الوطن:
2025-10-13@02:38:05 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

سامح فايز: جرائم الإخوان عدوها الزمن

تضم أرشيفات المحاكم المصرية والعربية وحتى الأجنبية آلاف الأوراق المتضمنة لجرائم الإخوان، جرائم نفذتها الأجنحة العسكرية المسلحة في: مصر وسوريا وليبيا وتونس واليمن وبعض دول أوروبا وأسيا بل وأمريكا ذاتها؛ فالتحقيقات التي أجريت حول تفجيرات 11 سبتمبر 2001 كشفت دورا للإخوان في دعم وتمويل عمليات أسامة بن لادن لتفجير برج التجارة العالمي.

جرائم وسلسال من الدم بدأ مع نشأة التنظيم على يد المؤسس والإرهابي الأول حسن البنا، غير البرئ من تلك الجرائم سواء بتأسيس الجناح المسلح أو بتدشين الأفكار الحركية والعقدية التي يحيا عليها التنظيم حتى الآن.

بيد أنّ بعضنا ينسى، أو أنّ التنظيم بأقسامه المختلفة يحاول جاهدا بكل ما يملك أن يمحوا آثار تلك الجرائم مستغلا عامل الزمن، فما عرفه الناس قبل عشر سنوات يختلف تماما عما يعرفوه الآن؛ بشكل أكثر تبسيطا فقد عشقنا جميعا مطربي جيل التسعينيات وكانوا نجوم اللحظة، حتى موسيقاهم كانت المسيطرة، أما اليوم فنحن نسمع جيلا آخر وعالما آخر وانتقل جيل التسعينيات إلى فتح المقاهي والكافيهات بحثا عن لقمة العيش.

وسواء انحصر عالمنا بين جيل التسعينيات أو ذلك الجيال الحالي فكلاهما لم يعرفه الناس أيام أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب، سواء على مستوى اللحن أو الكلمات، ذلك ما يعرف بعامل الزمن والتغيير!

أعطيت مثالا بسيطا حتى أقرب الصورة، ونستطيع أن نطبق ذلك المثال على كل شيء نحياه، فقد عرفت مصر في النصف الأول من القرن العشرين الشكل الأول للجماعات الدينية المتطرفة في ظاهرة شباب محمد، التنظيم المنشق عن تنظيم الإرهابي حسن البنا، بالتوازي أسس البنا النظام الخاص – الجناح العسكري المسلح – للجماعة، والذي نفذ عملياته في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين، استهدف بها القاضي المصري أحمد الخازندار ورئيس وزراء مصر أحمد ماهر باشا ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. إلخ

ثم انتهى ذلك العصر للدرجة أن آخرون انضموا للجماعة مرة أخرى في الستينيات وقبض على شباب في مراحل التعليم الثانوي والجامعي ضمن تنظيم 1965 بقيادة سيد قطب منظر الإرهاب الأشهر في العالم بين الإسلاميين، وبعد إعدامه تأسست مجموعات جهادية ثأرا لإعدامه دون ترتيب أو تنسيق منها، فقط تأثرا بأفكار قطب والإخوان، بعضها كان في الجيزة وأخرى في المعادي، كان المشترك بينهم حضورهم دروسا دينية في مسجد قولة بحي عابدين التابع لجماعة أنصار السنة المحمدية على يد الشيخ محمد خليل هراس، والمشترك الثاني أنّ بعضهم طلاب في الثانوية أو التعليم الجامعي، وكان من بينهم أيمن الظواهري الذي سيصبح لاحقا أميرا لتنظيم القاعدة على مستوى العالم.

في جميع تلك المراحل جاهد تنظيم الإخوان حتى ينفي أى علاقة له من قريب أو بعيد بتلك التنظيمات المتطرفة، ودائما ما كان ينجح معتمد على قدرته مجابهة عنصر الزمن والتغيير، وأنّ عشر سنوات في عمر الأوطان ليست شيئا لكنها في أعمارنا كبشر كل شيء، وأسس لذلك لجانا داخل التنظيم للعمل على تطهير الجماعة من جرائمها بشكل دائم، فهناك لجانا للدعوة وأخرى للتربية وثالثة للاقتصاد وحركة الأموال واستخدامها في شراء الذمم والسياسين، ورابعة للفكر وتلك أخطرهم ولا تقل سرية عن النظام الخاص للتنظيم، والخاصة باختراق المؤسسات البحثية والثقافية واستمالة من يصلح استمالته وشراء ذمم آخريين، بالتالي فليرحل أعضاء مكتب الإرشاد أو يعدموا، ستظل الأفكار في صناديق خاصة يحرسها آخرون في دول أخرى يوظفونها وقت الحاجة!

قد يرى بضعنا أن تلك مسألة معقدة وهم محقون في ذلك إذا نظرنا للمسألة بعين الإنسان الذي تغيره الأعوام، وينتهى به الأمر إلى الموت وهي سنة الحياة، لكن الجماعات والأفكار والأوطان والأديان فلا تموت، بل تكبر وتنتشر وتستمر، فقد اغتيل حسن البنا عام 1949 وأعدم سيد قطب عام 1965، ومات مصطفى مشهور عام 2002، وقتل أسامة بن لادن عام 2011، وقتل أبو العلا عبد ربه في سوريا عام 2017 بعد خمسة عشر عاما من مشاركته في اغتيال الشهيد فرج فودة، وأعدم هشام عشماوي قاتل الشهيد أحمد منسي عام 2020، ومات أيمن الظواهري الذي أغرق القاهرة في الإرهاب فترة التسعينيات عام 2022. ومع رحيل هؤلاء يظل بيننا من يرد عليك ذلك الرد السمج شديد الوقاحة:"هو كل حاجة إخوان؟!".

جميع ما سبق يعتبره بعضنا في إطار التاريخ، وتلك حقيقة لا نستطيع أن نرفضها، فالناس لابد لهم الوقوع تحت عجلة التغيير وسنته، لكن التغيير بالنسبة للجماعات الدينية المتطرفة يحدث فقط في اختراع آليات أكثر ذكاء للقتل والإرهاب؛ والمتابع للعمليات المتطرفة التي نفذها التنظيم بعد ثورة يونيو 2013 سيتأكد من ذلك، لكن لنتوقف هنا لحظة، وهل استمرت عمليات الإرهاب بعد 2013؟

يعيش بيننا الآن جيل لا يعرف شيئا عن ما عشناه بعد 2011، فقد مضت عشر أعوام كاملة، وكما قلت في بداية المقال، فعشر أعوام في عمر الإنسان كل شئ، لكنها في عمر الأوطان ليست شيء، سيرد أحدنا أننا قدمنا أعمالا درامية ووثائقية سجلت ما حدث وبثته للناس على مدار السنوات الأخيرة، سأقول إنّها محاولات مهمة ووطنية ويجب دعمها حتى تستمر، لكنها هي الأخرى معرضة لعامل الزمن والتغيير والنسيان، بمعنى أدق، أننا نحتاج كل عشرة أعوام لعمل بنفس عظمة مسلسل الاختيار، وبطلا بنفس بسالة الشهيد منسي، وقلما حرا يوثق تلك الجرائم، حتى لا نقع فريسة النسيان، وحتى لا يهزمنا الإخوان بالزمن!

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: سامح فايز جرائم الإخوان

إقرأ أيضاً:

جدل حول دوافعه.. ترامب يسابق الزمن لنيل نوبل للسلام

نوهت الصحيفة، أن رغبة ترامب في الجائزة، أصبحت موضع سخرية متكررة بين الدبلوماسيين الأجانب، خصوصًا خلال اجتماعات إفطار أسبوعية يعقدها سفراء أوروبيون في واشنطن لبحث سبل الحفاظ على دعمه لأوكرانيا. اعلان

قالت صحيفة الغارديان إن جائزة نوبل للسلام، أو أي جائزة أو وسام أو نجمة ذهبية، لم تُلْقِ بظلالها بهذا القدر من قبل على رئيس أمريكي وسياسته الخارجية.

وبحسب الصحيفة، فمنذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لم تكن حملته للتأثير على معهد أبحاث السلام في أوسلو بالنرويج بأي حالٍ من الأحوال خجولة، بل بلغت ذروتها في الساعات القليلة التي سبقت إعلان لجنة نوبل عن الفائز. 

حلفاء ترامب يطالبون علنًا بمنحه الجائزة

ووفقا للغارديان، فور انتشار خبر اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في غزة بين إسرائيل وحماس، سارع حلفاء ترامب إلى وسائل الإعلام في محاولة أخيرة للفوز له بالجائزة التي طالما أعرب عن رغبته العلنية فيها. 

في صباح الخميس، قال النائب الجمهوري عن فلوريدا، براين ماست، على قناة فوكس نيوز: "الجميع يتحدثون عن: هل سيحصل على جائزة نوبل للسلام؟ أولئك الأكاديميون والنخبة الجالسون في النرويج، تلك اللجنة التي تقرر الجائزة، عليهم أن يمنحوا الرئيس ترامب جائزة نوبل للسلام".

وأضاف: "لستُ متأكدًا أن اللجنة في النرويج تؤمن بالسلام عبر القوة... بل تؤمن بالسلام عبر التملّق". 

بعد ذلك، ظهر إيلون ليفي، المتحدث السابق باسم الحكومة الإسرائيلية، وقال: "يوجد القليل جدًّا مما يتفق عليه الإسرائيليون، لكن هناك نقطة إجماع واحدة هذا الصباح: الرئيس دونالد ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام". 

وبعد دقائق، نشر ترامب على منصته "ترُث سوشيال" تغريدة شكر فيها ماست وليفي بالاسم.

Related عشاء البيت الأبيض: نتنياهو يرشّح ترامب لنوبل.. وملفات غزة وإيران تتصدّر اللقاء "ترامب حقق ما عجز عنه الآخرون".. عائلات الرهائن تطالب لجنة نوبل بمنح الرئيس الأمريكي جائزة السلام من "اتفاقيات أبراهام" إلى خطة غزة.. هل تكفي مبادرات ترامب لانتزاع جائزة نوبل للسلام؟ اتصالات مباشرة وادعاءات متكررة

ووفقاً للصحيفة، بالرغم أن ترامب قلل علنًا من فرص فوزه بالجائزة، فقد اتصل هذا الصيف بوزير المالية النرويجي ينس ستولتنبرغ في أوسلو، وقال إنه يريد مناقشة "جائزة نوبل للسلام... والرسوم الجمركية".

وذكر ترامب الجائزة مرارًا، غالبًا حين يدّعي أنه أنهى ست أو سبع حروب منذ عودته إلى البيت الأبيض. 

وقال خلال الحملة الانتخابية العام الماضي: "لو كان اسمي أوباما، لمنحتُ جائزة نوبل خلال عشر ثوانٍ".

موضوع ساخر بين الدبلوماسيين الأوروبيين

ونوهت الصحيفة، أن رغبة ترامب في الجائزة، أصبحت موضع سخرية متكررة بين الدبلوماسيين الأجانب، خصوصًا خلال اجتماعات إفطار أسبوعية يعقدها سفراء أوروبيون في واشنطن لبحث سبل الحفاظ على دعمه لأوكرانيا.

وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى مقرّه في واشنطن: "كلما تحدّث عن إنهاء سبع حروب، فهو في الحقيقة يرسل رسالة: أعطوني جائزة نوبل". 

واعتُبرت الجائزة دافعًا رئيسيًّا وراء جهود ترامب للوساطة في أوكرانيا، ما دفعه إلى عقد قمة نادرة مع فلاديمير بوتين في ألاسكا. لكن بوتين ظل غير مُبالٍ، وسرعان ما فقد ترامب اهتمامه بإنهاء الحرب. 

وأوضح الدبلوماسي: "بمجرد أن أدرك أن الأمر صعبٌ جدًّا، عدنا مجددًا إلى غزة". 

خطة سلام مرتبطة بموعد الإعلان

وانطلقت مبادرة ترامب الجديدة للتوصل إلى اتفاق سلام خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حيث التقى مع قادة عرب، ثم وافق على خطة سلام من 20 نقطة أعلنها في قمة بالبيت الأبيض مع بنيامين نتنياهو في أواخر سبتمبر. 

وكرّر مسؤولون أن الاتفاق سيكون جاهزًا بحلول يوم الجمعة، في اليوم نفسه الذي تعلن فيه لجنة نوبل اختيارها. 

وقال دورون هادار، المفاوض السابق، لصحيفة واشنطن بوست يوم الخميس: "موعد الإعلان يوم الجمعة صباحًا يُشكّل إطارًا زمنيًّا واضحًا. الجميع يدرك هذا الجدول الزمني، ولذلك أعتقد أنه بحلول مساء الخميس، سيكون هناك إعلانٌ رسميٌّ بأن الأطراف قد توصّلت إلى اتفاقات"

وبحسب وكالة "فرانس برس"، نقلت عن لجنة نوبل النرويجية، بأنها عقدت اجتماعها النهائي يوم الاثنين، أي قبل يومين من إعلان ترامب المرحلة الأولى من اتفاق السلام على "تروث سوشيال". 

إقرار من منتقدي الحرب

ورغم الطموح الواضح وراء مساعي ترامب، فقد رحّب حتى منتقِدو الحرب بالاتفاق. وكتب غيرشون باسكن، الناشط الإسرائيلي المؤيد للسلام والخبير في مفاوضات تحرير الرهائن: "هذا الصباح بالتأكيد يستحق الاحتفال. الحرب تنتهي. القتل والتدمير سيتوقفان". 

وأضاف لاحقًا: "في ختام هذه الأفكار الأولية: الرئيس ترامب يستحق جائزة نوبل للسلام".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • محمد فايز فرحات: تحول موقف ترامب يعكس التأثيرات السلبية لسياسات إسرائيل
  • فايز فرحات: قمة شرم الشيخ تمهد لسلام مستدام بمكاسب فورية للفلسطينيين
  • ادعاءات البراءة بين اعترافات الدواعش وأكاذيب "الإخوان"
  • بعد قليل.. استكمال محاكمة 56 متهما بالتحريض على العنف ونشر أخبار كاذبة
  • حاولوا الضغط علينا بها.. نشأت الديهي يكشف عن اللاءات الثلاث لمصر.. فيديو
  • ادفن نفسك يا محمد يا ناصر.. أحمد موسى يهاجم عناصر إخوانية تشوه دور مصر تجاه فلسطين
  • حاتم صابر: تحركات المنطقة نحو السلام من شرم الشيخ يؤكد نجاح الدولة المصرية
  • السليمانية.. فضيتان للعراق في سباقات الفرق ضد الزمن ببطولة العرب للدراجات الهوائية
  • جدل حول دوافعه.. ترامب يسابق الزمن لنيل نوبل للسلام
  • معلومات عن محاكمة 10 متهمين بقضية خلية هيكل الإخوان الإداري