الشيباني: مؤتمر وطني قادم لرسم ملامح المرحلة المقبلة بسوريا
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
قال وزير الخارجية أسعد الشيباني خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني، يوم الجمعة، إنه يجري العمل على عقد مؤتمر وطني يعد الأول من نوعه، يجمع كافة السوريين، ويضمن صوغ المرحلة القادمة بكافة مراحلها.
وأضاف الشيباني أن المؤتمر الوطني "سيعمل على تحقيق انتقال سياسي سلسل وشامل للسلطة يشارك فيه الجميع، كما يضمن محاسبة كافة المجرمين والمتورطين بالجرائم بحق الشعب السوري".
وتابع قائلا: "نؤكد التزامنا بالمبادئ والقيم التي تعزز الحرية لكل السوريين، بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية أو العرقية أو الدينية، وذلك في ظل سيادة القانون والمواطنة، وإن ضمان هذه الحقوق يشكل الركيزة الأساسية لوحدة سورية واستقرارها، وهو ما ينعكس إيجابيا على المنطقة"، حسبما نقلت وكالة الأنباء السورية "سانا".
وشدد على أن القيادة السورية الجديدة "تؤكد في هذه المرحلة الحاسمة طي صفحة النظام السابق، وإنهاء الممارسات التي استُخدمت لتكريس سلطته، بما في ذلك نشر المخدرات والفوضى في المنطقة، ونسعى لفتح صفحة جديدة تكون فيها سوريا نموذجا للاستقرار والازدهار والسلام".
وكشف الشيباني عن ترؤسه "لوفد سوري رفيع المستوى لزيارات خارجية، تشمل عددا من الدول الأوروبية، لتعزيز الشراكة والتعاون في كافة المجالات".
واختتم حديثه قائلا: "أدعو كافة الوفود والشركات العالمية لإطلاق مزيد من المبادرات والشراكات على الأرض السورية".
وكان وزير خارجية إيطاليا تاياني قد قال يوم الجمعة إنه طالب بتعليق العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على سوريا لمدة ستة أشهر أو عام، لكنه أوضح أن أي قرار نهائي في هذا الشأن لا يمكن أن يصدر إلا عبر التكتل بأكمله.
وفي حديثه للصحفيين في بيروت بعد اجتماعه مع قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع ووزير الخارجية الشيباني في دمشق، قال تاياني إن عقوبات الاتحاد الأوروبي فُرضت في عهد بشار الأسد، الذي أطيح به من السلطة في الثامن من ديسمبر في هجوم خاطف للمعارضة.
وأوضح: "أعتقد أنه يمكننا أن نبدأ في تغيير الأمور. الخطوة التالية هي اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي وسنتحدث في هذا الشأن. إيطاليا تؤيد ذلك (تعليق العقوبات)".
ومن المقرر أن يُعقد هذا الاجتماع في بروكسل في 27 يناير الجاري.
وذكر تاياني أن الشرع والشيباني تعهدا بمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وهما قضيتان وصفهما بأنهما حاسمتان بالنسبة لإيطاليا.
وعند سؤاله عن الخطوات التي يود أن تتخذها الإدارة السورية الجديدة قبل اجتماع الاتحاد الأوروبي، قال تاياني إن "البداية إيجابية" وإن القادة الجدد في دمشق أدلوا "بخطابات جيدة للغاية، وليست عدوانية".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الشيباني بالجرائم الطائفية وكالة الأنباء السورية المخدرات سوريا الاتحاد الأوروبي أحمد الشرع بشار الأسد الهجرة أحمد الشرع أسعد الشيباني الشيباني بالجرائم الطائفية وكالة الأنباء السورية المخدرات سوريا الاتحاد الأوروبي أحمد الشرع بشار الأسد الهجرة أخبار سوريا الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء استبعاد توني بلير من مشهد إدارة غزة في المرحلة المقبلة؟
أكدت مصادر متعددة خلال الأيام الأخيرة، استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من مشهد إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، بعد تردد اسمه بشكل لافت منذ طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أشخاص مطلعين على المناقشات أن "بلير لم يعد مرشحا لعضوية مجلس السلام الذي اقترحه ترامب بشأن غزة".
وكان بلير الشخصية الوحيدة المرتبطة علنا بالمجلس عندما أعلن ترامب عن خطته المكونة من 20 نقطة لإدارة غزة بعد الحرب. في ذلك الوقت، وصف ترامب بلير بأنه مرشح قوي، وأعرب عن إعجابه به. كما أبدى بلير استعداده للعمل في المجلس، الذي يعتزم ترامب رئاسته.
لكن هذا التحول يظهر حجم الخلافات التي تكتنف تفاصيل خطة ترامب، وتحديدا فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن إشكاليات بارزة أهمها المطالبة بنزع سلاح حركة حماس.
إلا أن حركة حماس تقابل هذه المطالبة بالتمسك بضرورة الضغط على الاحتلال لتنفيذ تعاهداته التي تنصل منها في المرحلة الأولى من الاتفاق، قبل الحديث عن أي مرحلة مقبلة، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ البرتوكول الإنساني وإغاثة الفلسطينيين في غزة بشكل عاجل.
وفي قراءته لاستبعاد بلير من المشهد في غزة، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن هذا الاستبعاد يكشف تنافس الوسطاء، واختلالف الأجندات في الطريق إلى المرحلة الثانية، مضيفا أنه "في الكواليس البعيدة عن صخب الكارثة في غزة، لا يدور النقاش حول اليوم التالي فقط، بل حول من سيملك مفاتيح هذا اليوم؟".
التوتر الصامت
وتابع عفيفة في تحليل اطلعت عليه "عربي21": "اسم توني بلير كان كافيا ليكشف حجم التوتر الصامت بين عواصم الإقليم، ويظهر أن المرحلة الثانية ليست مجرد ترتيبات أمنية أو خطط إعمار، بل معركة نفوذ إقليمي كاملة".
ولفت إلى التقارير التي تحدثت عن دفع الإمارات بقوة إلى تمرير بلير رئيسا للمجلس التنفيذي، ضمن إطار "مجلس السلام" المقترح في خطة ترامب لإدارة غزة، معتبرا أنه "بالنسبة لأبوظبي لم يكن بلير مجرد اسم، بل استثمار سياسي طويل الأمد، كونه رجل خبر شبكات النفوذ، وساهم في هندسة نظم ما بعد الأزمات، وصاحب حضور واسع في ملفات المنطقة".
وأردف قائلا: "لكن في اللحظة التي بدا فيها ترشيحه على وشك التثبيت، دخلت السعودية إلى المشهد، وبموقف واضح لا يحتاج كثيرا إلى تفسير، قالت لواشنطن: بلير خارج اللعبة، ولم يكن اعتراض الرياض تقنيا أو بروتوكوليا بل استراتيجيا".
وأوضح أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رأى في بلير امتدادا مباشرا لنفوذ محمد بن زايد وشبكه مستشاريه، وهو ما يتعارض من وجهة نظر الرياض، مع فكرة أن تقوم إدارة غزة على توافق إقليمي لا على رغبة دولة واحدة مهما كان وزنها".
وأكد أن "واشنطن فهمت حقيقة أساسية، أنه لا استقرار في غزة من دون السعودية، ولا مجلس سلام قادر على العمل إذا بدأ بخلاف إقليمي حاد"، منوها إلى أنه "في ظل التقارب المتزايد بين واشنطن والرياض، وجدت الإدارة الأمريكية أن الاصطفاف مع الموقف السعودي هو الخيار الأكثر استقرارا، فجاء قرار استبعاد بلير نهائيا".
ورأى عفيفة أن اسقاط اسم بلير كشف عن خلاف سعودي- إماراتي متصاعد حول شكل النفوذ في ملفات المنطقة، إلى جانب التقارب السعودي- الأمريكي الواضع الذي يعيد رسم موازين القوة.
تفاصيل غير واضحة
من جانبه، ذكر الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق أن استبعاد بلير من مشهد "اليوم التالي" في غزة، لا يعني فشل الطريقة الأمريكية، التي لا تزال تفاصيلها غير واضحة، حتى لدى الناطقين باسم البيت الأبيض أنفسهم.
ورأى أبو رزق في قراءة اطلعت عليها "عربي21" أنه ينبغي أن يبقى الإصرار على أن يكون "اليوم التالي" فلسطينيا، وألا يتم السماح بأي حال لهدم الكيانية الفلسطينية واللعب في الهوية الوطنية عبر كيانات مستوردة.
ولفت إلى أهمية الالتزام بالدبلوماسية المكوكية، والتواصل مع الوسطاء بشكل يومي للقيام بمهامهم وواجباتهم، واستنفاد كل طريقة ممكنة للاستثمار في عامل الزمن لعدم العودة إلى وتيرة الإبادة، بأي طريقة ممكنة.