تأخر عودة مستوطني شمال فلسطين المحتلة: أزمة أمنية أم خطر وجودي؟
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
يمانيون../
يقدم العميد شارل أبي نادر في مقالته الأسبوعية قراءة في أسباب تأخر عودة المستوطنين الصهاينة إلى شمال فلسطين المحتلة، رغم الادعاء الغربي والصهيوني بأن نتنياهو هزم حزب الله، ويخلص إلى أن حساسية وخطورة هذا الأمر تتعلق بالأمن الوجودي لكيان الاحتلال، ومدى قدرته مستقبلاً على تثبيت وحماية احتلاله، ومدى استعداد المستوطنين، أو عملياً، المهاجرين اليهود، للهجرة إلى فلسطين المحتلة والاقتناع بالعيش فيها.
كان لافتاً ما ذكرته صحيفة الـ”واشنطن بوست” الأميركية حول “أنّه من أصل 60 ألف مستوطن، أُجبروا على ترك منازلهم في شمال فلسطين المحتلة خشية صواريخ حزب الله، عاد نحو 20% فقط، وذلك بعد مرور 5 أسابيع على وقف إطلاق النار”.
وإذ تابعت الصحيفة الأميركية قائلةً: “تبريراً لهذه النسبة الضئيلة، أشار يوآف هيرموني، وهو عضو فرقة “الأمن المحلية في كيبوتس دان”، في حديث إلى الصحيفة، إلى أنّ “هناك صدمة السابع من أكتوبر، وانعدام الثقة بقوات الأمن والحكومة”، مؤكداً أنه لم تتمّ استعادة الثقة والأمان بعد”، فقد رأت بالمقابل أنّ هناك تساؤلات متزايدة بشأن إستراتيجية “الإنجازات” التي حققها كيان الاحتلال، وما إذا كانت قادرة على “تحقيق السلام المستدام” لمستوطني المستوطنات المدمَّرة في الشمال.
ما طرحته الصحيفة الأميركية واسعة الانتشار، يحمل الكثير من الأبعاد الحساسة التي تحتاج إلى دراسة وتحليل، إذ إن الأمر لا يتعلق فقط بخبر عابر تناول الإضاءة الإعلامية على موضوع تأخُّر المستوطنين الصهاينة في العودة إلى شمال الكيان بعد انتهاء المواجهة مع حزب الله، رغم الادعاء الصهيوني والغربي بأن نتنياهو ربح هذه المواجهة وهزم حزب الله، بعد أن دمر النسبة الأكبر من ترسانته العسكرية، وبعد أن احتل وما زال يحتل حزاماً جغرافياً حدودياً داخل لبنان، وبعد أن فرض تطبيق القرار ١٧٠١ بالقوة، بحيث اعتبر (نتنياهو) أنه أبعد حزب الله، على الأقل، من كامل جنوب الليطاني.
في الواقع، حساسية وخطورة ما طرحته الصحيفة، يتعلق بالأمن الوجودي لكيان الاحتلال، ومدى إمكانية قدرته مستقبلاً على تثبيت وحماية احتلاله، ومدى استعداد المستوطنين، أو عملياً، المهاجرين اليهود، للهجرة إلى فلسطين المحتلة والاقتناع بالعيش فيها.
لقد تناولت الصحيفة الأميركية جوهر المشكلة التي بات يعاني منها مستوطنو الكيان أولاً، ومسؤولوه العسكريون والسياسيون ثانياً، بعد عملية طوفان الأقصى، والتي برهنت لهؤلاء جميعاً، أن قدرات الكيان وأسلحته وإمكانياته، والتي تعتبر من الأضخم والأكثر تطورًا في العالم، لم تستطع منع أو كشف هذه العملية، وبالتالي، خلقت هذه العملية لهؤلاء جميعًا فكرة شبه مؤكدة لا يمكن استبعادها، وهي أن الكيان، وفي أي منطقة جغرافية منه، في شماله مع لبنان أو مع سورية، أو في جنوبه مع غزة أو حتى مع مصر، وفي وسطه مع الضفة الغربية، أو حتى مع الأردن، سيبقى دائمًا معرضًا لعملية أو أكثر مثل عملية طوفان الأقصى.
من هنا، يمكن القول إن الصحيفة أصابت أيضاً في تساؤلها حول قدرة الكيان على تحقيق الأمن المستدام لمستوطني الشمال، وهنا بيت القصيد في طرحها لإشكالية إمكانية استمرار الاحتلال، في ظل غياب الثقة لدى المستوطنين حالياً، أو المهاجرين لاحقاً، وفي ظل وجود شكوك واسعة حول أن حمايتهم لن تكون مؤمنة وأنهم لن يكونوا آمنين في مناطق الاحتلال، حيث تحيط بهم من كل جانب، مجموعات عربية، صحيح أنها ربما غير موحدة، وصحيح أيضاً أنها لا تملك إمكانيات عسكرية توازن ما يملكه الاحتلال، ولكنها حتمًا تملك الكثير من الإيمان ومن العزيمة ومن الصبر ومن روح مقاومة الاحتلال، وستبقى هذه المجموعات والشعوب العربية، ترى الصهاينة محتلين لأرضها ومغتصبين لحقوقها ولمقدساتها، وقاتلين لأطفالها ولنسائها وشيوخها، وسيبقى هؤلاء العرب المؤمنون، ومهما طال الزمن، ثابتين على عهد مواجهة الاحتلال حتى إنهائه وإزالته من الوجود.
العهد الإخباري – شارل أبي نادر
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فلسطین المحتلة حزب الله
إقرأ أيضاً:
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
الفترة الماضية شهدت عودة أكثر من 2.6 مليون شخص..
«السودان».. أكبر أزمة نزوح فى العالم..!
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة لتهيئة العودة الطوعية
السفير كشف أرقامًا مهمة عن كارثة السودان بسبب تمرد ميليشيات دقلو..
أسباب العودة حسب منظمة الهجرة تعود لتحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%..
الوضع يحتاج تضافر الجهود الأممية بالدعم المباشر لحكومة السودان..
خطاب المندوب الدائم في جنيف يعكس خطورة المرحلة بالبلاد..
تقرير : محمد جمال قندول- الكرامة
فعاليةٌ مهمة خاطبها المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، السفير حسن حامد حينما استعرض أزمة البلاد في لقاء رفيع المستوى نظمته المنظمة الدولية للهجرة حول حلول النزوح الداخلي، وذلك على هامش أعمال الدورة الـ116 للمجلس الوزاري للمنظمة.
السفير استعرض أرقامًا مهمة عن كارثة السودان إثر تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية على الدولة في الخامس عشر من أبريل 2023.
أكبر أزمة نزوح
المندوب الدائم استعرض جهود الحكومة الجارية على صعيد تهيئة العودة الطوعية وإيجاد الحلول المستدامة، والدور الكبير الذي تقوم بها الآليات الوطنية بما في ذلك اللجنة العليا للطوارئ الإنسانية ومفوضية العون الإنساني فيما يتصل بتسهيل وتسريع إجراءات عمل المنظمات الإنسانية وكذلك دور الآلية الوطنية لحماية المدنيين رغم التحديات الكبيرة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت بالفعل عودة أكثر من 2.6 مليون شخص.
السفير حسن حامد أكد أنّ السودان يواجه الآن أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بسبب استهداف الميليشيا المتمردة للمدنيين والبنية التحتية للدولة والمرافق الخدمية الحيوية بقصد ترويع وتهجير السكان، بعد أن تجاوز عدد النازحين 10 ملايين شخص.
كما شدد المندوب الدائم على أنّ السبب الرئيسي في استمرار تفاقم النزوح هو استمرار تدفق الدعم والإمداد إلى الميليشيا المتمردة، مما يطيل أمد الحرب ويُنتج موجات نزوح جديدة تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وقال السيد السفير إن منهج الحكومة في المعالجة يعطي الأولوية للحلول المستدامة بعد إعادة تأهيل الخدمات الأساسية والمرافق العامة التي خربتها الميليشيا المتمردة.
استعرض مندوب السودان الدائم بجنيف جهود الحكومة على صعيد استعادة الاستقرار وتهيئة الأوضاع للعودة، وتعزيز سبل كسب العيش للعائدين طوعاً في المناطق الآمنة، مستندةً إلى الأُطر الوطنية التي طُوّرت خلال السنوات الماضية بالتعاون مع الأمم المتحدة وشركاء التنمية، مشدداً على أهمية توفير الدعم اللازم من الشركاء الدوليين بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة المختصة لهذه الجهود الوطنية التي تجري على المستويين المتوسط والطويل الأجل لمعالجة تحديات النزوح الداخلي.
تزايد أعداد العائدين
يقول الخبير والمحلل السياسي خالد الفحل إن تقرير منظمة الهجرة الدولية الذي صدر في 15 سبتمبر 2025م، وغطى التقرير الفترة من نوفمبر 2024م إلى 16 أغسطس 2025م، ذكر التقرير عودة أكثر من مليوني نازح داخلي وخارجي، مبينًا أن أهم أسباب العودة تعود إلى تحسن الأوضاع الأمنية بنسبة 97%، كما عاد 88% من النازحين إلى مواطن مساكنهم الأصلية قبل الحرب، وانخفضت نسبة النزوح بنسبة 15% وازدادت نسبة العودة بنسبة 12% في شهر أغسطس 2025م مقارنة بشهر يوليو للعام نفسه.
وبحسب الفحل فإن تزايد أعداد العائدين من خارج السودان حسب تقارير منظمة الهجرة الدولية يؤكد استقرار الأوضاع في السودان بالمناطق الآمنة ومعالجة الآثار التي ترتبت على دخول الميليشيات واستعادة الخدمات الرئيسية في عدد من الولايات التي شهدت أعمالاً عسكرية وتم استعادة السيطرة عليها من قبل القوات المسلحة.
أضاف الفحل، والآن تحسنت الأوضاع مما ساهم في عودة ملايين اللاجئين من خارج السودان، وكل ذلك بفضل الجهود الوطنية التي تقوم بها حكومة السودان ومن خلال التعاون مع المنظمات الدولية.
تابع: إنّ عودة الحياة إلى طبيعتها وإنهاء مأساة الشعب السوداني يقتضي تضامن الجهود العالمية للقضاء على الميليشيات في دارفور وكردفان وإعادة تطبيع الحياة ودخول المساعدات الإنسانية، وهذا وفق ما أكد الفحل لن يتحقق إلا بتضامن الجهود الوطنية والدولية تجاه حسم خطر الميليشيات التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.
بدوره، قال الكاتب الصحفي عادل عوض إنّ الكارثة الإنسانية التي ألمت بالشعب السوداني في أنه الأكثر نزوحًا في دول الجوار، غير أن للحكومة السودانية مجهودٌ كبير في العودة الطوعية للمدن الآمنة.
وتابع عوض بأن قرار رئيس الوزراء بعودة مقرات الوزارات لولاية الخرطوم وتهيئة العاصمة يُعد من أكبر القرارات التي اتخذتها حكومة الأمل للعودة الجاذبة للمواطنين. وبالتالي، فإن هذه الخطوة تعني فعليًا عودة الماء، والكهرباء، والأمن، والأمان.
أضاف عادل بأن الوضع يحتاج لتضافر الجهود الأممية للدعم المباشر لحكومة السودان لا سيما وأن الكارثة إنسانية تتطلب جهدًا إنسانيًا عالميًا لأن الميليشيا بأحقادها الكبيرة دمرت كل البنية التحتية التي يحتاجها المواطن.
خطورة المرحلة
بدوره، علّق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي نزار ساتي على معرض الطرح وذكر أن خطاب المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف يعكس خطورة المرحلة التي يمر بها السودان من حيث حجم النزوح الداخلي، حيث وضع السفير الأزمة في إطارها الإقليمي والدولي باعتبارها الأكبر عالمياً من حيث عدد المتأثرين.
وحسب ساتي فإن المندوب الدائم حرص في مداخلته على إبراز عدة نقاط محورية، أهمها تحميل المسؤولية للميليشيا المتمردة في تفاقم معاناة المدنيين وتعطيل الخدمات الأساسية، وهو ما أدى إلى موجات نزوح واسعة وغير مسبوقة.
وأضاف ساتي بأن السفير حسن حامد أكد على الجهود الحكومية المستمرة في تسهيل العودة وإعادة الاستقرار في المناطق المتأثرة، من خلال إعادة تأهيل الخدمات الحيوية وتفعيل الآليات الوطنية، الأمر الذي يتسق مع المعايير الدولية للحلول المستدامة للنزوح.
ويُعدّ الحديث عن عودة أكثر من 2.6 مليون شخص مؤشراً مهماً على وجود تقدم في بعض المناطق، رغم استمرار التحديات الأمنية والإنسانية.
وقال نزار إن خطاب المندوب الدائم حمل كذلك رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة تعزيز الدعم الفني والمالي لبرامج الحكومة المتعلقة بعودة النازحين، مع التأكيد على أن استمرار تدفق الدعم الخارجي للميليشيا المتمردة يطيل أمد النزاع ويُفاقم الأزمة الإنسانية.
بشكل عام، جاء الخطاب حسب ساتي، متسقاً مع الموقف الرسمي السوداني، ومركزاً على إبراز الجهد الوطني في مواجهة الأزمة، مع الدعوة لالتزام دولي أكبر لمعالجة آثار النزاع ودعم الحلول المستدامة للنزوح الداخلي.
Promotion Content
أعشاب ونباتات رجيم وأنظمة غذائية لحوم وأسماك
2025/12/12 فيسبوك X لينكدإن واتساب تيلقرام مشاركة عبر البريد طباعة مقالات ذات صلة الخرطوم تنهض من تحت الركام2025/12/12 إقتراب موعد اقالة رئيس الوزراء كامل إدريس عبارة عن منقولات(ساذجة)2025/12/12 إقبال دبلوماسي كثيف نحو السودان.. كيف يمكن أن تتم ترجمة نتائجه على أرض الواقع2025/12/12 وداع إفريقيا في “أقصر حرب في التاريخ”!2025/12/11 «المستشارة التى أرادت أن تصبح السيدة الأولى».. قصة لونا الشبل مع النظام السورى بعد فيديوهات مسربة مع بشار2025/12/09 السيسي يحبط خطة “تاجر الشاي المزيف في السودان”.. كيف أفشل الرئيس المصري تحرك الموساد؟2025/12/09شاهد أيضاً إغلاق تحقيقات وتقارير ما يزال وصول المنظمات الدولية إليها ممنوعاً.. الفاشر تتحول إلى “مسرح جريمة هائل” 2025/12/07الحقوق محفوظة النيلين 2025بنود الاستخدامسياسة الخصوصيةروابطة مهمة فيسبوك X ماسنجر ماسنجر واتساب إغلاق البحث عن: فيسبوك إغلاق بحث عن