حلول سريعة وغير آمنة لخسارة الوزن .. في الوقت الذي يعاني فيه ملايين الأشخاص حول العالم من اضطرابات الأكل، برز عقار أوزيمبيك، المعروف أيضًا باسم سيماجلوتيد، كحل سريع لفقدان الوزن. 

وبحسب صحيفة اندبيدنت البريطانية طور الباحثون هذا العقار في الأساس لعلاج مرض السكري من النوع 2، ولكنه أصبح في الآونة الأخيرة موضوعًا مثيرًا للجدل بعدما بدأ يُستخدم من قبل أفراد يعانون من مشاكل تتعلق بصورة أجسادهم، أو حتى أولئك الذين يرغبون ببساطة في إنقاص الوزن.

وعلى الرغم من الفوائد المحتملة لهذا العقار، إلا أن استخدامه خارج نطاق الإرشادات الطبية يحمل مخاطر جسدية ونفسية كبيرة.

استخدام أوزيمبيك خارج الإرشادات الطبية

تمكن البعض من الحصول على أوزيمبيك بطرق غير قانونية، مثل تعديلات زائفة على استمارات طلب الدواء عبر الإنترنت أو من السوق السوداء. بدأنا نشهد في الآونة الأخيرة تزايدًا في التقارير التي تتحدث عن استخدام العقار من قبل الأفراد الذين يعانون من اضطرابات الأكل، بما في ذلك الشره المرضي وفقدان الشهية، حيث يستخدمونه كوسيلة لتحقيق خسارة سريعة في الوزن.

وقد أظهرت بعض الدراسات أنه حتى أولئك الذين ليس لديهم مشاكل صحية حقيقية قد يتناولون أوزيمبيك في محاولة لتحقيق مظهر جسماني مثالي، وهو ما يُعد تصرفًا خطرًا يهدد صحتهم النفسية والجسدية على حد سواء.

المخاطر الصحية والآثار الجانبية

في حين أن أوزيمبيك يمكن أن يساعد مرضى السكري على خفض مستويات السكر في الدم والتحكم في وزنهم، إلا أن استخدامه بشكل غير مناسب قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. تتراوح الآثار الجانبية المعروفة من أمراض المرارة وفشل الكلى إلى التهاب البنكرياس، بالإضافة إلى تغييرات في الرؤية. والأخطر من ذلك هو أن هذه الأدوية لم تخضع بعد لدراسات كافية بشأن تأثيراتها الطويلة المدى.

الأمر لا يتوقف هنا، ففيما يتعلق بالأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل، تشير الخبراء إلى أن تناول أدوية لإنقاص الوزن قد يعزز من سلوكيات غير صحية، مثل القلق المفرط بشأن الوزن والشكل الجسدي. كما أن فقدان الوزن السريع قد يتسبب في ظهور مشاعر الخجل والذنب، ويؤدي إلى تدهور حالة المريض النفسية في حال توقفه عن تناول العقار واكتساب الوزن مرة أخرى.

التأثير الإعلامي وتطبيع أوزيمبيك

التغطية الإعلامية الواسعة حول استخدام أوزيمبيك قد ساهمت في تطبيع هذا السلوك، حيث أصبح من الشائع بين المشاهير والمستخدمين العاديين التحدث عن فقدان الوزن باستخدام هذا العقار. ولكن هذه القصص الإعلامية قد تعزز من الضغط الاجتماعي لتحقيق المظهر المثالي، مما يزيد من خطر اللجوء إلى أدوية غير مناسبة لتحقيق هذا الهدف.

في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن هذه الرسائل الإعلامية يمكن أن تؤدي إلى حلقة مفرغة، حيث يصبح الأشخاص أكثر عرضة لاستخدام الأدوية لتحقيق مظهر جسدي معين، مما يفاقم مشاعر القلق والضغط النفسي لديهم.

ضرورة الحذر والفحوصات الطبية

من الضروري أن يكون هناك فحص شامل قبل وصف أدوية مثل أوزيمبيك، يشمل تقييم الحالة النفسية والبدنية للمريض. ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي دقيق وبموافقة مختصين في العلاج النفسي عند الحاجة. يؤكد المتخصصون على ضرورة أن تقوم خدمات إدارة الوزن بتقييم علاقة الأفراد بالطعام والوزن بشكل مستمر لتفادي تطور اضطرابات الأكل أو تفاقمها.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تشديد القيود على وصف أدوية فقدان الوزن وضمان وجود ضوابط طبية صارمة، بما في ذلك فحص شامل قبل بدء العلاج. التوسع في استخدام أدوية إنقاص الوزن دون إشراف طبي مناسب قد يؤدي إلى تزايد الأضرار النفسية والجسدية، لا سيما بين الأشخاص الأكثر عرضة لهذه المشاكل.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الوزن فقدان الوزن أوزيمبيك الصحة النفسية مرض السكري مرض السكر إنقاص الوزن اضطرابات الأکل

إقرأ أيضاً:

"بيت مال القدس" تقدم نتائج دراستين حول واقع الصحة النفسية والتحول الرقمي بالقدس

القدس المحتلة - صفا قدمت وكالة بيت مال القدس الشريف في رام الله، نتائج دراستين نوعيتين، تناولتا واقع الصحة النفسية والتحول الرقمي في مدينة القدس، بمشاركة خبراء وباحثين فلسطينيين متخصصين. وركزت الورشة، التي جرت بحضور المدير المكلف بتسيير الوكالة محمد سالم الشرقاوي، على منهجية البحث وطبيعة العينات التمثيلية المستجوبة، قبل تقديم نتائج الدراستين. وخلصت النتائج إلى استشراف مستقبل الخدمات النفسية والرقمية في المدينة، وتسليط الضوء على البيئة الريادية في ظل ظروف المدينة، وهجرة الكفاءات. وأكد الشرقاوي أن الدراستين تشكلان قاعدة مهمة لبحوث ودراسات أخرى تساعد الوكالة على فهم تحديات الواقع الاجتماعي والاقتصادي في القدس، والمساعدة على هندسة برامجها ومشاريعها لتحقيق النتائج الملموسة. وقال إن التكفل بالفئات، التي تعاني من اضطرابات نفسية، يجب أن ينتقل إلى موقع متقدم في سلم أولويات عمل المؤسسة في هذا المجال، في الوقت الذي اعتمدت فيه الوكالة استراتيجيتها الرقمية للفترة ما بين 2024-2027، لبرامج دعم الابتكار وريادة الأعمال، والتمكين الاقتصادي من خلال حلول محلية مستدامة. وتوزعت أشغال الورشة على جلستين، قدمت في الأولى دراسة "واقع خدمات الصحة النفسية في القدس وجدوى رقمنتها"، بإشراف إياد الحلاق، وبمشاركة الخبراء سحاب خطاطبة، وبانا البرغوثي، وسجى العلمي. وتوقفت الدراسة على هشاشة البنية التحتية لقطاع الصحة النفسية، والنقص في الأطر والتوزيع غير العادل للموارد، لا سيما في الأحياء المهمة للقدس. وشددت على أن التحول الرقمي قد يمثل بوابة لتوسيع مجال الدعم النفسي وتعزيزه عن بعد. أما الجلسة الثانية، فقد خصصت لتقديم نتائج دراسة عن "واقع الرقمنة في القدس بين الجدار والجيل الثالث"، برئاسة رشيد الجيوسي، وبمشاركة الباحثين ظافر صباح و نادر صالحة، وأدهم حنون. وتطرقت إلى معوقات الرقمنة في القدس، مثل الحجب، والرقابة، وضعف البنية التحتية، مع عرض لمشاريع رقمية محلية ناجحة. واقترحت الدراسة حلولًا مبتكرة وقابلة للتطبيق لتحسين النفاذ الرقمي وتعزيز المشاركة المجتمعية. وأوصت الجلسة بتعزيز الاستثمار في البنية التحتية الرقمية في القدس، وتطوير منصات إلكترونية آمنة للدعم والمواكبة النفسية، مع إمكانية دمج الرقمنة في السياسات الصحية الوطنية، وتوسيع احتضان المشاريع الريادية المقدسية. 

مقالات مشابهة

  • ما علاقة وجه أوزيمبيك بأدوية خسارة الوزن وكيف أثر على عمليات التجميل؟
  • الصحة: إدخال 6 شاحنات أدوية لمستشفيات غزة غدًا
  • الوزن يعود بسرعة لا تصدقها.. هذا ما يحدث بعد وقف أدوية التنحيف
  • دراسة تحذر: الهواتف المحمولة في سن مبكرة تهدد الصحة النفسية للمراهقين
  • دارسة: الجسم يستعيد الوزن المفقود بعد أسابيع من وقف أدوية التنحيف
  • يهدد الصحة النفسية.. دراسة تحذر من آثار استخدام الهواتف ‏الذكية على الأطفال
  • العطاء يتدفق.. دولة عربية تهدي السودان 25 طناً من أدوية مكافحة الكوليرا
  • الجسم يستعيد الوزن الذي فقده بعد أسابيع من وقف أدوية التنحيف
  • "بيت مال القدس" تقدم نتائج دراستين حول واقع الصحة النفسية والتحول الرقمي بالقدس
  • في الطبيخ وبالشاي الأخضر.. أغرب 7 طرق في استخدام الحلبة لإنقاص الوزن