شهد اليوم الخامس من فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، الذي يحمل اسم الفنان الراحل نور الشريف، ندوة خاصة لتكريم الفنان الكبير شكري سرحان، ومناقشة كتاب “ابن النيل.. شكري سرحان” للناقد سامح فتحي. 

وأدار الندوة الكاتب الصحفي سعد القرش، بحضور السيناريست سيد فؤاد، رئيس المهرجان، وجمهور كبير من محبي السينما.

ندوة شكري سرحان

وتناولت الندوة مسيرة الفنان شكري سرحان، أحد أبرز نجوم السينما المصرية والعربية، حيث أكد السيناريست سيد فؤاد على عظمة موهبته الفنية. وأوضح أن شكري سرحان ترك بصمة استثنائية في تاريخ السينما، مشدداً على ضرورة احترام هذه الإنجازات التي أصبحت علامات بارزة.

 وأضاف فؤاد أن أي نقاش حول موهبة شكري سرحان يجب أن يستند إلى الإشادة بما قدمه، خاصة مع أفلام خالدة لا تزال تحتل مكانة كبيرة في ذاكرة الجمهور.

من جانبه، أشار الكاتب الصحفي سعد القرش إلى أن شكري سرحان كان محظوظاً في بداياته، حيث بدأت مسيرته بعد نشر خبر في إحدى الصحف عن موهبة فنية تبحث عن فرصة، وتحمس المخرج حسين فوزي لتلك الموهبة، واختاره لبطولة فيلم “لهاليبو” أمام النجمة نعيمة عاكف.

وأضاف القرش أن موهبة شكري سرحان سرعان ما لفتت الأنظار، مما دفع المخرج العالمي يوسف شاهين لاختياره لبطولة فيلمه “ابن النيل” عام 1951.

وأوضح أن شكري سرحان كان من الفنانين القلائل الذين جمعوا بين موهبة استثنائية وقدرة على التفاعل مع متطلبات الجمهور، مما جعله نجماً بارزاً على مدار عقود.

وأكد أن تجربته الفنية تعد نموذجاً فريداً يمكن للأجيال الحالية التعلم منه، مشيراً إلى أن نجوميته كانت مبنية على أساس موهبة حقيقية وإخلاص كبير للفن.

أما الناقد سامح فتحي، مؤلف كتاب “ابن النيل.. شكري سرحان”, فقد وصفه بأنه فنان عالمي بكل ما تحمله الكلمة من معنى. وأكد فتحي أن سرحان استطاع لعب أدوار متنوعة وصعبة ببراعة تامة، بدءاً من الأدوار الرومانسية مثل دوره في فيلم “رد قلبي”، وصولاً إلى الأدوار المركبة مثل شخصية “سعيد مهران” في فيلم “اللص والكلاب”.

وأضاف أن تعاونه مع كبار المخرجين، مثل يوسف شاهين، في خمسة أفلام يعكس مكانته الكبيرة في السينما.

وشدد فتحي على أن أحد أعظم أدواره كان في فيلم “امرأة في الطريق”، مشيراً إلى أن أداءه فيه يعد مدرسة في التمثيل الواقعي، ويستحق أن يكون مرجعاً للأجيال الجديدة. كما أشار إلى أن الكاتب إحسان عبد القدوس كان يثق بقدرات شكري سرحان، ويختاره لبطولة أفلامه المقتبسة عن رواياته.

وفي ختام الندوة بتأكيد المشاركين على أن مسيرة شكري سرحان، التي امتدت لما يقرب من 50 عاماً، هي نموذج للتفاني والموهبة الحقيقية، حيث قدم خلالها أعمالاً خالدة أثرت السينما المصرية والعربية، وشدد الحاضرون على أهمية استمرار تكريم رموز الفن المصري لإحياء ذكراهم ونقل إرثهم للأجيال القادمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأقصر نور الشريف مهرجان الأقصر شكري سرحان مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية المزيد شکری سرحان إلى أن

إقرأ أيضاً:

موت السينما

استأجر المخرج الألماني فيم فندرز Wim Wenders خلال مهرجان كان السينمائي سنة 1982، غرفة في فندق «مارتينيز» -الغرفة رقم 666- ووضع فيها كاميرا ثابتة وتركها تعمل وحدها. استضاف كبار المخرجين واحدًا تلو الآخر، يدخلون الغرفة وحدهم، يجلسون أمام الكاميرا، ويجيبون عن سؤال واحد فقط: «هل السينما كما نعرفها اليوم (عام 1982) في طريقها إلى الموت؟»، كان هذا موضوع فيلم فيندرز «غرفة 666».

كان التلفزيون آنذاك قد استحوذ على اهتمام الجماهير. في غالب الظن أن السؤال بدأ من هنا. لكنه اشتبك في إجابات المخرجين المستضافين مع أسئلة أخرى، تتعلق بموت الفنون مثل موت الرواية، كما تحدثوا عن شركات الإنتاج الضخمة وتحكمها في السينما، وسردوا قصصًا عن شغفهم الشخصي بالسينما قبل رغبتهم في مشاركة هذه الأفلام مع المشاهدين.

كانت مشاهدتي للفيلم هذا الأسبوع مربكة. أحسستُ برغبة في الضحك بهستيرية، ثم الشعور بالخوف والخواء. لا بد وأن هذا السؤال اليوم يُعد تافها وإن لم يكن كذلك فهو «كرة» يتقاذفها صنّاع المحتوى عن مصرع الفنون أمام تطبيقات التواصل الاجتماعي، أو فنائها مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي. سيأخذ السؤال تنويعات تشمل التلفزيون نفسه، الوسيط الذي لا يحتفظ بمكانته السابقة. مع ذلك كان الفيلم نفسه والذي يقع في ٤٥ دقيقة ساحرًا، يبدأ من شجرة معمرة في الطريق إلى كان في فرنسا، شجرة يتجاوز عمرها بدايات السينما، شهدت على انطلاقها، شجرة أرز قادمة من لبنان كما يُخبرنا فيندرز نفسه.

أفكرُ في مشاهدتي للسينما، ككاتبة مقالات انطباعية عن الأفلام، شاركتْ في تحكيم مسابقات سينمائية، أنا لا أتذكرُ مشاهدتها في صالة العرض، في الحقيقة أنا لم أشاهد فيلما في السينما منذ كورونا حتى اليوم عدا مرة واحدة دعيتُ فيها لتدشين فيلم عُماني قصير قبل نحو شهرين من كتابتي لهذه المقالة. لعلي استدعي في هذا السياق ما قالته الشاعرة فروغ فرخزاد في إحدى رسائلها، إنها تحب السينما ويؤسفها أنها لا تستطيع في هذه المدينة أن تشاهد فيلمًا جيدًا.

اعتمدتُ منذ البداية على قرصنة الأفلام، ولولا ذلك لما شاهدتُ في حياتي سينما فنية، انتظرتُ مع أصدقائي تحديثات بخصوص جودة النسخ المنشورة والتي تبدأ عادة مع النشر الأول رديئة للغاية. ثم كتبنا عن الأفلام هنا وهناك، أنا نفسي في أول برنامج إذاعي لي على إذاعة سلطنة عُمان قدمتُ برنامجًا عنوانه «انطباعات سينمائية». لكن أين أقف أنا والرفاق من هذا الآن؟ نحن أبناء جيلنا وفترتنا الزمنية، حيث منصات العرض كنتفليكس وأمازون وغيرها أكثر توفرًا وأسهلُ وصولًا. أما المواقع التي اعتدنا عليها ففقدنا معظمها مع شهادات رثاء تتوالى طوال الوقت. كان مؤسفًا أن يغلق موقع الترجمة الأشهر للأفلام «SUBSCENE» قبل سنة من الآن؛ كان هذا الموقع ملاذنا لتحميل الترجمات، بالإضافة لكونه نافذة لمطالعة الأفلام التي يفضلها المترجمون المفضلون لنا، فيوفر لكل منهم مكتبة بترجماتهم، فما إن تجد من تتفق معه في الذائقة حتى تهتدي بما يختار دون أن تعرف شيئًا عن الفيلم.

سافرتُ السنة الماضية لألمانيا، تركتُ «اللاب توب» مفتوحًا بينما اقرأ، لم أكن أعرف أنني لم أغلق تطبيق «تورنت» وهو تطبيق وسيط بمثابة منصة تقوم بتحميل الأفلام المقرصنة، لكن هذه الأفلام ليست في مكان واحد، بل هي في أجهزة من قام بتحميلها. وبعد تحميل الفيلم، تتاح خاصية «البذر» وهي الإبقاء على الفيلم متاحًا لمستخدمين آخرين، كما لو أننا نزرع تربة وراء أخرى. فاتني إغلاق هذه الخاصية. وصل لمكان سكني خلال يومين من هذه الحادثة إنذار غرامة بقيمة (٣٠٠٠ يورو) لرفع فيلمين على الإنترنت. كدتُ أفقد عقلي حينها، لكن هذا ليس أكثر من بداية لممارسات أكثر تشددًا حول ملكية الحقوق الفكرية للأفلام. لم تعد الأفلام متاحة كما كانت في السابق، السينما تموت لا لخيارات الترفيه والفن الأخرى بل لأنها حصرية وغير مشاعية وبعيدة جدًا.

غابت الأسماء التي كانت تدون عن السينما في الخليج، البعض انخرط في أعمال مؤسسية داخل بلدانهم، لتصبح أعمالهم إدارية، تتعلق بالتخطيط لمهرجانات لا يبدو أنها تؤتي ثمارها، فالسينما في وضع سيئ للغاية في الخليج -هكذا على الأقل بعد مشاهدتي لأفلام مهرجان الخليج السينمائي في الرياض قبل سنتين من الآن- يتعامل صنّاع السينما الخليجية مع الأفلام غالبًا بوصفها مشاريع للنشر في منصات البث المشهورة التي أشرتُ إليها. أو باعتبارها طريقة للمرور إلى مهرجانات لا يسمع بها إلا القلة، ولا يصل إليها الشغوفون بالسينما منتظرين نسخة مقرصنة من فيلم أشيد به.

تتجه الكثير من شركات الإنتاج في الخليج والتي بدت واعدة عند إنشائها لإنتاج المحتوى الرقمي للإعلانات التجارية، فهي مربحة وأقل كلفة تشغيلية. وتزداد الرقابة على الأفلام بسبب موظفي أجهزة الرقابة الذين لا علاقة لهم بالسينما، ويقرأون الأعمال بحرفية. قال لي مخرج عُماني إن فيلمه لم يتخط الرقابة لأن فيه إشارات للسحر.

ينتهي فيلم فيندرز بالشجرة نفسها في مشهد إظلام، ذلك بعد أن يظهر هو ليضع أمام الكاميرا شريطا مسجلا في جهاز راديو صغير، للمخرج التركي يِلماز غوني الذي اعتقل بسبب أعماله ولم يتمكن من الوصول للغرفة ٦٦٦.

أريدُ حقًا أن أجمع صنّاع السينما في غرفة صغيرة أمام كاميرا ربما تكون غالبًا كاميرا «الموبايل» وأسألهم: هل ما زالت السينما حية في مكان ما؟

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة الأقصر: المشاركة في الانتخابات رسالة دعم للاستقرار وخطوة بمسيرة الجمهورية الجديدة
  • رئيس جامعة الأقصر تدلي بصوتها بانتخابات النواب للمرحلة المُعادة
  • رئيس الأوبرا يتسلم درع تكريم مهرجان الأوبرا العربية الأول بالدوحة
  • كارل.. أغلى موهبة تحت 18 سنة في العالم
  • "موهبة" تطلق فعاليات المعارض المركزية للإبداع في 4 مناطق بمشاركة 500 مشروع
  • رئيس الوزراء يتابع مع وزير الاتصالات مشروعات التحول الرقمي ومسابقة ديجيتوبيا
  • موت السينما
  • تعلن محكمة التعزية الابتدائية بأن الأخت/ شفاء سرحان السروري تقدمت إليها بطلب انحصار وراثة
  • نائب رئيس جامعة عين شمس يفتتح مهرجان الأسر الطلابية
  • رئيس الأوبرا يهنئ هند أنور بفوزها في مهرجان نسيج الفن بالدوحة