكلها، ولن ينجح البطش والقبضة الأمنية في حمل الناس على الخنوع اللامتناهي. لعل ذلك من أكبر الدروس التي تعلمنا إياها الحالة السورية، كما حاول أن يعلمنا إياها العديد من حالات انهيار الأنظمة في الكثير من الدول العربية، مثل ليبيا واليمن وغيرهما. أن إسقاط أنظمة بطشية خطوة ضرورية لمستقبل أفضل، ولكنها ليست خطوة كافية، حان الوقت لإعادة الاعتبار للتعددية وللتشاركية وللديمقراطية. إعادة الاعتبار هذه تعني إعادة تركيز البوصلة نحو الإصرار على نظم تعددية تحترم مكونات المجتمع كافة. لقد وقفت شخصيا ضد ممارسات النظام السوري طيلة حياتي السياسية، وفي الوقت نفسه فإن حكمي على النظام الجديد مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى التزامه الفعلي، لا اللفظي، بالتعددية، أي نظام جديد لا ينظر إلى النساء أو العلويين أو الأكراد أو الدروز أو المسيحيين، أو أي مكون آخر من مكونات المجتمع السوري، نظرة متساوية، نظام لا يستحق الدعم.
في زمننا هذا، لا يجوز أن يدعي أحد احتكار الحقيقة، أو يحاول أي كان فرض نظام حياته على باقي المجتمع. من حق المسيحيين، بل من واجبهم، التظاهر إن أحرقت شجرة عيد الميلاد، ومن حق العلويين، بل واجبهم، الوقوف ضد أي محاولة للانتقام الجماعي منهم لمجرد أن بشار الأسد علوي. كما آن الأوان للاعتراف بالأكراد كمواطنين ومواطنات سوريين لهم كامل حقوق المواطنة كما عليهم كامل واجباتها.
هكذا يبنى المجتمع السوري الجديد، ليس بالبطش، ولكن بالتشاركية. على المجتمع السوري، والمجتمعات العربية كافة، واجب اليوم بعدم الاكتفاء بالانتظار ريثما تتضح معالم النظام السوري الجديد، ولكن بإعلاء الصوت والوقوف الواضح مع الالتزام بالتعددية، بل واحترامها والاحتفاء بها، ومعارضة كل من لا يقوم بذلك في المستقبل. لنعطي التعددية والديمقراطية ما تستحقان من احترام.
وزير أردني سابق

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف التعددية مروان المعشر الوطن العربي الاحتلال سجون النظام السوري المخلوع معاناة مکونات المجتمع النظام السوری العدید من

إقرأ أيضاً:

نور أعرج لـ سانا: الشعب السوري شعب وفيّ لن ينسى مَن وقف إلى جانبه طيلة 14 عاماً، والمملكة العربية السعودية لها مكانة كبيرة في قلوب السوريين، إضافة إلى أن الجانب السعودي في الحج يتعامل مع الحجاج السوريين باعتبارهم ضيوف الرحمن، دون أي اعتبارات سياسية، وهذا

2025-05-29alineسابق نور أعرج لـ سانا: نتوجه بالشكر الجزيل إلى المملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً، على ما قدموه من تسهيلات واسعة هذا العام، فلم نلمس أي تمييز أو اختلاف في المعاملة، بل على العكس، لمسنا روح التعاون والترحاب من جميع الجهات المعنيةالتالي نور أعرج لـ سانا: رسالتنا لأهلنا الحجاج: حجّكم أمانة، فاحرصوا على نُبل النية وحسن السلوك والالتزام بالتعليمات الشرعية والتنظيمية، ونعتبر برنامج الحج حتى الآن ناجحاً بفضل الله، ونأمل أن نصل إلى يوم عرفة ونحن في أقصى درجات الجهوزية والرضى من الحجاج الكرام انظر ايضاًنور أعرج لـ سانا: رسالتنا لأهلنا الحجاج: حجّكم أمانة، فاحرصوا على نُبل النية وحسن السلوك والالتزام بالتعليمات الشرعية والتنظيمية، ونعتبر برنامج الحج حتى الآن ناجحاً بفضل الله، ونأمل أن نصل إلى يوم عرفة ونحن في أقصى درجات الجهوزية والرضى من الحجاج الكرام

آخر الأخبار 2025-05-29مدير الحج السوري نور أعرج لـ سانا: وصول ما يقارب أربعة عشر ألف حاج سوري حتى اليوم من الحجاج السوريين إلى مكة المكرمة، وسيستمر وصول الحجاج حتى تاريخ الـ 2 من حزيران من الشهر القادم، وعدد حجاج سوريا لهذا العام 22,500 حاجاً 2025-05-29إخماد حريق في معملٍ ومستودعٍ للورق المقوى في ريف دمشق 2025-05-29وزير الثقافة: افتتاح المركز الثقافي في إدلب الأحد القادم 2025-05-29وزارة الثقافة توفد لجنة أثرية لتوثيق اكتشاف بيزنطي في معرة النعمان 2025-05-28الأول من نوعه في سوريا.. افتتاح مركز الابتكار الرقمي ‌‏(ديجت) بدمشق 2025-05-28بعثة تقنية من وزارة الخارجية المغربية تزور سوريا لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق 2025-05-28بحث آفاق التعاون بين مؤسسة مياه اللاذقية ومنظمتي الصليب الأحمر والهلال الأحمر العربي السوري في دعم محطة نبع السن 2025-05-28في عيدها السنوي الثامن عشر.. مؤسسة إدارة الموارد البشرية تعرض إنجازاتها في تنمية قطاع الموارد البشرية 2025-05-28سوريا وألمانيا تبحثان التعاون في المجال التربوي 2025-05-28الصفدي وباراك يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا وجهود دعمها في عملية إعادة الإعمار

صور من سورية منوعات العالم على موعد مع أخطر 5 أعوام مناخياً في التاريخ 2025-05-28 سرطان الجلد واختلاف مناطق الإصابة بين الرجال والنساء 2025-05-26فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • الوزير السابق عزيز رباح يكتب..التفاهة واليأس كلفتهما كبيرة ومدمرة .. وجب الحذر من الطابور
  • أحمد طه: توحيد لغة الجودة وسلامة المرضى بين الأنظمة الصحية العربية
  • «خلوة الجود» ترسم مستقبل العمل المجتمعي في دبي
  • قيادي بحركة فتح: لا مكان للمؤامرات في ظل وعي الشعوب العربية
  • قيادى بحركة فتح : جماعة الإخوان وإسرائيل يسعون لإثارة الفتن بين الشعوب العربية
  • الأمن السوري يقبض على عميد طيار نفذ مئات الطلعات بالبراميل المتفجرة (شاهد)
  • نور أعرج لـ سانا: الشعب السوري شعب وفيّ لن ينسى مَن وقف إلى جانبه طيلة 14 عاماً، والمملكة العربية السعودية لها مكانة كبيرة في قلوب السوريين، إضافة إلى أن الجانب السعودي في الحج يتعامل مع الحجاج السوريين باعتبارهم ضيوف الرحمن، دون أي اعتبارات سياسية، وهذا
  • العمل تدشن النظام الإلكتروني لمسارات مركز دعم التشغيل والتدريب
  • ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟
  • الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية مؤسسة لكشف انتهاكات النظام السوري المخلوع