شمسان بوست / متابعات:

تشهد مبيعات الأطعمة الجاهزة انتعاشاً واسعًا حول العالم، نظرًا لسرعة تحضيرها وتوفرها بأسعار مقبولة، فيما أثارت الأطباق البلاستيكية السوداء المستخدمة بشكل شائع لتعبئتها جدلًا بسبب مخاطرها الصحية.


* مكونات البلاستيك الأسود ومصادر الخطر

تُصنع الأطباق البلاستيكية السوداء عادةً من مواد معاد تدويرها، بما في ذلك البلاستيك المستخدم في الأجهزة الإلكترونية، هذه المواد تحتوي على مواد كيميائية سامة، مثل “الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات” (PAHs) والمعادن الثقيلة كالرصاص والزئبق والكادميوم، وعند تعرض تلك المواد للحرارة المرتفعة كما يحدث أثناء تسخين الطعام في الميكروويف، يمكن أن تتحلل وتنتقل إلى الطعام.


* دراسات علمية تؤكد المخاطر

وكشفت دراسة أجراها المعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في هولندا عام 2022 أن الأطباق البلاستيكية السوداء تحتوي على تركيزات عالية من المواد السامة، والتي يمكن أن تسبب أضرارًا بالغة عند التعرض المستمر، وبيّنت الدراسة أن استهلاك الأطعمة المعبأة بهذه الأطباق يزيد من خطر التسمم الغذائي، واضطرابات الغدد الصماء.


كما أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Environmental Science & Technology عام 2023 أن البلاستيك الأسود يحتوي على مركبات مثل “البولي فينيل كلوريد” (PVC) التي تزيد من احتمالية الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، خاصة سرطان الكبد والثدي.

* تفاعل البلاستيك مع الأطعمة الساخنة

فيما تشير تقارير صحية إلى أن المخاطر تتضاعف عندما يتم تسخين الطعام في الأطباق البلاستيكية السوداء، تحت تأثير الحرارة، إذ تتحلل المواد الكيميائية بسهولة أكبر وتختلط بمكونات الطعام، مما يجعلها أكثر ضررًا، فيما أكد تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية (WHO) عام 2023 أن التعرض المتكرر لهذه المركبات يزيد من تراكم السموم في الجسم بمرور الوقت، مما يضعف جهاز المناعة ويؤثر على صحة الأعضاء الحيوية.

* تقليل مخاطر الأطباق البلاستيكية

يُوصي الخبراء بتجنب استخدام الأطباق البلاستيكية السوداء قدر الإمكان، خاصة عند تناول الأطعمة الساخنة أو الدهنية، بدلاً من ذلك، يُفضل استخدام الأطباق الزجاجية أو السيراميكية التي لا تتفاعل مع الحرارة، كما تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بقراءة التعليمات على العبوات البلاستيكية، والتأكد من ملاءمتها للاستخدام في الميكروويف.

المصدر: شمسان بوست

إقرأ أيضاً:

محمد مجيد: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك ورفع القدرة التنافسية للصادرات المصرية

- مصر حققت نموًا  في صادرات الـPET المعاد تدويره بنسبة 66% خلال ثلاث سنوات

أكد  محمد مجيد، المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة، أن مفهوم الاقتصاد الدائري أصبح اليوم أحد أهم المحاور التي تشغل الصناعة العالمية، ولم يعد مجرد توجه ثانوي أو فكرة بيئية، بل تحول إلى ركيزة اقتصادية قادرة على خلق فرص استثمارية هائلة وزيادة القيمة المضافة للمنتجات، وعلى رأسها صناعة البلاستيك.

وقال مجيد خلال مشاركته في ندوة " نحو اقتصاد دائري في سلاسل القيمة للبلاستيك " والتي عقدت  اليوم علي هامش الدورة السادسة " باك بروسيس " إن العالم يشهد تغيرًا مستمرًا في متطلبات الأسواق الدولية، ما يفرض على الصناعة المصرية مواكبة هذا التطور واعتبار الاقتصاد الدائري نموذجًا أساسيًا للإنتاج.


وأوضح أن النموذج التقليدي المعتمد على “الإنتاج ثم الاستهلاك ثم التخلص” لم يعد مناسبًا، حيث يهدر موارد اقتصادية ضخمة ويزيد من التحديات البيئية.

وأشار إلى أن الاقتصاد الدائري يعتمد على خمس مراحل رئيسية تشمل:
التصميم – الإنتاج – الاستهلاك – إعادة التدوير – إعادة التصنيع، وخلق منتج جديد  موضحًا أن مرحلة التصميم تمثل 80% من حجم النفايات الناتجة في النماذج التقليدية، ما يعني أن تطوير المنتج من البداية هو العامل الأكثر تأثيرًا في نجاح الصناعة واستدامتها.

وأضاف مجيد أن ما يتم التخلص منه كنفايات اليوم هو في الواقع “ثروة اقتصادية” يمكن أن تصبح خامات صناعية استراتيجية، معتبرًا ذلك أساسًا لتغيير الفكر الصناعي والتحول إلى نموذج أكثر كفاءة وقدرة على توليد فرص عمل واستثمارات جديدة.

وفي استعراضه لتجارب دولية ناجحة، أوضح أن هولندا رفعت صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره إلى مليار يورو بمعدل نمو 42%، بينما حققت ألمانيا صادرات بلغت 1.9 مليار يورو، وتقدمت شركات عالمية مثل BASF و DSM في استخدام تقنيات إعادة التدوير الكيميائي لإعادة البلاستيك إلى مواده الأولية. كما أشار إلى أن اليابان حققت نتائج بارزة في الاعتماد على تكنولوجيات متقدمة لإعادة تدوير البلاستيك لمنتجات عالية القيمة مثل ألياف الكربون.

أما عربيًا، فقد رفعت الإمارات صادراتها من البلاستيك المعاد تدويره بنسبة 22% خلال سنوات قليلة، بينما تمتلك مصر – بحسب مجيد – فرصة ذهبية لقيادة هذا القطاع نظرًا لامتلاكها قاعدة صناعية ضخمة وخبرات فنية ومخزونًا كبيرًا من المواد القابلة لإعادة التدوير.

وكشف أن مصر حققت نموًا لافتًا في صادرات الـPET المعاد تدويره حيث ارتفعت من 165مليون دولار (2019)الي 275 مليون دولار(2022)  بنسبة نمو تصل الي 66% ، مؤكدًإن هناك الكثير من الشركات المخليه التي اصبحت موردا رئيسيا لاسواق أوروبا وتدخل بالفعل في سلاسل توريد محليه ودوليه

وقال أن حجم الفرص المتاحة لا يزال أكبر بكثير إذا تم تبني سياسات واضحة وتشجيع الاستثمار في تقنيات إعادة التدوير وتصنيع المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.

دعا مجيد إلى تبني رؤية وطنية واضحة لدعم الاقتصاد الدائري في قطاع البلاستيك، مؤكدًا أن إعادة تدوير 30% فقط من المخلفات البلاستيكية في مصر كفيل بتغيير خريطة الصناعة ورفع الصادرات بصورة ملموسة.
تابع  أن التحول الأخضر أو الاقتصاد الأخضر هو اتجاه عالمي حالي ويعدهدفاً استراتيجياً تضعه الدولة على مختلف الأصعدة
. وشدد مجيد على ضرورة التوافق مع هذا الاتجاه العالمي ، مشيراً إلى أن الفكرة لا تقتصر على متطلبات الاتحاد الأوروبي، بل هي توجه عالمي شامل .

وأوضح مجيد أن هذا التحول يبدأ من التشريع والمواصفة، التي تحدد للمصنع كيفية وضع التصميم اللازم لمنتج قابل لإعادة التدوير، أياً كانت نوعية هذا المنتج 
وتابع أن العمل ضمن هذا المفهوم يهدف إلى تقليل الاستهلاك، لا سيما تقليل استهلاك الطاقة والبصمة المائية
وأشار إلى أن البصمة المائية تشمل أنواعاً مختلفة مثل الزرقاء والبيضاء والرمادية

ولفت المدير التنفيذي للمجلس التصديري للصناعات الكيماوية والأسمدة إلى أن فكرة الاقتصاد الدائري يفضل تسميتها "سلسلة القيمة المضافة، موضحاً أنها لا تبدأ من عملية الإنتاج بل تبدأ من المورد الذي يورد للمنتج
وأكد أن هذا المنهج يضمن تحقيق المسؤولية المجتمعية للمنتج واستمراريته .

واختتم مجيد تصريحاته بالإشارة إلى أن العديد من الدول تبنت إجراءات صارمة في هذا المجال، مستشهداً بحالات مثل كينيا والهند اللتين منعتا استخدام شكائر وأكياس البلاستيك . كما نوه إلى أن الدول التي لا تمتلك تصنيعاً متقدماً يتم مطالبتها بشكل غير مباشر بتطبيق هذه المتطلبات عند ورودها من تكتلات مثل الاتحاد الأوروبي

مقالات مشابهة

  • طريقة عمل الطحينة بالسمسم في البيت.. خطوات سهلة وطعم أحلى من الجاهزة
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات نسعى لحلها بالتعاون مع وزارة البيئة
  • شراكة حكومية ومجتمعية لتشغيل مصنع غزل الفيوم توفر فرص عمل لـ 2000 سيدة
  • محمد مجيد: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك ورفع القدرة التنافسية للصادرات المصرية
  • التصديري للصناعات الكيماوية: الاقتصاد الدائري لم يعد رفاهية… بل ضرورة لإطلاق طاقات صناعة البلاستيك
  • تعاون جديد بين قطاع الأعمال والتضامن لدعم الصناعة والتمكين الاقتصادي للمرأة
  • وزيرا التضامن وقطاع الأعمال العام يبحثان تعزيز التعاون المشترك
  • تحذير .. تناول هذه الأطعمة يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بسرطان الرئة
  • "الخميعة".. طبق شتوي يبرز الموروث الشعبي ويشتهر بين الأهالي في الجوف
  • البلاستيك الممزق في مواجهة المنخفض الجوي.. عائلات بغزة تبيت في العراء