في دبي، حيث الإبداع يُصاغ واقعًا والطموحات لا تعرف حدودًا، انطلقت النسخة الثالثة من "قمة المليار متابع"، الحدث الذي أثبت مرة أخرى أن الإمارات لا تكتفي بقيادة المستقبل، بل تصنعه. القمة التي حملت شعار "المحتوى الهادف"، لم تكن مجرد حدث عالمي جمع 15 ألف صانع محتوى و420 متحدثًا و125 رئيسًا تنفيذيًا، بل كانت ملحمة إعلامية جسّدت الرؤية الإماراتية في تحويل صناعة المحتوى إلى قوة مؤثرة في تشكيل مستقبل الإعلام والمجتمعات.


لم تكن هذه القمة مجرد تجمع للمؤثرين، بل كانت احتفاءً بالفكر والإبداع والابتكار. كيف لا، وهي التي وضعت القواعد الجديدة للعبة الإعلام الرقمي، وركزت على "أنسنة المحتوى"، لأن الإعلام لا يُقاس بأعداد المتابعين فقط، بل بالقيم التي ينقلها والرسائل التي يتركها في النفوس. من برنامج "الاستثمار مع صناع المحتوى" الذي وفر دعمًا ماليًا بقيمة 50 مليون درهم، إلى إطلاق أكبر جائزة في تاريخ الإعلام الرقمي بقيمة مليون دولار، كانت القمة منصة لإبراز الأثر الحقيقي الذي يمكن أن يحققه الإعلام في بناء عالم أفضل.
وسط هذا المشهد الإبداعي، كان البريطاني سايمون سكويب هو الفائز الأكبر. لم يكن فوزه بالجائزة الكبرى مجرد تكريم لجهوده في تقديم محتوى هادف، بل كان تكريمًا لفلسفة الإعلام الهادف ذاته. سايمون الذي قدم عبر منصته “HelpBnk” نصائح تجارية مجانية وأفكارًا إنسانية ملهمة، أثبت أن الإعلام يمكن أن يكون رسالة أمل وأداة تغيير في حياة الأفراد والمجتمعات. ولكن، ما جعل هذا الحدث أكثر تميزًا هو اللحظة التي جسدت فيها القمة جوهرها الإنساني والراقي.
في لحظة استلام الجائزة، وبينما كان سايمون يضع الكتاب الذي كان يحمله على الأرض لاستلام جائزته، برزت شخصية من طراز رفيع، معالي محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الذي لاحظ هذا التصرف العابر. وبحركة عفوية، لكنها مليئة بالدلالات، التقط الكتاب وأعاده إلى سايمون بعد تسلمه الجائزة. هنا، نحن لا نتحدث عن مجرد تصرف بسيط، بل عن مشهد إنساني يتجاوز الحدث ذاته ليصبح درسًا في احترام الثقافة والمعرفة. القرقاوي، بهذه اللفتة البسيطة، أظهر لنا كيف يمكن لحركة صغيرة أن تعكس قيمًا عظيمة، وكيف أن احترام الكتاب هو احترام للفكر، واحترام الفكر هو احترام للإنسانية بأكملها.
محمد القرقاوي، الذي لا يُختصر ذكره بعبارة ولا تفي حقه الكلمات، كان في تلك اللحظة نموذجًا للقيادة الحكيمة والرؤية التي تؤمن أن الثقافة ليست رفاهية، بل هي الأساس الذي تبنى عليه الحضارات. كانت لفتته تلك بمثابة رسالة أن القمة لم تكن مجرد حدث إعلامي، بل هي انعكاس لرؤية الإمارات في احترام الإنسان وقيمه وفكره.
القمة، في نسختها الثالثة، لم تكن محطة عابرة في مسيرة الإعلام الرقمي، بل كانت لحظة تاريخية أعادت تعريف دور الإعلام في تشكيل المجتمعات. ومع الإعلان عن النسخة الرابعة في يناير 2026، بات واضحًا أن الإمارات لا تكتفي بصناعة النجاح، بل تستمر في استثماره ليصبح منهجًا عالميًا يُلهم الجميع.
هذه القمة لم تكن مجرد حدث إعلامي؛ بل كانت شهادة حية على أن المستقبل يصنعه أولئك الذين يؤمنون بأهمية الكلمة، وبقيمة الفكرة، وبقدرة الإعلام على تغيير العالم نحو الأفضل.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية قمة المليار متابع بل کانت لم تکن بل کان

إقرأ أيضاً:

عاشور في أمستردام: تعزيز التعاون مع إلسيفير لدعم بنك المعرفة والانضمام لجامعات الجيل الرابع

زار الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، مقر شركة إلسيفير (Elsevier) العالمية في أمستردام بهولندا، يُرافقه وفد رفيع المستوى يضم الدكتور مصطفى رفعت، أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتورة جينا الفقي، القائم بأعمال رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمشرف على بنك المعرفة المصري، والمهندس ماجد الصادق، الأمين العام لبنك المعرفة، والأستاذة علا لورانس، مستشار بنك المعرفة، والدكتور سامح سرور المستشار الثقافي المصري ببرلين، والأستاذ محمود داوود، والأستاذ محمود حسين من بنك المعرفة. 

 تجديد وتوسيع نطاق التعاون الحالي في مجالات النشر العلمي

وناقش الجانبان تجديد وتوسيع نطاق التعاون الحالي في مجالات النشر العلمي، والوصول إلى قواعد البيانات الدولية، ودمج أدوات الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي، وكذلك استعراض آخر تحديات مؤشر المعرفة المصري وخطته المستقبلية لقياس الأداء البحثي الوطني.


كما بحث الوفد المصري مع قيادات "إلسفير" وجامعة آيندهوفن للتكنولوجيا، سبل انضمام مصر إلى الشبكة الدولية لجامعات الجيل الرابع التي تشرف عليها جامعة آيندهوفن الهولندية، والتي تركز على تحويل الجامعات إلى حاضنات للابتكار وريادة الأعمال، وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة (مثل الذكاء الاصطناعي) في تطوير المنظومة التعليمية، وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات العالمية لمواجهة التحديات المستقبلية.

بنك المعرفة المصري

وأكد الوزير أهمية الانفتاح المعرفي والتعاون الدولي، خاصة وأن مصر تضع ضمن أولوياتها دعم منظومة التعليم الرقمي، مشيرًا إلى الإنجازات البارزة التي حققها بنك المعرفة المصري، حيث سجل أكثر من 230 مليون تحميل للمنشورات والأبحاث العلمية من خلال منصاته الإلكترونية، ما يعكس حجم الإقبال الكبير من الباحثين والطلاب على مصادر المعرفة الرقمية.

التعليم العالي تنشر دليلا توضيحيا للتعامل مع الأخطاء الشائعة في التنسيق الإلكترونيالتعليم العالي: 35 ألف طالب يسجلون في تنسيق المرحلة الأولى للقبول بالجامعات
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أنه بفضل سياسات الوزارة والشراكات المثمرة مع كبرى المؤسسات البحثية، استطاعت 5 مؤسسات بحثية مصرية أن تتصدر قائمة SCImago لأفضل 10 مراكز بحثية في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، وهو إنجاز يعكس ريادة مصر في القطاع البحثي إقليميًا، مشيرًا إلى تحقيق تقدم ملحوظ في تصنيف الجامعات المصرية دوليًا، حيث تم إدراج 47 جامعة مصرية ضمن مؤشر التايمز للتعليم العالي، مما يعزز حضور مصر على خارطة التعليم العالمي، ويؤكد جودة منظومتها الأكاديمية والبحثية.


وأكد الوزير أن هذه الزيارة تهدف إلى نقل خبرات مصر في مجال التعليم الرقمي على المستويين الإقليمي والدولي، وتعزيز مكانة مصر كمركز للمعرفة في العالم العربي وإفريقيا، لافتًا إلى دعم التحول نحو جامعات الجيل الرابع، إذ إن هذه الجامعات لا تكتفي بالدور التقليدي في التعليم والبحث العلمي، بل تمتد لتصبح محركات أساسية للابتكار وريادة الأعمال والتنمية الشاملة في محيطها.


وأشار الوزير إلى أن التوجه نحو جامعات الجيل الرابع يعد جزءًا محوريًا من المبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، والتي تسعى إلى بناء شراكات قوية بين الجامعات والمؤسسات البحثية وقطاعات الصناعة والمجتمع المدني، بما يحقق أقصى استفادة من البحث العلمي والتكنولوجيا في تنمية المجتمع المصري، مؤكدًا أن بنك المعرفة المصري يلعب دورًا استراتيجيًا في توفير بنية تحتية رقمية متطورة، تمكن الجامعات من مواكبة متطلبات الجيل الرابع، وتدعم تنفيذ أهداف المبادرة الرئاسية عبر تعزيز التعاون البحثي، وتسهيل الوصول إلى مصادر المعرفة العالمية، وتمكين الباحثين والطلاب من أدوات الابتكار والتطوير. 


ومن جانبه، أشاد محمد أيسطي، نائب رئيس إلسيفير للخدمات التحليلية، بالشراكة الاستراتيجية مع مصر، مؤكدًا سعي المؤسسة لدعم الرؤية الطموحة لتحويل الجامعات المصرية إلى نماذج رائدة للجيل الرابع، لافتًا إلى أن أهمية تكامل الجهود الوطنية من أجل بناء مجتمع معرفي ديناميكي، يُسهم بفاعلية في التنمية المستدامة، ويجعل من مصر نموذجًا رائدًا في التعليم العالي والبحث العلمي على المستويين الإقليمي والدولي.

جدير بالذكر أن هذه الزيارة تعد امتدادًا لنجاح بنك المعرفة المصري في الحصول على تقدير دولي، حيث أدرجته اليونسكو واليونيسيف كواحدة من أضخم منصات التعلم الرقمي العالمية، وكذلك توقيع بروتوكولات مع 15 ناشرًا دوليًا لتوسيع نطاق خدماته خارج مصر.

طباعة شارك الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي إلسيفير أمستردام الذكاء الاصطناعي

مقالات مشابهة

  • نيوم يتعاقد رسميًا مع الفرنسي سايمون بوابري .. فيديو
  • وزير الأوقاف يفتتح دورة تدريبية لتنمية مهارات المحفظين وغرس القيم الوطنية في الكتاتيب
  • غرور الجاهل بين وهْم المعرفة وتواضع التعلم: قراءة في أثر دانينغ-كروجر (1-3)
  • الدعم الإماراتي لغزة.. مساعدات ودعم مالي تجاوز المليار دولار
  • القاضي زيدان: لا لتضليل الرأي العام ويجب احترام حرية التعبير
  • فى لفتة إنسانية.. الامن ينقل سيدة مريضة لمستشفى بالبحيرة
  • وزير التعليم العالي: قرارات استراتيجية لتطوير بنك المعرفة المصري
  • لفتة إنسانية.. «أمن البحيرة» يستجيب لاستغاثة مسنة ونقلها إلى المستشفى
  • عاشور: الانفتاح المعرفي والتعاون الدولي يدعمان أولوية مصر في التعليم الرقمي
  • عاشور في أمستردام: تعزيز التعاون مع إلسيفير لدعم بنك المعرفة والانضمام لجامعات الجيل الرابع