يمانيون:
2025-06-23@19:30:32 GMT

سنرحل وسنعود لمحاربتكم!

تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT

سنرحل وسنعود لمحاربتكم!

عبدالحميد الغرباني

“جدي وجدتي أتيا من اليمن، لقد استغرق الأمر منهما وقتًا أطولَ من بضع ساعات استغرقناها يوم الجمعة، لقصف اليمن” هذه جزئية من رواية لأحد المجرمين نقلها موقع معاريف الصهيوني دون تسمية هذا المجرم مع الاكتفاء بالإشارة إلى أنه طيّار احتياطي برتبة رائد ونُقل عنه “عندما اقترحت المهمّة، حقّقت حلم جدّي وجدّتي، لقد أرادوا أن يكون لأطفالهم مستقبل أفضل، في دولة تعرف كيف تدافع عن نفسها”.

وثمة مقتطفات أُخرى يوردها مقال معاريف، ويُمكن أن نكتفي بالقدر السابق من هذه الرواية المُثيرة ونتوقف للتعليق عليها بما استذكرته من الرواية الشفاهية الشعبيّة المرتبطة برحيل أغلب من كانوا يتواجدون في اليمن من اليهود، وهؤلاء لم يتركزوا في منطقة بعينها لناحية ما شغلوا من المهن -صناعة الأحذية من الجلد، صياغة الفضة، النجارة-.

تقول الرواية الشفاهية المتداولة حتى اليوم: إن الواحد من اليهود عند رحيلهم من مناطق قطنوها، كان يخاطب من يسأله إلى أين الوجهة وَلماذا؟ بالقول: “سنعود لقصفكم بالطائرة” وقد سمعتُ شخصيًّا هذه الرواية من شخصيات تجاوز عمرها المِئة عام، وَلقد استذكرت هذا فور قراءتي مقالة موقع معاريف الصهيوني بعد أن تلقيتها على إحدى وسائط التواصل الاجتماعي.

لم يكن جد وجدة هذا الطيار الصهيوني المجرم مهمومين بالدفاع إنما مسكونون بالعدوانية وَالإجرام وبأمر إلههم يهوه، شأنُهم شأن كُـلّ اليهود؛ فكل معتقداتهم تعتبر كُـلّ المسلمين مُجَـرّد حيوانات، وهذا ما تُظهره ممارساتهم وأفعالهم، ولطالما احتفى اليهود بشعار الموت للعرب، وَأَيْـضاً قتل الأغيار عُمُـومًا، وسبق وكتب في الصحافة اليمنية عن هذه النظرة اليهودية تجاه اليمن، ينقل الصحفي أحمد الحسني تحت عنوان “يهود اليمن الراحلون العائدون على ظهور الطيور” جانباً من الرواية الشفاهية هذه عن بعض المواطنين من مديرية العدين، وأن يهودياً أثناء بحثه عن أحجار العقيق ليصنع منها فصوصاً لخواتم فضية يصنعها، كان يُخبر من يتجاذبون معه أطراف الحديث هكذا “سنرحل وَبعدها سنعود لمحاربتكم” كما ردّد يهود آخرون على نظرات التعجب من مودعيهم في عدين محافظة إب وهم يرحلون قائلين: “سنخرج إليكم على ظهور الطيور”.

ليس في الأمر نبوءة بالحرب مع اليمن فقد حاربت العصابات اليهودية، اليمن والشعب اليمني عن طريق احتلال فلسطين وَالعدوان على شعبها أولاً ثم بالعدوان على شعوب أمتنا في مصر وَسوريا وَلبنان وُصُـولاً إلى استهداف اليمن، ولكن مع فارق مهم لم يكن اليهود يتخيلونه وهو أن اليمن وفي سياق من القيام بمسؤوليته الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، سبق إلى قصف اليهود في البحر وفي الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وبأسلحة متقدمة ومتطورة خارج حدود مفهوم الردع التقليدي وبتكتيكات تتطور وتتغير باستمرار، وإن كان اليهود المزروعون في بلدنا، الراحلون عنها كانوا يردّدون مقولاتهم الواردة أعلاه، دون أن يستوعبها الكثير ممن سمعوها حينذاك، فَــإنَّ الفارق اليوم هو أن الإيمان العملي بتحقيق وعد الآخرة يسود في أوساط شعبنا، والله غالبٌ على أمره.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وجهة نظر حول الصراع الإيراني الصهيوني

دخلت الحرب الصهيونية الإيرانية أسبوعها الثاني بعد ضربة بادر بتنفيذها الكيان الصهيوني ليلة الثالث عشر من حزيران / يونيو الجاري، وقد حصلت بدعوى الدفاع الاستباقي عن النفس ضد البرنامج النووي الإيراني والتي كان يراد منها إنهاء النظام الإيراني باستهداف قياداته وشل قدراته الدفاعية الصاروخية وتدمير برنامجه النووي بالاعتماد على الاختراق الداخلي وسلاح الطيران والمسيرات.. إلا أن الهدف لم يتحقق إلا جزئيا.. وبعد أن تداركت إيران الوضع بسرعة وردت في الليلة الموالية ثم تواصل الصراع طيلة الأيام الماضية سجالا بين الطرفين وسط دعم أمريكي غير مباشر وتهديدات متكررة بالمشاركة الفعلية في الحرب ودعم من بقية الدول الغربية وإدانة من بقية المجتمع الدولي وتواطؤ من بعض مكونات المحيط الاقليمي العربي منه بالخصوص وانقسام واضح داخل الشعوب وخاصة في النخب بين دعم إيران أو التشفي فيها وفي الحد الأدنى الحياد تجاه ما يجرى وأحيانا الدعم الواضح للكيان.

إن  تقدير الموقف مما هو حاصل من حرب صهيونية على إيران يمكن أن ينطلق مما يلي :

ـ طبيعة الصراع الصهيوني الايراني الذي لا يمكن ادراجه إلا تحت عنوان الصراع الحضاري للأمة  الإسلامية مع الغرب الصهيومسيحي والذي يستهدف المنطقة وشعوبها ودينها وقيمها وثقافتها وأخلاقها منذ إسقاطه للخلافة العثمانية برمزيتها التاريخية رغم ما آلت إليه من ضعف وترهل وانهيار داخلي ولا تزال سياساته مبية على إحباط أي مشروع للنهوض مهما كان حجمه وفاعليته ومن أجل ذلك فعل الأفاعيل بالمنطقة بشكل مباشر أو غير مباشر  عبر ربيبه الكيان الصهيوني أو وكلائه من الأنظمة أو جماعات الإرهاب والتخريب لذلك فإن استهداف إيران نظاما ودولة وشعبا هو في صلب هذا التوجه كما حصل للعراق وافغانستان وغيرها.

ـ تحرير فلسطين الذي يعتبر ذروة سنام الصراع الحضاري ومركزه المحوري وأي تحول فيه ينعكس بالضرورة على جسم الأمة بكل مكوناتها وفي صلب ذلك خيار المقاومة  الذي حملت لواءه عدة جماعات فلسطينية وغير فلسطينية وعدة دول تحت عناوين مختلفة علمانية ويسارية ويمينية وقومية وغيرها من بينها إيران التي يختلط دعمها للقضية بين التوظيف السياسي الاستراتيجي وأحيانا الطائفي وبين المبدئية  خاصة بعد أن آل حمل لواء القضية للإسلاميين حماس والجهاد الإسلامي أصحاب المذهب السني والأصول الإخوانية بالنسبة  لحماس.

تحرير فلسطين الذي يعتبر ذروة سنام الصراع الحضاري ومركزه المحوري وأي تحول فيه ينعكس بالضرورة على جسم الأمة بكل مكوناتها وفي صلب ذلك خيار المقاومة الذي حملت لواءه عدة جماعات فلسطينية وغير فلسطينية وعدة دول تحت عناوين مختلفة علمانية ويسارية ويمينية وقومية وغيرها من بينها إيران التي يختلط دعمها للقضية بين التوظيف السياسي الاستراتيجي وأحيانا الطائفي وبين المبدئية خاصة بعد أن آل حمل لواء القضية للإسلاميين حماس والجهاد الإسلامي أصحاب المذهب السني والأصول الإخوانية بالنسبة لحماس. ـ معركة طوفان الاقصي  التي فجرتها المقاومة الفلسطينة باستقلالية تامة عن كل داعميها وشركائها والتي لم تجد دعما سياسيا وميدانيا سوى من إيران وامتداداتها في لبنان واليمن والعراق ولم تلق من الانظمة العربية سوى الخذلان والتآمر مع بعض  التعاطف الشعبي الذي  لا يسمن ولا يغني من جوع. والمؤسف أن تتعالى بعض الاصوات من  المعروفة  بالعقلانية والخبرة الاستراتجية ودعم المقاومة مثل الدكتور عبد الله النفيسي بتخطئة اطلاق معركة  طوفان الأقصى  وقادته تحت عنوان الانفراد بالقرار واستفزاز الكيان في وجوده والعبرة بالنتائج في السياسة وغيرها من المسوغات .

ـ تداعيات معركة طوفان الأقصى الاستراتجية والمرحلية والتي تظرب في العمق مبررات وجود الكيان استراتجيا والأكيد أن الهجوم على إيران يندرج ضمن هذا الإطار بسبب تضخم دورها الإقليمي ودعمها للمقاومة وبرنامجها النووي الذي يمكن أن يضمن أمنها وموقعها الإقليمي والدولي .


ـ سلوك النظام الإيراني الإقليمي والدولي الذي تم استهدافه من البداية لطبيعته المختلفة عن فلسفة الغرب ومنطلقاته  بالحرب العراقية الإيرانية التي تواصلت ثمانية سنوات كادت تنهيه قبل ولادته بدعم من الغرب والأنظمة العربية مثلما هو حاصل الآن مع الكيان الصهيوني.. وهذا لا يعني أن إيران لم تخطئ في سلوكها تجاه محيطها وفي تحالفاتها خاصة الإقليمية مع الهند ضد باكستان والصين ومع أرمينيا ضد أذربدجان وتركيا، وفي عقليتها التوسعية الطائفية والعرقية احيانا وفي خلطها بين الأنظمة والشعوب مثلما حصل في أفغانستان والعراق وسورية واليمن، وفي مساهمتها الفعالة في إجهاض تطلعات الشعوب العربية للتحرر بإنهاء ثورات الربيع العربي.. ورغم ذلك فإن إسقاط إيران الآن لا يعني سوى فرض هيمنة مطلقة على المنطقة في مستوى الأنظمة وهو حاصل وزيادة.. وفي مستوى الشعوب وفي  مزيد إضعاف روح المقاومة خاصة في فلسطين.

لا شك أن إيران قد ولغت كثيرا في دماء شعوب المنطقة خاصة من السنة لكن صمودها من الناحية الاستراتجية وبحسابات موازين القوى المصلحة فيه أكثر رجوح من المفسدة لأن البديل عنها هو الكيان الصهيوني.. ولنا في قوله تعالى هدي عظيم حول صراع الروم والفرس مع بداية البعثة النبوية وفرحة المؤمنين بانتصار الروم ولو بعد حين.. رغم أن كلا القوتين في عداء مع المسلمين فنحن اليوم أمام خيارين أو بالأحرى مذهبين كما عبر عن ذلك الأستاذ فهمي هويدي مذهب المقاومة ومذهب التصهين. والواضح أن ضمن خيار المقاومة هناك  تنافس وتجاذب وصراع بفعل التقديرات الخاطئة وعدم الاستفادة من دروس التاريخ وإذكاء الغرب ووكلائه لنار الفرقة داخل جسم الأمة.

ـ إن بناء الموقف مما يحصل من صراع صهيوني إيراني يتتطلب من الناحية المنهجية اعتماد مقاربة مركبة من حيث الأبعاد تعتمد تقديرا للظرفي والاستراتيجي فيما يعبر عنه بفقه اللحظة وحسن ترتيب للاولويات ودقة في الموازنة بين المصالح والمفاسد  بما يفضي الى ترجيح الوقوف في جانب إيران الشعب ثم الدولة ثم النظام باعتبارها تتعرض لاعتداء غاشم ظالم لا أصل له في الأديان والشرائع والقانون الدولي وكل ردود أفعالها هو دفاع عن النفس مشروع هذا الموقف لا يلغي ما مارسته من ظلم واعتداء وتجاوز في حق  شعوب المنطقة والدين فيه لا يسقط بالتقادم والحساب حوله مؤجل إلى حين لأنه ليس من أولويات المرحلة .

ـ بقية المواقف سواء الداعمة للكيان الغاصب والمحرضة على تدمير إيران أو الداعية للحياد باعتبار الطرفين وجهان لعملة واحدة فإن مآلات كل منهما هو مزيد من تفكيك الأمة وتقسيم المقسم وتجزئة المجزء وهو أساس العلو الإسرائيلي الثاني والتسلط على المنطقة ولا عبرة بما يطرح من ادعاءات بأن الموقف المقابل له عاطفي وغير واقعي وغير مقدر لميزان القوى ومستقبل المنطقة.. ولا بما يقدم من مبررات رغم وجاهتها حينما تكون مجزأة .

ـ بناء على ما تقدم فإن تبني موقف المساندة النقدية لإيران ودعمها وإسنادها من طرف العديد من الشخصيات والأطرف والدول هو الموقف المعقول. ومن ضمن هذه الأطراف ما راج صدوره عن الإخوان بإمضاء القائم بأعمال المرشد العام أو بعض الحركات والأحزاب  ذات التوجه الإسلامي  رغم ما هم عليه من استهداف وحصار ومطاردة وما انتهى إليه حالهم  من ضعف وترهل وتفكك وجمود فكري سياسي  وتنظيمي غير مسبوق  بفعل ما يعيشونه  من ارتهان للماضي بشخوصه وأفكاره ومقارباته وما حصل في داخلهم من تدمير ذاتي جعلهم في حالة عجز عن المراجعة والتقدير والتدبير والتأير.

*كاتب تونسي 

مقالات مشابهة

  • اليمن جبهة متقدمة في معركة الأمة لمواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي
  • التشادي روزي جدي: الروایة العربية طریقة للاحتجاج ضد استعمار أفريقيا
  • ارتفاع عدد الأسيرات في سجون العدو الصهيوني إلى 47
  • عراك وفوضى بين المستوطنين في الملاجئ.. وحرمان غير اليهود من الحماية (شاهد)
  • مفتي الجمهورية: جرائم البطش الصهيوني بحق أهل غزة عار على الإنسانية
  • صيني يروي تجربته المؤلمة داخل إسرائيل: لم أعد أتعاطف مع اليهود .. فيديو
  • يدعو مكتب الهيئة الطبية الدولية في اليمن للمشاركة في مناقصة
  • “الجبهة الشعبية” تثمن موقف اليمن بشأن العدوان الصهيوني على إيران
  • مظاهرات في اليمن دعما لفلسطين وتضامنا مع إيران
  • وجهة نظر حول الصراع الإيراني الصهيوني