يشهد قطاع غزة تطورات متسارعة في الوضع العسكري والإنساني، في ظل الهجمات العسكرية المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في القطاع، حيث يواجه الشعب الفلسطيني كارثة إنسانية غير مسبوقة نتيجة العدوان المستمر والحصار الخانق.

وتلوح في الأفق آمال ضئيلة بإمكانية التوصل إلى اتفاق لـ وقف إطلاق النار، رغم استمرار المفاوضات ووجود فجوات كبيرة في معظم القضايا المطروحة.

وفي هذا الصدد، قال أيمن الرقب، المحلل السياسي، إن الوصول إلى هدنة يعد خطوة إيجابية نحو تهدئة المنطقة بشكل عام، حيث أن الحروب تنتهي عادة بالهدن، وإذا تم التوصل إلى هدنة، فإن ذلك سيشكل مدخلا لإعادة الاستقرار، خاصة في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي في التوسع داخل الأراضي الفلسطينية، وهو ما يعزز احتمالات نشوب صراعات طويلة الأمد.

وأضاف الرقب لـ صدى البلد، أن الهدف الرئيسي هو التوصل إلى حل شامل يمهد لإقامة دولة فلسطينية، وهناك توجه عربي واضح يدعو إلى وقف الحرب على غزة وفتح قنوات للحوار.

وأشار الرقب، إلى أن الجهود الحالية وخاصة من القاهرة تركز على تحقيق هذا الهدف، ونأمل أن تُتوج بالنجاح، مما يساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة بشكل كامل.

وفي هذا الصدد، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" في خبر عاجل لها، نقلا عن وكالة "أكسيوس" الأمريكية، بأن المرحلة الأولى من اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار في غزة قد تتضمن تهدئة لفترة تتراوح بين 7 و 9 أسابيع.

وأبدى المسؤولون الإسرائيليون تفاؤلا حذرا بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة خلال الأسابيع القادمة، رغم وجود فجوات كبيرة في مختلف القضايا التفاوضية.

الهجمات الإسرائيلية 

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي شن مئات الغارات الجوية والقصف المدفعي على مختلف أنحاء قطاع غزة، مما أسفر عن وقوع مجازر دامية ضد المدنيين. 

ولا تزال قوات الاحتلال تنفذ عمليات قتل وتدمير شاملة، حيث دمرت طائرات الاحتلال مناطق سكنية بأكملها في إطار سياسة التدمير الممنهجة، ما يعمق من الأزمة الإنسانية في القطاع.

ووفقا للمصادر الطبية الفلسطينية، لا يزال الآلاف من الشهداء والجرحى عالقين تحت الأنقاض بسبب استمرار القصف المدفعي والغارات الجوية، مما يعقد عملية الإنقاذ في ظل ظروف ميدانية غاية في الصعوبة. 

وهذا في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة حصارا خانقا وقيودا مشددة على دخول الوقود والمساعدات الإنسانية الأساسية، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.

أعضاء كنيست يحرضون جيش الاحتلال لتدمير مصادر المياه والغذاء بشمال قطاع غزةاستشهاد 11 فلسطينيا في حي الشجاعية شرق مدينة غزةالوضع الإنساني 

من ناحية أخرى، أطلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تحذيرًا جديدًا من دخول الحظر الإسرائيلي على أنشطتها حيز التنفيذ في نهاية شهر يناير الجاري. وأكدت مديرة التواصل والإعلام في "أونروا"، جولييت توما، أن الحظر الإسرائيلي يهدد بتعطيل خدمات الوكالة المقدمة لملايين اللاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

 وأشارت إلى أن الأمم المتحدة لا تخطط لاستبدال دور "أونروا" في الأراضي الفلسطينية، وأنه يجب على الكنيست الإسرائيلي التراجع عن قرار حظر عمل الوكالة.

إحصائيات الضحايا 

فيما يخص الخسائر البشرية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن الهجوم العسكري الإسرائيلي أسفر عن استشهاد أكثر من 45.700 فلسطيني وإصابة أكثر من 108.800 آخرين منذ بدء الهجمات في السابع من أكتوبر 2023.

والوضع في غزة بات بمثابة إبادة جماعية مستمرة، حيث يسعى الاحتلال إلى قتل وتشريد أكبر عدد من الفلسطينيين في محاولة لاستعادة السيطرة على المنطقة.

 والجدير بالذكر، أن تتواصل المعاناة الإنسانية في قطاع غزة في ظل الهجمات المستمرة والحصار الخانق، بينما تبدو المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار مليئة بالتحديات والفجوات.

 وفي ظل تصاعد عدد الشهداء والجرحى، تزداد الحاجة الملحة للمساعدة الإنسانية العاجلة وفتح قنوات الحوار الدولي من أجل إنهاء هذه الأزمة التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.

تفاصيل خطة الكنيست الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين من شمال غزةرسالة طبيب من غزة "تبكي" مندوب فلسطين بالأمم المتحدة | فيديو

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إسرائيل فلسطين قطاع غزة غزة الاحتلال الشعب الفلسطيني الفلسطينين المزيد إطلاق النار فی قطاع غزة التوصل إلى

إقرأ أيضاً:

اتفاق غزة على المحك.. إسرائيل تعرقل والوسطاء يضغطون للمرحلة الحاسمة

يشهد ملف اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حراكًا دبلوماسيًا غير مسبوق، حيث تكثّف الأطراف الوسيطة اتصالاتها في محاولة لتجاوز التعقيدات التي تعترض الانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق. 

 الترقب الإقليمي والدولي

ويأتي هذا الحراك وسط حالة من الترقب الإقليمي والدولي، خاصة مع بروز خلافات جوهرية تتعلق بالتنفيذ على الأرض، أبرزها الموقف الإسرائيلي الذي يواصل طرح اشتراطات جديدة تُرجئ المضي قدمًا في بنود الاتفاق.

 تثبيت وقف دائم لإطلاق النار

 وفي الوقت ذاته، يتزايد الضغط الدولي من أجل تثبيت وقف دائم لإطلاق النار وتحديد مستقبل إدارة القطاع بعد سنوات من الصراع المتواصل، ويبرز دور القوى الإقليمية، وفي مقدمتها مصر، التي تواصل جهودها للحيلولة دون أي مخططات تستهدف تغيير الواقع الديمغرافي في غزة، إلى جانب سعيها لتأمين التزامات الأطراف كافة ببنود الاتفاق.

الخطة الأمريكية

 ومع دخول الخطة الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب حيّز النقاش العملي، بات الانتقال إلى المرحلة الثانية محوريًا لإنجاح المسار السياسي وتثبيت الاستقرار وإطلاق عملية إعادة الإعمار.

عراقيل إسرائيلية

من جانب آخر؛ بثّ برنامج "عن قرب مع أمل الحناوي" على قناة القاهرة الإخبارية تقريرًا بعنوان: "اتفاق غزة.. عراقيل إسرائيلية تعقّد الانتقال إلى المرحلة الثانية"، تناول فيه التطورات المرتبطة بالجهود الهادفة إلى تفعيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. 

تأجيل الانتقال إلى المرحلة التالية

وتشير المعطيات إلى أن الوسطاء يواصلون اتصالات مكثفة مع كل من الحكومة الإسرائيلية وحركة حماس، في محاولة لإزالة العقبات التي تحول دون تنفيذ البنود المتفق عليها، خصوصًا بعد أن انتفت المبررات التي كانت إسرائيل تتذرع بها لتأجيل الانتقال إلى المرحلة التالية من خطة السلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بدء عملية إعادة الإعمار

وأوضح التقرير أن المرحلة الثانية تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، واستكمال الانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال من القطاع، إضافة إلى بحث مستقبل إدارة غزة عبر لجنة مستقلة تتولى إدارة الشؤون المدنية، ومعالجة ملف سلاح الفصائل الفلسطينية، إلى جانب بدء عملية إعادة الإعمار.

بعد التهديدات الأمريكية .. بوتين يدخل على خط الأزمة بين ترامب وفنزويلاإلغاء قانون قيصر.. توقيع ترامب ينهي سنوات من خنق الاقتصاد السوري ليبدأ التعافي

وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن مطلع العام المقبل سيشهد الإعلان عن أسماء قادة العالم المشاركين في "مجلس السلام" الخاص بغزة، معتبرًا أن هذه الخطوة يمكن أن تساهم في تثبيت الهدنة طويلة الأمد.

وفي سياق متصل، ضغط الوسطاء باتجاه تسريع تشكيل قوة دولية للاستقرار في غزة، إلى جانب المضي في تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية المفترض توليها إدارة القطاع.

كما نقل التقرير تصريحًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أشار فيه إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تقترب من نهايتها، موضحًا أن إسرائيل تنتظر استلام جثمان المحتجز الأخير قبل الانتقال الرسمي إلى المرحلة الثانية.

تهجير الفلسطينيين 

وفي تطور مهم، أحبطت مصر مرة أخرى مخططًا إسرائيليًا يستهدف تهجير الفلسطينيين من القطاع، بعد إعلان الاحتلال نيته فتح معبر رفح لخروج السكان. وشدد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على أن معبر رفح لن يكون بوابة للتهجير، مؤكدًا أن فتحه يجب أن يتم في الاتجاهين وبما يتوافق مع اتفاق وقف إطلاق النار.

طباعة شارك غزة وقف إطلاق النار الأطراف الوسيطة حماس نتنياهو تهجير الفلسطينيين ترامب معبر رفح

مقالات مشابهة

  • مباشر. قسوة الطقس تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة.. وضغوط أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار
  • اتفاق غزة على المحك.. إسرائيل تعرقل والوسطاء يضغطون للمرحلة الحاسمة
  • تقرير لـ "عن قرب مع أمل الحناوي": "اتفاق غزة.. عراقيل إسرائيلية تعقد الانتقال إلى المرحلة الثانية"
  • قافلة زاد العزة الـ92 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • صحيفة: تخوفات للوسطاء من "تغييرات ديموغرافية" تهدد "اتفاق غزة"
  • مشعل: استكمال المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار بغزة ضرورة قبل الانتقال إلى الثانية
  • شهيدان في غزة وإسرائيل تشترط لبدء المرحلة الثانية بخطة ترامب
  • قافلة «زاد العزة» الـ91 تدخل إلى الفلسطينيين بقطاع غزة
  • محادثات حثيثة لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب بغزة