(CNN)--  وجه الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، الأربعاء، من البيت الأبيض، خطاب وداع إلى الأمريكيين بينما يستعد لإنهاء ولايته الأسبوع المقبل. 

وجاء الخطاب ذلك في نفس اليوم الذي نجح فيه بايدن في التوصل إلى وقف إطلاق نار ثانٍ في غزة في وقت سابق الأربعاء، بعد 466 يومًا من شن حركة حماس هجوما على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

 

وكانت هذه هي المرة الخامسة التي يخاطب فيها بايدن الأمريكيين من المكتب البيضاوي، حيث ألقى آخر كلمة هناك في 24 يوليو/ تموز عندما تناول سبب انسحابه من السباق الرئاسي لعام 2024. 

وافتتح بايدن خطابه بالحديث عن الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أن الاتفاق يعكس الإطار الذي كشف عنه في مايو من العام الماضي، لكنه لم ينفذ حتى تمكن المفاوضون من التوصل إلى الاتفاق الأربعاء. 

وقال: "تم تطوير هذه الخطة والتفاوض عليها من قبل فريقي وسيتم تنفيذها إلى حد كبير من قبل الإدارة القادمة، ولهذا السبب أخبرت فريقي بإبقاء الإدارة القادمة على إطلاع كامل، لأن هذا هو ما يجب أن يكون عليه العمل معًا كأمريكيين".  

وأكد بايدن أنه يتمنى لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب القادمة "النجاح"، لأنه "يريد لأمريكا أن تنجح". 

ولفت بايدن إلى تهديدات وشيكة حذر من أنها قد تقلب التجربة الديمقراطية الأمريكية رأسًا على عقب. 
وقال: "اليوم، تتشكل في أمريكا أوليغارشية من الثروة الهائلة والقوة والنفوذ التي تهدد حرفيًا ديمقراطيتنا بأكملها وحقوقنا وحرياتنا الأساسية وفرصة عادلة للجميع للتقدم". 

وكما حذر الرئيس السابق دوايت أيزنهاور من خطورة "المجمع الصناعي العسكري"، في خطاب الوداع عام 1961، قال بايدن إنه "قلق بنفس القدر بشأن الصعود المحتمل لمجمع صناعي تكنولوجي يمكن أن يشكل مخاطر حقيقية لبلدنا أيضًا". 
وقال إن "المعلومات المضللة تتيح إساءة استخدام السلطة، والصحافة الحرة تنهار، والصحف تختفي، ووسائل التواصل الاجتماعي تتخلى عن التحقق من الحقائق، والحقيقة تختنق بالأكاذيب التي تُروى من أجل السلطة والربح، ويجب أن نحمل المنصات الاجتماعية المسؤولية عن حماية أطفالنا وعائلاتنا في ديمقراطية حقيقية من إساءة استخدام السلطة". 
 

ويأتي تحذير بايدن بشأن التكنولوجيا في الوقت الذي أشار فيه قادة في هذا المجال، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ، والرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، ومؤسس أمازون جيف بيزوس، إلى دعمهم لإدارة ترامب القادمة - ومن المتوقع أن يحضر الثلاثة حفل تنصيب ترامب يوم الاثنين. 
 

وكان زوكربيرغ أحد أول الرؤساء التنفيذيين الذين تعهدوا بتقديم مليون دولار لتنصيب ترامب. 
وقال فيسبوك الشهر الماضي إن مؤسسه يريد أن يلعب "دورًا نشطًا" في محادثات السياسة التكنولوجية مع الإدارة القادمة، كما تعهدت شركة أمازون بالتبرع بمليون دولار لحفل التنصيب. 

في خطابه الأربعاء، أشار بايدن أيضًا إلى قضية الذكاء الاصطناعي، والتي وصفها بأنها "التكنولوجيا الأكثر أهمية في عصرنا، وربما في كل العصور". 

وقال: "لا شيء يقدم إمكانيات ومخاطر أكثر عمقًا لاقتصادنا وأمننا ومجتمعنا والإنسانية إن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على مساعدتنا في مكافحة السرطان - ولكن ما لم يتم وضع الضمانات، فقد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى ظهور تهديدات جديدة لحقوقنا، وطريقة حياتنا، وخصوصيتنا، وكيفية عملنا وكيفية حماية أمتنا. يجب أن نتأكد من أن الذكاء الاصطناعي آمن وجدير بالثقة وجيد للبشرية جمعاء". 
 

واستخدم بايدن جزءًا من خطابه للترويج لرئاسته كفترة تحول لأمريكا قائلا: "لقد أطلقنا معًا عصرًا جديدًا من الإمكانات الأمريكية". 

وأشار إلى أيامه الأولى في منصبه، عندما كانت أمريكا تواجه جائحة واضطرابات اقتصادية وسياسية، حيث أكد بايدن على كيفية خروج بلاده أقوى من خلال الترويج لإنجازات رئيسية مثل الأداء الاقتصادي، وخاصة المكاسب في سوق العمل، والاستثمارات الكبرى في البنية التحتية، ومعالجة قضايا مثل عدم المساواة، والترويج للنجاح في اتخاذ خطوات جديدة لتوسيع الرعاية الصحية. 
 

وقال: "في السنوات الأربع الماضية، ظلت ديمقراطيتنا قوية، وكل يوم، كنت أحافظ على التزامي بأن أكون رئيسًا لجميع الأمريكيين خلال واحدة من أصعب الفترات في تاريخ أمتنا - كان لدي شريك رائع في نائب الرئيس كامالا هاريس". 

لكن الأمريكيين لا يشاركون حاليًا نفس النظرة الوردية لولاية بايدن، وفقًا لاستطلاع جديد أجرته شبكة CNN ونشر الأربعاء، والذي وجد أن 36٪ فقط من البالغين في الولايات المتحدة يقولون إنهم يوافقون على الطريقة التي تعامل بها بايدن خلال ولايته، وهو ما يطابق نتائجه المنخفضة السابقة في استطلاعات CNN خلال فترة ولايته. 

 

أمريكاإسرائيلالانتخابات الأمريكيةجو بايدندونالد ترامبغزةنشر الخميس، 16 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية جو بايدن دونالد ترامب غزة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

لماذا تدخل ترامب بسرعة لوقف تصاعد النزاع بين الهند وباكستان؟

صراحة نيوز- كشفت صحيفة وول ستريت جورنال نقلاً عن مصادر رسمية أن الولايات المتحدة تدخّلت بشكل عاجل خلال التصعيد العسكري بين الهند وباكستان في مايو/أيار الماضي، لمنع اندلاع مواجهة نووية محتملة بين البلدين، بعد ورود معلومات استخباراتية تشير إلى إطلاق الهند صاروخاً من طراز “براهموس” باتجاه باكستان.

قائمة المحتوياتالتصعيد الذي كاد أن يشعل حرباًوساطة أمريكية لوقف إطلاق النار

وذكرت المصادر أن الإدارة الأميركية، برئاسة دونالد ترامب حينها، تلقت معلومات تؤكد أن الصاروخ البراهموس -وهو نتاج تعاون عسكري بين الهند وروسيا– يمكن تزويده برؤوس نووية، ما أثار مخاوف من تصعيد غير قابل للسيطرة، خاصة مع احتمال رد باكستاني مماثل.

وأوضحت الصحيفة أن ترامب قاد جهوداً دبلوماسية مكثفة لاحتواء التصعيد، ووجّه وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي ونائب الرئيس جيه دي فانس لإجراء اتصالات رفيعة مع كل من رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وقادة الجيش الباكستاني، ومسؤولي الخارجية في البلدين.

التصعيد الذي كاد أن يشعل حرباً

التوترات تفجرت عقب هجوم في 22 أبريل/نيسان أسفر عن مقتل 26 شخصاً في إقليم كشمير، حيث اتهمت نيودلهي جماعة “لشكر طيبة” المدعومة من باكستان بتنفيذه. وردّت الهند بغارات جوية داخل الأراضي الباكستانية استهدفت مواقع وصفتها بـ”الإرهابية”، لترد إسلام آباد بإطلاق مئات الطائرات المسيّرة على عمق الأراضي الهندية.

وفي خضم هذا التصعيد، تلقّت الولايات المتحدة معلومات تشير إلى إمكانية استخدام أسلحة استراتيجية، خصوصاً بعد تعرض قاعدة “نور خان” الباكستانية لضربات صاروخية، ما دفع واشنطن لإعادة النظر في موقفها المبدئي المتحفظ.

وساطة أمريكية لوقف إطلاق النار

وبعد أربعة أيام من التصعيد العنيف، أعلن الرئيس ترامب التوصّل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الوساطة الأميركية كانت حاسمة. لكن الهند رفضت الاعتراف بأي دور خارجي، مشددة على أن الاتفاق تم عبر مفاوضات مباشرة مع باكستان، وهو ما أكده وزير دفاعها راجناث سينغ لاحقاً أمام البرلمان.

رغم ذلك، كرر ترامب مراراً أنه قاد وساطة ناجحة لإنهاء الصراع، مشيراً إلى أنه استخدم النفوذ الاقتصادي والضغوط التجارية لحث الطرفين على التهدئة، بل واعتبر نفسه “مرشحاً طبيعياً” لنيل جائزة نوبل للسلام بسبب هذا التدخل.

بينما تمسكت الهند بموقفها الرافض للتدخل الخارجي، مشددة على أن وقف العمليات العسكرية جاء بعد “تحقيق الأهداف السياسية والعسكرية”، وفق ما صرّح به رئيس الوزراء مودي ووزير دفاعه.

وتبقى تفاصيل الوساطة الأميركية وأدوارها الدقيقة محط جدل، في ظل التباين الحاد بين الروايتين الأميركية والهندية بشأن طبيعة إنهاء هذا التصعيد النووي الخطير.

مقالات مشابهة

  • بايدن يُحذر: أمريكا تواجه “أياما مظلمة” في عهد ترامب
  • أكسيوس : ترامب يريد اتفاقًا كاملاً بشأن غزة
  • لماذا تدخل ترامب بسرعة لوقف تصاعد النزاع بين الهند وباكستان؟
  • خلال لرئيس وزراء هولندا.. الرئيس السيسي يؤكد ضرورة احترام القانون الدولي لحماية البعثات الدبلوماسية
  • الرئيس السيسي يستعرض مع رئيس وزراء هولندا جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة
  • الرئيس السيسي ورئيس وزراء هولندا يبحثان العلاقات الثنائية وجهود وقف إطلاق النار في غزة
  • بايدن يُحذر: أمريكا تواجه أياما مظلمة في عهد ترامب
  • ماذا قالت مصادر مقربة من حزب الله عن خطاب الرئيس عون؟
  • عن خطاب الرئيس عون... هذا ما قيل
  • الرئيس الإيطالي يندد بالوضع الإنساني في غزة ويدين جرائم إسرائيل في القطاع