تعرف على أسرع الخطوات وابسطها للتخلص من الوزن الزائد
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
مع بداية السنة الجديدة غالباً ما يُتخذ قرار خفض الوزن، خصوصاً بعد كل ما يجري تناوله في فترة الأعياد من أطعمة غنية بالدهون والسكريات والوحدات الحرارية.
وفي ظل هذه الأحوال، يلجأ كثيرون إلى الحميات الصارمة للتخلص من زيادة الوزن بأسرع وقت. وفي الواقع يدعو الخبراء إلى اللجوء إلى حل أسهل بكثير، وفق ما نشر في صحيفة “وول ستريت جورنال” Wall Street Journal الأميركية.
كيف نخفض الوزن بسهولة بعد الأعياد؟
وفق ذلك المقال، ينصح الخبراء بالتفكير ملياً في المشروبات التي غالباً ما يترافق تناولها مع إحساس ضمني بأنها مأمونة. وربما تكون كذلك بأكثر من معنى، لكن، هل فكرنا بكمية الوحدات الحرارية المتضمنة في تلك المشروبات التي غالباً ما تكون محملة بكميات كبيرة من السكر؟
واستكمالاً، لقد تبيّن أن الوحدات الحرارية السائلة (بمعنى أنها موجودة في المشروبات) تندرج ضمن أسوأ أنواع الوحدات الحرارية. ويضاف إلى ذلك أن هذه المشروبات تحتوي غالباً على كمية كبيرة من السكر سواء أكانت من المشروبات الغازية أو عصائر الفواكه أو مشروبات الطاقة.
ومن جهة أخرى، لا تؤمن المشروبات الحلوة الإحساس بالشبع ولا تؤثر على هرمون الإحساس بالامتلاء، مما يدفعنا إلى الاستمرار في الأكل حينما نتناولها.
وبشكل واضح، لا يخفض الأشخاص الذين يكثرون من تناول المشروبات ما يلتهمونه من الأطعمة، على غرار ما يفعلون عادة إذا ما حصلوا على كمية مماثلة من الوحدات الحرارية عبر الأطعمة الصلبة.
وحينما نستمتع بالمشروبات، لا نميل عادةً إلى التفكير بالكمية التي نتناولها منها، ما يعني وصول كميات كبيرة من السعرات الحرارية إلى أجسامنا. وفي المقابل، تخلو معظم المشروبات من العناصر الغذائية المفيدة التي يحتاجها الجسم.
كيف نحدُّ ما نتناوله من المشروبات الغنية بالوحدات الحرارية؟
هناك طرق عدة وبدائل كثيرة يمكن اللجوء إليها لخفض ميلنا إلى تناول المشروبات المثقلة بالسعرات الحرارية. وبالنسبة إلى كثيرين، يشكل تناول المشروبات نوعاً من العادة بشكل أساسي، ويُنظر إليه كأمر هيِّن. وبالتالي، بالنسبة لمن يتناول المشروبات الغازية كي يتلذذوا بالإحساس الرغوي المتأتي من وجود الفقاعات في الفم؛ قد لا تكون لدييهم مشكلة في استبدال تلك المشروبات بالمياه الغازية التي تؤمن الإحساس ذاته. وبالنسبة لآخرين، ربما تكفي التوعية بعلاقة المشروبات مع السمنة للابتعاد، ولو بالتدريج، عن تناول تلك السوائل.
والأرجح أن لا يطول انتظارهم قبل أن يلاحظوا الفارق الذي يتأتى جراء الابتعاد عن تلك المشروبات
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: تناول المشروبات
إقرأ أيضاً:
القاتل الصّامت
غنية الحكمانية
يُعذّب ضحيّته بصمت، ويتلذَّذ بطرق التعذيب، وإن تألمتْ لا يُسمع لها أنين أو يُشكّ في معمعة الضراوة التي لا تخمد جذواها بداخلها. يسكن في تلك الأجساد التي لديها خللا وضعفا ومحفّزا، ويعتاش على اختلالاتها البيولوجية والبيئية، ومهما حازت على المباهج والمجاذب؛ فالغمامة السّوداء تطفئ بهجتها وتفقده لمعنى الحياة وشغف الأشياء. رغم أنّ المعتدي هو الاكتئاب، ولكنه مبتسمٌ، يشقُّ النواجذ بابتسامة عريضة مصطنعة وما يعتمل بالداخل من اضطرابات مخفيّة تتلاطم تهدأ وتثور. تتعدد أسبابه ومسبّباته، ولجهل تفهم الحالة وجهل التعامل معها، يتغلغل المرض ويتوغل بعمق.
الاكتئاب المبتسم القاتل الصّامت ضمن أشدّ أنواع الاكتئاب الدّاخلي إيلامًا، فضَحيّته تتعمّد إخفاء الألم والبؤس خلف قناعٍ من السّعادة الزائفة. يتعرض أحيانا بعض الأشخاص في مرحلة من مراحل أعمارهم لنوبات مُتقاربة أو مُتباعدة أو مُتكررة من الاكتئاب تختلف شدّتها ودرجاتها وفترتها، وبعض أعراض الحالات الظاهرة والواضحة بعد الملاحظة والتشخيص المبكّر يتم السيطرة عليها بعلاجات متّبعة مناسبة للحالة وتستجيب للعلاج وتتحسن مع مرور الزمن، ولكن بعض الحالات يصعب كشفها والتنبؤ بها، يصارع فيها الشخص مُعاناته مع داخله ويكتم أعراض اكتئابه، وربما دون إدراكٍ منه لمساوئه، فتتفاقم لديه المشكلة ويُستعصي علاجها.
أصبح الاكتئاب بجميع تدرّجاته وأصنافه من الأمراض والاضطرابات الاكتئابية الأخرى هو مرض العصر، لارتباطه بالمدنيّة والحداثة والتعقيدات الحياتية والضغوطات النفسية؛ فهو المسؤول عن أغلب حالات إنهاء الحياة في العالم. وتتعدد أسبابه وعوامله، ولكن العامل الرئيسي هي الجِينات؛ نتاج خلل كيميائي بسبب عدم التوازن في النواقل والموصّلات العصبية إلى الدماغ. ففي شح هذه النواقل العصبية يكون الاكتئاب وفي ازديادها يكون الهوس وفي حال توازنها يكون الإنسان متوازنا نفسيا. وإلى جانب وجود العامل الجيني يتطلب محفّزات بيئية تختلف درجتها ومستواها كالتعرض للصّدمات القاسية والخيبات القوية والذكريات المؤلمة والامتهان الاجتماعي وعدم الإحساس بالأهمية. وإضافة إلى العامل الوراثي أيضًا الهرمونات فالاضطراب في نشاطها وإنتاجها سبب في الاكتئاب؛ مما يكون لتلك المسببّات التأثير على حالة المزاج والنوم والشعور بالتعب والتشتت الذهني والبدني والعجز ونقص الطاقة وعدم الرغبة بأي نشاط، ونقص الشهية والمتعة والدافعية للحياة وانخفاض الإحساس بقيمة الذات وانعدام الثقة والإحساس بالذنب والتوتر والملل. ومقولتهم المتداولة بينهم "نحن مجتمع المكتئبين، نتشابه في الأعراض والأفكار، لكن نختلف في الأسباب والتوجهات".
للأسف يجهل بعض الناس كُنه المرض قلةً بالوعي في فهم الحالة وعدم الإدراك بأعراضه أو ربما إنكار الاعتراف به وبمآسيه، ويعزُون أعراضه إلى ضعفٍ بالإيمان وبالوازع الديني، أو تعرضٍ لمسّ أو سحر أو حسد، لا يُبطله إلا المعالج الروحاني، يرسل ذبذباته المطّهرة لتلك الأدران المتعلقة في المكتئب. فتنزاح باعتقاده وتزداد الحالة سوءا وانتكاسا وتدميرا.
لذا يتحرّز المكتئب من بسط حالته على مائدة الفضفضة أو جلسات الاستشارة لئلا يُتهم بتخلخل التزامه الديني وابتعاده عن ربّه، أو لعدم قدرته على توصله للعلاج والثقة في المعالج فيصارع آلامه ومعاناته وحيدا. تتكالب عليه أفكار هلاوسية سلبية تشاؤمية وإحباطية لا يستطيع صدّ نزيفها أو إيقافها. فقده للإحساس بالحزن والفرح، مع فقده للنشاط وعجزه عن الحِراك، فيعيش نوبات مختلطة هوس مع أعراض اكتئاب حاد أو نوبة اكتئاب حاد مع أعراض هوس، وتتنازعه بعد فقد السيطرة محاولات الانتحار مرارا وتكرارا ليستسلم لها كخيارٍ أخيرٍ لا إراديا إنهاءً لمعاناته وألمه بعد اليأس ووصوله إلى أقصى درجات الألم هروبا من الواقع وتخلصا منه؛ لأنه رسّخ في قناعته أن لا أمل للعلاج وأنّ الحياة ليس لها أي معنى أو قيمة، ولا تستحق أن يحيا لأجلها.
إنّ نظرة المجتمع السّلبية للمصابين بالاكتئاب والاستهانة بمشاعرهم اللاإرادية، أو النظرة السّطحية والجهل عن مخاطره وخطورته اللاحقة إلى مراحل متقدمة وعواقب وخيمة. ما يجب تغييرها وإزالة التشوهات المعرفية والمفاهيم المغلوطة المنسوجة حولها وتصحيحها. فلا بُد أن يرفعَ المجتمع سقف وعيه وإدراكه بالصّحة النفسية، إلى جانب تعزيز وعيه حول تأثير الاكتئاب على الصّحة النفسية واستقامة الحياة. وتوفيره لمستلزمات الدعم العاطفي والإرشادي والاحتواء والاهتمام تخفيفا من لوعة الاكتئاب وتجفيفا لمنابعه، والمتابعة الدائمة للحالة والانتباه من وقوعها طريدة لتلك الأنماط من التفكير غير الصّحية وإخراجها من الدائرة المفرغة التي تعيشها. مع التشجيع على ممارسة الأنشطة والهوايات والرياضة وتمارين اليقظة الذهنية والتهدئة. ومتابعة التشخيص السليم مع طبيب نفسي مختص لأخذ أساليب وجلسات علاجية مناسبة للحالة. وإن استغرقت رحلة العلاج فترة طويلة، دون الإنهاء الذاتي للعلاج المقرر من الأدوية المضادة للاكتئاب وإن تماثلت الحالة للشفاء والتعافي؛ فالانتكاسة ستكون بعدها أقوى ويعيش في دوامة أكبر.
ويطول الحديث عن مرض الاكتئاب لانتشاره وخطورته اللاحقة، اكتئاب لبشاعته أَطَلَق عليه مُصابيه بشيطان الظهيرة والشبح والكلب الأسود والتنين وسرطان الرّوح، وبنظرهم أن "عكس الاكتئاب ليس الإحساس بالسعادة بل الإحساس بالأهمية".