من الروبوتات المرافقة التي تساعد كبار السن المصابين بالزهايمر، إلى أجهزة الاستشعار.. توفر الابتكارات المخصصة لكبار السن والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي فرصاً لمواجهة التحديات وتحسين رفاهية كبار السن.

وكانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، بحسب مشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

 
فالذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الرعاية الصحية لفئة كبار السن من خلال توفير مراقبة ورعاية فعالة وشخصية.
اقرأ أيضاً.. الإمارات الأولى «أوسطياً» في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتصنيع الدوائي
توفر الأجهزة القابلة للارتداء المزودة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تتبع العلامات الحيوية بشكل مستمر ، وتنبيه مقدمي الرعاية أو المتخصصين الطبيين في الوقت الفعلي..حيث تعمل هذه التكنولوجيا كنظام إنذار مبكر للمشكلات الصحية المحتملة، مما يسمح بالتدخلات السريعة ويقلل من مخاطر الآثار السلبية.
فالمساعدون الافتراضيون الذين يعملون بنظام الذكاء الاصطناعي، يتولون مهمة تذكير كبار السن بتناول الأدوية، وجدولة المواعيد، وتقديم نصائح مفيدة حول إدارة الحالات المزمنة.

 العيش المستقل والخصوصية
في مختلف أنحاء العالم، تزداد نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بوتيرة أسرع من ارتفاع نسبة فئات الشباب، بحسب الأمم المتحدة.

أنظمة المنزل الذكي المدمجة مع الذكاء الاصطناعي تتكيف مع الروتين اليومي لكبار السن. حيث يمكن للمساعدين الذين يتم تنشيطهم صوتيًا مثل Alexa أو Google Assistant القيام بمهام مختلفة مثل تشغيل الأضواء وضبط درجة حرارة الغرفة وطلب البقالة.
وأيضا توفر أنظمة مراقبة المنزل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، السلامة من خلال اكتشاف حوادث السقوط   وغيرها من الحوادث وإخطار خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر.وتستحوذ الأدوات الصحية على حيز كبير من الاهتمام.
اقرأ أيضاً.. أكثر من مجرد شاشات.. هكذا يطور الذكاء الاصطناعي أجهزة التلفاز

وثمة أجهزة كثيرة يُفترض أن تسهّل حياة المسنّين رغم فقدانهم بعض القدرات، بهدف البقاء في منازلهم بأمان واستقلالية، منها أجهزة تنبيه طبية وأجهزة رقمية لقياس ضغط الدم وكراس متحركة كهربائية وكاميرات متصلة.
وبالإضافة إلى الأجهزة الصحية، تركز بعض الشركات اهتمامها على الصحة النفسية.

وابتكرت شركة "ستارلينغ ميديكال" جهازا يتم تثبيته بكراسي المراحيض، تم عرضه في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.

 

حيوانات أليفة آلية
أحد الاهتمامات الرئيسية للمسنين هو كيفية التقدم في السن بسلام في منازلهم. ويشعر نحو 90% من كبار السن في الولايات المتحدة بالقلق من عدم تحقيق ذلك، بحسب دراسة صدرت عن منظمة "ايه ايه آر بي" ومنظمي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.
وفي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، عرض توم ستيفنز "تومبوت"، وهو كلب آلي مستوحى من جرو "لابرادور ريتريفر"، يهز ذيله وينبح وينام.

وتعتزم شركته "تومبوت" تصنيع قطة روبوتية لمحبي القطط مشابهة للكلب الآلي، لتكون رفيقة مريحة مع صيانة غير مكلفة كثيرا. ويؤكد ستيفنز أن "الناس يبتسمون ويريدون أن يكونوا قريبين منها، ويعتنوا بها ويراقبوا حالتها، رغم إدراكهم أنها روبوت وليست حيوانا فعليا".

أخبار ذات صلة مشاركون في قمة طاقة المستقبل: الذكاء الاصطناعي ركيزة لتشكيل مستقبل الطاقة المستدامة شرطة أبوظبي تكرم المشاركين بندوة ثورة الذكاء الاصطناعي والابتكار

يعد فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي من التحديات الشائعة بين كبار السن. يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدعم المعرفي وتعزيز الذاكرة والتحفيز الذهني. توفر تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) تجارب غامرة يمكنها تحسين الوظيفة الإدراكية واسترجاع الذاكرة. 
روبوتات الدردشة والمرافقة الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، توفر لكبار السن الرفقة والمشاركة في المحادثات ولعب الألعاب المعرفية لتحفيز العقل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للروبوتات الاجتماعية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة بين كبار السن، وتذكيرهم بمواعيد الدواء، وتسهيل التواصل مع أحبائهم من خلال مكالمات الفيديو.

 

مستحضرات التجميل
مع التقدم في السن، تميل الرؤية إلى أن تصبح ضعيفة وتصبح حركة اليدين أقل ثباتا، مما يعقّد من عملية وضع المكياج.
ابتكرت شركة "غروبو بوتيكاريو" البرازيلية  نموذجا أوليا يستخدم الذكاء الاصطناعي لوضع المكياج بطريقة مثالية.
وتقول ميلين هاراغوتشي باديلها، وهي باحثة في شركة "بوتيكاريو"، خلال أحد العروض "نحن نؤمن بأن الجمال للجميع. إنه مهم جدا للثقة بالنفس"، مضيفة انّ "التعليقات التي نتلقاها من المستهلكين مؤثرة جدا".
في الوقت الراهن، لم يصبح النموذج الأولي الذي يتضمّن مسندا للذقن وكاميرا وذراعا مفصلية، جاهزا لتركيبه في الحمامات.

روبوتات شبيهة بالبشر
لا تحظى تقنيات كثيرة أخرى باهتمام، لأنّ الأشخاص الذين لم ينشأوا في عصر الإنترنت قد يجدون هذه الأجهزة الجديدة غريبة.

وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة "بوسطن ديناميكس" إن التقدم التكنولوجي وانخفاض التكلفة الإفرادية لهذه المنتجات "ستمهد على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي".

وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP) أن"الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة".

حلول التنقل
يعد الحفاظ على الحركة أمرًا ضروريًا لأسلوب حياة نشط ومستقل لكبار السن. فتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعزز خيارات النقل لكبار السن، مما يضمن رحلات أكثر أمانًا ويسهل الوصول إليها لنقل لكبار السن. السيارات ذاتية القيادة المجهزة بأنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد كبار السن على السفر بشكل مستقل، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون القيادة بسبب القيود الجسدية أو الإعاقات الإدراكية. هذه المركبات تتكيف مع احتياجات كبار السن، وتوفر المساعدة الشخصية وتقلل الاعتماد على وسائل النقل العام. فتطبيقات الملاحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضًا تقدم إرشادات في الوقت الفعلي، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل قيود التنقل، وظروف حركة المرور، وإمكانية الوصول، لجعل التنقل أسهل وأكثر كفاءة.

فرص واعدة
يمثل دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياة كبار السن فرصة واعدة لمواجهة التحديات الناجمة عن التقدم في السن.

ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين مراقبة الصحة، وتعزيز الحياة المستقلة، وتوفير المساعدة المعرفية، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز خيارات النقل والتنقل. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم، فإن قدرته على التأثير بشكل إيجابي على حياة كبار السن سوف تنمو، مما يمكنهم من التقدم في السن بأمان، والحفاظ على كرامتهم، لينعموا بحياة سهلة ومريحة.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التكنولوجيا المتقدمة الرعاية الصحية كبار السن الذكاء الاصطناعي التطبيقات الذكية الذکاء الاصطناعی التقدم فی السن معرض لاس فیغاس لکبار السن کبار السن من خلال

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟

حذرت صحيفة غارديان البريطانية من خطر الانتشار المتسارع للمعلومات الزائفة والمضللة في ظل وجود الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن عقول البشر مهيأة لتصديق هذه المعلومات، خصوصا إذا كانت متوافقة مع معتقداتهم.

وفي مقال نشرته الصحيفة، بيّن البروفيسور توني هايميت أن أدمغة البشر مبرمجة على تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت تتوافق مع آرائنا، وأوصى بضرورة التوقف عند التعرض للمعلومات بالعموم، وعرضها على جملة من الأسئلة سعيا لاختبارها وكشف حقيقتها.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1معهد بوينتر: كلما انتشر الذكاء الاصطناعي ازدادت أهمية المحررينend of list

وحذر هايميت -وهو كبير العلماء الأستراليين- من أن المستويات العالية من المعلومات العلمية المضللة تهدد رفاهية الأسر والمجتمعات، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم بمعدل ينذر بالخطر.

البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، لا سيما إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، وكلما رأيناها أكثر، بدت أكثر مصداقية حتى لو كانت خاطئة

بواسطة توني هايميت - كبير العلماء الأستراليين

العواقب الوخيمة للمعلومات المضللة

وأوضح هايميت أن الناس حين تنشر الأكاذيب حول اللقاحات أو البراسيتامول أو الطاقة النظيفة -على سبيل المثال- تكون العواقب مأساوية في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة، تعود الآن إلى المجتمعات الأسترالية بسبب مخاوف لا أساس لها من اللقاحات.

وتترك المعلومات الزائفة تأثيرها على الفرد والمجتمع وفق البروفيسور الأسترالي، إذ يمكن أن تضر بصحة الإنسان، وتؤدي إلى اتخاذه قرارات مالية سيئة، وتقوّض قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة.

أما على المستوى المجتمعي، فتهدد الثقة في المؤسسات، وتسمم النقاش العام، وتدفع الناس إلى التطرف، فالمعلومات الخاطئة تجعل من الصعب الاتفاق على الحقائق، وتعطل إمكانية العمل الجماعي لحل المشاكل المشتركة، كما تقوض التماسك الاجتماعي والمرونة الديمقراطية.

المعلومات الكاذبة تترك عواقب وخيمة على المجتمعات والأفراد (شترستوك)

الخبر السار؟

إعلان

ويقول هايميت إن ثمة خطوات بسيطة تمكّن من مكافحة المعلومات الخاطئة، خاصة إذا فهم الناس سبب تعرضهم لها.

وبصفته عضوا في المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، استحضر هايميت تقارير المجلس عن المعلومات المضللة في العام الماضي، والتي أظهرت أننا قد نكون عرضة للمعلومات المضللة بسبب طريقة عمل أدمغتنا.

وتشير الأبحاث إلى أن البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، ولفتت هذه الأبحاث إلى أننا كلما رأيناها أكثر بدت أكثر مصداقية، حتى لو كانت خاطئة.

وعلل البروفيسور هايميت الظاهرة بالقول "عندما نواجه كميات كبيرة من المعلومات، غالبا ما نعتمد على الاختصارات العقلية"، وأضاف أن هذه الاختصارات تساعدنا على معالجة المعلومات بسرعة، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة عندما تكون المعلومات عاطفية أو مهددة، أو تأتي من أشخاص نثق بهم أو متشابهين في التفكير، فحينها نكون أكثر عرضة لتصديقها.

لا بد من التوقف عند التعرض للمعلومات، كي نعرضها على أسئلة تختبرها وتكشف حقيقتها (شترستوك)

ولفت هايميت إلى أنه وفي ضوء طريقة عمل أدمغتنا، لا بد من التوقف وطرح الأسئلة التالية عندما نواجه معلومات جديدة:-

هل هذه أفضل المعلومات التي يمكنني الحصول عليها؟ هل ستصمد أمام الفحص العلمي؟ هل جاءت من شخص يستخدم المنهج العلمي أم مجرد شخص أتابعه على الإنترنت؟

وأوضح أن الأمر لا يحتاج إلى أن يكون الإنسان عالما ليتمكن من تمييز العلم الجيد من السيئ، موصيا أنه "إذا كنت في شك فابحث عن الإجماع العلمي"، وهو اتفاق جماعي بين الخبراء يستند إلى أدلة متراكمة.

وأكد أهمية المراجعة من قبل الأقران -حيث يختبر العلماء أعمال بعضهم البعض- في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وضرب مثالا عما حدث في بداية جائحة كورونا، حيث قلل العلماء في بادئ الأمر من تأثير انتقال العدوى عن طريق الهواء، لكن الدراسات التي راجعها الأقران سرعان ما صححت هذا الفهم، مما أدى إلى تحديث النصائح الصحية.

ونبه هايميت إلى أن الثقة في العلم لا تعني الإيمان الأعمى بالعلماء، مشددا على أنها ثقة في المنهج العلمي المتمثل بالتنبؤ والاختبار والمراقبة والتحسين.

وقال إنه من الصعب فرز المعلومات أثناء التعرض لها مباشرة إذا لم تتوفر الثقة بقدرتنا على الفرز بمفردنا، مؤكدا أهمية دور المؤسسات في هذا الإطار بالإضافة إلى التعليم والمشاركة المدنية، في حماية المجتمع من موجة الأكاذيب.

وأكد أن بعض الأكاذيب سهلة الكشف، مثل خدع علاج السرطان، وهراء الأرض المسطحة، وفق تعبيره، غير أن هناك معلومات خاطئة أخرى يصعب اكتشافها، ولكنها لا تقل خطورة، مجددا تحذيره من أنه "يجب أن نكون يقظين للغاية لأن المخاطر كبيرة للغاية".

وخلص البروفيسور هايميت إلى أن ما وصفه بالرفاه الجماعي يعتمد على قدرتنا على التمييز بين العلم الموثوق به والخيال المقنع، كما يعتمد على استعدادنا للتفكير النقدي، والبحث عن أدلة من مصادر موثوقة، وإبقاء ما أسماها "أجهزة كشف الأكاذيب لدينا" قيد التشغيل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الاقتصاد العالمي في مواجهة الرسوم الجمركية وفقاعة الذكاء الاصطناعي والديون
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • أوبن إنوفيشن إيه آي تسلّط الضوء على الذكاء الاصطناعي السيادي خلال مشاركتها في فعاليات جيتكس جلوبال 2025
  • أسوس تجسّد رؤية الذكاء الاصطناعي الشامل خلال مشاركتها في جيتكس جلوبال 2025
  • وزير الري: نستخدم الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية
  • لـ كبار السن وذوي الهمم.. «الجوازات» تواصل إجراءات تسهيل الحصول على خدماتها الشرطية
  • 62 ألف زيارة منزلية.. صحة الشرقية تقدم الرعاية الطبية بالمجان لكبار السن وذوى الهمم
  • وزارة التضامن تشارك في ورشة عمل "حقوق كبار السن وذوي الإعاقة" ببيروت
  • التضامن: التدخل السريع تعامل مع 184 بلاغًا لكبار السن وأطفال خلال أسبوع
  • ميا ڤينتورا متهمة بسرقة منازل كبار السن في ماليبو