الوحدة نيوز:
2025-06-17@23:39:32 GMT

محسن صالح*: هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT

محسن صالح*: هل ثمة فرصة حقيقية لصفقة الأسرى؟

تشير آخر المعطيات إلى أنّ ثمة تقدما في ملف صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحماس. وأعطت الأجواء السياسية والإعلامية الإسرائيلية مؤشرات إيجابية على جهود أكثر جدية في السعي لعقد صفقة قبل استلام ترامب الرئاسة الأمريكية في 20 كانون الثاني/ يناير 2025؛ وأنّ نتنياهو أعطى وفده المفاوض إلى الدوحة صلاحيات موسَّعة للوصول إلى صفقة، كما تناقلت الأخبار ترتيبات لالتحاق رئيس الموساد ديفيد بارنياع بالوفد المفاوض في الدوحة.

وأعطى اجتماع نتنياهو بأركان حكومته بمن فيهم بن غفير وسموتريتش للتداول حول الصفقة؛ انطباعا بأن نتنياهو يريد أن يتعامل مع الاستحقاقات المحتملة للصفقة وأن يذلل العقبات المتعلقة باعتراض الصهيونية الدينية على الصفقة.

وتناقلت الأخبار تفاؤلا أمريكيا ومصريا بقرب عقد الصفقة، ونقلت عن بلينكن وزير الخارجية الأمريكي قوله: “إننا قريبون جدا من صفقة الأسرى”. وأعطى وصول مستشار بايدن بريت ماكغورك (Brett McGurk) للدوحة انطباعا بوصول المفاوضات إلى مرحلة متقدمة، وبسعي الأمريكان للدفع باتجاه حلّ ما تبقى من مُعوقات.

كذلك، فإنّ موافقة حماس على قائمة من 34 أسيرا قدمها الاحتلال الإسرائيلي ليشملهم اتفاق التبادل في المرحلة الأولى، أعطى مؤشرات إيجابية من طرف حماس للسير قُدما في الاتفاق.

ودخلت المفاوضات في تفصيلات مرتبطة بعدد من سيتم إطلاق سراحهم من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي، وبتصنيفهم بين رموز وأصحاب أحكام مؤبدة أو ما دون ذلك؛ واشتراطات الاحتلال بترحيل أعداد منهم وعدم بقائهم في الضفة أو القطاع.

تفاؤل حذر ومعوّقات كبيرة:

في المقابل، لا يجب الاطمئنان تماما إلى أن الصفقة ستعقد قبل بداية ولاية ترامب؛ إذ ما زال ثمة فجوات كبيرة، كما أنّ سلوك نتنياهو في تعطيل الصفقات وإفشالها قُبيل التوقيع عليها، قد تكرر أكثر من مرة في الأشهر الماضية.

هناك مُعضلتان كبيرتان يضعهما نتنياهو لعقد الصفقة؛ الأولى عقد هدنة مؤقتة وليس إنهاء الحرب، والثانية بقاء الاحتلال الإسرائيلي في أماكن محددة في القطاع مثل شمال غزة ومحور نتساريم ومحور صلاح الدين (فيلادلفيا). وهذا من شأنه أن يُفجّر أي صفقة كاملة لتبادل الأسرى، إذ لا يمكن للمقاومة أن ترضى أن يكون حصيلة جهادها وصمودها وتضحياتها بقاء الاحتلال أو استمرار العدوان.

من ناحية ثانية سيسعى نتنياهو، حتى لو وافق على إنهاء الحرب والانسحاب الكامل، إلى جعل ذلك تدريجيا، ووفق اشتراطات وضمانات تسمح له بآليات رقابة، وبضرب رموز ومواقع للمقاومة عندما يحلو له، تحت ذريعة وجود تهديد محتمل؛ كما سيسعى لفرض آليات حصار بدرجة أو بأخرى بحجة منع دخول أسلحة للمقاومة. وسيرفع نتنياهو سقفه فيما يتعلق بنزع أسلحة المقاومة، وبمنع حماس من حكم غزة بشكل مباشر أو غير مباشر.

يضاف إلى ذلك أن نتنياهو المسكون بنرجسيته الشخصية، وبرغبته في البقاء في الحكم، وبخوفه من إنهاء حياته السياسية وربما ذهابه للسجن، إذا فشل في تحقيق أهدافه المعلنة في حربه على غزة؛ فإنه سيسعى إلى إطالة أمد الحرب ما أمكنه ذلك، طالما أن أهدافه لم تتحقق. فبالرغم من المجازر والفظائع الوحشية والإبادة الجماعية التي ارتكبها، وبالرغم من الدمار الهائل الذي ألحقه بالقطاع؛ إلا أنه فشل في سحق حماس وقوى المقاومة التي ما زالت تواصل أداءها القوي والفعال. كما فشل في السيطرة الكاملة على قطاع غزة، وفشل في استرجاع أسراه، وفشل في فرض تصوره عن مستقبل قطاع غزة، كما فشل في توفير الأمان للمستوطنات في “غلاف غزة”.

وبناء على ذلك، فمن المرجح أن يسعى نتنياهو هذه الأيام لعقد صفقة جزئية لتبادل الأسرى على أساس هدنة لبضعة أسابيع أو ربما شهرين أو ثلاثة، وانسحاب من مناطق مع البقاء في مناطق أخرى، والسماح بعودة النازحين إلى معظم مناطق غزة، مع السماح بإدخال كميات “معقولة” من احتياجات أبناء القطاع.

وسيحاول نتنياهو أن يُظهر نفسه، وكأنه بذل ما في وسعه لإنجاز الصفقة، ليبدو وكأنّه قدَّم ما عليه قبيل قدوم ترامب؛ وسيحاول إلقاء اللوم على حماس في عدم الوصول إلى صفقة نهائية.

وهو ما سيوفر له مبرر استئناف الحرب في عهد ترامب، والبقاء على كرسي رئاسة الحكومة؛ وعدم دفع أثمان فشله في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وفشله في الحرب على غزة، والخسائر التي تسبب بها للكيان الإسرائيلي اقتصاديا وعسكريا وأمنيا وسكانيا، بالإضافة إلى تحوُّل دولة الاحتلال إلى كيان منبوذ عالميا.

ضغوط باتجاه الصفقة:

بشكل عام، فإن البيئة الإسرائيلية صارت أكثر “نُضجا” للقبول بصفقة كاملة حتى لو تضمنت إنهاء الحرب وانسحابا كاملا من القطاع؛ مدعومة برغبة أمريكية وإقليمية ودولية تصب في الاتجاه نفسه.

وقد عادت تقارير مسؤولين كبار في الجيش للتأكيد على الرغبة في الوصول إلى حلٍّ سياسي، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية مؤخرا عن عدد منهم بأن العمليات البرية للجيش وصلت إلى “نقطة استنفاد”، بمعنى أنها استنفدت أغراضها ولم يعد لديها ما تنجزه. بل إن مهندس “خطة الجنرالات” جيورا أيلاند التي استهدفت سحق وتهجير أهل شمال غزة، اعترف بأن العمل العسكري لا يكفي، وأنه لا بدّ من مسارات اقتصادية وسياسية للتعامل الواقعي مع قطاع غزة. هذا، بالإضافة إلى اعترافات كثيرة طوال الفترة الماضية لقادة عسكريين وأمنيين وسياسيين وخبراء متخصصين بعدم إمكانية القضاء على حماس والمقاومة؛ وبضرورة “النزول عن الشجرة” للوصول إلى إنهاء الحرب على غزة.

ويبقى أن حسابات نتنياهو ستظلّ عائقا أمام صفقة كاملة. وبحسب الخبير والكاتب الإسرائيلي المعروف يوسي ميلمان (جريدة هآرتس، 9 كانون الثاني/ يناير 2025) فقد أصبح واضحا لكل شخص يتابع سلوك نتنياهو أنه كلما تم تحقيق تقدُّم، فإنه يطرح طلبا جديدا من أجل تعقيد الأمور، وذلك يقضي على إمكانية تحقيق الصفقة.

وأخيرا، فإن المقاومة تسعى بكافة الوسائل لإنهاء الحرب وإنهاء معاناة أهل غزة؛ غير أنها لن ترضى كما لن يرضى الشعب الفلسطيني أن يكون ذلك بمكافأة نتنياهو وجيشه على وحشيتهما، وباستمرار الاحتلال، وباستمرار العدوان، وبارتهان إرادة الشعب الفلسطيني في غزة بمزاج دولة الاحتلال. وما دامت المقاومة مستمرة فستُجبر نتنياهو وفريقه عاجلا أم آجلا على النزول على شروطها الأساسية في وقف الحرب والانسحاب الكامل وعودة النازحين وإعادة فتح المعابر (على الأقل ضمن معدلات ما قبل 7 تشرين الأول/ أكتوبر) وفتح المجال لإعادة الإعمار، مع صفقة مشرفة لتبادل الأسرى.

 

كاتب وباحث فلسطيني

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي إنهاء الحرب فشل فی

إقرأ أيضاً:

في خضم الحرب مع إيران.. “انتعاش” محادثات الصفقة بين حركة الفصائل الفلسطينية وتل أبيب ونتنياهو يصدر تعليماته للمضي قدما

الولايات المتحدة – أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إن مسؤولين في الولايات المتحدة ودول الخليج قالوا إن المفاوضات “الراكدة” بين إسرائيل وحركة الفصائل الفلسطينية بشأن صفقة أسرى ووقف إطلاق النار شهدت تطورات إيجابية.

وذكرت الصحيفة أن عائلات الرهائن أفادت بأنها تلقت إخطارات من مسؤولين عرب وآخرين، بأن وفدا إسرائيليا قد يغادر قريبا إلى الدوحة لدفع المحادثات قدما ومحاولة تحقيق تقدم.

وأكدت الصحيفة العبرية أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين رفضوا التعليق على الأمر.

وتفيد الصحيفة بأنه وإلى جانب “المؤشرات الخارجية”، صرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الأحد بأنه يدرك وجود “فجوة” في المفاوضات، إلا أنه أكد إصدار تعليمات منذ يومين للمضي قدما في المباحثات.

وفي تحديثٍ للرأي العام قال نتنياهو: “لن أتخلى عن أحد.. حتى الآن أطلقنا سراح أكثر من 200 رهينة، ولن أستسلم حتى نطلق سراحهم جميعا.. سنكمل المهمة تدمير حركة الفصائل وإطلاق سراح الرهائن”.

وردا على هذه التصريحات، أصدرت هيئة أهالي الأسرى الإسرائيليين رسالة قاسية قات فيها: “عائلات المختطفين تعاني من آثار الوعود والتصريحات غير المبنية على أفعال ونتائج.. كل تصريح من هذا القبيل يثير عاصفة من المشاعر ويرهق أعصابهم المتوترة أصلا”.

وأضافت الهيئة: “لم يبق للمختطفين الأحياء وقت، وقد يختفي الموتى إلى الأبد”، مناشدة رئيس الوزراء أن يثبت جديته.

وتابعت قائلة موجهة الكلام لنتنياهو: “أعلن اليوم عن إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة مكلفا بإعادة الجميع.. هذه لحظة تاريخية.. بدون عودة المخطوفين لن يكون هناك نصر إسرائيلي جزئيا كان أم كاملا.. سنعود.. سننتقم”.

ورغم الحرب مع إيران، يواصل فريق التفاوض الإسرائيلي عمله، حيث تم بعد ظهر السبت تقييم للوضع برئاسة الوزير رون ديرمر، وفي المساء جرى نقاش آخر في مكتب رئيس الوزراء بمشاركة ديرمر ومنسق الجيش الإسرائيلي، اللواء غال هيرش.

كما ناقش المجلس الوزاري السياسي والأمني ​​المصغر (الكابينت) الذي انعقد ليلا قضية الرهائن.

ويوم الخميس الماضي، وقبل ساعات من الهجوم الإسرائيلي على إيران، انعقد مجلس الوزراء تحت عنوان “إطلاق سراح الخاطفين” وهي خطوة وصفت لاحقا بأنها محاولة تمويه تهدف إلى تضليل طهران.

وقبل يومين، وبعد رفض حركة الفصائل “مخطط ويتكوف” بصيغته الجديدة، تباهى نتنياهو بـ”تقدم ملحوظ” لكن مكتبه سارع إلى التخفيف من حدة موقفه قائلا: “بعض التقدم”.

وخلف الكواليس، تبذل جهود دبلوماسية مشتركة من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والوسطاء بقيادة قطر، لمحاولة إحياء المفاوضات.

 

المصدر: “يديعوت أحرونوت” العبرية

مقالات مشابهة

  • مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب حول الحرب على إيران
  • لا حل إلا الدخول غير المشروط للمساعدات - قطر تتحدث بشأن مفاوضات غزة
  • ترامب: نريد نهاية حقيقية لبرنامج إيران النووي
  • أخبار الزمالك.. موقف عبد الله السعيد وأبوجبل وأسباب فشل صفقة بولبينة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
  • نتنياهو يكشف عن 3 أهداف من الحرب ضد إيران
  • بين صواريخ إيران وملف الأسرى.. نتنياهو يدفع نحو إنجاز سياسي داخلي
  • في خضم الحرب مع إيران.. “انتعاش” محادثات الصفقة بين حركة الفصائل الفلسطينية وتل أبيب ونتنياهو يصدر تعليماته للمضي قدما
  • محسن صالح: الأهلي أضاع فوزا سهلا أمام إنتر ميامي
  • إدارة سجون الاحتلال تلغي جميع زيارات الأسرى التي كانت مقررة اليوم