رأى الخبير العسكري العميد إلياس حنا أن عمليات المقاومة المتزايدة في شمالي قطاع غزة تحمل رسائل سياسية وعسكرية، إضافة إلى أنها تأتي في توقيت زمني مهم مع دخول العملية العسكرية هناك يومها الـ100.

وقال حنا -في حديثه للجزيرة- إن المقاومة بعثت رسالة مهمة مفادها أن عملياتها ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق شمال غزة لا تزال مستمرة، في إشارة منه إلى جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون.

وأعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن توقيت العمليات يرتبط بتقدم المفاوضات الجارية في قطر بشأن وقف إطلاق النار، وإبرام صفقة تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ووفق حنا، فإن المقاومة بعثت أيضا رسالة سياسية وعسكرية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عنوانها "صعوبة استئناف الحرب بعد وقف إطلاق النار"، الذي يجري التفاوض عليه بالعاصمة القطرية.

وأقر جيش الاحتلال، أمس السبت، بمقتل 4 جنود من لواء ناحال وإصابة ضابط وجندي بجروح خطرة جراء تفجير عبوة شديدة الانفجار ببيت حانون، في حين ذكرت منصات تابعة للمستوطنين أن 7 جنود إسرائيليين قتلوا السبت، وأُصيب نحو 30 آخرين بجروح.

بدورها، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الأحد، بإصابة 8 جنود من لواء غفعاتي -بينهم 3 في حالة خطرة- جراء انفجار عبوة ناسفة في مبنى بجباليا أمس الأول الجمعة، مشيرة إلى أن الجيش تكتم على الحادث.

إعلان

وخلص الخبير العسكري إلى أن المقاومة تقاتل ضمن معادلة فرضتها على الأرض، قائمة على خوض حرب استنزاف مستمرة، في حين لم يستطع جيش الاحتلال تغييرها رغم حجم القتل والدمار وقدراته العسكرية الكبيرة.

وجدد تأكيده على أن جيش الاحتلال يواجه 3 معضلات بغزة، إذ لا يلعب الوقت لصالحه في إطار سعيه لحسم الحرب، إلى جانب تكبده خسائر بشرية ومادية كبيرة، وكذلك قدرة المقاومة على إعادة تكوين وتأهيل نفسها بعد الضربات التي لحقت بها.

واستدل الخبير العسكري بتصريحات المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري في يونيو/حزيران الماضي، عندما قال إن حماس فكرة لا يمكن القضاء عليها.

وفشلت إسرائيل في تحقيق أهداف الحرب التي رفعتها حكومة نتنياهو مثل القضاء على حماس وذراعها العسكري وسلطتها الحكومية، واستعادة الأسرى المحتجزين.

يذكر أن 50 جنديا إسرائيليا قُتلوا، بينهم 11 في بيت حانون منذ بدء العملية الأخيرة في شمال قطاع غزة، وفق القناة الـ13 الإسرائيلية، التي أشارت كذلك إلى مقتل 400 جندي منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الخبیر العسکری جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟

رغم مرور 22 شهرا على الحرب، فإن إسرائيل صعّدت على المستويين السياسي والعسكري من نبرة تهديدها لقطاع غزة، بعد تمسك المقاومة بمطالبها لإبرام صفقة تفضي إلى وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي وقت كثفت فيه المقاومة عملياتها وكمائنها المركبة على الأرض، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين إن المؤسسة العسكرية ستقدم خططا للمستوى السياسي لاستمرار القتال في غزة.

ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن العملية العسكرية في غزة ستنتقل إلى مرحلة "أكثر تصعيدا إذا لم يحدث تقدم في المفاوضات".

كما نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن الجيش سيعمل على إيجاد "تهديد عسكري حقيقي في مناطق معينة، أملا أن يدفع ذلك نحو التوصل إلى صفقة جزئية".

وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن التنسيق يجري حاليا وراء الكواليس بين إسرائيل والولايات المتحدة بهدف زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

مأزق مزدوج

ويخفي هذا التوجه الجديد مأزقا سياسيا وعسكريا إسرائيليا في قطاع غزة يترجم بتعميق التجويع وزيادة وتيرة القتل، وفق الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى.

وحسب حديث مصطفى لبرنامج "مسار الأحداث"، فإنه لا يوجد في جعبة جيش الاحتلال من الناحية الإستراتيجية ما يمكن استخدامه لإجبار حركة حماس على القبول بالشروط الإسرائيلية في المفاوضات.

وشكلت عملية "عربات جدعون" -التي أطلقها جيش الاحتلال في مايو/أيار الماضي- أقصى تهديد عسكري حقيقي لحماس، إذ كانت ذروة عمليات جيش الاحتلال خلال الحرب، التي ينظر إليها المجتمع الإسرائيلي بأنها أصبحت عبثية.

واستبعد الباحث في الشؤون السياسية سعيد زياد نجاح إسرائيل في إخضاع المقاومة عبر أي تهديد عسكري جديد، مستدلا بالكمائن ضد جيش الاحتلال في بيت حانون شمالا ورفح جنوبا.

وحسب زياد، فإن استمرار سقوط القتلى والجرحى الإسرائيليين في رفح وبيت حانون "دلالة راسخة على استعصاء العمل العسكري في هزيمة قطاع غزة".

إعلان

وبناء على ذلك، فإن انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية الكبرى قاب قوسين أو أدنى، في حين يبقى الهدف الإسرائيلي الأسمى تصفية القضية الفلسطينية عبر رفع شعار القضاء على المقاومة ونزع سلاحها وفرض حكم عسكري على القطاع ثم تهجير سكانه.

ضوء أخضر أميركي

لكن المقاومة بدأت قراءة المتغيرات الميدانية، بعدما بات جيش الاحتلال يميل للاندفاع أكثر بما يحقق له احتلالا مباشرا للأرض وفرض حصار مطبق، كما يقول الخبير العسكري أحمد الشريفي.

وتحاول إسرائيل فرض واقعين على المقاومة الأول: "تفاوض تحت النار"، والآخر: "تفاوض تحت الحصار" عبر عمليات استطلاع متقدم -حسب الشريفي- ضمن هدف لم يعد تكتيكيا، وإنما في إطار إستراتيجية إدارة الأزمة.

وبناء على هذا الوضع الميداني، بات واضحا ارتفاع وتيرة عمليات المقاومة إثر تغير في الأهداف تبناه جيش الاحتلال، الذي يريد السيطرة على محاور متعددة لإسكات قدرة حماس على المشاغلة والمواجهة.

لكن استهداف المقاومة وحدات الاستطلاع يعني أنها "لم تؤمّن قاعدة بيانات وبنك أهداف جديدا"، مرجحا إطاحة عمليات المقاومة بإستراتيجية إسرائيل القائمة على الاحتلال والحصار.

وأعرب الشريفي عن قناعته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى الضوء الأخضر لإنعاش جيش الاحتلال -الذي يعاني ضعفا وانهيار معنويا- من قبل الولايات المتحدة لإدامة زخم المعركة حتى تحقيق الأهداف الإسرائيلية والأميركية في غزة.

في المقابل، رأى المحلل الإستراتيجي في الحزب الجمهوري الأميركي أدولفو فرانكو في الهجمات الفلسطينية على القوات الإسرائيلية أنها بمنزلة "تقوية لحكومة بنيامين نتنياهو"، إذ تظهر أن هناك حربا لم تنتهِ، وضرورة القضاء على حماس وطرد قياداتها إلى الخارج.

وحسب فرانكو، فإن حماس تريد تجميع عناصرها وترتيب صفوفها والعودة إلى الحرب، مرجحا في نهاية المطاف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع ضمانات أمنية إسرائيلية.

وكان ترامب قال -في أحدث تصريحاته- إنه "لا يعلم ما الذي سيحدث في غزة"، مطالبا إسرائيل باتخاذ قرار بشأن الخطوات التالية، في حين قال نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية بتهم ارتكاب إبادة جماعية في غزة- إنه سيواصل التفاوض ويتقدم في القتال من أجل القضاء على حماس وتحرير الأسرى.

مقالات مشابهة

  • عمليات نوعية للمقاومة ضد القوات الإسرائيلية في قطاع غزة
  • الفلاحي: إسرائيل يمكنها توسيع عملياتها بغزة لكنها ستدفع الثمن
  • "الشعبية" تُعلّق على دعوة سموتريتش لعودة الاستيطان في غزة
  • تزايد حالات الانتحار في جيش الاحتلال منذ أكتوبر 2023 (إنفوغراف)
  • كامل إدريس يضع رسائل واضحة في بريد الإدارات الأهلية
  • المقاومة ليست خيارا ديمقراطيا
  • “رادع” تعدم 6 متهمين بالتخابر مع الاحتلال في خان يونس
  • ما دلالة توقيت قرار نتنياهو بشأن تخفيف القيود على دخول المساعدات إلى غزة؟
  • ماذا وراء تهديد إسرائيل بـضغط عسكري حقيقي في غزة؟
  • تصوير جوي جديد لبيت حانون.. لم يبق معالم في المدينة (شاهد)