يمن مونيتور/قسم الأخبار

عقب الإفراج عنها من السجون الإسرائيلية، عبّرت الأسيرة المحررة هديل شطارة عن مشاعر مختلطة بين الفرح بالحرية والألم إزاء الثمن الباهظ الذي دفعه أهالي قطاع غزة لأجل ذلك من دمائهم ومنازلهم.

وقالت شطارة (33 عامًا)، وهي أكاديمية في جامعة بيرزيت، القريبة من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية: “ثمن الحرية كان غاليًا جدًا، سُدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم”.

واعتقلت شطارة من بلدة المزرعة الشرقية، شرق رام الله، في 1 يوليو/تموز الماضي، فيما صدر بحقها قرار بالاعتقال الإداري (دون تهمة). وأضافت: “اليوم الفرحة منقوصة؛ أولًا وضع أهلنا في غزة، ولكن نحن على ثقة أن غزة قادرة على أن تنهض، وستعود أقوى من قبل ويرجع لها أهلها ويتم إعادة بناء ما دمره الاحتلال”.

واستكملت: “غزة ستعمر بأهلها وناسها، ونحن على ثقة بأن غزة ولاّدة وراح ترجع قوية وترفع رأسها”.

وعن الأوضاع داخل السجون الإسرائيلية، تقول شطارة إنها “صعبة وسيئة للغاية، حيث سُحِب كل شيء من الغرف، خرجنا لا نمتلك سوى ملابسنا”.

وتشير إلى أن أوضاع الأسيرات والأسرى متشابهة، فهم محرومون من كل شيء داخل السجون، مستدركة: “لكن ذلك لم يزدنا إلا قوة وتحديًا وثباتًا”.

وتتمنى شطارة الحرية لكل فئات الأسرى، خاصة الرجال، وذلك لما يعانونه من مصاعب كبيرة داخل السجن.

وختمت بتوجيه رسالة للعالم قائلة: “حريتنا كانت بأثمان كبيرة، ونحن شعب مستعد لدفع هذه الأثمان، ولا ننتظر من يحررنا. نحن نحرر أنفسنا بأنفسنا، ولكن ننتظر من العالم موقفًا عادلًا تجاه قضيتنا ليس أكثر”.

وأفرجت السلطات الإسرائيلية، ليلة الأحد/الإثنين، عن عشرات الأسرى الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، من سجن عوفر، غرب مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية.

في الوقت نفسه، أفرجت إسرائيل عن عدد من الأسرى المقدسيين تم ترحيلهم مباشرة إلى منازلهم في مدينة القدس.

وشمل اليوم الأول من المرحلة الأولى من الاتفاق، الإفراج عن 90 أسيرًا، بينهم 20 طفلًا وفتى نشرت أسماءهم مؤسسات حقوقية فلسطينية، مقابل الإفراج عن 3 أسيرات إسرائيليات مدنيات من غزة.

وتحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليًا وجود نحو 96 أسيرًا إسرائيليًا بغزة، فيما أعلنت “حماس” مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

وصباح الأحد، بدأ سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين “حماس” وإسرائيل، يستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، ويتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

ومن المقرر أن تطلق “حماس” في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرًا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريًا أم “مدنيًا”.

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم، حتى الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الجاري.

(الأناضول)

 

 

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأسرى فلسطين

إقرأ أيضاً:

آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب

تظاهر آلاف الإسرائيليين، ليل السبت/الأحد فيما تسمى "ساحة المختطفين" وسط تل أبيب، للمطالبة بإعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، حتى لو كان ذلك على حساب وقف حرب الإبادة.

تأتي هذه المظاهرة بعد عودة الوفد الإسرائيلي المفاوض من قطر، الخميس الماضي، عقب رد حركة حماس على الاقتراح المتعلق بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وما تبعه من مواقف إسرائيلية أميركية "سلبية" تجاهه.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الخاصة إن عائلات الأسرى بغزة شاركت في مظاهرة انطلقت من "ساحة المختطفين" باتجاه مقر سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب.

وأوضحت أن المتظاهرين دعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للضغط على نتنياهو لإبرام صفقة لاستعادة الأسرى الـ50 المتبقين في غزة، أحياءً وأمواتًا.

وقالت قريبة أحد الأسرى المحتجزين، في مؤتمر صحفي عقد خلال المظاهرة: "إذا لم يتم إعادة الأسرى، فستكون هذه هزيمة مطلقة، ليس فقط للدولة، بل للمجتمع الذي نسي قيمه".

والخميس الماضي، غادر الوفد الإسرائيلي الدوحة، عقب تسلم الرد من حماس.

وزعمت مصادر رسمية في تل أبيب أن رد حماس، كان "سلبيا"، وقالت إن "المفاوضات مستمرة، لكن الفجوات كبيرة وتتطلب قرارات صعبة".

جانب من الاحتجاج المناهض للحكومة والمطالب بوقف الحرب في تل أبيب (الفرنسية) غموض وترقب المفاوضات

ولا يزال الغموض يكتنف مصير المفاوضات، بعد إعلان إسرائيل والمبعوث الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف سحب فريقي بلديهما للتشاور من الدوحة، علاوة على اتهامات من واشنطن وتل أبيب لحماس بـ"عدم الرغبة" في التوصل إلى صفقة، وهو ما نفته الحركة وأكدت التزامها "باستكمال المفاوضات".

وقال نتنياهو، الجمعة، إن إسرائيل تدرس مع الولايات المتحدة "بدائل" لإعادة الأسرى في قطاع غزة وإنهاء حكم حماس، وذلك بعد تصريح لويتكوف أيضا الخميس، قال فيه: "سندرس الآن خيارات بديلة لإعادة الرهائن".

إعلان

ولم يكشف نتنياهو، عن طبيعة البدائل التي يتحدث عنها، بينما تقول المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، إن السبيل الوحيد لإعادة الأسرى هو اتفاق مع حركة حماس.

قضية المساعدات

والجمعة، دعا 6 أعضاء بالكونغرس الأميركي، في بيان مشترك، إدارة ترامب للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة وإعادة الأسرى في أقرب وقت، ووصفوا الأوضاع الإنسانية بغزة بأنها "مروعة وغير مقبولة".

وطالب البيان كذلك بالضغط على نتنياهو لإصلاح جذري أو إغلاق ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، واستئناف دعم آليات تنسيق المساعدات التي تقودها الأمم المتحدة في غزة، مع تعزيز الرقابة لضمان وصول المساعدات إلى المدنيين المحتاجين.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/أيار الماضي، تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يعرف بـ"مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة إسرائيليا وأميركيا، لكنها مرفوضة أمميا وفلسطينيا.

وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات، مما تركهم بين الموت جوعا أو رميا بالرصاص، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • ترامب: على إسرائيل تحديد الخطوة التالية في غزة.. مقترح صفقة شاملة
  • 10 آلاف أسير في خطر.. شهادات تكشف جحيم التعذيب والتجويع في سجون الاحتلال
  • روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
  • تحسبا لعمليات خاصة لتحرير الأسرى .. حماس تفعّل بروتوكول “التخلص الفوري” وتعلن حالة الاستنفار
  • والدة جندي أسير في القطاع : فشلت جميع الأوهام في استعادتهم
  • آلاف الإسرائيليين يطالبون بإعادة الأسرى حتى لو توقفت الحرب
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • ما الذي تخشاه حماس بخصوص الأسرى لديها من واشنطن وتل أبيب؟
  • "حماس" تهنئ لبنان بتحرّر جورج عبد الله وتحيي صموده دعماً لفلسطين
  • لماذا غضبت واشنطن من رد حماس بينما رحّب به الوسطاء؟