ماذا تشتري المليون ليرة في سوريا اليوم؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
دمشق– عندما غادرت سوريا في عام 2011 كانت قلة من الشعب فقط من يمتلك مليون ليرة سورية (حوالي 20 ألف دولار وقتها) وكان يسمى من يمتلك هذا المبلغ الكبير مليونيرا، وذلك المليون كان يمكنك من شراء شقة سكنية متوسطة المساحة في بعض المحافظات أو حتى ضواحي العاصمة دمشق كدوما أو المعضمية أو حرستا.
كما أن المواطن السوري وبهذا المبلغ كان بمقدوره أن يشتري سيارة جديدة أو سيارتين مستعملتين وكذلك يملك خيار افتتاح مشروع كسوبر ماركت أو متجر لبيع الحواسيب ومستلزماتها أو غيرها من المشاريع الصغيرة وحتى المتوسطة.
أما اليوم وفي جولة سريعة بأسواق دمشق بعد عودتي إليها عقب 14 عاما من مغادرتها وجدت أن الأصفار قد تكاثرت على أرقام واجهات المحلات وبعضها بات يتعدى الستة أصفار ثمنا لمعطف أو حتى حذاء.
يقول أحمد الصباغ إن المليون ليرة سورية (تساوي حاليا نحو 85 دولارا فقط) باتت لا تكفي لسد تكاليف معيشة عائلة مكونة من 4 أو 5 أفراد لأسبوع أو 10 أيام، وذلك لتلبية الحد الأدنى من متطلبات تلك المعيشة.
وفي حديثه للجزيرة نت وهو يشتري بعض المواد الغذائية من سوق الشيخ سعد في حي المَزة، يضيف الصباغ "انظر وحدك إلى لوحات الأسعار في الأسواق لتعرف ماذا أقصد.. فالمليون ليرة اليوم من الممكن أن تشتري لك بضعة لترات من المازوت للتدفئة ولتسخين المياه للاستحمام، وكيلوغراما من اللحم وآخر من الفروج وزيت وسمنة وبعض المواد التموينية الأخرى".
وأشار الصباغ إلى أنه يعمل كمعلم وراتبه لا يتعدى 400 ألف ليرة شهريا (حوالي 34 دولارا) فقط، وهذا الراتب لا يكفي للمعيشة حتى بالحد الأدنى لولا المساعدات التي تأتيه من أخيه وأخته المقيمَين في أوروبا.
أما محمد الجمال، وهو مغترب عاد هذا الأسبوع إلى دمشق بعد مغادرته إياها قبل 10 أعوام، فيقول إنه نزل إلى سوق الصالحية ليشتري ثيابا جديدة ليتفاجأ بالأسعار الموجودة.
إعلانيقول الجمال للجزيرة نت إن الأسعار على واجهات المحلات معظمها بات بمئات آلاف الليرات فمعطف بـ600 و700 ألف والأحذية حتى على البسطات باتت أسعارها بربع مليون ونصف مليون، وأشار إلى أن هذه كلها بعد التخفيضات التي تتسابق معظم المحلات في الإعلان عنها على واجهاتها.
ولفت إلى أن من الممكن أنه يستطيع الشراء كونه مقيما في الخارج، أما مَن هم يعيشون في داخل سوريا ويقبضون أجورهم بالليرة فهم الذين يعانون بالشكل الأكبر.
ويقول الصحفي المتخصص بالشأن الاقتصادي إسماعيل النجم إن المواطن السوري يعاني من معضلتين، الأولى ضعف الدخل فرواتب الموظفين من الممكن أن تتراوح ما بين 10 إلى 30 دولارا شهريا، أما الأخرى فهي الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والمحروقات والألبسة وكل متطلبات الحياة.
ويضيف النجم، في تصريحه للجزيرة نت ساخرا، أن الشعب السوري حاليا كله أصبح مليونيرا كون المليون ليرة سورية قيمتها باتت تساوي نحو 85 دولارا فقط وهذه القيمة لم تعد تكفيه وعائلته ثمنا للمواصلات العامة خلال الشهر أو ثمنا لجرة غاز معبأة.
ويشير النجم إلى أن ثمن جرة الغاز الفارغة حاليا بات يبلغ حوالي 800 ألف ليرة سورية ويضاف إليها 275 ألف ليرة ثمنا لتعبئتها من السوق السوداء لتتجاوز قيمتها المليون ليرة سورية، ومن الممكن ألا تكفي هذه الجرة للتدفئة وتسخين المياه للاستحمام لأكثر من أسبوع في أيام الشتاء القارس والانقطاع الدائم للكهرباء.
ولفت إلى أن أسعار المواد الغذائية والمحروقات وبعض المواد الأخرى رغم أنها شهدت انخفاضا بعد سقوط النظام بنسب متفاوتة وكذلك شهدت الأسواق توفرا في بعض المواد خاصة المحروقات، فإن الأسعار بقيت لا تتناسب مع أصحاب الدخل المحدود والوضع المعيشي المتردي.
وأشار النجم إلى أن معظم الموجودين في سوريا لا يعتمدون على مرتباتهم القليلة إن وجدت وإنما على التحويلات من أقاربهم وأصدقائهم في الخارج، لافتا إلى أن معظم الشعب يعوّل على الزيادة التي وعدت بها الإدارة الجديدة للمرتبات وكذلك على خفض الأسعار بعد انخفاض أسعار الدولار في الأسواق خلال الأسابيع الماضية، وأيضا الانفتاح على الاستيراد من دول الجوار خاصة تركيا ولبنان والأردن.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المواطن السوری لیرة سوریة الجزیرة نت بعض المواد من الممکن إلى أن
إقرأ أيضاً:
حركة تجارية نشطة في أسواق طرطوس قبيل عيد الأضحى
طرطوس-سانا
مع اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك، تشهد أسواق مدينة طرطوس حركة تجارية نشطة، وخاصة في محال الألبسة والحلويات، وسط انخفاض الأسعار وتوافر العروض والتخفيضات في السوق.
ويعد شراء ثياب العيد للأطفال من الطقوس المهمة التي يواظب عليها سكان المدينة، حيث تقول بثينة شما صاحبة محل ألبسة في تصريح لمراسلة سانا: مع الانفتاح الذي شهدته الأسواق بعد التحرير وانخفاض الأسعار لاحظنا إقبالاً كبيراً من الزبائن على شراء الثياب الجديدة، متمنية أن يعم الخير والسلام على السوريين الذين عانوا خلال سنوات طويلة من ويلات الحروب والتهجير والدمار.
أسواق المدينة التي تعج بالحياة مليئة أيضاً بأنواع مختلفة من المواد الغذائية المتنوعة، وبأسعار تناسب مختلف شرائح المجتمع، حيث يبين حسام حداد صاحب محل بزورية أنه بالتزامن من اقتراب عيد الأضحى، هناك حركة تجارية نشيطة، إذ يرتفع الاستهلاك بشكل ملحوظ في هذه الفترة من العام، في ظل توافر جميع المواد الغذائية بكميات كبيرة وبجودة عالية، واستقرار أسعار المواد التموينية والغذائية.
النزول إلى الأسواق في مثل هذه الأيام قبيل العيد مناسبة للفرح والمتعة، فرؤية الحركة الكبيرة والفرحة التي تعم وجوه المواطنين أمر يدخل البهجة والسرور إلى قلب فاطمة فتّوح وهي موظفة متقاعدة، مشيرة إلى أن الأسعار مناسبة بالنسبة لأصحاب الدخل المحدود، وأن هناك انخفاضاً واضحاً في أسعار مستلزمات العيد سواء لجهة شراء الحلويات ومستلزمات الضيافة والملابس والأحذية والسلع الغذائية.
تابعوا أخبار سانا على