د.حماد عبدالله يكتب: رساله لمن يهمه أمر الوطن !!
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
لا حل للخروج من مأزق التخلف الذى نعانيه فى مناحى الأنشطة الحياتية فى مصر سواء كان ذلك فى مجال الإقتصاد أو الإجتماع أو السياسة إلا بحسن إختيار "مدير ناجح" يعلم أدوات الإدارة المعاصرة.
فلا شيىء تقدم فى "مصر" أو فى العالم إلا بحسن إختيار المدير وتشكيل الإدارة لأى مرفق إقتصادى أو تعليمى أو صحى أو أجتماعى أو سياسى !!
ولعل بعض النماذج "الإدارية المؤسسية" فى "مصر"، الناجحة والتى تعانى من الحرب التى يشنها عليها الحاقدين وضعفاء النفوس والفاسدين !! خير دليل على إن "مجتمع المحروسة" يعانى بشدة من فقر فى الإدارة المحترمة !!
وهذا لا يعنى إفتقارنا إلى الإفراد والشخصيات المدربة والمتعلمة والمؤهلة للإدارة!
ولكن نحن "نفتقر للشفافية " نفتقر للصفوف الثانية فى كل الإدارات القائمة " نفتقر للضمير " الذى "نام وشبع نوم" فى مراحل الحياة المصرية المعاصرة !!
فالقتل للمتميزين يوميًا فى الجامعات وفى الحكومة وفى المؤسسات العامة القتل لكل كفاءة وتكفيرها فى حياتها اليومية قائم !!منذ أكثر من ثلاثون عامًا !!
والهجوم على كل ناجح وكل بادرة أمل فى أى وزارة أو مؤسسة له تنظيمات وله أنياب وله أقلام فى الصحف وله أصوات فى البرامج الإعلامية !!
التخلف أقوى من التقدم، لأن المتخلفون والفاسدون يستطيعوا أن يجتمعوا وأن يقتربوا من بعضهم البعض بأسرع مما يتخيله أحد، والمثل الشعبى المصرى صادق 100% (البيض المِمَشْشْ يتدحَرجْ على بعضه أو بجانب بعضْ ) إن التخلف والفساد شيىء واحد عملة واحدة يدافع عن وجوده بشكل منظم، وشرعى، أما الخير وأما التميز وأما الشيىء الناجح النافع فلا شيىء يجمعهم، ولا شيىء يحفزهم فى مجتمع أطلق عليه د/صبرى الشبراوى، أستاذ التنمية البشرية بالجامعة الأمريكية أن المصريون "بيدلعوا التخلف " هذه المقولة حقيقية وإن كانت تحتاج لبعض التطوير والتوصيف الأكثر !!
إن "الفساد والتخلف " لهم منابع مستمرة ولعلنا حينما نرى من يحتل المناصب ومن يحتل منصب مساعد لتلك المناصب "مجموعة من المتخلفين " الغير قادرين على الإبداع والذين يتحولون فى مراحل متقدمة إلى فاسدين ومفسدين !
ولا أمل على الإطلاق فى مستقبل يتحكم فيه" فاسد أو خامل أو غبى " !!
كلهم أسماء لشخص واحد وللأسف الشديد هم المسئولين عن تقدم الأمة !!
نجدهم فى أشد المناصب حساسية، والتى تحتك بالجمهور يوميًا من خلال إدارة سيئة، إدارة جائت بالواسطة، أو بالصدفة، أو بخفة الدم، أو مكافأة لقيامه بنفاق أو رياء، أو مكافأة نهاية خدمة !!
لن تتقدم مصر إلا بإدارة ناجحة لها معايير عالمية مثل كل شعوب الأرض الناجحة والناجعة !هذه رساله لمن يهمه أمر هذا الوطن !!
[email protected]
.المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
د. محمد بشاري يكتب: الرجاء.. نور القلب حين يضيق العالم
في زحمة الحياة وتناوب مشاهد الفقد والخيبة، يطلّ الرجاء كنسمة خفيفة على قلب أثقلته الحيرة، ويأتي كالضوء في آخر النفق حين تشتدّ الظلمة ولا يبقى للمرء سوى انتظارٍ صامت لما لا يُعرف توقيته، لكنه يؤمن بوقوعه. الرجاء ليس ترفًا روحيًّا، بل هو ضرورة وجوديّة، تعيد التوازن إلى روح الإنسان كلما مالت كفة الخوف، وأثقلته الكروب، وداهمه العجز.
الرجاء في حقيقته ليس انتظارًا سلبيًّا، بل هو توق إلى الجمال الإلهي، توقٌ لا ينبع من غفلة عن عظمة الله، بل من معرفة باسمه الرحيم، ومن امتلاء القلب بإحساس عميق بأن الله لا يردّ سائلاً، ولا يُخيّب آملًا، ولا يُدير وجهه عمّن طرق بابه متذلّلًا. إنه شعور رقيق يتسرّب إلى القلب كما تتسرّب الحياة إلى البذور تحت التراب، فينمو الإيمان دون ضجيج، وتثمر النفس طمأنينة دون أن تُدرَك كيفيتها.
ليس الرجاء كما يتصوّره البعض، تحليقًا في سماء الأوهام، بل هو فعل وجدانيّ ينمو على أرض الوعي بصفات الله، ويجعل القلب معلقًا بما عنده، دون أن ينكسر إن أبطأ العطاء أو تأخر الفرج. وهو أيضًا مجاهدة، لأن الحفاظ على الرجاء وسط الألم يحتاج إلى قوة أعظم من تلك التي يملكها الإنسان حين تسير الأمور كما يشتهي.
من عرف الله بحقّ، لم ييأس، وإن ضاقت عليه السبل. بل رأى في كل انغلاق فرصة لافتتاح باب من أبواب الله، وفي كل وجع نداءً للعودة، وفي كل انكسار معنى خفيًّا يُعلِّم النفس كيف تتجرد من حولها وقوتها، وتتوكل على من بيده مفاتيح الغيب. الرجاء هو الحياة حين تتيبس الأرواح، وهو المعنى الذي يجعل من الانتظار عبادة، ومن الصبر حُسن ظن، ومن التوجّه إلى الله لحظة سكينة لا يوازيها شيء.
العجب في الرجاء أنه لا يتناقض مع الخوف، بل يكمله. فالعبد لا يُقبل على الله مغترًّا برجائه، ولا ينصرف عنه يائسًا لخوفه، بل يسير بين جناحين من رجاء وخوف، فيسمو، ويستقيم. ومتى مال القلب إلى أحدهما دون الآخر، اختلّ السير واضطرب الطريق. أما من أيقن أن الله أرحم به من نفسه، وأن رحمته تسبق غضبه، فإنه لا ييأس، ولا يختنق حين تتعاظم عليه الأمور.
وليس الرجاء مقصورًا على لحظات الشدّة، بل هو ديدن المحبّين في صفائهم، يعبدون الله لا لرهبة ولا لرغبة، بل لأنهم يحبونه، ويرجون لقاءه، ويشتاقون إلى قربه. يعيشون على وعده، ويسكنون في أملهم بما عنده، ولو فقدوا كل شيء في الدنيا، فإنهم لا يفقدون الرجاء في الله، لأنه أثمن ما في قلوبهم، ومصدر عزائهم في دنيا فانية.
ما أصدق الرجاء حين يخرج من عين باكية، أو قلب منكسر، أو روح متعبة، تقول في سرّها: “يا ربّ، لا أحد لي سواك”، وتنام على يقينٍ أن الله لن يخيّب دعاءً خرج من أعماق الألم، ولن يردّ يدًا ارتفعت إليه متطهّرة من حول البشر. هو لسان الفطرة حين تصمت الفلسفات، وصرخة القلب حين تعجز العقول، ووعد لا يخلفه الكريم إذا قال للشيء: “كن”.
وفي ختام هذا البوح، لا نملك إلا أن نرفع أكفّ الرجاء بالدعاء:
اللهم إنّا نسألك رجاءً لا يخيب، وأملًا لا يخفت، وقلبًا إذا اشتدّ عليه البلاء، لم يزد إلا تعلقًا بك. اجعلنا من الذين لا يرجون غيرك، ولا يسألون سواك، ولا يطمئنون إلا إليك. اللهم إن ضاقت بنا الدنيا، فافتح لنا أبواب رحمتك، وإن قست علينا الأيام، فالِن قلوبنا بحبك، وإن اشتدّ الظلام، فكن أنت النور الذي لا ينطفئ. آمين.
ايامكم رجاء لا ينقطع، وأمل لا يُخذل، وسكينة لا تفارق أرواحكم أبدًا.