مظاهرات احتفال في لندن وبرلين باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
شهدت العاصمتان البريطانية لندن والألمانية برلين مظاهرات لدعم فلسطين والاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي يدخل حيز التنفيذ في الثامنة والنصف من صباح اليوم الأحد.
وتجمّع آلاف المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في وسط لندن السبت، عشية دخول الهدنة بين إسرائيل والمقاومة بقيادة حركة حماس، حيز التنفيذ بعد حرب استمرت 15 شهرا.
وقالت صوفي مايسن، وهي امرأة تبلغ 50 عاما من لندن اعتادت المشاركة في الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في العاصمة البريطانية "نريد أن نكون متفائلين" بشأن اتفاق الهدنة، و"علينا أن نخرج إلى الشوارع للتأكد من صمود وقف إطلاق النار".
وتحولت المسيرة إلى تجمع ثابت في وايت هول، الشارع الرئيسي في حي يضم مقار أبرز الوزارات، بعد أن رفضت الشرطة المسار الذي اقترحته "حملة التضامن مع فلسطين" والذي كان يمر بمحاذاة كنيس يهودي.
وأعلنت الشرطة، التي نشرت عناصرها بأعداد كبيرة، أنها اعتقلت في نهاية فترة الظهيرة "ما بين 20 و30 متظاهرا" تخطوا النطاق المسموح به، وذلك بعيد إعلانها توقيف 7 متظاهرين آخرين.
ورفع المشاركون لافتات كُتب عليها "أوقفوا تسليح إسرائيل" و"أوقفوا المذبحة في غزة". وهتف البعض "من النهر إلى البحر ستتحرر فلسطين".
إعلانوفي مكان غير بعيد عن التجمع، أقيمت تظاهرة مضادة جمعت نحو 100 شخص يحملون الأعلام الإسرائيلية.
وفي العاصمة الألمانية برلين، شارك آلاف الأشخاص في العاصمة الألمانية برلين، السبت، في مظاهرة داعمة لفلسطين، احتفالا باتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وذكر مراسل وكالة الأناضول، أن آلاف الأشخاص تجمعوا في ساحة أورانيين بحي كرويتسبرغ، وسط برلين، احتجاجا على الهجمات الإسرائيلية على غزة، وللاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وردد المتظاهرون من أنصار فلسطين، هتافات مناهضة لإسرائيل، وتوجهوا سيرا على الأقدام حتى ساحة هوهنشتاوفن، ووصفوا الفعالية بـمسيرة النصر.
وحمل المشاركون في الفعالية لافتات كتبت عليها عبارات من قبيل نهاية نتنياهو، وألمانيا أصبحت محتلة من قبل إسرائيل، والحرية لفلسطين.
وحاولت مجموعة موالية لإسرائيل استفزاز المتظاهرين برفع أعلام إسرائيل. كما حدثت مواجهات بين الحين والآخر بين المتظاهرين والشرطة، أسفرت عن توقيف العديد من الأشخاص.
مظاهرات أخرىوفي السويد، شهدت العاصمة ستوكهولم، مظاهرة شارك فيها مئات الأشخاص للمطالبة بفرض عقوبات على إسرائيل بسبب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها في غزة.
وتجمع المتظاهرون في منطقة أودينبلان، وطالبوا بمحاسبة إسرائيل على ما ارتكبته في غزة وبإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة.
ولم تقتصر مظاهرات الاحتفال على المدن الأوروبية، حيث شهدت عدة مدن مغربية مظاهرات السبت كان أبرزها في الدار البيضاء حيث ردد المشاركون شعارات تشيد بصمود الفلسطينيين، وتطالب بـرفع الحصار وإدخال المساعدات.
وأدان المشاركون في المسيرة، التي دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين (غير حكومية) استمرار إسرائيل في قتل الفلسطينيين رغم الاتفاق.
وفي مساء الأربعاء، أعلنت قطر نجاح الوسطاء (الدوحة والقاهرة وواشنطن) في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من القطاع، لافتة إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه غدا الأحد.
إعلانويأتي التوصل للاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وخلفت بدعم أميركي أكثر من 157 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات باتفاق وقف إطلاق النار فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تتبنى قرارًا لوقف إطلاق النار في غزة.. حماس ترحب
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس، قرارًا بأغلبية ساحقة يدعو إلى وقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، وفتح الممرات الإنسانية، ورفض استخدام التجويع كسلاح حرب، رغم اعتراض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وعدد محدود من الدول.
وجاء القرار الذي تبنته الجمعية العامة المكونة من 193 دولة، بعد أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإفشال مشروع مماثل، ما أثار موجة انتقادات دولية واتهامات لها بالانحياز المطلق للاحتلال، والتغطية على جرائمه المتواصلة في القطاع المحاصر.
149 دولة صوتت لصالح القرار، في مقابل رفض 11 دولة فقط، بينما امتنعت 19 دولة عن التصويت، ما يعكس عزلة سياسية واضحة للموقف الأمريكي والإسرائيلي. وينص القرار أيضًا على الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس، وإعادة المعتقلين الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة بشكل كامل.
من جانبها، اعتبرت حركة "حماس" القرار بمثابة انتصار سياسي وأخلاقي لشعب غزة ومقاومته، ودليلًا على فشل الرواية الإسرائيلية والدعم الأمريكي في كسب الشرعية الدولية، مؤكدة أن الإرادة الحرة للدول والشعوب تزداد وضوحًا يومًا بعد يوم في رفضها للإبادة الجماعية والحصار.
وفي بيان صحفي صدر عن الحركة، ورصدته "عربي21"، رحّبت "حماس" بأغلبية الأصوات الساحقة التي صوتت لصالح القرار الأممي، معتبرة ذلك دليلاً على عزلة الاحتلال وتهاوي روايته الدعائية، وعلى سقوط مزاعم "الدفاع عن النفس" التي تروّج لها إسرائيل وتتبناها الولايات المتحدة لتبرير حرب الإبادة في غزة.
وبحسب البيان، فإن القرار الذي أدان استخدام التجويع كسلاح حرب، وأكد على ضرورة فتح الممرات الإنسانية وضمان تدفق المساعدات، يعكس الإرادة الحرة للمجتمع الدولي، ويؤكد أن "الحق الفلسطيني لا يزال حاضرًا في وجدان العالم، رغم محاولات تشويهه وتغييبه".
ورأت "حماس" أن التصويت الكاسح في الجمعية العامة، والذي جاء بعد أيام فقط من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مشابه في مجلس الأمن، يمثل ردًا حاسمًا على الانحياز الأمريكي الفج، ويكشف فشل الولايات المتحدة في "فرض إرادتها أو عزل المقاومة الفلسطينية".
وأكدت الحركة أن محاولة واشنطن تمرير إدانة لحركة حماس داخل الجمعية العامة خلال المداولات لم تلقَ تجاوبًا من الدول الأعضاء، مما يشير إلى أن العالم بات أكثر وعيًا بـ"الواقع الاستعماري والإجرامي" للاحتلال الإسرائيلي، وأقل قابلية للابتزاز السياسي والإعلامي.
دعوة لتحويل القرار إلى خطوات عملية
ودعت "حماس" في ختام بيانها الأمم المتحدة إلى عدم الاكتفاء بالقرار، بل العمل على تحويله إلى إجراءات عملية مُلزمة، من شأنها وقف العدوان على غزة، ورفع الحصار المتواصل منذ 17 عامًا، ومحاسبة قادة الاحتلال على الجرائم الموصوفة بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
كما شددت الحركة على أن المدنيين في قطاع غزة، وخاصة الأطفال والنساء، يواجهون شبح المجاعة والموت الجماعي، وأن التحرك الدولي الآن بات واجبًا أخلاقيًا قبل أن يكون مسؤولية سياسية أو قانونية.
في المقابل، هاجم مندوب الاحتلال، داني دانون، القرار، ووصفه بأنه "مهزلة" و"فرية دم"، معتبرًا أنه يُضعف جهود تحرير الرهائن، ويفتح المجال أمام "شرعنة الإرهاب"، على حد قوله، وهو موقف أثار ردود فعل غاضبة من عدة وفود دبلوماسية، خاصة من دول الجنوب العالمي.
ليبيا، وعلى لسان مندوبها طاهر السني، أكدت أن "وصمة عار ستلاحق من يصوتون ضد القرار"، في حين أشار مراقبون إلى أن تصاعد التحركات الدولية في الجمعية العامة يعكس فقدان الثقة بالقدرة الأمريكية على فرض تسوية عادلة، في ظل استمرار الحرب ومأساة المدنيين في غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 183 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.