القاهرة- تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني المصرية لإدخال تغيير جذري بمنظومة المناهج والامتحانات المؤهلة للالتحاق بالجامعات، حيث أعلنت الأسبوع الماضي عن نظام تعليمي جديد يختلف عن المعمول به منذ عقود.

ويتضمن النظام الجديد استبدال "البكالوريا" بالثانوية العامة، ويقول مسؤولون حكوميون إن الهدف من التغيير -الذي سيتم تطبيقه ابتداء من العام القادم للطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي- يستهدف تنمية المهارات الفكرية والنقدية وإتاحة التعلم متعدد التخصصات والاعتراف الدولي بالشهادة الممنوحة.

وعلى نفس وتيرة السرعة، بدأ الإعداد للنظام الجديد داخل أروقة الوزارة، إذ أن الوزير الهلالي الشربيني -الذي أسس وأدار عددا من المدارس التي تعتمد نظام البكالوريا الدولية قبل توليه الحقيبة الوزارية في أغسطس/آب الماضي- عرض مقترح البكالوريا فور تسلمه مهام المنصب الجديد.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت الوزارة تغييرات محدودة على نظام الثانوية العامة تشمل عدد وطبيعة المواد المقررة قبل شهر واحد فقط من بدء الدراسة، وهو ما قوبل حينئذ بانتقاد من قبل أولياء الأمور.

وبلغ عدد الطلاب الذين أدوا امتحانات شهادة إتمام الدراسة الثانوية العامة، العام الدراسي الماضي، نحو 750 ألف طالب.

إعلان كابوس الثانوية

من جانبه قال المتحدث باسم الوزارة شادي زلط إن النظام الجديد سيزيل عن كاهل المجتمع ما أسماه "كابوس الثانوية العامة" حيث سيخفف الأعباء المالية على الأسر والضغوط النفسية على الطلاب بسبب قلة عدد المواد المقررة والفرص المتعددة لإعادة الاختبارات.

وأضاف -في تصريحات متلفزة- أن الوزير منذ اليوم الأول لتوليه مهام منصبه بدأ التنسيق مع قيادات الوزارة من جهة والمجلس الأعلى للجامعات من جهة أخرى لإقرار نظام البكالوريا.

ووصف زلط البكالوريا بأنها ستكون شهادة معترفا بها دوليا، متوقعا أن يؤدي هذا النظام الجديد لاختفاء ظاهرتي الغش والدروس الخصوصية كما استبعد أن يلقى رفضا مجتمعيا لما يتضمنه من مزايا يفتقدها النظام القديم.

من المنتظر أن يعرض بنود نظام البكالوريا الجديد على البرلمان المصري لإقراره قريبا (الجزيرة)

ومن المقرر أن تعرض بنود نظام البكالوريا على لجنة التنمية البشرية بمجلس الوزراء لبحث آليات التنفيذ -خلال الأيام القادمة- ثم عرضها على البرلمان قبل بدء التطبيق العام الدراسي القادم.

ما هي البكالوريا؟

تشمل شهادة البكالوريا الصفين الصف الثاني والثالث الثانوي، بعد أن كانت تشتمل الثانوية العامة على الصف الثالث فقط.

وهناك 4 مسارات للطالب "بدلا من ثلاثة وفق النظام القديم" إما الالتحاق بشعبة الطب وعلوم الحياة، أو الكيمياء والبرمجة، أو الأعمال، أو الآداب والفنون.

وخلال الصف الثاني يدرس الطالب 4 مواد، تتضمن 3 مواد أساسية ومادة تخصصية، والمواد الأساسية هي اللغة العربية والتاريخ المصري واللغة الأجنبية الأولى.

ويدرس الطالب خلال الصف الثالث الثانوي 3 مواد: مادتان داخل التخصص إضافة إلى مادة "التربية الدينية" وهي المرة الأولى التي يتم إدراج مادة الدين ضمن المواد المحتسبة داخل المجموع الكلي.

وبذلك يدرس الطالب 7 مواد موزعة على عامين بدلا من 7 مواد خلال عام واحد وفق النظام القديم.

يستهدف الانتقال إلى نظام البكالوريا الجديد الاعتراف الدولي وفق التصريحات الرسمية (الجزيرة)

ويتم إقرار نظام التحسين بالامتحانات بحيث يكون للطالب 6 فرص "4 في الصف الثاني و2 بالصف الثالث" لإعادة الامتحان في أي مادة حال عدم رضائه عن مجموعه بها، مع احتساب أعلى درجة ضمن المجموع الكلي، وإقرار رسوم لكل مادة يختار الطالب تحسين مجموعه بها وتقدر بـ500 جنيه.

إعلان ترحيب وقلق

تابع المهندس محمد فهيم النقاشات حول شهادة البكالوريا من خلال برامج "توك شو" التلفزيونية، ورغم الشرح الذي تضمنته حول طبيعة النظام الجديد فإنه -من خلال تجارب تعليمية سابقة- يرى أن التطبيق على أرض الواقع هو السبيل للحكم.

وقال فهيم -للجزيرة نت- إن ابنه الذي يدرس بالصف الثاني الثانوي لن يطبق عليه النظام الجديد، لكن ابنته التي مازالت بالصف الأول الإعدادي من المفترض أن يطبق عليها هذا القرار وبالتالي فهو مهتم بمعرفة كل التفاصيل عنه.

وأضاف أن تصريحات المسؤولين الحكوميين مطمئنة للغاية "لكن الفيصل بالنسبة له كولي أمر طالب هو مضمون المناهج الجديدة وشكل الامتحانات، خاصة ما يتعلق بمادة التربية الدينية التي ستضاف للمجموع الكلي لأول مرة".

وذلك التحفظ من جانب فهيم يقابله ترحيب من جانب أسامة محمد مدرس لغة إنجليزية وولي أمر في نفس الوقت، معتبرا النظام الجديد مريحا للطلاب مقارنة بنظيره القديم.

وأوضح -للجزيرة نت- أن إتاحة الفرصة لإعادة الاختبار لأي مادة دراسية ستقلل كثيرا التوتر الذي يصيب الطالب وهو أمام فرصة واحدة، متوقعا ألا تؤدي البكالوريا لاختفاء الدروس الخصوصية.

من المنتظر أن يسهل نظام البكالوريا الجديد عملية الالتحاق بالجامعات على الطلاب (الجزيرة)

وتابع "تلك الدروس أصبحت مهمة لأي طالب بغض النظر عن طبيعة النظام التعليمي، وحتى مع تعدد فرص الاختبار فأي طالب ستكون لديه الرغبة في اجتياز الاختبار والحصول على درجة مرتفعة من أول محاولة مما يستدعي الاستعداد الكامل عبر الاستعانة بالدروس الخصوصية".

ماضي التجارب

من جهته انتقد الدكتور محمد فتح الله أستاذ علم النفس التربوي بالمركز القومي للامتحانات المنهج الذي تم على أساسه إقرار النظام الجديد، موضحا أن صناع القرار تغافلوا عن طرح المخطط على الأطراف المعنية لضمان التوافق المجتمعي كما أهملوا دراسة التجارب المشابهة التي أجريت قبل عقود.

إعلان

وبيّن -في حديثه للجزيرة نت- أن نظام التحسين تم إقراره ابتداء من العام الدراسي 1994/1995 وتم إلغاؤه بعد سنوات قليلة، واستطرد "كان يجب دراسة أسباب إلغاء التحسين سابقا للتعرف على الأخطاء وعدم تكرارها".

وعن نظام البكالوريا الدولية بشكل عام، رأى فتح الله أن بعض الأنظمة التعليمية قد تنجح في بلدان ولا تؤتي ثمارا في بلدان أخرى حيث لكل مجتمع ثقافة وخصوصية معينة.

وفيما يخص مزايا النظام الجديد مثل تعدد فرص الاختبار أمام الطالب وتقليل عدد المواد الدراسية، أكد الخبير التعليمي أن المزايا تقلل بالفعل التوتر عن الطالب لكن من المهم الإعلان عن الضوابط والمعايير الخاصة بنظام التحسين وطبيعة المواد مع التأكد من توفر المدرسين المؤهلين.

في حين اعتبر الدكتور تامر شوقي أستاذ التربية بجامعة عين شمس البكالوريا من الأنظمة الجيدة من الناحية التربوية والتقييمية، ويشتمل على مزايا للطلاب وأولياء الأمور.

وأضاف شوقي -خلال تصريح متلفز- أن تقليل عدد المواد المقررة وإتاحة تحسين درجات الاختبارات سيزيدان من فرص تعمق الطالب مع المادة العلمية ويقلل الضغط العصبي عنه، مشيرا إلى أن البرلمان سيناقش بنود النظام في وقت لاحق لضمان الرضا الشعبي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات نظام البکالوریا الجدید الثانویة العامة النظام الجدید الصف الثانی

إقرأ أيضاً:

قبل 72 ساعة من امتحانات الثانوية العامة.. نصائح تربوية لتجنب الإحباط والتشتت لدى الطلاب

قبل 72 ساعة فقط من انطلاق امتحانات الثانوية العامة، وجه الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، مجموعة من التحذيرات المهمة التي يجب أن يضعها طلاب الثانوية العامة نصب أعينهم خلال هذه الساعات الحاسمة، والتي تمثل الفاصل بين عام دراسي كامل وبين لحظة الحصاد.

وأشار الدكتور شوقي إلى أن من أخطر الأخطاء التي يقع فيها بعض الطلاب هي الاستخفاف بالمواد غير المضافة إلى المجموع، موضحًا أن التعامل مع هذه المواد باعتبارها غير مؤثرة قد يقود إلى نتائج كارثية مثل دخول الدور الثاني أو الرسوب، لأن النجاح فيها شرط أساسي للانتقال إلى المرحلة الجامعية.

كما حذر من لجوء بعض الطلاب إلى استخدام مصادر جديدة للمراجعة لم يسبق لهم الاعتماد عليها طوال العام، مشيرًا إلى أن هذا السلوك قد يربكهم ويضعف قدرتهم على الفهم والتذكر، خصوصًا مع ضيق الوقت واقتراب الامتحانات.

وأوضح الخبير التربوي أن من الأخطاء الشائعة التي تؤثر على الأداء الذهني للطلاب هو غياب تنظيم مواعيد النوم والاستيقاظ، وعدم تعويد الجسم على النوم المبكر، مما يجعل الطالب في حالة من التشتت الذهني أثناء لجنة الامتحان، ويقلل من تركيزه واستيعابه. 
كذلك شدد على أهمية حصول الطالب على فترات راحة خلال المذاكرة، خاصة عند الشعور بالإرهاق الذهني، لأن المذاكرة المتواصلة دون توقف تؤدي إلى تراجع في كفاءة الذاكرة وضعف الأداء العقلي.

ومن الناحية النفسية، أشار الدكتور شوقي إلى خطورة مقارنة الطالب لنفسه بجهد أو استعدادات زملائه، معتبرًا أن مثل هذه المقارنات لا تعكس الحقيقة وقد تؤدي إلى الإحباط أو الغرور، وفي كلتا الحالتين يفقد الطالب توازنه النفسي ويقل حماسه للمذاكرة.

كما نبّه إلى ضرورة عدم محاولة مراجعة المادة بأكملها في الليلة السابقة للامتحان، لأن هذا الأمر غير واقعي، وقد يؤدي إلى إرهاق العقل دون فائدة. الأفضل، حسب وصفه، هو التركيز على النقاط الأساسية والأجزاء الصعبة التي تتطلب تركيزًا أكبر.

وأكد الخبير التربوي أن الانشغال بالتفكير السلبي حول صعوبة الامتحانات أو الشك في القدرة على النجاح لا يخدم الطالب في شيء، بل يعزز التوتر ويؤثر على ثقته بنفسه، مشددًا على أن الواجب الآن هو بذل أقصى مجهود، ثم ترك النتائج بيد الله.

كما حذر من إهدار الوقت في حضور دروس خصوصية متعددة أو مراجعة نفس المادة مع أكثر من معلم، لأن ذلك يشتت ذهن الطالب ويستنزف طاقته دون أن يضيف إلى فهمه شيئًا جديدًا.

واختتم الدكتور تامر شوقي نصائحه بالتأكيد على ضرورة تجنب المشتتات وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب الابتعاد عن الأحاديث الجانبية التي لا جدوى منها، حتى يتمكن الطالب من استثمار الوقت المتبقي قبل الامتحان في مراجعة فعالة وهادئة تثمر عن أفضل أداء داخل لجنة الامتحان.
 

مقالات مشابهة

  • تعليم البحر الأحمر ينهي استعداداته النهائية لامتحانات الثانوية العامة 2025
  • امتحانات الثانوية العامة | أخطاء شائعة يجب أن يتجنبها الطلاب أثناء الإجابة
  • نظام غذائي ذكي لطلاب الثانوية العامة..طاقة وتركيز في موسم الامتحانات
  • الانتهاء من امتحانات الثانوية العامة 2025 بهذا الموعد
  • قبل انطلاق امتحانات الثانوية العامة الأحد.. محظورات تعليمية ونفسية يجب تجنبها
  • قبل 72 ساعة من امتحانات الثانوية العامة.. نصائح تربوية لتجنب الإحباط والتشتت لدى الطلاب
  • قبل 72 ساعة من بدء الامتحانات.. محظورات تعليمية ونفسية لـ «طلاب الثانوية العامة»
  • جدول امتحانات الثانوية العامة 2025 pdf النظام القديم والجديد.. احفظه على موبايلك
  • عبر بوابة مصر الرقمية.. رابط وخطوات الاستعلام عن أرقام جلوس الثانوية العامة 2025
  • الأسبوع المقبل.. بدء امتحانات الثانوية العامة 2025