لجريدة عمان:
2025-07-03@20:46:03 GMT

جهر بالسوء

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

كنت أستمع إلى حوار جانبي في أحد التجمعات حول تطبيقات علوم الطاقة، التي تتطلب نوعًا من "التنظيفات" للتحرر من الصدمات النفسية التي قد يكون الشخص قد تعرض لها في مرحلة ما من حياته. يتضمن هذا التمرين الحديث عن المشاعر الدفينة المتعلقة بتلك الأحداث، واستحضار التفاصيل التي تسببت فيها.

كوني لست خبيرة في علوم الطاقة ولا دارسة لعلم النفس، لا أدري إن كان لهذا التمرين أساس علمي.

ومع ذلك، خطر في بالي وأنا أستمع إلى الحوار قوله تعالى في سورة البقرة: "لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ ۚ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".

ما فهمته عن هذه التمارين أنها تتطلب كشف الأسرار الدفينة المتعلقة بحياة الفرد، والتي قد تمتد إلى أسرار أشخاص آخرين كانوا طرفا في هذه المشاعر، هم في الغالب أقرب الناس إليه، مما يجعله مكشوفًا أمام الآخرين الذين يستمعون إلى "فضفضته"، وأخذني التفكير إلى ما يمكن أن يفعله هذا "المعالج" - الذي غالبًا ما يكون غير مختص - بمثل هذه المعلومات، خصوصًا إذا كان هو نفسه يعاني من مشكلات نفسية، قد يستغل هذه المعلومات الخاصة جدا ضده، فكثير ممن يمارسون هذه التقنيات هم غير مختصين من الأساس.

ثم ماذا لو أن الشخص الذي شارك أسراره مع الغرباء استطاع لاحقًا التصالح مع مشاعره بطريقة لم تستدعِ هذا النوع من الكشف عن ذاته؟

هذه الممارسات تذكرني بطقوس "الاعتراف" في بعض الأديان، والتي تهدف إلى تطهير النفس. لكن بالنسبة لنا كمسلمين، الجهر بالسوء غير جائز، والمجاهرة منهي عنها. المؤمن في ديننا ليس بحاجة إلى وسيط بينه وبين الله، فهو قادر على تطهير نفسه بعبادة الاستغفار والمناجاة وحده.

ومع ذلك، كما قالت رابعة العدوية: "استغفارنا يحتاج إلى استغفار". فكثير من الناس يرون في الاستغفار مجرد طقس تأنيب للنفس أو جلد للذات، بدل أن يكون وسيلة للتصالح مع الذات والتقرب إلى الله، فالاستغفار من المفترض أن يؤدي إلى الشعور بالطمأنينة، لأنك تتعامل مع من يعلم السر وأخفى، والذي وعدك بالمغفرة مهما كان حجم ذنوبك دون الحاجة لكشف نفسك أمام الآخرين.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نوريس: عدم التتويج بلقب «الفورمولا-1» لن يكون فشلاً!

 
لندن (رويترز)

أخبار ذات صلة فاوليس: أريد إنهاء مسيرتي مع وليامز نوريس يتوج بلقب جائزة النمسا الكبرى للفورمولا-1


قال لاندو نوريس، سائق فريق مكلارين، إنه لن يعتبر موسم 2025 فاشلاً، إذا أخفق في سعيه للفوز بلقبه الأول في بطولة العالم لسباقات «الفورمولا -1» للسيارات.
وقلص نوريس الفارق مع زميله في مكلارين ومتصدر ترتيب بطولة السائقين أوسكار بياستري إلى 15 نقطة، وذلك بعد فوزه بسباق جائزة النمسا الكبرى يوم الأحد الماضي.
ويتوجه السائق البريطاني إلى حلبة سيلفرستون على أرضه يوم الأحد المقبل قائلاً: إنه سائق أفضل من العام الماضي رغم ارتكابه بعض الأخطاء.
وبدأ نوريس (25 عاماً) الموسم أحد أبرز مرشح للفوز بالبطولة، لكن زميله الأسترالي الأصغر سناً تفوق عليه، إذ فاز بخمسة سباقات مقابل ثلاثة انتصارات للبريطاني.
وتبدو المنافسة على اللقب الآن، وكأنها سباق بين حصانين، إذ يتخلف حامل اللقب ماكس فيرستابن سائق رد بول بفارق 46 نقطة عن نوريس.
وقال نوريس عن إمكانية عدم الفوز بلقب السائقين: «سأقول حينها بأنني لم أنجح في تحقيق هدفي، ولكنني لا أعتقد أنه يمكنك أن تسمي ذلك فشلاً، لأنني لا أعتقد أنني فشلت في أي شيء».
وأضاف: «سأشعر وكأنني ربما لم أرتق إلى ما اعتقدت أنني قادر على تحقيقه أو المستوى الذي كان ينبغي لي أن أقدمه في أوقات معينة».
وتابع: «أعتقد بأنه لو كانت الأمور أسهل بكثير، ولم تحقق هدفك ربما يمكنك أن تسمي ذلك فشلاً، لكن عندما يكون هناك 24 سباقاً في موسم طويل أمام الأفضل في العالم، لا أعتقد بأنه يمكنك أن تسميه فشلاً، ربما عدم نجاح فقط».
تراجع نوريس بسبب الأخطاء التي ارتكبها في التجارب والسباقات، لكنه هيمن على سباق سبيلبرج يوم الأحد الماضي متفوقاً على زميله في الفريق.
وقال: «أعتقد بالتأكيد أنني تحسنت، قد يكون من السهل جداً قول العكس من الخارج، لأنني ارتكبت الكثير من الأخطاء، لكنني بالتأكيد أشعر بأنني سائق أكثر اكتمالاً».
وقال نوريس: إن الضغط الذاتي كان أقوى من أي شيء خارجي.
وأضاف: «إنها الرغبة أكثر من أي شيء خارجي، الرغبة الداخلية الشديدة في القيام بعمل جيد في كل سباق، لتقديم أداء جيد من أجل الفريق».
وتابع: «أريد تقديم أداء جيد من أجل الفريق وأريد الفوز، وأضع نفسي تحت ضغط كبير، لكنني أتفهم ذلك». 

 

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين، وما نحتاجه اليوم روحٌ وطنية تلملم ما تناثر من الهوية السورية
  • ناقد رياضي: الهلال دائمًا ما يسبق الآخرين بخطوة
  • اعترافات فيلسوف جهادي
  • نوريس: عدم التتويج بلقب «الفورمولا-1» لن يكون فشلاً!
  • “موت الإنترنت” قد يكون قريباً
  • بن بيّه: السلام جوهر الدين ولا يكون عبر سباق التسلّح
  • الحب في زمن التوباكو (15)
  • احذر النعاس نهارًا.. قد يكون عرضًا لمرض خطير
  • خبير اقتصادي: على أفريقيا ألا تنتظر المعجزات من الآخرين بعد الآن
  • حين يكون الزواج بناءً لا مظهرا