ما خسرته إيران ربحه العرب
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
آخر تحديث: 22 يناير 2025 - 9:42 صبقلم: فاروق يوسف إذا كانت لديك مشكلة في لبنان فعليك الذهاب إلى إيران التي لها رأي لا يستهان به في مستقبل سوريا. أما حركة حماس فإنها لا تخطو خطوة واحدة إلا بعد أن تعرضها على الولي الفقيه. ذلك كله صار من الماضي. لقد تم فك الأنشوطة الإيرانية التي لُفّت حول رقبة الشرق الأوسط.
أما العراق فإنه وإن كان يبدو كما لو أنه حكاية أخرى فإن مستقبله الإيراني على وشك الأفول. إيران اليوم تفكر في مستقبلها لا في مستقبل العراق. لم يعد العراق جزءا من أوراقها التي تمارس من خلالها الضغط على الولايات المتحدة التي لم تعد من جهتها مالكة لقرار التمسك به أو التخلي عنه. لقد دخلت إسرائيل على الخط بعد أن صار استهدافها من العراق عملا تحريضيا إيرانيا. وهكذا لم يعد التفكير في صورة الشرق الأوسط الجديد بنسخته الأميركية ملزما بقدر ما صارت ضرورات الأمن الإسرائيلي هي التي ترسم الخرائط السياسية لمنطقة آن لها أن تستريح من الصداع الإيراني الذي هو عبارة عن متاهة، كل دروبها مغلقة. بين السابع من أكتوبر عام 2023 والسابع من ديسمبر عام 2024 امتد خط الزلزال الذي اعتقدت إيران أن نتائجه ستكون لصالحها. فعلت ما كانت تراه مناسبا لمستقبلها في المنطقة وكانت تعرف أنها لن تخسر شيئا على مستوى وجودها السياسي داخل أراضيها. غامرت إيران بالآخرين الذين أبدوا استعدادا للانتحار من أجلها. غير مرة نفت إيران صلتها بما حدث في غزة كما أن حسن نصرالله زعيم حزب الله السابق كان قد أكد مرارا أن إيران لم تأمره بشن حرب على إسرائيل. وقد لا تكون إيران قد أخبرت بشار الأسد بأن موعد رحيله عن السلطة بات قريبا بعد أن تم استبعادها من الصفقة الأميركية – الروسية التي قامت تركيا بتنفيذ بنودها على الأرض السورية. نكون سذجا إذا ما اعتقدنا أن علي خامنئي كان مهتما بمصير بشار الأسد. لقد تم استهلاك الفصل السوري من الحكاية سريعا بعد أن فقد الإيرانيون وبشكل نهائي درة تاجهم في المنطقة وهو حزب الله الذي بات نسيا منسيا بالنسبة إلى صناعة القرار في لبنان. هل يعني ذلك أن إيران في طريقها إلى المسافة صفر من مشروعها التوسعي الذي ظن البعض أنه صار واحدة من الحقائق الراسخة في منطقة الشرق الأوسط؟ بالنسبة إلى صناع القرار السياسي والعسكري ومنفّذيه لم تكن هناك إمكانية لإعادة رسم الخرائط السياسية في المنطقة إلا إذا كانت تلك العملية تُجرى لصالح تكريس النفوذ والهيمنة الإيرانية إلى زمن ليس بالقريب. كان الحديث عن إمبراطورية فارس التي عادت إلى الوجود وهي تطل على بحرين وتتحكم بخط سير جزء مهم من التجارة العالمية هو واقع حال لا يقبل جدلا بحيث صار أنصار إيران ينتظرون الساعة التي يعترف فيها العالم بها قوة إقليمية عظمى تستأذنها القوى الكبرى في ما يتعلق بالشرق الأوسط. ربما كان السلوك الروسي بما انطوى عليه من نفاق سياسي قد وهبها مكانة لا تستحقها حين كانت جزءا من مباحثات كانت تُجرى لتصريف الشأن السوري. وربما لعبت الولايات المتحدة دورا في تكريس ذلك الوهم حين ظلت تغض النظر عن الأبواب العراقية المفتوحة على إيران لإنقاذ اقتصادها. لقد ظن الكثيرون أن مستقبل الشرق الأوسط سيكون موزعا بين ثلاث قوى، إيران وإسرائيل وتركيا. تلك قراءة تلغي بشكل تام تأثير العامل العربي، وعلى أساسها لن يكون العرب سوى كتلة بشرية لن يكون لها دور في التأثير على مستقبل الشرق الأوسط الجديد الذي ليست فكرة التبشير بولادته جديدة، بل تعود إلى عقود ماضية. تلك قراءة أثبتت أنها لا تتمتع بالعمق والدراية والتمعن في المستجدات التي يمكن أن تقع بطريقة صادمة كما حدث حين سمح المجتمع الدولي لإسرائيل بأن تفعل ما تراه مناسبا لأمنها وبالطريقة التي تناسبها بل والأنكى من ذلك أن جزءا مهما من العالم فتح لإسرائيل مخازن أسلحته ليعينها في مشروعها. إذا كان موقف الولايات المتحدة وأوروبا محسوما لصالح إسرائيل فماذا عن موقفي الصين وروسيا؟ ما صار واضحا أن هناك قرارا دوليا يقضي بإعادة إيران إلى حدودها وإنهاء أسطورتها التي لم تكن سوى ورقة خاسرة في لعبة هي أكبر منها بل وحتى أكبر من تركيا أما إسرائيل وهي دولة صغيرة، قليلة السكان فإن ما يهمها سوى أن يكون لها مكان آمن في ذلك الشرق التي تعرف أنها لن تقوى على حكمه. وما لا يمكن إنكاره أن الجهد العربي في إفشال المشروع الإيراني سيعيدهم إلى الخارطة السياسية بطريقة تتناسب مع رغبتهم المؤكدة في صنع مستقبل حيوي للمنطقة بعيدا عن الشعارات الجوفاء.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: الشرق الأوسط بعد أن
إقرأ أيضاً:
“موسكو فيلم كلاستر” يقدّم عرضه الأول في “سوق البحر الأحمر 2025”
أعلن مجمّع موسكو السينمائي “موسكو فيلم كلاستر”، أحد أكبر المنظومات الإنتاجية في أوروبا الشرقية، عن مشاركته الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال حضوره في النسخة الـ5 من سوق البحر الأحمر 2025 في جدة، خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر.
ويعرض المجمّع في مشاركته بنيته الإنتاجية المتكاملة التي تشمل مواقع التصوير، والخدمات اللوجستية، والقدرات التقنية، والمواهب الإبداعية، إضافة إلى حوافز موجّهة لصنّاع السينما الدوليين.
ويُعد سوق البحر الأحمر المنصة المهنية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ويجمع نخبة من المنتجين ووكلاء المبيعات المتخصصين من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا وأفريقيا وأوروبا، مقدّماً مساحة لعرض المشاريع السينمائية في مرحلتي التطوير والإنتاج.
وقال جورجي بروكوبوف، الرئيس التنفيذي لموسكينو فيلم كلاستر: “يشكّل سوق البحر الأحمر فرصة مهمة لتعزيز تعاوننا مع المنطقة. فعلى مدى العامين الماضيين، استقبلنا وفوداً من مختلف دول الشرق الأوسط خلال أسبوع موسكو الدولي للأفلام، ونجحنا في إبرام اتفاقات ملموسة، من بينها مذكرات التفاهم مع جمعية منتجي التلفزيون والسينما في تركيا ولجنة مصر للأفلام. نحن منفتحون على شراكات جديدة ونسعى لتأكيد مكانة موسكو كوجهة إنتاج موثوقة للمحترفين حول العالم”.
وتدعم موسكو صُنّاع السينما بحوافز تُعدّ من الأكثر تنافسية في المنطقة، إذ يتيح برنامج الاسترجاع المالي ما يصل إلى 45% من التكاليف المؤهلة، بواقع 30% خصماً مباشراً و15% إضافية عبر المنح والتخفيضات على الخدمات والإقامة والتنقل والتأشيرات، مع اشتراط حد أدنى للإنفاق المحلي يبلغ 175 ألف دولار. ويمكن للإنتاجات الدولية الاستفادة من هذه الحوافز عبر التعاون مع استوديو خدمات إنتاجية في موسكو أو شريك محلي مشارك في الإنتاج، بما يضمن دعماً تشغيلـياً كاملاً.
ويُعد غوركي فيلم ستوديو الذراع الإنتاجية الأبرز للمجمّع، إذ يوفّر منظومة متكاملة تغطي مراحل التطوير والإنتاج وما بعد الإنتاج. ويُعدّ الاستوديو من أبرز المؤسسات السينمائية التاريخية في روسيا منذ تأسيسه عام 1915، وقدّم أكثر من 1000 عمل سينمائي نال الاعتراف محلياً ودولياً. وتضم منشآته 16 استوديوً رقميًا، سيُشغّل 10 منها بحلول نهاية 2026، إضافة إلى مخزون يضم أكثر من 200 ألف قطعة أزياء وإكسسوارات ومرافق تقنية متقدمة.
كما يعمل المجمّع على تطوير مشروع مدينة الأفلام “فيلم سيتي”، الذي يمتد على مساحة تتجاوز 350 هكتاراً، ويضم مواقع تصوير داخلية وخارجية، ويهدف ليصبح إحدى أهم وجهات التصوير العالمية بحلول 2030.