بناء الإنسان والتحول الرقمي في مناقشات قصور الثقافة بالجيزة
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
شهدت المواقع الثقافية بمحافظة الجيزة، عددا من الفعاليات الثقافية والفنية، ضمن أجندة الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
ونظمت مكتبة الدقي الثقافية بالتعاون مع مؤسسة التثقيف الفكري بالجيزة، يوما ثقافيا فنيا لذوي الهمم، تحت عنوان "بناء إنسان"، شمل مجموعة من الأنشطة منها، جلسة "الحكواتي" قدم خلالها د.
كما شاركت زينب صديق، مدير المكتبة، بورشة فنية للتعبير عن حب الوطن من خلال الرسم والتلوين، واختتمت الفعاليات بعرض فني للتنورة التراثية، حيث قدمت الفرقة مجموعة من عروضها الفنية على أنغام الأغاني التراثية الشعبية.
وشهد بيت ثقافة كرداسة، محاضرة ناقشت خلالها آية سامي، أهمية التحول الرقمي، ودوره في تحسين جودة حياة المواطن، وتحسين الظروف المعيشية، فيما قدمت د.دينا مغيث، ورشة فنون تشكيلية لتعليم تقنيات دمج الألوان.
كما أقامت مكتبة الشيخ زايد ورشتين فنيتين، الأولى لتعليم الرسم بالخطوط والعناصر المبسطة، تدريب الفنان هاني مبارك، والأخرى لتصميم كارت معايدة بتقنية طي الورق الملون، للتعبير عن العام الميلادي الجديد، تنفيذ د. ريهام ماهر.
وتواصلت الفعاليات المنفذة من خلال فرع ثقافة الجيزة برئاسة كرم ربيع، وإشراف إقليم القاهرة الكبرى الثقافي، برئاسة لاميس الشرنوبي، حيث
أقام قصر ثقافة العياط لقاء حول "جهود الدولة لتحقيق تنمية اقتصادية شاملة" أداره محمد سيد، موضحا أهم المشروعات التنموية القومية التي ساهمت في توفير حياة كريمة للمواطن المصري، كما عقدت محاضرة توعوية، تناولت خلالها الباحثة انتصار سعيد، مخاطر الزواج المبكر، وتأثيره السلبي على الفتيات، صحيا ونفسيا، إلى جانب حوار عن طرق ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، من تنفيذ إيمان عبد المنصف.
كما أقامت مكتبة الحديقة الخضراء ورشة فنون تشكيلية للتدريب على تظليل المجسمات ثلاثية الأبعاد، قدمتها الفنانة د. أماني الشيخ.
وضمن الأنشطة المدرسية لبيت ثقافة أوسيم، عقد الباحث محمود ماهر، محاضرة تثقيفية للتحذير من العنف ضد المرأة، حيث قام بتوضيح أنواعه وآثاره السلبية على الأسرة والمجتمع، وذلك بمدرسة الإسماعيلية بنات، فيما عقدت مكتبة دور التربية الثقافية ورشة حكي مع ورشة فنية باستخدام ورق الفوم، للمدربة نجلاء سيد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محافظة الجيزة الهيئة العامة لقصور الثقافة الفعاليات الثقافية والفنية محمد ناصف المواقع الثقافية برامج وزارة الثقافة المزيد
إقرأ أيضاً:
الجوائز الثقافية الوطنية 2025.. روح متجددة
خمس سنوات فقط كانت كافية لتحوّل الجوائز الثقافية الوطنية من مبادرة ناشئة إلى تقليدٍ راسخ ينتظره الوسط الثقافي السعودي كل عام. خمس دورات متتالية صنعت خلالها الجوائز سجلّها الخاص، وأرّخت من خلاله لحظة التحوّل الثقافي التي تعيشها المملكة، لتصبح المنصة اليوم مرجعاً يتتبّع عبره المتابعون ملامح الإبداع السعودي واتساع فضاءاته.
وكانت الدورة الخامسة التي اختتمت في سبتمبر 2025 قد بدا واضحًا عليها أنها لا تكتفي بتكرار ما حققته سابقًا، بل تبحث عن روح جديدة، تعكس نضج المشهد الثقافي وثراء مساراته، بعد محافظتها منذ انطلاقتها برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – على تألقها ووضوح رؤيتها؛ إذ جاءت منذ لحظتها الأولى لتُعلن أن الثقافة ليست إضافة تجميلية للحياة، بل جزء من بنية التحول الوطني.
لذلك استمرت الجوائز الثقافية الوطنية على هذا النهج، في تطوير معاييرها واختيارها لمجالات جديدة تستجيب لحركة الثقافة المتسارعة، وكان من أبرز هذه الإضافات استحداث جائزتي الحِرف اليدوية والإعلام الثقافي، وهما مجالان يعكسان اتساع معنى الثقافة في المملكة، وتداخلها مع الهوية والاقتصاد والصناعة المعرفية.
وتكشف دورة 2025 عن قراءة أوسع لمفهوم “الجائزة”، فهي لا تحتفي بالمنجز بوصفه نتيجة، بل تنظر إليه كامتداد لمسار من العمل والبحث والابتكار، لهذا امتدت فروع الجائزة كعادتها السنوية لتشمل جوائز جديدة، إضافة للمجالات السابقة المتضمنة للأدب، الموسيقى، الأفلام، المسرح، الفنون البصرية، العمارة والتصميم، الأزياء، الترجمة، النشر، وفنون الطهي، التراث الوطني، إضافة إلى جوائز شخصية العام الثقافية والثقافة للشباب، والمؤسسات الثقافية (الربحية، وغير الربحية)، وسيدات ورجال الأعمال الداعمين للثقافة، والتميّز الثقافي الدولي.
هذه الشمولية تؤكد أن الجوائز الثقافية الوطنية تعد خريطة واسعة تتعامل مع الثقافة بوصفها منظومة بيئية مكتملة العناصر، تتفاعل فيها الإبداعية مع البحث، والحِرفة مع التعليم، والفن مع الاقتصاد.
ومن أبرز ملامح هذه الدورة التفاعل الكبير من قبل المجتمع والأوساط الثقافية، خصوصاً مع التحديثات المستمرة على قائمة الجوائز، وهو ما يعزز من دورها في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية، من خلال ما تقدمه من دعم وتمكين للمواهب الوطنية، وما تسهم به في بناء اقتصاد إبداعي متنوع، وحضور ثقافي قوي على الساحة الدولية.
ومع اكتمال عامها الخامس تبدو الجوائز الثقافية الوطنية في موقع أكثر رسوخاً ونضجاً؛ فهي لا توثّق أسماء الفائزين فقط، بل ترسم عبرهم ملامح التحوّل الثقافي الذي تخوضه المملكة، وتقدّم قراءة سنوية للمشهد الإبداعي بمختلف اتجاهاته. وهكذا تحولت دورة 2025 لفصل جديد في رواية تتطور مع كل عام، لتواصل فيها وزارة الثقافة كتابة سيرة المملكة الثقافية بثقة واتساع ورؤية تتجاوز حدود اللحظة إلى ما بعدها.