تعد استعادة الجيش السوداني، أمس السبت، مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة (وسط) بعد نحو عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها، تحولا إستراتيجيا في المعارك المستمرة منذ أبريل/نيسان 2023.

واستعاد الجيش السوداني المدينة بعد عملية عسكرية معقدة أدت إلى طرد قوات الدعم السريع التي سيطرت على المدينة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الجيش لاستعادة مدن أخرى إستراتيجية في السودان.

وقال مدير مكتب الجزيرة في السودان، المسلمي الكباشي، إن الجيش اعتمد خلال عملية تحرير المدينة خطة عسكرية دقيقة شملت التقدم من 3 محاور رئيسية تجاه ود مدني حتى النجاح في دخولها.

وأوضح -في نافذة مباشرة من بورتسودان- أن المحور الجنوبي بدأ بتحرك قوات سنار التي استقرت في منطقة الحاج عبد الله بعد تحريرها، أما من جهة الغرب، فشقت القوات طريقا وعرا عبر المناقل لتقترب من ود مدني على مسافة 6 كيلومترات، في حين لعب المحور الشرقي دورا حاسما بتحرير محلية أم القرى قبل التقدم نحو المدينة.

وبعد دخول ود مدني، كثفت القوات المسلحة جهودها لتعزيز السيطرة على المدينة، حيث عملت هذه القوات على إزالة الألغام والمتفجرات التي تركتها قوات الدعم السريع، في حين ساهمت الجهود الشعبية بإعادة صيانة خطوط المياه والكهرباء لإعادة الحياة تدريجيا إلى المدينة.

إعلان تحرير الأسرى

وأكد مدير مكتب الجزيرة أن الجيش السوداني تمكن من تحرير عدد كبير من الأسرى الذين كانوا محتجزين في سجون الدعم السريع داخل ود مدني، وهو ما أضاف بعدا إنسانيا للانتصار العسكري.

وأشار إلى أن قوات الدعم السريع انسحبت شمالا باتجاه الخرطوم، التي قد تكون الساحة المقبلة لمعارك كبرى.

وفي هذا السياق، أوضح الكباشي أن الجيش يحقق تقدما إستراتيجيا في شمال الخرطوم، بما في ذلك السيطرة على سلسلة جبال البكاش المحيطة بمصفاة الجيلي، وهي منطقة إستراتيجية شهدت وجودا كبيرا لقوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب.

وكان رئيس مجلس السيادة بالسودان عبد الفتاح البرهان قد تعهد، في أول تعليق له على استعادة ود مدني، أن يسترد الجيش "كل شبر سيطرت عليه مليشيا الدعم السريع".

وفي المقابل، قال قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في أول تعليق له على سيطرة الجيش السوداني على ود مدني، إن "الحرب كر وفر، والحرب جولات. اليوم خسرنا جولة، لكننا لم نخسر المعركة".

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع الجیش السودانی ود مدنی

إقرأ أيضاً:

“الدعم السريع” يصدر منتجات زراعية وحيوانية إلى دولة خليجية عبر مطار نيالا

متابعات- تاق برس- كشفت مصادر محلية وشهود عيان عن نشاط متزايد في عمليات تصدير المنتجات الزراعية واللحوم المجففة من مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، إلى خارج السودان عبر مطار نيالا الدولي، في ظل سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة منذ اندلاع الحرب في البلاد.

وبحسب ما نقلته صحيفة “دارفور24″، فإن ضباطًا من قوات الدعم السريع، بينهم العقيد “م، ر”، ينشطون في تنظيم عمليات شحن ليلي لمنتجات مثل البصل والطماطم والبطاطس، إضافة إلى اللحوم المجففة المعروفة محليًا بـ”الشرموط”، إلى إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، عبر رحلات جوية تهبط وتقلع من مطار نيالا الدولي.

وأفاد تجار محليون بأن أفرادًا يرتدون زيًا عسكريًا وآخرين بزي مدني يترددون أسبوعيًا على أسواق موقف الجنينة والسوق الشعبي لشراء كميات كبيرة من المنتجات الزراعية، بعد اختيار الأصناف عالية الجودة، ليتم شحنها لاحقًا في سيارات دفع رباعي دون الإفصاح عن وجهتها النهائية.
وأشاروا إلى أن بعض الموردين توقفوا عن بيع بضائعهم للتجار المحليين، مفضلين التعامل الحصري مع عناصر الدعم السريع.

وفي السياق ذاته، أشار التاجر الطيب محمد إلى ارتفاع مفاجئ في أسعار البصل، حيث بلغ سعر الجوال زنة 50 كلجم نحو 100 ألف جنيه سوداني، مقارنة بـ 95 ألفًا في الأيام السابقة، مرجحًا أن يكون دخول مشترين جدد وراء زيادة الطلب وارتفاع الأسعار، رغم أن موسم ارتفاع الأسعار المعتاد يأتي في شهري سبتمبر وأكتوبر.

وأكد شهود عيان من أحياء الجبل ودريج أنهم رصدوا خلال الأسابيع الماضية ما بين خمس إلى سبع سيارات دفع رباعي محملة ببضائع مغطاة بمشمعات، تتجه بشكل متكرر إلى مطار نيالا، في مؤشر على استمرار عمليات الشحن الجوي.

وكانت قوات الدعم السريع قد أعادت تشغيل مطار نيالا الدولي في 24 سبتمبر من العام الماضي، بعد توقف دام أكثر من عام بسبب الحرب، حيث هبطت أول طائرة شحن في المطار، تبعتها رحلات منتظمة لاحقًا، ما عزز من مكانة نيالا كمركز لوجستي رئيسي للقوات، التي تسعى لترسيخ وجودها السياسي والإداري في الإقليم.

وتأتي هذه التحركات في وقت تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية وإنسانية متفاقمة، وسط تساؤلات حول طبيعة هذه الصادرات، وجهاتها، ومدى قانونيتها في ظل غياب سلطة مركزية موحدة.

الإماراتالدعم السريعمطار نيالا

مقالات مشابهة

  • نيران متبادلة تهز الفاشر.. الجيش السوداني يتصدى لهجوم عنيف والدعم السريع يرد بالقصف
  • الجيش السوداني والدعم السريع يتبادلان القصف في الفاشر
  • الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
  • بالأرقام.. “مؤتمر الجزيرة” يكشف فظائع وانتهاكات “الدعم السريع” في الولاية
  • أنباء عن سقوط طائرة للجيش السوداني
  • خبير سياسي: الجيش السوداني يستعيد منطقتين في شمال كردفان.. وميليشيا الدعم تهدد
  • “الدعم السريع” يصدر منتجات زراعية وحيوانية إلى دولة خليجية عبر مطار نيالا
  • ثمانية قتلى في قصف للدعم السريع على ملجأ في دارفور بالسودان
  • مقتل 38 قائدا ميدانيا من ميليشيا الدعم السريع في عمليات نوعية بكردفان
  • طيران الجيش السوداني يتسيد سماء نيالا.. والغارات تستهدف تمركزات “الدعم السريع