الإبادة الثقافية في غزة.. حرب تهدف لمحو الهوية والتاريخ الفلسطيني
تاريخ النشر: 7th, January 2025 GMT
إنّ ما يحدث من إبادة ثقافية في قطاع غزة لا يندرج الا تحت إطار متعمد بناءا على استراتيجيات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى طمس وتهويد وسلب الهوية الفلسطينية كامتداد لما حدث في فلسطين عام 1948م، كوسيله تستهدف القضاء علـى الركائز الفكرية والثقافية للمجتمع لإضعافه من الداخل وزعزعة الروابط الاجتماعية وتقويض هويته الوطنية.
امام مركز رشاد الشوا الثقافي تقف الإعلامية امل حبيب ذات (38) عامًا تنظر الى الدمار الذي حل بالمركز بعد تدميره من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء الاجتياح البري لمدينة غزة، هذا المركز الذي شهد أهم الفاعليات الثقافية والوطنية والعلمية في قطاع غزة بالإضافة إلى احتوائه على مكتبة عامه تحوي آلاف من الكتب العلمية والأدبية والفنية.
تقول "هنا وقفنا كثيرا، هنا واجهتنا الحضارية في غزة، المساحة الثقافية الأكبر على مستوى فلسطين، هنا في هذا المكان تناقشنا، وكان التفاعل من منصات التكريم أيضا، هنا ومن هنا وصل صوت المدينة المحاصرة إلى كل العالم، الآن أقف على أطلال مركز رشاد بمدينة غزة، الآن نحكي حكاية مختلفة بعد أن حول الاحتلال هذا المركز الثقافي إلى كومة من الركام والغبار والردم".
وقفت تنظر الى المكان الذي اصبح اثر بعد عين واخذت تصف بذاكرتها خارطة المركز من الداخل قائلة "هذه السلالم في مركز رشاد الشواء تأخذك إلى مكتبة تماري صباغ التي تعتبر من أكبر المكتبات في قطاع غزة، هذه السلالم تأخذك إلى الشكل الهندسي المتميز لمركز رشاد الشوا الذي يتكون من طابقين، السقف فيه عبارة عن شكل مثلث، لقد حصل هذا الصرح المعماري المميز عام 1992م على جائزة الأغا خان للهندسة المعماريه، اراد الاحتلال بالتدمير المتعمد للمكان نسف الذاكرة والتاريخ والحضارة أيضا".
أما الشاعرة فدوي ابو ظاهر (36) عامًا فقالت "لم اتخيل للحظة أن اسير على ركام هذا الصرح الشامخ الذي كان رفيق المبدعين ومهبط للادباء والشعراء والكتاب والفنانين، بشكل يومى كنا نشهد العديد من النشاطات هنا، معارض فنيه واعمال ادبية واحتفاء بكتاب جدد وامسيات شعرية، ترى هنا جميع الفئات من طلاب مدارس وجامعات ومهتمين يجوبون المكان للنهل مما فيه من علم وثقافه وفن".
وأضافت قائلة "بالتأكيد أن استهداف المؤسسات الثقافية، مثل المكتبات والأرشيفات والمتاحف والمراكز الثقافية والبحثية لم يكن صدفه بل جاء بشكل متعمد، يهدف إلى قطع ارتباطنا التاريخي بأرضنا وتقويض مطالبنا القانونية من خلال تدمير الأدلة التاريخية لكن رغم هذه الجرائم، تظل الروح الفلسطينية عصية على الكسر، بالتأكيد سنعيد ترميم الأماكن التراثية والثقافية لتكون أفضل من ذي قبل".
ثم اسطردت بعدما تناولت كتاب من تحت الركام للشاعر الفلسطيني محمود درويش "بشكل اسبوعي كنت ازور مكتبة تماري ضباغ التى تقع في الطابق الثاني لمركز رشاد الشوا، داخل المكتبة كان هناك مكان مخصص لعقد الامسيات الشعرية التي كانت تضم شعراء من كافة قطاع غزة يحضرون لالقاء قصائدهم، فيما كانت تعقد العديد من الجلسات الأدبية لاشهار الدواوين الشعرية والروايات والقصص تحت رعاية بلدية غزة التي كانت تسمح لدخول المهتمين بشكل مجانى دون اي مقابل، لم اتصور يومًا ان يكون هذا المكان الذي حمل العديد من ذكرياتنا مدمر بهذا الشكل".
لم يكن حال متحف الإسراء الذي كان يحتوي على أكثر من الف قطعة أثرية قديمة افضل فقد احتوى المتحف على مقتنيات نادرة ومميزة مثل الأسلحة الحربية ومنها الخوذ التي كان الجنود يرتدونها على الرأس وقت الحرب والقتال، والترس أيضا وهو أداة كانت تستخدم لصد السهام وضربات السيوف التي ترجع للعصور الرومانية والمملوكية والأيوبية والصليبية.
يبدو ان المختار ابو رامي عنايه (87) عامًا والملقب بسفير التراث الفلسطيني، وهو اللاجيء من قرية المجدل عام 1948م قد حفظ مقتنيات متحف الإسراء وكأنها جزء من بيته.
بدأ حديثه بالتأكيد على ان الجرائم والإبادة الثّقافية التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي "هي جرائم ممنهجة تهدف إلى محو الوعي التاريخي لشعبنا الفلسطيني وتقويض حقوقنا الوطنية في إطار حملة إبادة أوسع، تتجاوز فيها هذه الحرب المذابح الدموية وهدم البنى التحتية لتشمل تدمير وجودنا التاريخي والثقافي واستهداف جوهر هويتنا.
كما وضح الى أن "حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة تسعى إلى الإبادة الثقافية لشعبنا الفلسطيني كجزء من استراتيجية شاملة للقضاء على تراثنا".
وقد بدأ الحزن واضحا وجليًا على وجه عنايه عند وصفه للمقتنات التى توجد في متحف الإسراء المتحف "يوجد داخل المتحف بعض الخناجر لبعض الدول العربية مثل الخنجر العماني واليمني والشيشاني والعراقي والأردني بالإضافة للخنجر الفلسطيني، كما يضم المتحف بعض الحجارة التي تعود لعصور مختلفة مثل الإسلامي والبيزنطي ويوجد أدوات قديمة استخدمت لأغراض مختلقة منها معصرة زيت الزيتون التي تعود للعهد الروماني ومكونة من حجر بازلت ولوح دراس يستخدم للقمح والشعير في موسم الحصاد، وايضا يحتوي المتحف على على محراث خشبي قديم وأباريق من المعدن منها استخدمت للوضوء ومنها للشرب ومنها للزيت وهناك أباريق يوجد عليها نقش وهي تكون أغلى وأثمن، كما تتوفر أواني للطعام بأشكال وانواع واحجام مختلفه تعود للعهد العثماني ويوجد عليها الختم العثماني أو قطع من الفخار مثل الزير والمكاوي وبعض الأدوات التي كانت تستخدم في حرف مختلفة وأسرجه إنارة تستخدم للإضاءة صغيرة الحجم وتنير هذه الأسرجة باستخدام زيت الزيتون أو زيت الخس".
وفي ختام حديثة أوضح انه يوجد ضمن المقتنيات "قطعة تسمى الكير يستخدمها الحداد لإشعال النار في بداية كانت بالنفخ وهناك أيضا مذايع بأحجام مختلفة وطوابع بريد متنوعة وقديمة ومكاوي تعمل عن طريق الفحم أو عن طريق بابور الكاز ومكاوي استخدمت لكوي الطربوش الأحمر للرجال وبعض الحلي النسائية من خواتم الغالبية منها مصنوعة من الفضة وبراقع تستخدمها النساء قديما بالإضافة إلى العديد من الأثواب التي تعود إلى القرى الفلسطينية والتي تحمل عدة تطريزات وبعض العملات المختلفة التي تعود إلى عصور عدة منها معدنية وعثمانية بالعملة الورقية ورومانية وبعض الأحجار الكريمة مثل العقيق والمرجان الأحمر وصندوق يسمى صندوق العروس الذي كان يضع به أغراض العروس حين زفافها".
طمس متعمد
وعبر الفنان الفلسطيني بشار مراد عن حزنه الشديد امام ما يحدث من طمس متعمد للتّراث الثّقافي الفلسطيني قائلًا "بالتأكيد سيكون للدمار والابادة الثقافية في قطاع غزة أثر نفسي عميق ودائم على أولئك الذين ستُكتَب لهم النجاة من الحرب في غزة، وعلى الفلسطينيين خارج القطاع. فمن خلال طمس هويتهم الثقافية وقطع الروابط مع ماضيهم، تتسبب لهم إسرائيل بصدمات جديدة قد تستمر لأجيال. فإلى جانب الحرب الميدانية، "تُشَنّ أيضًا حرب فكرية وحرب تستهدف هوياتنا"
ونظرًا لخطورة ما يتعرض له قطاع غزة من دمار ثقافي عقدت المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة، ندوة بعنوان "الإبادة الثّقافية في غزّة: إبادة الأرشيفات والمكتبات"، وذلك في إطار فعاليات معرض الكتاب الدّولي، في العاصمة الأردنيّة عمّان في اكتوبر الماضي.
وتحدّث في النّدوة رئيس المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة عيسى قراقع الذي تطرق إلى استهداف الاحتلال الإسرائيلي للقطاعات الثّقافية والإنسانيّة خلال الحرب المستمرّة على غزّة منذ اكثر من عام، وإلى الإبادة الممنهجة الّتي طالت المواقع الأثرية والمكتبات والمتاحف والمراكز البحثيّة والأرشيفات والمساجد والكنائس والمنازل القديمة والمقابر، إضافة إلى العلماء والمثقّفين والفنّانين والصّحفيين وأساتذة الجامعات، مستعرضاً أمثلة حيّة على كل حالة ومستوى الدّمار الّذي لحق بها.
وأوضح أنّ استهداف آلة الحرب الإسرائيلية طال جميع المتاحف في قطاع غزة، ومن أبرزها المتحف الوطني في "قصر الباشا"، وهو أثر مملوكي، تمّ تحويله إلى متحف في عام 2010، وكان يضمّ عشرات آلاف القطع الأثريّة، ومتحف دير البلح التّابع لبلدية المدينة، ومتحف رفح، ومتحف القرارة، ومتحف الفندق، وغيرها من المتاحف التي دمّرت مقتنياتها أو سرقها جنود الاحتلال وقاموا بتصويرها عقب نقلها إلى المتاحف الإسرائيلية.
كما دمّرت وحرقت مئات المكتبات الخاصّة والعامّة؛ كمكتبة بلدية خانيونس، والّتي تعرضت لقصف من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية، وكانت تحتوي على آلاف الكتب والخرائط والوثائق التي توثّق تاريخ المدينة، ومكتبة الظّاهر بيبرس في المسجد العمري، والّتي تحتوي على جزء من الأرشيف الفلسطيني ومجموعة من الكتب النّادرة، بالإضافة إلى مكتبة جامعة غزة ومكتبة ديانا تماري صباغ ومكتبة جامعة الإسراء، وتدمير آلاف المكتبات الخاصّة الموجودة في المنازل.
وطال الدّمار أيضًا الأرشيف المركزي في غزة، الذي يحتوي على مبانٍ ووثائق تاريخيّة قديمة عمرها أكثر من (150 عاماً)، إضافة إلى الأرشيف المركزي للمدينة وخرائط ودراسات هندسية ودوائر التحكم والمراقبة لآبار المياه وشبكات الصّرف الصّحي.
إلى جانب سيطرة قوّات الاحتلال على مخزن آثار غزّة، حيث نشر مدير هيئة الآثار الإسرائيليّة انذاك صور له ولفريقه من داخل المخزن، والذي يحتوي على آلاف القطع الأثريّة، الّتي تعود إلى حقبات زمنيّة تتراوح ما قبل 3 آلاف سنة قبل الميلاد، إلى القرنين السّابع والثّامن الميلادي وحتّى بداية العهد الإسلامي المبكّر.
كما دُمّرت عشرات المراكز الثّقافية والمسارح، منها: مركز رشاد الشّوا الثّقافي وهو أكبر مركز ثقافي في قطاع غزّة أُسس عام 1978 م، ويحتوي على وثائق وكتب ومخطّطات تاريخيّة، والمركز الثّقافي الأرثوذوكسي، وجمعية حكاوي للمسرح وجمعية ومسرح الوداد، وغيرها.
كما أوضح ان الدمار امتدّ إلى مئات المباني التّاريخيّة، فقد تمّ تدمير بيت السّقا التّاريخي وهو من الفترة العثمانيّة، وبيت سباط العلمي والذي يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، والمدرسة الكاميلية، وحمام السّمرة الذي كان آخر الحمّامات العثمانيّة في غزّة، كما تمّ قصف المشفى المعمداني وهو بناء تاريخي شيّد في عام 1882، وميناء البلاخية، علاوة على استهداف موقع تلّ العجول الّذي يمثّل تاريخ غزّة في العصرين البرونزي الوسيط والمتأخّر، ودير القدّيس هيلاريون والّذي تعرّض لغارة جوية أدّت إلى تدمير جزء منه، وهو من أقدم أديرة الشّرق الأوسط، وكان قد أدرج على قائمة اليونسكو للتّراث العالمي المعرض للخطر خلال تمّوز 2024.
كما قصف الاحتلال بالقذائف الموجّهة أربع كنائس قديمة تُعد رموزاً حضاريّة مهمّة في فلسطين، من بينها كنيسة القدّيس برفيريوس، وكنيسة المعمداني ومشفاها، وقصف وتدمير (611) مسجداً تدميراً كلياً، فيما دمَّر جزئياً (214) مسجداً، من بينها المسجد العمري في غزّة وهو أحد أهمّ وأقدم المساجد في فلسطين التّاريخيّة، ومسجد عثمان قشقار الأثري، كما دمَّر (8) مقابر بشكل كامل، من بينها تجريف مقبرة بيت حانون ونبش (600) قبر فيها، والمقبرة الرّومانية والّتي تعود إلى نحو 2000 عام، وكانت تضمّ مجموعة توابيت مصنوعة من الرّصاص، ومقبرة دير البلح التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المتأخر.
وأوضح قراقع أنّ هذا الاستهداف ليس حالة منفصلة، بل هو جزء من عقيدة الاستعمار الصّهيوني المستمرّة منذ النّكبة عام 1948، حيث يسعى الاحتلال إلى قطع علاقة الفلسطينيّين بأرضهم وتاريخهم من خلال مصادرة الأماكن الأثرية وسرقة الأرشيفات والكتب والفنون.
وأضاف قائلًا ان هناك ضعف في دور منظّمة اليونسكو في توثيق وحماية المواقع المستهدفة، وعدم اتخاذ مواقف فعّالة لإدانة الإبادة الثّقافية التي تطال مدينة غزة، التي تعدّ رابع أقدم مدينة حضارية في التاريخ.
وطالب، اليونسكو بتشكيل قمة ولجنة دولية لمناقشة ما تعرضت له القطاعات الثقافية في غزة، وبممارستها لنفس الدور الذي لعبته في الحرب الأوكرانية الرّوسية، من خلال التّأثير على المواقف الدّولية للحفاظ على الموروث الثقافي، ودعا لتشكيل محكمة خاصة لمحاسبة مجرمي الحرب الذين استهدفوا القطاعات الثّقافية والتّراثية، كما حدث في يوغسلافيا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی ة الفلسطینی فی قطاع غزة مرکز رشاد العدید من یحتوی على التی تعود الذی کان التی کان من خلال ة فی غز فی غزة جزء من
إقرأ أيضاً:
استشهاد مُعتقل من غزة في سجون الاحتلال
أعلنت مؤسسات معنية بشؤون الأسرى، اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، استشهاد المعتقل صايل رجب أبو نصر (60 عاماً) من غزة بتاريخ 21/1/2025، وهو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ تشرين الثاني/ نوفمبر 2023.
وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان مشترك، إنّ قضية معتقلي غزة ما تزال تشكّل أبرز القضايا التي عكست مستوى غير مسبوق من الجرائم والفظائع التي مورست بحقّهم، وأبرزها جرائم التّعذيب، والتّجويع، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة. فعلى مدار الشهور الماضية كانت إفادات وشهادات المعتقلين من غزة الأقسى والأشد من حيث تفاصيل الجرائم المركّبة التي تُمارس بحقّهم بشكل لحظيّ. واليوم تضاف قضية الشهيد أبو نصر إلى سجلّ منظومة التوحش الإسرائيلية، التي تعمل على مدار الساعة من خلال سلسلة من الجرائم المنظمة لقتل الأسرى والمعتقلين، لتشكّل هذه الجرائم وجهاً آخر من أوجه الإبادة المستمرة وامتداداً لها.
وأضافت الهيئة والنادي أنّه وباستشهاد المعتقل أبو نصر، يرتفع عدد الشهداء من الأسرى والمعتقلين الذين ارتقوا بعد الإبادة الجماعية إلى (75) شهيداً على الأقل، من بينهم (46) معتقلاً من غزة، وهم فقط المعلومة هوياتهم. فيما يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 الموثّقين لدى المؤسسات إلى (312)، وهم كذلك المعلومة هوياتهم، لتشكّل هذه المرحلة الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة والأشدّ من حيث ظروف الاعتقال.
وأوضحت الهيئة والنادي أنّ الإعلان عن شهداء غزة المعتقلين يستند إلى الردود التي تتلقّاها المؤسسات من جيش الاحتلال وفق الآلية المتّبعة في الفحص عن معتقلي غزة، وتبقى هذه الرواية محصورة بردّ جيش الاحتلال في ظل استمرار احتجاز جثامين الشهداء وعدم الإفصاح عن ظروف استشهادهم. علماً أنّ الجيش حاول مراراً التلاعب بهذه الردود من خلال إعطاء المؤسسات أجوبة متناقضة. وقد توجّهت بعض المؤسسات إلى المحكمة للحصول على ردّ يحسم مصير المعتقلين. مع التأكيد على أنّ جرائم التّعذيب شكّلت السبب المركزي في استشهاد الغالبية العظمى من الشهداء بعد الإبادة، إلى جانب الجرائم الطبيّة المتصاعدة، وجريمة التّجويع، وجرائم الاغتصاب.
وشدّدت الهيئة والنادي على أنّ وتيرة ارتفاع أعداد الشهداء بين صفوف الأسرى والمعتقلين في تصاعد مستمر، في ظل تصاعد المخاطر على مصير الآلاف من الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، واستمرار تعرّضهم بشكل لحظيّ لجرائم ممنهجة أبرزها التّعذيب، والتّجويع، والاعتداءات بكافة أشكالها، والجرائم الطبيّة، والاعتداءات الجنسيّة، والتعمّد بفرض ظروف تؤدّي إلى إصابتهم بأمراض خطيرة ومعدية، أبرزها مرض (الجرب – السكابيوس)، هذا عدا عن سياسات السّلب والحرمان غير المسبوقة بمستواها.
وحملت المؤسسات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل أبو نصر، كما جدّدت مطالبتها للمنظومة الحقوقية الدّولية ب فتح تحقيق دولي محايد في استشهاد العشرات من الأسرى والمعتقلين منذ بدء الإبادة، والمضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ شعبنا، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وُجدت من أجله، ووضع حدّ لحالة العجز المرعبة التي طالتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحها العالم لدولة الاحتلال باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب.
يُذكر أنّ إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال بلغ حتى بداية تموز/ يوليو 2025 أكثر من (10,800) أسير، وهم فقط المحتجزون في السجون التابعة لإدارة سجون الاحتلال، ولا يتضمن هذا العدد المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال. ومن بين الأسرى يوجد (48) أسيرة، وأكثر من (440) طفلاً، وأكثر من (3,600) معتقل إداري، و(2,454) معتقلاً من غزة تصنّفهم إدارة سجون الاحتلال "مقاتلين غير شرعيين".
المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الهلال الأحمر المصري يدفع بقوافل "زاد العزة" محملة بالخبز الطازج إلى غزة 23 مليون يورو من أوروبا لدعم تحويلات مستشفيات القدس الشرقية مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى الأكثر قراءة صورة: صور أقمار صناعية تظهر تدمير إسرائيل لخان يونس بشكل شبه كامل ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يشن 120 غارة على غزة خلال 24 ساعة إعلام إسرائيلي: 44 عسكريا قتلوا منذ استئناف الحرب بغزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025