انطلاق الموسم الثالث من مبادرة "طبلية مصر" بمتحف الحضارة
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
تسلط الضوء على التراث الشعبي للمأكولات المصرية
تحت عنوان "إحياء الماضي توثيق الحاضر من أجل المستقبل" شهد المسرح الكبير بالمتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، انطلاق فعاليات الموسم الثالث من مبادرة "طبلية مصر" لإحياء الأكلات الشعبية المصرية، وذلك بالتعاون مع مجموعة صادكو.
وقد حضر الفعالية الدكتور أحمد غنيم الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف المصري الكبير، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار، والسيدة أنجلينا إيخهورست سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، ولفيف من الشخصيات العامة وأساتذة الجامعات والباحثين والأثريين وعشاق التراث المصري.
واستهل الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، الاحتفالية بكلمة رحب خلالها بالضيوف، معرباً عن سعادته باستضافة المتحف لهذه المبادرة والتي حققت نجاحاً وإقبالاً جماهيرياً كبيراً خلال مواسمها السابقة خلال عام 2023، لتسلط الضوء على التراث الشعبي للمأكولات المصرية، كأحد أنواع التراث غير المادي لحمايته من الإندثار، إلى جانب الترويج السياحي للأكلات المصرية، وتوعية المجتمع والجيل الناشئ على كيفية اختيار نظامهم الغذائي بشكل صحي، وكيفية إيجاد بدائل صحية من المأكولات التراثية، وذلك عبر مجموعة الفعاليات والورش الفنية.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف القومي للحضارة المصرية، على حرص المتحف على احتضان هذه المبادرات التي تلقى الضوء على التراث والحضارة المصرية، والتي تلعب دوراً هاماً في رفع الوعي الثقافي والأثري لدى جميع أبناء المجتمع بمختلف فئاته العمرية والمجتمعية، وتفعيلاً لدور المتحف في حماية الموروث الحضاري والثقافي لمصر.
وتقدم الدكتور الطيب عباس بالشكر لجميع الجهات الداعمة لهذه المبادرة والمشاركين فيها والقائمين عليها لما يبذلونه من جهد لإنجاحها والعمل على توثيق الأكلات التراثية المصرية.
ومن جانبها، أشارت الدكتورة منة الله الدُري مدرس النباتات الأثرية بكلية الآثار جامعة عين شمس، إلى أن الحضارة المصرية تمتلك تراثًا غذائيًا غنياً ومتنوعاً، وأن المصري القديم كان يهتم بالمائدة وتنوع أطعمتها الصحية والتي لا تزال موجودة حتي الآن على المائدة المصرية، موضحة أن فعاليات الموسم الثالث تتضمن العديد من الأنشطة والورش التفاعلية التي تبرز هذا التراث من بينها عرض فيلم وثائقي عن أنشطة المبادرة في المواسم السابقة، وتنظيم حلقة نقاشية حول "الطعام في السينما المصرية"، أدارها المخرج محمود رشاد، لتسليط الضوء على الأكلات التي تناولتها السينما المصرية.
كما أُقيم معرض فني بعنوان "السفرة في السينما المصرية" لمجموعة من اللوحات فنية ومشاهد من أفلام مصرية توثق الأطعمة والأدوات المستخدمة في إعداد المائدة المصرية.
وتتضمن الفعاليات أيضاً مجموعة من الأنشطة الثقافية والتوعوية منها ندوات عن سياحة الطعام وأشهر الأكلات في المحافظات المصرية، وورش عمل لتوثيق الأكلات الشعبية، وورش حكي بالمشاركة مع مؤسسة نوايا لمبادرة التراث الريفي لتقديم وصفات أكلات تقليدية من سيدات البدرشين، وورش خارجية مع مطبخ الدوار المجتمعي لتعليم سيدات عزبة خيرالله طرق تجفيف الفواكه والخضروات.
وتحت عنوان "ازرع طعامك" تم تنظيم ورش عمل للأطفال، وذوي الهمم للتعرف على كيفية إعداد المأكولات التراثية والقصص المرتبطة بها، وتسليط الضوء على الصحة والحفاظ على البيئة من خلال تعلم كيفية زراعة الأسطح الخضراء .
وخلال الفعالية تم تكريم عدد من الشخصيات التي ساهمت في إنجاح هذه المبادرة خلال المواسم السابقة وعملوا على توثيق الأكلات التراثية المصرية، وعلي رأسهم الدكتور أحمد غنيم، والدكتور ميسرة عبد الله، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، واللذين أعربا عن سعادتهما بهذا التكريم من المكان الذي عملا فيه وإرتبطا به، مؤكدين على أن المتحف القومي للحضارة المصرية هو صرح ثقافي ملهم بما يقدمه من أنشطة وفعاليات متنوعة.
وشهدت فعاليات اليوم الأول
وفي ختام فعاليات اليوم ، أتيحت الفرصة للحضور وزوار المتحف تذوق مجموعة من الأطعمة التراثية المصرية، وسط أجواء تراثية أثارت إعجاب وتفاعل الزائرين معها،حيث تأتي مبادرة "طبلية مصر" لتؤكد دور المتحف كجسر بين الماضي والحاضر، حيث تسهم في حماية الموروث الثقافي وتعزيز الوعي بأهميته للأجيال القادمة.
كما أعربت الأستاذة داليا فخر، مسؤولة التسويق الواعي وتطوير المشاريع الثقافية بمؤسسة صادكو، عن اعتزازها بالتعاون مع المتحف، مؤكدة أهمية دعم الأنشطة المجتمعية التي تعزز الهوية المصرية واستدامة التراث الغذائي
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المتحف القومي للحضارة المصرية الفسطاط طبلية مصر الأكلات الشعبية المصرية المتحف القومی للحضارة المصریة الضوء على
إقرأ أيضاً:
إسنا التاريخية تتألق عالميًا .. مصر تعود إلى ساحة العمارة بجائزة الآغا خان 2025
في لحظة تاريخية تعكس عودة مصر بقوة إلى المشهد العالمي للعمارة والتراث، أعلن منظمو جائزة الآغا خان للعمارة عن اختيار مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية» ضمن القائمة القصيرة لدورة الجائزة لعام 2025.
ويعد هذا الإنجاز خطوة نوعية بعد غياب مصري دام أكثر من عقدين عن المنافسات الدولية الكبرى في مجال العمارة، وهو تأكيد على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي كرافد رئيسي للتنمية المستدامة والتنشيط الاقتصادي والاجتماعي في مصر.
تم تنفيذ المشروع في شراكة استراتيجية بين وزارة السياحة والآثار، ومحافظة الأقصر، بدعم مشترك من الحكومة الأميركية، والمملكة الهولندية، والوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية. ويُعتبر هذا النموذج الملهم بمثابة إعادة تقديم مدينة إسنا كوجهة ثقافية وسياحية متكاملة، مع التركيز على التراث الغني الذي تعود جذوره إلى عصور مختلفة، وهو ما أسهم في استعادة المدينة إلى الخريطة السياحية بعد غياب استمر لأكثر من عشرين عامًا.
أكد المهندس كريم إبراهيم، مدير المشروع، في تصريح له اليوم الخميس، أن جائزة الآغا خان لا تكرم التصميم المعماري فحسب، بل تحتفي بدور العمارة كأداة فعالة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الروح المجتمعية. وقال إبراهيم إن المشروع تم تصميمه وفق أفضل المعايير في مجال الحفاظ العمراني والمعماري، مع العمل على تحسين تجربة الزائرين للسائحين، ووضع خطط متكاملة لإدارة الموقع التراثي والمركز التاريخي للمدينة.
وأضاف أن المشروع يهدف أيضًا إلى تنشيط الاقتصاد المحلي عبر تحسين فرص العمل وتعزيز استفادة المجتمع المحلي من عوائد السياحة، مما يجعله نموذجًا ناجحًا للتنمية المجتمعية المستندة إلى حماية وإحياء التراث.
جائزة الآغا خان للعمارة: التزام عالمي بالحفاظ على التراث والهويةتعد جائزة الآغا خان للعمارة واحدة من أرفع الجوائز الدولية في مجال العمارة، وأُطلقت عام 1977 بمبادرة من الأمير كريم آغا خان. تستهدف الجائزة تكريم المشاريع التي تحقق التوازن بين الجمال المعماري، والاحتياجات الاجتماعية والثقافية، والبيئية في المجتمعات الإسلامية.
يتم منح الجائزة كل ثلاث سنوات للمشروعات التي تسهم في تحسين نوعية الحياة، والحفاظ على الهوية المحلية، وتعزيز الاستدامة. وتجسد هذه الجائزة التزامًا عالميًا بدعم المشاريع التي ترتقي بالمجتمعات من خلال العمارة والتنمية المستدامة.
عودة مصر للمجد المعماري الدوليكانت مصر قد حصلت على جائزة الآغا خان للعمارة في سبع مناسبات سابقة، من بينها متحف النوبة بأسوان (2001)، ومكتبة الإسكندرية (2004). لكن منذ ذلك الحين، لم تدرج أي مشاريع مصرية ضمن القائمة القصيرة للجائزة، ما يجعل اختيار مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية» حدثًا بارزًا في إعادة تأكيد مكانة مصر على خريطة العمارة العالمية.
المنافسة العالمية وأسماء لامعة بين المرشحيناختارت لجنة الجائزة مشروع إسنا إلى جانب مجموعة من المشاريع الرائدة عالميًا، والتي تتضمن أعمالًا لفائزين بجائزة بريتزكر المرموقة مثل ديفيد شيبرفيلد وفرانسيس كيري، إضافة إلى مكاتب معمارية مرموقة مثل IBUKU، ومؤسسة التراث الباكستانية بقيادة ياسمين لاري، فضلاً عن معمارية مارينا تبسُّم وهان تومرتكين.
هذا التصنيف يعكس ثقة اللجنة في تميز مشروع إسنا من حيث الرؤية، والأثر الاجتماعي، والابتكار في مجال الحفاظ على التراث والتنمية المستدامة.
يأتي اختيار مشروع «إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية» ضمن القائمة القصيرة لجائزة الآغا خان للعمارة 2025 كرسالة واضحة على قدرة مصر على استعادة مكانتها في المشهد العالمي للعمارة، عبر مشاريع تنموية تراثية توازن بين الأصالة والحداثة، وتخدم الاقتصاد المحلي والمجتمع على حد سواء. إنه إنجاز يعكس التزام مصر بحماية تراثها الثقافي وتوظيفه كرافد أساسي للتنمية المستدامة، في خطوة تُعيد الأمل في مستقبل معماري مزدهر ومشرق.