ابنة رونالد ريغان: حلم كاليفورنيا ذهب أدراج الرياح بسبب أخطائنا
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
كتبت باتي ديفيس ابنة الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان مقالا في صحيفة نيويورك تايمز تنعى فيه الحال الذي وصلت إليه لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا، إثر الحرائق التي أحالت مؤخرا حي المشاهير الراقي باسيفيك باليساديس في مدينة ماليبو إلى رماد.
واستهلت ابنة ريغان مقالها بذكرياتها في مزرعة ماليبو التي قضت فيها معظم سنوات طفولتها، وقالت إن المزرعة كانت هي المكان الذي تقضي فيه عطلات نهاية الأسبوع.
وأضافت بنبرة طغى عليها الحنين إلى الماضي "كنا نعيش في باسيفيك باليساديس، حيث كنا نشعر بالهدوء الشديد، لدرجة أننا كنا نحس وكأننا في ملجأ سري يحجب عنا ضوضاء وسط المدينة وازدحامها".
كانت تلك لوس أنجلوس أيضا، لكن كل ذلك قد اختفى الآن، وباتت كاليفورنيا حلما تذروه الرياح، هكذا تقول ديفيس قبل أن تضيف أن أحياء المدينة أصبحت أشبه ما تكون بساحة حرب بفعل شراسة النيران، كما تُظهر ذلك المشاهد المصورة.
وذكرت أن الجميع يحاول تجاوز الحزن والصدمة و"الحقيقة أننا فقدنا كل شيء".
وقالت "ظننت ذات مرة أن الأرض التي أحببتها كثيرا ستدوم إلى الأبد، لكنني لم أتخيل أنها سوف تستشيط غضبا وتئن تحت وطأة إهمال البشر وجشعهم، وتتحول إلى فوضى بسبب ادعائنا بجهل أن باستطاعتنا المضي في ضخ السموم في الغلاف الجوي دون أن يكون لذلك عواقب".
إعلانواستشهدت بمقال رأي كانت نيويورك تايمز قد نشرته أواخر 2021 تحت عنوان "بطاقات بريدية من عالم يحترق" تناول قصص 193 دولة تُظهر كيف يعيد تغير المناخ تشكيل الواقع في كل مكان، من الشعاب المرجانية المحتضرة في جزر فيجي إلى الواحات التي تختفي بالمغرب وما هو أبعد من ذلك بكثير.
التغير المناخيوقالت ابنة الرئيس الراحل إن "غضبي على ما فعلناه بهذه الأرض الهشة والرائعة كان مشوبا بالحزن حتى ذلك المساء عندما كنت أشاهد برنامجا إخباريا يستضيف عددا من المحللين، وكان موضوع الحلقة احتراق لوس أنجلوس".
وأردفت أن أحد الضيوف أرجع السبب في الحريق إلى التغير المناخي، في حين افترَّ ثغر ضيف آخر عن ابتسامة متكلَّفة، وقال إنه لا يعتقد أن هذا هو السبب.
ومضت إلى القول إن الناس تريد أن تدافع عن الأرض "التي خُلقت بتوازن مثالي، بجمال وإعجاز وفن إلهي.. أرض خُلقت هنا ليس من أجل استهلاكنا وجشعنا، بل لتغذينا، وهي تحتاج منا الحماية أكثر من أي وقت مضى".
وتابعت وكأنها تندب الحال الذي وصل إليه البشر، فتقول "لقد أخللنا بتوازن الكوكب بأكمله، ونحن الآن نعاني من العواقب المتمثلة في أنماط الطقس القاسية التي لا نعرف كيف نواجهها، وما ينتج عنها من حرائق وفيضانات وأعاصير وزوابع أشد من أي شيء عرفناه من قبل".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
أعمال عنف ونشر ألفين من قوات الحرس.. ماذا يحدث بولاية كاليفورنيا؟
اندلعت مساء الجمعة احتجاجات في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بعد أن نفذ ضباط من وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك عمليات في المدينة واعتقلوا 44 شخصا على الأقل بتهمة ارتكاب مخالفات لقوانين الهجرة، وسرعان ما تطورت الاحتجاجات التي استمرت حتى اليوم الأحد إلى أعمال عنف مما دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الأحد إلى إصدار أوامر بشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في المدينة لموجهتها.
فما سبب الأزمة وكيف بدأت شرارة الأحداث؟ وما هو موقف الإدارة الأميركية من تلك الأحداث؟ كذلك ما هو موقف الديمقراطيين الذين يديرون لوس أنجلوس؟ وما دور النقابات بعد اعتقال رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في ولاية كاليفورنيا؟
ما سبب الأزمة؟جعل ترامب من اتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة سمة مميزة لولايته الثانية، وبدأ عمليات ترحيل لعشرات آلاف المهاجرين، الأمر الذي وضع الديمقراطيين في مواجهة إدارة ترامب، خاصة مع تزايد الاحتجاجات على الاعتقالات في معاقل الديمقراطيين، وتصاعد الأمر بوصول حملة ترامب إلى لوس أنجلوس -التي يديرها الديمقراطيون- والتي يشكل ذوو الأصول اللاتينية والمولودون في الخارج جزءا كبيرا سكانها.
كيف بدأت شرارة الأحداث؟بدأت الاحتجاجات بعد ظهر يوم الجمعة الماضي بعد احتجاز أكثر من 40 شخصا في عمليات مداهمة للهجرة في جميع أنحاء لوس أنجلوس في وقت سابق من ذلك اليوم، مما أثار اشتباكات بين الضباط والمتظاهرين تحولت إلى أعمال عنف وأسفرت عن قيام الشرطة بإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الحشد.
إعلان ما هو موقف الادارة الأميركية وسلطات إنفاذ القانون:بحسب وصف صحيفة بوليتيكو فقد سعى مسؤولو إدارة ترامب إلى تصوير أحداث يوم الجمعة باعتبارها هجوما عنيفا على مسؤولي الهجرة الفيدراليين، مدفوعا بسياسيين ديمقراطيين كانوا صريحين في إدانتهم لسياسة الهجرة التي تنتهجها الإدارة.
وقال توم هومان، مسؤول الحدود في البيت الأبيض، لشبكة فوكس نيوز يوم أمس السبت إن إنفاذ قوانين الهجرة يجعل لوس أنجلوس أكثر أمانا، وأنه وسط الاحتجاجات "سنقوم باستدعاء الحرس الوطني الليلة".
واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين في بيان ان الوضع الذي حدث كان نتيجة مباشرة "للتشويه المتكرر وتشويه سمعة إدارة الهجرة والجمارك" من قبل السياسيين الديمقراطيين، بما في ذلك حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم وعمدة لوس أنجلوس كارين باس.
وأضافت أن "الاستهداف العنيف لرجال إنفاذ القانون في لوس أنجلوس من قِبل مثيري الشغب الخارجين عن القانون أمرٌ حقير، ويجب على عمدة كاليفورنيا باس وحاكم كاليفورنيا نيوسوم المطالبة بإنهائه. لقد خاطر رجال ونساء إدارة الهجرة والجمارك بحياتهم لحماية المواطنين الأمريكيين والدفاع عنهم"، مشددة بأن "الخطاب العنيف" لـ"سياسيي الملاذ الآمن" أمرٌ مرفوض.
وقد عززت إدارة الهجرة والجمارك موقفها وحذرت من أن أحداث يوم الجمعة لم تكن بأي حال من الأحوال نهاية حملتها على الهجرة.
مع تصاعد الموقف، أُلقي القبض على رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا، حيث أصيب بجروح خلال احتجازه استدعت دخوله المستشفى لفترة وجيزة، وفقًا لبيان صادر عن النقابة.
ووفقا لبيان صادر عن اتحاد عمال الخدمات الدولي مساء الجمعة، أُطلق سراح هويرتا من المستشفى، لكنه لا يزال رهن الاحتجاز.
إعلانوقال هويرتا في بيان: "ما حدث لي لا يتعلق بي؛ إنه يتعلق بأمر أكبر بكثير. يُعامل الكادحون، وأفراد عائلتنا ومجتمعنا، كالمجرمين. علينا جميعا الاعتراض على هذا الجنون، لأن هذا ليس عدلا، بل ظلم. وعلينا جميعا أن نقف إلى جانب الحق".
وتدفقت صرخات الاستنكار يوم السبت من جانب المنظمات الليبرالية الكبرى -بما في ذلك اتحاد العمال العملاق "الاتحاد الأميركي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية" وفرع اتحاد الحريات المدنية الأميركي في جنوب كاليفورنيا – والتي أدانت المداهمات وطالبت بالإفراج عن رئيس نقابة عمال الخدمات الدولية في كاليفورنيا، ديفيد هويرتا.
في أعقاب الاشتباكات التي وقعت يوم الجمعة، قالت مجموعة من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين من منطقة لوس أنجلوس إنهم مُنعوا يوم السبت من زيارة المبنى الفيدرالي حيث يُزعم احتجاز أشخاص في مراكز احتجاز المهاجرين .
وقالت النائبة لوز ريفاس (ديمقراطية من كاليفورنيا) في بيان: "إن التقارير عما يحدث داخل مبنى رويال الفيدرالي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لقوانيننا ووصمة عار على قيمنا كدولة". وأضافت: "لقد منعتني إدارة ترامب وزملائي من أداء واجباتنا الرقابية في الكونغرس بشأن الانتهاكات والإهمال المُبلّغ عنه في هذه المنشأة".
أمر الرئيس الأميركي اليوم الأحد بنشر ألفي عنصر من قوات الحرس الوطني في لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وقال البيت الأبيض في بيان إن ترامب وقع مذكرة رئاسية لنشر قوات الحرس الوطني "لمعالجة الفوضى التي سُمح لها بالتفاقم".
وقال كبير مسؤولي إنفاذ القانون في إدارة ترامب في جنوب كاليفورنيا إن قوات الحرس الوطني ستصل إلى لوس أنجلوس خلال الساعات الـ24 القادمة، لقمع المحتجين الرافضين لموقف إدارة ترامب من الهجرة.
إعلانكما أعلن ترامب، اليوم الأحد، حظر ارتداء الأقنعة في المظاهرات التي تشهدها لوس أنجلوس ضد حرس الحدود، وكتب في منشور على منصة "تروث سوشال" التي يملكها: "من الآن فصاعدا سيمنع ارتداء الأقنعة في المظاهرات، ماذا يريد هؤلاء الناس إخفاءه ولماذا؟".
يرى بعض المسؤولين الأميركيين أن ترامب قد يستند -إذا اضطر- إلى قانون العصيان الذي يعود لعام 1807 ويعطي الرئيس حق نشر الجيش الأميركي لإنفاذ القانون وكبح الاضطرابات المدنية، مما يجعل الأحداث تأخذ منحا آخر أكثر خطورة.