واشنطن بوست لترامب: لا يمكن تحقيق الوحدة الوطنية بالسيطرة على أراضي الغير
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حفل تنصيبه يوم الاثنين، بأنه احتوى على وعود كبيرة وتوحيد الأمريكيين تحت قيادته وأعلن فيه عن "بداية العصر الذهبي" للولايات المتحدة.
قالت إن ترامب وعد بتحقيق الحلم الذي تحدث عنه القس مارتن لوثر كينغ في خطابه الشهير، حقيقة.
وتحدث ترامب عن رغبته بأنه يكون "صانع سلام ورجل وحدة". وأكدت الصحيفة أن الأمريكيين يتفقون مع هذه الأهداف، ويريدون خلال الأربع سنوات المقبلة التحرك بعيدا عن خلافاتهم وبناء بلد يتسم بالكمال وتحسين حياة الجميع فيه.
ويمكن لترامب أن يساعد في هذا الاتجاه، نظرا للدعم الذي يحظى به، إلا أن الصحيفة أكدت أنه من الصعب الموافقة على كل شيء قاله ترامب. وركزت هنا على ما قاله من أن "تدهور أمريكا قد توقف"، ثم حديثه عن حادثة الاغتيال وأن الرب قد أنقذه لمواصلة مهمة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى.
والحقيقة كما تقول الصحيفة أن أمريكا لا تعيش حالة تدهور أو تراجع، لكن لا يعني أنها ليست بحاجة للإصلاح، فكلفة المعيشة في أمريكا مرتفعة بشكل لا يحتمل ويعاني نظام الهجرة في البلاد من الشلل. وقد انتخب ترامب لمعالجة هاتين المشكلتين.
لكنه يرث اقتصادا نشطا تعافى من وباء كوفيد-19 وفي كل المجالات: البطالة والنمو الاقتصادي وتراجع التضخم، وأصبح محل حسد العالم. ويجب أن تكون مسؤوليته عدم تعريض هذه الإنجازات للخطر من خلال فرض التعرفات الجمركة وعمليات الترحيل التي لا تقوم على خطط واضحة للمهاجرين غير الشرعيين.
وقال ترامب: "سنكون أمة لا مثيل لها، مفعمة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية"، وهذه هي المثل العليا التي يمكن للأمريكيين أن يدافعوا عنها. ومع ذلك، سيكون هناك دعم أقل للوصول إليها من خلال استعادة الأراضي أو إعادة تسمية الجبال والمسطحات المائية، فقوة أمريكا كما تقول الصحيفة، تأتي من الإبداع والابتكار، الغزو الفكري وليس استعمار الأراضي.
وقال ترامب إنه يريد توحيد البلاد، ومع ذلك تعهد بتدمير برامج التنوع العامة والخاصة وأعلن أن جنسين فقط، ذكر وأنثى، موجودان في أمريكا، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب وقع أيضا على مجموعة مذهلة من الأوامر التنفيذية المزعجة. وستسعى إدارته إلى إنهاء حق المواطنة بالولادة في محاولة لتمكين حكومته من ترحيل الأشخاص الذين يعيشون بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة والذين لديهم أطفال مواطنين، وهو إهانة للتعديل الرابع عشر في الدستور.
وأعلن حالة الطوارئ على الحدود الجنوبية للسماح بإرسال قوات إلى هناك، وسيعيد فرض سياسة "البقاء في المكسيك" التي فرضها في إدارته الأولى وأجبرت طالبي اللجوء على الانتظار في مدن الخيام القذرة والخطيرة جنوب الحدود الأمريكية أثناء النظر في طلباتهم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذه السياسات مجتمعة تهدد بإحداث ضرر كبير، ليس فقط للمهاجرين وأسرهم، بل أيضا للاقتصاد الأمريكي. وللمرة الثانية يخرج ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، بشكل يجعل الولايات المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي ليس طرفا في التزامات تخفيض مستويات الإنبعاثات الكربونية. بل وتحدث عن تخفيف القيود على الإنبعاثات الكربونية ووعد بالتنقيب عن النفط "إحفر يا حبيبي"، وفي نفس الوقت تحدث عن معارضته لمشاريع الطاقة النظيفة.
ووعد بتعليق كل العقود من لتوليد الطاقة من الهواء، وهي خطوة ستكون نذير منع، وهو ما سيمنع الولايات المتحدة من التنافس في هذه الصناعة الجارية. وتذكر الصحيفة أن هناك حدودا لما يمكن لأي رئيس أمريكي تحقيقه في القريب العاجل. فمحاولة ترامب حظر المواطنة عبر الولادة، سيواجه بقضايا أمام المحاكم، لأن المفهوم منصوص عليه في الدستور.
كما أن سياسة "البقاء في المكسيك" لن تنجح إلا بالتعاون مع المكسيك. ورغم أن ترامب لن يتعرض لضغوط إعادة انتخابه كي يعدل مواقفه إلا أنه ليس محصنا من الواقع.
وتعلق الصحيفة أن إرث ترامب ومستقبل حزبه الانتخابي لا يعتمدان فقط على ما يمكن تحقيقه خلال السنوات الأربع المقبلة ولكن مدى شعبية هذه الإنجازات. وترامب اليوم أقوى مما كان عليه في الماضي ويمكن أن يدفع حزبه الذي شكله على صورته سياساته خلال الكونغرس.
والواقع أن الديمقراطيين، حسب الصحيفة، بعد هزيمتهم في تشرين الثاني/نوفمبر، يفتقرون إلى النفوذ اللازم لإحباط أفكار ترامب غير الحكيمة. ولكن الأمريكيين سوف ينتبهون إلى مدى نجاح تنفيذ سياسات الرئيس. ولن يرغبوا في رؤية الاقتصاد يتعثر أو مشاهدة الاستقطاب السياسي في البلاد يزداد.
وقال الرئيس بعد خطابه الرسمي إن "العمل، وليس الأقوال، هو الذي يهم". وهو محق في هذا، كما تقول "واشنطن بوست".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة المهاجرين ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة أن
إقرأ أيضاً:
"النموذج الأميركي فاشل".. خامنئي: الولايات المتحدة ستُجبر على مغادرة المنطقة
فرضت إدارة ترامب مجموعة جديدة من العقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بصناعات النفط والبرامج النووية والصاروخية الإيرانية. اعلان
أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، السبت، أن الولايات المتحدة "ستُجبر على الرحيل من هذه المنطقة، وسترحل حتمًا"، وذلك في أعقاب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدول الخليج.
وفي خطاب متلفز ألقاه أمام عدد من المدرّسين، أشار خامنئي إلى أن "عزيمة شعوب المنطقة، ستُجبر الولايات المتحدة على مغادرة هذه المنطقة"، منتقدًا ما وصفه بالنموذج الأميركي الفاشل، الذي يهدف إلى الإبقاء على دول الخليج في حالة "تبعية واحتياج دائم للدعم الأميركي".
وأضاف المرشد الإيراني أن "ترامب والمسؤولين الأميركيين يكذبون حين يدّعون أنهم يستخدمون القوة من أجل السلام، في حين أنهم يستخدمونها لقتل الأطفال في غزة"، في إشارة إلى دعم واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حركة حماس.
وتابع: "الولايات المتحدة هي مصدر الفساد والحروب والانقسامات في هذه المنطقة، والنظام الصهيوني هو ورم سرطاني خطير وقاتل لا بد من استئصاله".
Relatedترامب: قريبون من اتفاق بشأن برنامج إيران النووي وطهران تبدو نوعا ما موافقة على بنودهبالتعاون مع الإمارات والسعودية.. إيران تقترح إنشاء ائتلاف نووي إقليميوقال خامنئي أيضًا إن الرئيس الأميركي صرّح بأن الدول العربية في المنطقة لا يمكنها الصمود عشرة أيام من دون الدعم الأميركي، مضيفًا: "من خلال سلوكها ومقترحاتها، تواصل واشنطن فرض هذا النموذج، وكأن هذه الدول لا يمكنها الاستمرار بدونها، وهذا النموذج قد فشل بوضوح".
تأتي تصريحات مرشد الثورة في وقت تجري فيه مباحثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران، بوساطة عمانية، منذ 12 نيسان/أبريل، بهدف التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني، خلفًا للاتفاق الدولي الذي أُبرم عام 2015، وانسحبت منه إدارة ترامب في 2018. وتُعد هذه المحادثات الأعلى مستوى بين البلدين منذ ذلك الوقت.
وكان الرئيس الأمريكي قد انتقد الجمهورية الإسلامية خلال زيارته إلى السعودية، الثلاثاء، قائلاً في منتدى استثماري إن "قادة إيران يسرقون ثروات شعبهم لتمويل الإرهاب وسفك الدماء في الخارج"، مضيفًا في تصريح لاحق أثناء تواجده في قطر، الخميس، أن بلاده "تقترب من التوصل إلى اتفاق" مع طهران بشأن الملف النووي. لكنه حذر، الجمعة، بأن "على إيران أن تتحرك، وإلا فسيحدث شيء سيء".
وفي الأسابيع الأخيرة، فرضت إدارة ترامب مجموعة جديدة من العقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بصناعات النفط والبرامج النووية والصاروخية الإيرانية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة