الجزيرة:
2025-12-02@12:21:49 GMT

إيران أمام اختبار إستراتيجي.. ما هو؟

تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT

إيران أمام اختبار إستراتيجي.. ما هو؟

إيران جزء مهمّ من الشرق الأوسط، وهي بلد كبير مؤثّر ومتأثّر بما يجري في العالم العربي، ومن نافلة القول أنّها دعمت القضية والمقاومة الفلسطينية في وقتٍ خَذَلها بعض الأنظمة العربية.

ليس المقصود بهذه المقالة، مهاجمة إيران على قاعدة الاصطفاف الطائفي أو العرقي، وليس المقصود بها التصيّد بعد خسارتها حضورها في سوريا أو تراجع قوّتها ونفوذها مع ضعف حزب الله الناتج عن عدوان الاحتلال الصهيوني على لبنان، البلد العربي الصغير، الكبير بمواقفه من القضية الفلسطينية.

وإنما الهدف هو القراءة السياسية الموضوعية وما تقتضيه مواجهة المشروع الصهيوني الاستعماري في المنطقة.

مَظْلمة الشعب السوري

إذا جاز للإنسان أن ينحاز فعليه أن ينحاز إلى القيم والأخلاق ومصالح الشعوب، ومنها مصالح الشعب السوري صاحب التاريخ والمواقف الوطنية والعربية المشرّفة، ومنها دعمه لفلسطين ونضال الشعب الفلسطيني.

وأي موقف إيجابي لنظام عربي، هو انعكاس لمواقف شعبه، وفي المقابل فإن أي موقف سلبي لهذا النظام أو ذاك ليس بالضرورة تعبيرًا عن مواقف شعبه، لا سيّما من القضية الفلسطينية.

في هذا السياق، فإن دعم نظام الأسد لفلسطين، ولحركة حماس ما قبل الثورة، هو انعكاس لموقف الشعب السوري الأصيل، وهذا الدعم لفلسطين أو لحماس قبل الثورة لا يُجيز له ولا لغيره انتهاك حقوق الشعب السوري، وليس مبررًا له ولا غطاءً له لفعل ما فعل من فظاعات تكشّفت قبل وبعد سقوط النظام.

إعلان

خطأ إيران أنها وقفت مع نظام الأسد ظالمًا دون أن تأخذ على يده لتصحيح مواقفه من مظالم الشعب السوري، فأصبحت شريكًا واقعيًا له في مقتلة الشعب السوري، إضافة إلى دَفْعها حزب الله اللبناني، والعديد من الفصائل المصنّفة مذهبيًا للقتال إلى جانب النظام، ضد شعبه، ما أضر بصورة إيران، وأسّس لعداء بينها وبين الشعب السوري الذي دفع أثمانًا باهظة بسبب تلك المواقف والسياسات.

لم تكتفِ إيران بذلك، بل اتخذت موقفًا مشككًا من الثورة السورية ومآلاتها بعد سقوط نظام الأسد. فعلى سبيل المثال، أعلنت هيئة الأركان العامّة الإيرانية (28 ديسمبر/كانون الأول 2024) بأن "ما حدث في سوريا هو نتيجة خطّة مشتركة أميركية صهيونية"، وأن "نظام الهيمنة بقيادة أميركا يسعى لنهب موارد الشرق الأوسط، ولن يحقّق مكاسب في سوريا".

وعلى صلة بالموضوع قال المرشد الإيراني علي خامنئي: "إن الذين اعتدَوا على سوريا سيجبرون يومًا ما على التراجع أمام قوّة شبابها". وأضاف: "إنّ سوريا تتعرض لاحتلال من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ودول إقليمية". حسب تعبيره في 1 يناير/كانون الثاني 2025.

الذهاب بعيدًا في المواقف ليس في مصلحة إيران وعلاقاتها المستقبلية مع سوريا وشعوب المنطقة التي تنحاز إلى الشعب السوري. والوقوف على أطلال النظام السابق لن يُعيد لها ما خسرته، ولا سيما أن إيران تعلم أن مسار بشار الأسد كان يبتعد عنها وعن حزب الله وعن المقاومة بعد معركة طوفان الأقصى.

فالجميع تابع موقف نظام الأسد السلبي من المواجهة الأخيرة مع الاحتلال، حيث بدأ يبتعد حد الامتناع عن تأييد المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي عمليًا وإعلاميًا، كثمن على ما يبدو، لإعادة تعويمه في المنطقة وانتقاله من مربع إلى آخر.

وحتى لا تتعمّق خسائر إيران، فإنها بحاجة لمراجعة موقفها من سوريا الجديدة بطي صفحة الماضي، وبتأييد تطلعات الشعب السوري، وهذا فيه مصلحة لها ولحزب الله في لبنان الذي لا يستغني عن التنفّس من الرئة السورية، خاصّة بعد دخول واشنطن على خط رقابة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وفقًا لموجبات القرار 1701.

إعلان إيران وطوفان الأقصى وحزب الله

إسرائيل كانت تقف على قدم واحدة، أمام أي تهديد من حزب الله اللبناني، حتى إنها لم تستطع أن تعتدي على خيمة نصبها الحزب في مزارع شبعا في يونيو/حزيران 2023، واعتبرتها إسرائيل المحتلة تعديًا على سيادتها.

في معركة طوفان الأقصى، اعتمد حزب الله مقاربة القوة النارية المنضبطة بقواعد اشتباك مع الاحتلال، لإسناد غزة بزيادته العبء الأمني والعسكري والاقتصادي على إسرائيل، لدفعها إلى وقف إطلاق النار في غزة، ومظنّة أن تلك السياسة أو المعادلة ستُثني إسرائيل عن الحرب المفتوحة معه، وسيُعفيه ذلك – كما إيران – من التكاليف المرتفعة.

مقاربة الحزب، التي هي مقاربة إيرانية بحكم العلاقة العضوية بين الحزب وإيران، استوعبها الاحتلال الإسرائيلي بامتلاكه شبكة أمان عسكرية وأمنية واقتصادية من الولايات المتحدة الأميركية وبعض العواصم الغربية، وفي اللحظة المناسبة، وبعد سنة من التدمير والقتل الممنهج في غزة، استدار الاحتلال بثقله العسكري إلى الشمال، ومع ذلك بقي الحزب ملتزمًا بقواعد الاشتباك دون أن يُبادر ويأخذ بزمام المبادرة بالحرب أو الهجوم الكبير على إسرائيل وجيشها المحتشد شمال فلسطين.

علاوة على ذلك، كانت إسرائيل قد اختبرت موقف الحزب وردة فعله وفعل إيران من خلال اغتيال إسماعيل هنية في طهران، وفؤاد شُكر رئيس أركان الحزب في بيروت، فكانت ردود فعلهما، على أهميتها، محدودة، وفي سياق قواعد الاشتباك ومعادلات الردع التكتيكي، ما أكّد لإسرائيل أن الحزب وإيران، يخشيان الحرب ولا يريدانها.

هذا حفّز إسرائيل وجعلها تتجرأ وتبادر بهجوم أمني كبير على آلاف من كوادر الحزب (عملية البيجر والتوكي ووكي)، واغتيال مئات القيادات العسكرية، وصولًا لاغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله، في عمليات أمنية متتالية وفي أيام معدودة، أعقبتها بهجوم جوّي مكثّف على الضاحية الجنوبية في بيروت وقرى الجنوب اللبناني.

إعلان

إذن خشية إيران والحزب من الحرب، والتزام الأخير بقواعد الاشتباك، والظن بأن إسرائيل غير قادرة على خوض معركة كبيرة مع الحزب؛ بسبب استنزافها في غزة، وبأنها ستضطر واقعيًا، تحت الضغط إلى القبول باتفاق وقف إطلاق النار مع حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، أوقعت إيران والحزب في سوء تقدير دفع الأخير لوقف إطلاق النار والقبول بفك ارتباط المسار اللبناني عن المسار الفلسطيني، والخضوع لاستحقاقات القرار 1701 والذي يفرض انسحاب الحزب من جنوب لبنان تحت إشراف الأمم المتحدة، ومتابعة اللجنة الدولية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية الداعم الرئيسي والإستراتيجي لإسرائيل.

ذلك يعني أن إسرائيل واليمين الصهيوني المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، نجحوا في تحييد حزب الله وإضعافه، والاستفراد بحركة حماس والمقاومة الفلسطينية التي تخوض معركة طاحنة إلى اللحظة وبإسناد فقط من اليمن البعيد جغرافيًا، في وقت خرج حزب الله وإيران من المواجهة المباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي.

مردُّ هذه النتيجة، أن إيران ربّما أخطأت في حساباتها، عندما حالت دون قيام حزب الله بهجوم واسع وكبير على إسرائيل المحتلة في الأشهر الأولى من المعركة لوقف العدوان على غزة، في وقت كانت فيه كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية في ذروة قوّتها، وأخطأت أيضًا عندما حالت دون قيام حزب الله بهجوم قوي وموجع ضد إسرائيل ردًا على اغتيالها رئيسَ أركان الحزب فؤاد شُكر، الأمر الذي ربما لو حصل لكان رَدَع إسرائيل وخلق معادلة سياسية عسكرية معها لصالح "محور المقاومة" وفلسطين.

خلاصات

سوء التقدير، أفضى لأخطاء ذات أبعاد إستراتيجية، وخلق مجموعة من التحديات أمام إيران، في ظل تحوّلات مهمّة يشهدها الإقليم، ومنها:

أولًا: تفكّك ما عُرف بوحدة ساحات المقاومة، حيث تَبَدّى أنها فكرة متخيّلة أكثر منها واقعًا بالمعنى الدقيق لهذا المصطلح واستحقاقاته، وسيحل محلّها التنسيق والتعاون، وهذا سيؤدّي إلى تراجع حضور إيران في العديد من الملفّات والساحات، لا سيّما بعد تغيّر الأوضاع في سوريا لغير صالح إيران، وبعد تراجع قوّة حزب الله السياسية والعسكرية في لبنان، نتيجة اتفاق وقف إطلاق النار واستحقاقاته بموجب القرار الأممي 1701. ثانيًا: سلوك إيران وتأثيرها على أداء حزب الله العسكري، من حيث ضبط الإيقاع، عقب السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 (معركة طوفان الأقصى)، أكّدا أن حسابات إيران ومصالحها الوطنية السيادية مقدّمة على ما سواها من الملفات الخارجية، وهي تدعم وتتقاطع مع أصدقائها على قاعدة التخادم وحسب متطلبات أمنها القومي أولًا، واتساقًا مع مقتضيات مجالها الحيوي الذي يصل إلى شرق المتوسّط، والبحر الأحمر وبحر العرب جنوبًا، حتى باكستان شرقًا، وآسيا الوسطى شمالًا، وهذا سلوك طبيعي كلاسيكي متوقّع لدولة كبيرة بحجم إيران، بمعنى أن إيران لا تقاتل نيابة عن أحد، وإنما نيابة عن مصالحها أولًا. ثالثًا: قد تتعرّض إيران مع قدوم الرئيس ترامب، لحصار أميركي أقسى، وربّما لضربة عسكرية لمشروعها النووي، بالتنسيق بين تل أبيب وواشنطن، بعد أن استطاعت إسرائيل إضعاف حزب الله، وهو ما تراه بعض المصادر الإسرائيلية فرصة سانحة لاستثمارها في ضرب إيران، ما قد يدفع طهران إلى تغيير نهجها بالانكفاء إلى الداخل على حساب دعمها لساحات وقوى المقاومة، لا سيّما مع صعود الإصلاحيين الذين ينظّرون لفكرة إيران أولًا ويسعون لمد جسور التفاهم مع واشنطن والغرب عمومًا. رابعًا: ستواجه إيران، في سياق التنافس السياسي في الإقليم، تركيا التي تتمتّع بقوّة وحضور متنامٍ، لا سيّما بعد التحوّل في سوريا الذي جاء لصالحها، والذي سيكون له أثر كبير على لبنان وحزب الله الحليف العضوي لإيران.
 هذا، في وقت نجحت فيه تركيا في التمدّد عبر آسيا الوسطى من خلال دعمها لأذربيجان وانتصارها في حربها ضد أرمينيا الصديقة لطهران (الصراع حول إقليم ناغورني قره باغ)، وعبر نفوذ أنقرة من خلال مجلس الدول الناطقة بالتركية المعروف باسم "المجلس التركي" أو "منظمة الدول التركية" والذي يضم تركيا، وأذربيجان، وكازاخستان، وقرغيزستان، وأوزبكستان، هذا ناهيك عن محاولات تركيا الحثيثة لزيادة حضورها عبر الشراكات الاقتصادية والصناعات العسكرية المتطوّرة مع دول الخليج العربي، وفي مقدمتها السعودية. إعلان

إذن، كيف ستتعامل إيران مع هذه المتغيّرات المهمّة التي أحدثها زلزال "طوفان الأقصى"؟

هل ستنكفئ على ذاتها وتغير إستراتيجيّتها بانسحابها من قيادة ما عرف بـ "محور المقاومة"؟ أم إنّها ستتقدّم إلى الأمام لصناعة أو تثبيت واقع مُختلف، في بحر أمواجه عاتية، ولم يهدأ بعد؟

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات والمقاومة الفلسطینیة وقف إطلاق النار الشعب السوری طوفان الأقصى نظام الأسد حزب الله فی سوریا ة التی موقف ا فی وقت

إقرأ أيضاً:

أوروبا تترقّب بقلق.. مفاوضات واشنطن وموسكو تضع الملف الأوكراني أمام اختبار حاسم

في ظل تصاعد المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، يتكثّف الحراك السياسي بين العواصم الأوروبية وواشنطن وموسكو، فيما تتجه الأنظار إلى مفاوضات مرتقبة هذا الأسبوع قد تعيد رسم ملامح الملف الأوكراني، وسط مخاوف من ضغوط قد تُمارس على كييف في إطار البحث عن تسوية سريعة.

خلال اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الاثنين، حذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس من أن المفاوضات المقررة الثلاثاء بين مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تفضي إلى "ضغوط قاسية على أوكرانيا".

وأضافت أنها تخشى أن "يُمارس الضغط كله على الطرف الأضعف"، لافتة إلى أن استسلام أوكرانيا سيكون "أسهل سبيل لإنهاء الحرب". وشددت كالاس على أن روسيا "لا تريد السلام في أوكرانيا".

ومن جانبها، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين استمرار الجهود لتلبية احتياجات أوكرانيا المالية، والتنسيق مع الشركاء في "تحالف الراغبين"، معتبرة أن الدول الأوروبية تبقى "متحدة وراء اتفاق سلام ينصف أوكرانيا ويحافظ على سيادتها بالضمانات الأمنية اللازمة".

لقاء باريس وتنسيق موسّع

في باريس، أعلن قصر الإليزيه اليوم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون عقدا محادثات مع ويتكوف والمفاوض الأوكراني رستم عمروف، بعدما كان الاثنان قد اجتمعا سابقًا مع الوفد الأمريكي في فلوريدا.

وأجرى ماكرون وزيلينسكي على التوالي اتصالات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ومع قادة من ألمانيا وبولندا وإيطاليا والنروج وفنلندا والدنمارك وهولندا، إضافة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل لقائهما في قصر الإليزيه في باريس، في 1 ديسمبر 2025. Christophe Ena/ AP

وأكد ماكرون أنه من غير الممكن مناقشة الضمانات الأمنية في أوكرانيا من دون مشاركة كييف والدول الأوروبية، مشددًا على أن "أوكرانيا وحدها من يحق لها اتخاذ قرار بشأن أراضيها".

وأعلن أنه لا ينوي "إعطاء دروس" لأوكرانيا رغم فضيحة الفساد التي تلاحق حكومتها، مشيرًا إلى أن "الديكتاتورية الحقيقية" تتمثل في روسيا. وذكر أن "وفدًا من الوسطاء الأمريكيين سيغادر إلى موسكو خلال الساعات المقبلة".

أما زيلينسكي فقال إن العمل جارٍ للتحضير لاجتماعات في أوروبا، مشيرًا إلى اتفاق الجميع على ضرورة أن تنتهي الحرب "بشكل مشرف". وأشار إلى تعقيدات ملف الأراضي الأوكرانية الخاضعة للسيطرة الروسية، مؤكّدًا أن تحقيق "أمن حقيقي" يستلزم ضمان عدم حصول روسيا على "أي مكافأة" نتيجة هذه الحرب.

وأضاف أنه تحدث مع ماكرون وستارمر وويتكوف عقب اجتماع الوفد الأوكراني في فلوريدا، وتم الاتفاق على بحث مزيد من التفاصيل.

وكانت دول أوروبية داعمة لأوكرانيا قد اعتبرت أن الخطة الأصلية للمحادثات منحازة بقوة لمصلحة روسيا وتتطلب "مزيدًا من العمل". وتزايدت المخاوف في الأسابيع الأخيرة من أن الولايات المتحدة باتت أكثر تقاربًا مع مطالب موسكو مقارنة بمطالب أوكرانيا، وأن أوروبا تُستبعد من طاولة التفاوض.

Related هل تستطيع أوكرانيا مواصلة القتال إذا انسحبت واشنطن؟.. خمسة عوامل تحدد قدرتها على الصمود"لا نحمل نوايا عدائية تجاه أوروبا".. بوتين يُعلن شروطه لوقف القتال في أوكرانيابوتين وأردوغان يناقشان خطة السلام بأوكرانيا..والمقترح الأميركي يتصدر طاولة القمة الإفريقية الأوروبية تقدم حذر في الاتصالات الدبلوماسية

أمس الأحد، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تفاؤله بعد اجتماع رفيع المستوى في ميامي بين مسؤولين أمريكيين ووفد أوكراني، معتبرًا أن هناك "فرصة جيدة" للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وقال للصحفيين إن المحادثات "تتقدم، وتتقدم بشكل جيد".

ووصف وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو اجتماع ميامي بأنه "جلسة مثمرة ومفيدة للغاية أُحرز فيها تقدّم إضافي"، لكنه أكد أن هناك مزيدًا من العمل المطلوب، مشيرًا إلى أن الجهود الدبلوماسية ستتكثف هذا الأسبوع.

من جهته، قال رئيس الوفد الأوكراني روستيم أوميروف إن الاجتماع كان "مثمرًا وناجحًا"، وبنى على ما تحقق خلال محادثات جنيف السابقة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا.

وأضاف: "هدفنا هو أوكرانيا قوية ومزدهرة. ناقشنا كل المسائل المهمة بالنسبة لأوكرانيا، وكانت الولايات المتحدة داعمة للغاية". واعتبر أن وفد بلاده في مفاوضات فلوريدا حقق "تقدمًا ملحوظًا" رغم الحاجة إلى "مزيد من التحسين" في بعض القضايا.

وفي السياق نفسه، قال زيلينسكي اليوم إن المحادثات كانت "بنّاءة للغاية"، لكنه أشار إلى "قضايا صعبة" لا تزال بحاجة إلى معالجة، وقال إنه "يأمل ببحث القضايا الرئيسية المتعلقة بأوكرانيا مع ترامب.

ويُعد اجتماع فلوريدا أحدث محطة من المفاوضات التي شهدت انخراط وفود أوكرانية وروسية بشكل منفصل مع مسؤولين أمريكيين لبحث خطة سلام.

تصعيد ميداني متواصل

تتزامن الجهود الدبلوماسية مع استمرار الهجمات الروسية بالصواريخ والمسيرات على المدن الأوكرانية والبنى التحتية. وأعلنت السلطات الأوكرانية اليوم أن هجومًا صاروخيًا روسيًا على مدينة دنيبرو في شرق البلاد أسفر عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة أربعين آخرين.

عناصر الطوارئ ينقلون جثةَ مدني بعد هجوم صاروخي روسي في دنيبرو، في 1 ديسمبر 2025. AP/Ukrainian Emergency Service

وأظهرت تسجيلات نُشرت عبر الإنترنت انفجارًا كبيرًا قرب أحد الطرق السريعة، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن دمار طال مبنى مكاتب وعدد من السيارات والمحلات التجارية.

في المقابل، تواصل أوكرانيا استهداف البنية التحتية الروسية للطاقة والدفاع عبر مسيّرات بعيدة المدى وصواريخ محلية الصنع. كما استخدمت خلال يومي الجمعة والسبت مسيّرات بحرية لمهاجمة ناقلتي نفط خاضعتين للعقوبات في البحر الأسود.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • بعد 8 مواسم من التألق… صلاح يواجه أصعب اختبار في ليفربول
  • مسؤول أوروبيّ يتحدّث عن موعد هجوم إسرائيل على إيران... وهذا ما قاله عن لبنان
  • أوروبا تترقّب بقلق.. مفاوضات واشنطن وموسكو تضع الملف الأوكراني أمام اختبار حاسم
  • هل تندلع مواجهة جديدة بين إيران و”إسرائيل”؟
  • المرصد السوري: 232 قتيلاً في سوريا خلال تشرين الثاني
  • إسرائيل تتهم اليونيفيل بتسريب معلومات حساسة لحزب الله وتلوح بتوسيع العمليات
  • إسرائيل تهدد لبنان بتوسيع هجماتها إن تأخذ موقفا ضد حزب الله
  • لوّحت بحرب جديدة.. لماذا لم تعد إسرائيل تكترث بتهديدات حزب الله؟
  • إسرائيل تستعد للتصعيد ضد "حزب الله".. ورسالة تحذير إلى لبنان
  • حزب الله يقر بصناعة الحوثي.. ضربات إسرائيل تربك أدوات إيران